تعرض الكاتب سلمان رشدي، الذي أصدر رجل الدين الإيراني الراحل آية الله الخميني فتوى بقتله عام 1989 بسبب كتابه «آيات شيطانية»، للطعن في رقبته على مسرح «معهد تشوتوكوا» بغرب ولاية نيويورك في الولايات المتحدة أمس.
وأكد مراسل لوكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، كان في المكان، أن رشدي (75 عاماً) طُعن على ما يبدو في رقبته الجمعة من قبل رجل هرع إلى المنصة بينما كان على وشك إلقاء محاضرة في غرب نيويورك. وشاهد المراسل رجلاً يواجه رشدي على خشبة المسرح في مؤسسة «تشوتوكوا»، ويبدأ بلكمه أو طعنه 10 إلى 15 مرة أثناء تقديمه.
وأفاد شهود بأن رجلاً صعد إلى منصة المعهد وهاجم رشدي. وأضافوا أنه جرى تقييد المهاجم بعيد ذلك. ولم تعرف حال رشدي الصحية على الفور. لكن طائرة هليكوبتر استدعيت إلى المكان ونقلته إلى المستشفى على عجل.
وكان الحاخام تشارلز سافينور من بين مئات الحضور، وهو قال: «ركض هذا الرجل إلى المنصة، وبدأ في لكم السيد رشدي». وأضاف: «في البداية كنت مثل: ما الذي يحدث؟ وبعد ذلك أصبح من الواضح تماماً في بضع ثوان أنه يتعرض للضرب». وأوضح أن الهجوم استمر حوالي 20 ثانية.
وسرعان ما أحيط رشدي الملطخ بالدماء بمجموعة صغيرة من الأشخاص الذين رفعوا ساقيه، على الأرجح لإرسال المزيد من الدم إلى صدره.
وقال ناطق باسم مؤسسة «تشوتوكوا» لوكالة «رويترز»، إنه يجري «التعامل مع حالة طارئة. لا يمكنني تقاسم المزيد من التفاصيل في الوقت الحالي».
وكان رشدي في مؤسسة «تشوتوكوا» للمشاركة في مناقشة حول عمل الولايات المتحدة كملجأ للكتاب والفنانين في المنفى و«موطن لحرية التعبير الإبداعي»، وفقاً لموقع المؤسسة على الإنترنت.
وواجه رشدي، المولود في أسرة هندية مسلمة، تهديدات بالقتل بسبب روايته الرابعة «آيات شيطانية» التي رأى مسلمون أنها تحتوي على فقرات تجديفية. وحظرت الرواية في العديد من البلدان المسلمة عند نشرها عام 1988. وبعد عام، أصدر الخميني فتوى دعا فيها المسلمين إلى قتل الروائي بتهمة التجديف. ومنذ فترة طويلة نأت الحكومة الإيرانية بنفسها عن فتوى الخميني، لكن المشاعر المعادية لرشدي بقيت. وقالت منظمة «مؤشر الرقابة» التي تروج لحرية التعبير، إنه تم جمع الأموال لتعزيز المكافأة على قتله في عام 2016، مؤكدة أن الفتوى لا تزال قائمة.
ودفعت التهديدات بالقتل والمكافأة البالغة قيمتها ثلاثة ملايين دولار أميركي رشدي للاختباء، في ظل برنامج حماية للحكومة البريطانية، بما في ذلك حرس مسلح على مدار الساعة. ظهر رشدي بعد تسع سنوات من العزلة واستأنف بحذر المزيد من الظهور العلني، محافظاً على انتقاده الصريح لما يعده تطرفاً دينياً بشكل عام.
وكان رشدي رئيساً سابقاً لمنظمة «بن أميركا» التي قالت رئيستها التنفيذية سوزان نوسيل، في بيان، إنها تعاني «الصدمة والرعب» من الهجوم. وأضافت: «لا يمكننا التفكير في حادثة مماثلة لهجوم عنيف علني على كاتب أدبي على الأرض الأميركية». وأكدت أن «سلمان رشدي استهدف بسبب كلماته منذ عقود، لكنه لم يتوان ولم يتردد».
في عام 2012، نشر رشدي مذكراته بعنوان «جوزيف أنطون» حول الفتوى. جاء العنوان من الاسم المستعار الذي استخدمه رشدي أثناء الاختباء.
وصعد رشدي إلى الصدارة مع روايته الحائزة على جائزة «بوكر» عام 1981 بعنوان «أطفال منتصف الليل»، ولكن أصبح اسمه معروفاً في أنحاء العالم بعد «آيات شيطانية».