بينما حذر عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، من «الطامعين بالسلطة»، واقترح إجراء انتخابات إلكترونية، كررت حكومة «الاستقرار» برئاسة فتحي باشاغا، حديثها حول قرب دخولها إلى العاصمة طرابلس لتولي السلطة.
ونشرت حكومة باشاغا في ساعة مبكرة من صباح أمس صوراً، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لزيارة قام بها وفد من مدينة زليتن لباشاغا بمنزله في مدينة مصراتة بغرب البلاد، مساء أمس، وقالت في بيان مقتضب إنها «للدفع بالحكومة لتولي مهامها من العاصمة طرابلس، وتقديم الخدمات للمواطن الليبي».
ويتحدر باشاغا من قبيلة «أولاد بعيو»، التي تعود أصولها إلى مدينة زليتن، التي تبعد نحو 150 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.
ولم تقدم الحكومة في بيانها أي تفاصيل إضافية حول الزيارة، علماً أن باشاغا وكبار مساعديه كرروا على مدى الشهور الستة الماضية ادعاءات مماثلة، لم تحدث على أرض الواقع، بشأن اعتزام الحكومة المدعومة من مجلس النواب دخول العاصمة طرابلس لاستلام عملها سلميا.
في المقابل استغل الدبيبة، الذي يتولى أيضا حقيبة الدفاع في حكومته، حفل تخريج الدفعة الثانية والخمسين من طلبة الكلية العسكرية، مساء أمس، في حفل أقيم بالعاصمة طرابلس بحضور كبار مساعديه العسكريين للتحذير مما وصفهم بـ«الطامعين في السلطة»، وقال مخاطبا الخريجين، وفقا لبيان وزعه مكتبه: «أوصيكم ألا تدعوا الطامعين أن يوجهوكم نحو الموت والخراب في سبيل أهوائهم، وأن تحافظوا على أنفسكم لأنكم أنتم عماد العمل الجاد، وثروتنا الحقيقة ومستقبلنا».
ولم يحدد الدبيبة هوية هؤلاء الطامعين، لكنه أضاف: «أعلنا في حكومة (الوحدة) منذ اليوم الأول بأنه لا حرب مع الإخوة بعد اليوم، ولا بد لليبيا وشعبها أن ينعم بالرخاء والأمن والأمان». كما طالب الدبيبة ضمنيا بإجراء الانتخابات المؤجلة عبر التصويت الإلكتروني، بعدما أشاد في الاجتماع الأول لبرلمان الشباب الليبي، مساء أمس، بجهود وزارة الشباب والهيئة العامة للمعلومات في نجاح تجربته، وتنفيذ انتخابات إلكترونية لهذا البرلمان، باعتبارها «سابقة مهمة يمكن البناء عليها في الاستفتاءات، ويمكن حتى أن تَحِلّ محل الانتخابات التقليدية كلما دعت الضرورة لذلك».
وبعدما اعتبر أن هذه الخطوة تعد تجربة طموحة، تهدف لإدماج الشباب، وتفعيل دورهم في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، دعا الدبيبة لبذل الجهد حتى تنعم ليبيا بسلطات تشريعية، تعمل وفق الدستور من أجل حياة كريمة للمواطن، والمحافظة على حقوقه، وضمان أدائه لواجباته، على حد زعمه.
كما أعلن الدبيبة أنه أمر وزير المالية بموافاته بالإجراءات المتخذة من قبل القطاعات، بشأن المطابقة لتنفيذ جدول المرتبات الموحد المعتمد بقرار الحكومة، وإعادة تعليماته للوزارات بالتواصل مع وزارة المالية بالخصوص. واعتبر أن خطة النهوض بليبيا «تبدأ بدعم الحكم المحلي، وإنهاء المركزية، ومنح صلاحيات أوسع للبلديات»، لافتا إلى أنه ناقش هذا الموضوع مؤخرا مع عمداء بلديات المنطقة الشرقية، باعتباره هدفا أساسيا للحكومة.
بدوره أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، على أهمية دور المجتمع الدولي في إعادة الاستقرار إلى ليبيا، واعتبر خلال اجتماعه بطرابلس مساء أمس مع سفيرة بريطانيا لدى البلاد، كارولاين هورندال، ومدير إدارة الأمن الدولي بوزارة الدفاع البريطانية، نك غور، أن استكمال ما تبقى من نقاط خلافية حول المسار الدستوري بين مجلسي النواب والدولة «سيكون خطوة مهمة للوصول إلى وضع خارطة طريق متكاملة للحل، وتحديد موعد لإجراء الاستحقاقات الانتخابية التي ينتظرها الليبيون».
ومن جهتها أكدت هورندال على أهمية العمل لإنجاز الأساس القانوني، لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب الآجال.
كما بحث المنفى مع السفير الهولندي، دولف هوخيوونيخ، تطورات الأوضاع السياسية في ليبيا، وسبل الوصول إلى حل سياسي يقود البلاد إلى الاستقرار والسلام. فيما دعا دولف إلى تضافر جميع الجهود، من أجل تجاوز البلاد للأزمة السياسية التي تمر بها. كما قال المنفي إنه ناقش مع القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة، رايزدون زينينغا، التطورات السياسية الأخيرة، وضرورة الحفاظ على الزخم على المسار الانتخابي. ونقل عن زينينغا إشاداته بجهود المجلس الرئاسي لبناء التوافق بشأن حل الجمود السياسي الحالي، وتعزيز بيئة أمنية مستقرة، واستقرار اقتصادي في ليبيا.
الدبيبة يحذر من «الطامعين في السلطة»... وباشاغا يعد بدخول طرابلس
المنفي يشدد على دور المجتمع الدولي في إعادة الاستقرار إلى ليبيا
الدبيبة يحذر من «الطامعين في السلطة»... وباشاغا يعد بدخول طرابلس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة