خطة إسرائيلية لمحاربة «أمنستي» اقتصادياً

رداً على تقرير «الأبرتهايد»

TT

خطة إسرائيلية لمحاربة «أمنستي» اقتصادياً

وضعت أحزاب اليمين في المعارضة والائتلاف الحكومي في إسرائيل، على السواء، خطة لمحاربة «منظمة العفو الدولية» (أمنستي) اقتصادياً، عقاباً لها على التقرير الذي أصدرته، واتهمت فيه إسرائيل بممارسة سياسة فصل عنصري ضد الفلسطينيين، شبيهة بممارسات «الأبرتهايد» في جنوب أفريقيا سابقاً.
وقال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، إن «أمنستي» منظمة معادية لإسرائيل تقف في صف واحد مع إيران و«حزب الله». ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى محاربة المنظمة الدولية بكل الوسائل القانونية والمالية، وإلغاء الإعفاء الضريبي الذي تحصل عليه من تبرعات في إسرائيل والولايات المتحدة وغيرهما. وكشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، أن وزير المالية، أفيغدور ليبرمان، وغيره من قوى اليمين، يحاولون تمرير عدد من الإجراءات الاقتصادية العقابية ضد «أمنستي»، لكن لجنة الاقتصاد البرلمانية، برئاسة النائب عن «حزب العمل» اليساري، غلعاد كريف، تعرقل إقرار هذه العقوبات بمختلف الوسائل البيروقراطية.
وكانت «منظمة العفو الدولية»، قد أصدرت، في مطلع شهر فبراير (شباط) الماضي، تقريراً يحتوي على إدانة دامغة طالبت فيه «بمساءلة السلطات الإسرائيلية عن ارتكاب جريمة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين». وجاء في التقرير أن التحقيق التفصيلي الذي أجرته المنظمة يبين كيف فرضت إسرائيل نظام اضطهاد وهيمنة على الشعب الفلسطيني، أينما ملكت السيطرة. وهذا يشمل الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن اللاجئين النازحين في بلدان أخرى.
يوثق التقرير، الذي أُعِد بعنوان «نظام الفصل العنصري (أبارتهايد) الإسرائيلي ضد الفلسطينيين»، حوادث كثيرة، ومنظومات عمل وقوانين تدين إسرائيل بتشكيل نظام قاسٍ يقوم على الهيمنة وجرائم ضد الإنسانية، من عمليات الاستيلاء الهائلة على الأراضي والممتلكات الفلسطينية، وأعمال القتل غير المشروعة، والنقل القسري، والقيود الشديدة على حرية التنقل، وحرمان الفلسطينيين من حقوق المواطنة والجنسية. وقالت إن هذه كلها تشكل أجزاءً من نظام يرقى إلى مستوى الفصل العنصري بموجب القانون الدولي. ويتم الحفاظ على هذا النظام بفعل الانتهاكات التي تَبَيّن لـ«منظمة العفو الدولية» أنها تشكل فصلاً عنصرياً وجريمة ضد الإنسانية، كما هي مُعرّفة في نظام روما الأساسي، والاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها (اتفاقية الفصل العنصري).
واعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، هذا التقرير، معادياً بشكل خطير. وحسب الناطق بلسانها، عمانوئيل نحشون، فإن «أمنستي» تُعتبر عدواً لإسرائيل.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

رئيس الوزراء الفلسطيني المكلَّف: إصلاح مؤسسات السلطة ضرورة... وأولويتنا إغاثة غزة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال تكليفه محمد مصطفى تشكيل الحكومة الجديدة في رام الله يوم الخميس (الرئاسة الفلسطينية - رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال تكليفه محمد مصطفى تشكيل الحكومة الجديدة في رام الله يوم الخميس (الرئاسة الفلسطينية - رويترز)
TT

رئيس الوزراء الفلسطيني المكلَّف: إصلاح مؤسسات السلطة ضرورة... وأولويتنا إغاثة غزة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال تكليفه محمد مصطفى تشكيل الحكومة الجديدة في رام الله يوم الخميس (الرئاسة الفلسطينية - رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال تكليفه محمد مصطفى تشكيل الحكومة الجديدة في رام الله يوم الخميس (الرئاسة الفلسطينية - رويترز)

قال رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف، محمد مصطفى، إنه ينظر إلى الإصلاح في مؤسسات السلطة الفلسطينية من سياق وطني باعتباره ضرورة ومصلحة وطنية، مشيراً إلى أن الإصلاح عملية متراكمة، ومتواصلة، وليست علاجاً تجميلياً، وهدفه النهائي الوصول إلى نظام حوكمة صلب ومتين وخاضع للمساءلة.

وأكد مصطفى، في مقابلة مع وكالة «أنباء العالم العربي»، ثقته في اجتياز المرحلة الحالية في ظل الدمار والخراب الذي أحدثته الحرب بقطاع غزة، مضيفاً أن الوقت الحالي هو الأمثل للعمل، ليس فقط لمواجهة ما يحصل الآن، وإنما أيضاً وضع رؤية شاملة تقود إلى إنهاء الاحتلال «وإحقاق الحقوق الوطنية في الحرية والاستقلال الآن ومرة واحدة للأبد».

وقال مصطفى إن خططه تتضمن إصلاحات جدية تشمل كثيراً من المجالات.

وأضاف: «نسعى لتحسين المعايير المالية وتحقيق الشفافية وتعزيز الإيرادات وترشيد المصروفات وتطوير التعليم وجميع الخدمات، وفي مقدمتها الصحية، والحد من الإجراءات البيروقراطية وتقوية سيادة القانون وتعزيز سيادة القانون واستقلاليته ومكافحة الفساد والتأكيد على حقوق الإنسان وحرية التعبير وتعزيز دور المجتمع المدني والهيئات الرقابية والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية».

وتابع: «الحكومة المقبلة رغم أن تكليفها يأتي في ظروف قاهرة، فإنها ستعمل على كل المستويات أفقياً ورأسياً، ولن نألو جهداً للوصول إلى مرحلة اليوم الأخير قبل إقامة الدولة، ونحن على ثقة بأننا سنتمكن من تأسيس بنية الدولة والمراكمة على الجهود السابقة بما يوصلنا إلى مرحلة اليوم قبل الأخير لإقامة دولتنا المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية واعتراف العالم بها».

لا تسامح مع الفساد

وتعليقاً على الصورة النمطية الدارجة عن السلطة الفلسطينية في وسائل الإعلام الدولية بوصفها «سلطة فاسدة»، قال مصطفى: «سياستنا قائمة على عدم التسامح مطلقاً مع أي فساد في مؤسساتنا الوطنية، فهدفنا الالتزام الكامل والشامل بمعايير الشفافية، ومن خلال تجربتي العملية أثناء عملي في البنك الدولي وفي مواقع أخرى بالوطن، فأنا أدرك تماماً أن وجود حكومة خاضعة للمساءلة أمر بالغ الأهمية، ليس فقط لحشد الدعم والمصداقية الدوليين، بل الأهم من كل ذلك هو كسب ثقة شعبنا الذي عانى على مدار عقود من ويلات ونكبات متتالية».

وأضاف أن حكومته ستتخذ سلسلة تدابير مهنية وستعمل على إنشاء مكتب تنفيذي للإصلاح المؤسسي في مكتب رئيس الوزراء، وستعمل على وضع وتنسيق وإنفاذ الخطط الإصلاحية في جميع المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المختصة، مثل البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وأوضح: «هناك خطط يتم الانتهاء منها تشمل تفاصيل المهام والعمل الذي سيقوم به هذا المكتب، بما في ذلك الأولويات والمجالات، والإجراءات الفورية التي يمكن البدء بها».

تحرير فلسطين «للأبد»

وحول إمكانية اجتياز المرحلة الحالية في ظل الدمار والخراب الذي أحدثته الحرب، قال رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف: «الإجابة القصيرة والمباشرة: نعم، أما السؤال الأهم فهو: كيف؟».

وأضاف: «نحن واعون جداً لحجم الأهوال التي تحصل، وحجم الدمار والحرمان الذي عايشناه ونعيشه منذ بداية الاحتلال لا يمكن وصفه وتصوره، حيث فقدنا خلال أقل من 6 شهور أكثر من 30 ألف شهيد، والرقم مفزع، لا سيما أن نحو 13 ألفاً منهم من الأطفال. كما أنه يومياً يفقد نحو 10 أطفال أحد أطرافهم في قطاع غزة بفعل القصف المستمر، وبات نحو 17 ألف طفل من دون أحد والديهم، ويضاف لذلك 70 ألف جريح».

ودمرت آلة الحرب الإسرائيلية نحو 60 ألفاً من منازل غزة، بينما انهارت كل الأنظمة مثل التعليم والصحة، بالإضافة إلى عدم توفر الماء والغذاء والكهرباء.

وتابع مصطفى: «الحرب والعدوان أيضاً في الضفة الغربية خطير جداً؛ فالاستيطان يتواصل وعنف وإرهاب المستوطنين يزداد، والحواجز تحول المدن إلى كانتونات صغيرة، كما أن اقتصادنا يعاني بفعل قرصنة أموالنا، لدرجة أن دفع الرواتب والعيش حياة مستقرة باتا مهمة صعبة».

وشدد على أن الفلسطينيين أمام منعطف خطير يثير التساؤلات حول القدرة على الصمود والإبداع للخروج من هذه الأزمات، وقال: «لذلك فإننا نرى أن هذا هو الوقت الأمثل للعمل، ليس فقط على مواجهة ما يحصل الآن، وبالأخص أولوية الإغاثة ومن ثم التعافي لأهلنا في القطاع، إنما أيضاً وضع رؤية شاملة تقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإحقاق الحقوق الوطنية في الحرية والاستقلال، الآن، ومرة واحدة للأبد».

ويرى مصطفى أن الحرب والمآسي التي خلفتها وضعت القضية الفلسطينية مجدداً على رأس أولويات العالم.

وأضاف: «واجب علينا ألّا نجعل هذه التضحيات الجسام تذهب هباءً، وأن تكون هذه الحرب هي الأخيرة في مسيرة التحرير، وأن نستغلّ كل ما أبدع به شعبنا العظيم من طاقات وإمكانات، بمشاركة شاملة، وجماعية خلف مثل هذه الرؤية التي تضع الهدف النهائي بإنهاء الاحتلال، وتنطلق من الوضع القائم في هذه اللحظات - على الرغم من مآسيه - ورسم الخطط المتكاملة التي توصلنا إليه: وقف الحرب، والإغاثة، والتعافي، والتحضير لإعادة الإعمار، وبالتوازي العمل على تمكين المؤسسات وإصلاحها، وإرساء قواعد حكم شفاف، وقوي، وقابل للمساءلة، بمشاركة كاملة وشاملة من جميع أطياف المجتمع من مجتمع مدني، وشتات، وشباب ونساء وقوى وفصائل».

وضع صعب للغاية

ووصف مصطفى الوضع بالصعب للغاية، لكنه أضاف: «نستطيع وبواقعية معالجة الأزمة الإنسانية إلى الأزمة الاقتصادية والرواتب، وحتى بناء أسس اقتصاد متين، وضمن نظام حوكمة نزيه. باختصار: نعرف خط النهاية، والرؤية تقوم على رسم الطريق من المكان الذي نحن فيه حتى تلك النهاية».

وتابع: «بالطبع، كل منا عليه مسؤوليات، وعلى المجتمع الدولي مسؤوليات كبيرة يحب تحملها سياسياً ومالياً، والأهم في مواجهة دولة الاحتلال. لقد حان الوقت لتحرير فلسطين - مرة واحدة وإلى الأبد».

وعبر مصطفى أيضاً عن اعتقاده بأن العالم الآن أصبح أكثر تصميماً على إحداث تغيير حقيقي، «لأنه فهم الرسالة بأن هذا الصراع لا يمكن أن ينتهي دون نيل الشعب الفلسطيني حقوقه، لذلك نرى أنه من المهم الآن رسم طريق واضحة لوقف الحرب والكارثة الإنسانية في قطاع غزة، والعمل على بلورة خريطة طريق الرؤية التي ذكرت، والتي تفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

كما دعا مصطفى إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار «يضع حداً لهذه الجرائم، ويوقف شلال الدم».

وقال: «المطلوب العمل مع المجتمع الدولي من أجل توفير الإغاثة الإنسانية الطارئة لأهلنا في قطاع غزة، يأتي معها العمل على توفير الخدمات الأساسية العاجلة: الكهرباء، والمياه، والتعليم، والصحة وغيرها. وبالتوازي، العمل على إطلاق عملية لإعادة التعافي الاقتصادي الذي يمكن عجلة الحياة من البدء بالعودة إلى وضعها. ومن ثم، بالتأكيد، إطلاق عملية إعادة الإعمار التي نحضر لها بجميع تفاصيلها».

مهمة شاقة

وحول طريقة عمل الحكومة لتحقيق رؤيتها في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، قال مصطفى: «نعي تماماً أن هذه مهمة شاقة بسبب سيطرة الاحتلال على مقدراتنا، وقرصنة أموالنا واعتمادنا على مدار عقود على المساعدات الخارجية التي بدأت تتناقص تدريجياً في السنوات الأخيرة».

وأضاف: «لمواجهة هذا الوضع، يجب العمل على عدة مسارات متزامنة. على المدى القصير إيجاد مصادر مالية، واستغلال الظرف الدولي لوقف قرصنة أموالنا. على المدى المتوسط، العمل على آليات تجعل هذه المصادر مستدامة وغير قابلة للابتزاز السياسي، وعلى المدى الطويل يجب تنويع مصادر الدخل، وترشيد النفقات لكي نكون على الطريق الصحيحة من أجل وضع أسس اقتصاد وطني مرن، وقادر على الصمود والازدهار».

وأشار مصطفى إلى وجود التزامات مالية كبيرة تتعلق بحقوق الموظفين العموميين، وحقوق الموردين من القطاع الخاص التي تتعلق كذلك بالخدمات المقدمّة للفلسطينيين والتي تجب معالجتها فوراً، وقال: «نحن شعب قوي وقادر، لكننا لا نستطيع القيام بكل شيء لوحدنا».

وقال: «الوضع معقد وصعب، ولكن يجب أن نبحث وأن نجد الحلول. بمساعدة المجتمع الدولي، والأشقاء العرب، وقطاعنا الخاص، بما في ذلك المغتربون، سنكون قادرين على تنويع مواردنا، وخلق اقتصاد مرن ومزدهر يؤدي إلى تقليل اعتمادنا على المساعدات الخارجية. وللتأكيد فإن تحقيق ذلك يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع تنفيذ الأفكار الإصلاحية الجريئة والحاسمة القائمة على الواقعية والشفافية ومشاركة الجميع».

المهمة ذات الأولوية

وكشف مصطفى أن المهمة ذات الأولوية لحكومته هي الإغاثة الإنسانية العاجلة في قطاع غزة. وقال: «نعمل على إنهاء خطط تفصيلية تتعلق بتشكيل فريق متخصص لمتابعة الموضوع، بالأخص تنسيق المساعدات مع جميع الجهات المحلية والدولية، وبالتعاون مع هذه الأطراف وضع خطة شاملة للمساعدات، بما في ذلك الإجراءات السريعة على الأرض التي تضمن تجميع المساعدات وتوزيعها ووصولها بكفاءة وعدالة. وبالطبع بالتوازي مع خطط الإنعاش الاقتصادي».

وأضاف أنه فيما يتعلق بإعادة الإعمار في قطاع غزة، «ننوي طرح خطة تتضمن إنشاء هيئة مستقلّة ومختصة تدار من قبل فريق مهني ومتخصص من الكفاءات» لتتولى إعادة الإعمار وإنشاء صندوق ائتماني لجمع الأموال المطلوبة وإدارتها وصرفها بطريقة شفافة، على أن يدار من قبل إحدى المؤسسات الدولية التي تملك خبرة ذات صلة؛ مثل البنك الدولي أو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وشدد مصطفى على أن جميع الخطط التفصيلية أو التي قيد التحضير تعتمد على التكامل، وعلى أن يقوم كل طرف بمسؤولياته، بما فيها المؤسسات الحكومية والوزارات والمجتمع المدني.

وأضاف: «الهيئة والفرق المتخصصة ستقوم بالعمل مع الوزارات وتمكين عملها، وبالعمل مع المؤسسات الدولية وتنسيق وتسهيل عملها، وهكذا وصولاً إلى أن يقوم كل طرف بتحمل مسؤولياته وإنفاذ المطلوب منه».

وقال: «أؤمن بأن الحوكمة السليمة والشفافة، القائمة على المشاركة والشراكة وبشكل شامل لجميع الأطياف، وأن تقوم الحكومة المقبلة بتحقيق التقدم على أرض الواقع، هما السبيل الأمثل لكسب ثقة أبناء شعبنا، والمجتمع الدولي على حد سواء».


بايدن يعبّر لنتنياهو مجدداً عن «قلقه العميق» إزاء العملية البرية في رفح

مخيم للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
مخيم للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

بايدن يعبّر لنتنياهو مجدداً عن «قلقه العميق» إزاء العملية البرية في رفح

مخيم للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
مخيم للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

قال البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، إن فريقاً أميركياً وآخر إسرائيلي سيجتمعان في واشنطن قريباً لبحث سبل بديلة لاستهداف عناصر حركة «حماس» وتأمين الحدود مع مصر دون القيام بعملية برية كبيرة في رفح.

وأضاف في بيان نقلته «وكالة أنباء العالم العربي»، أن الرئيس الأميركي جو بايدن عبّر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً عن قلقه العميق إزاء احتمال قيام إسرائيل بالعملية البرية في رفح.

كما بحث الجانبان المفاوضات الجارية في قطر بشأن المحتجزين في غزة.

وقال البيت الأبيض إن بايدن ونتنياهو بحثا الأزمة الإنسانية في غزة، وقال إن الرئيس الأميركي شدد لنتنياهو على ضرورة زيادة تدفق المساعدات للمحتاجين في جميع أنحاء غزة خاصة شمال القطاع.


«أكسيوس»: إسرائيل و«حماس» بدأتا التفاوض على تفاصيل اتفاق لوقف إطلاق النار

صور الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر معلقة على جدار في تل أبيب (رويترز)
صور الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر معلقة على جدار في تل أبيب (رويترز)
TT

«أكسيوس»: إسرائيل و«حماس» بدأتا التفاوض على تفاصيل اتفاق لوقف إطلاق النار

صور الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر معلقة على جدار في تل أبيب (رويترز)
صور الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر معلقة على جدار في تل أبيب (رويترز)

قال مسؤولان إسرائيليان ومصدر مطلع لموقع «أكسيوس»، اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل وحركة «حماس» بدأتا التفاوض على تفاصيل اتفاق محتمل لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة والإفراج عن محتجزين للمرة الأولى منذ شهور.

وترزح إسرائيل و«حماس» تحت ضغط للتوصل لاتفاق يتم الإفراج بموجبه عن محتجزين وتبدأ هدنة إنسانية في غزة حيث قُتل ما يزيد على 30 ألف فلسطيني.

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي تعثّرت المحادثات التي تتوسط فيها مصر وقطر في مرحلة إطار المفاوضات دون أن تصل إلى صياغة تفاصيل الاتفاق الفعلية.

وأحرزت الجهود الحالية تقدماً الأسبوع الماضي حين ردت «حماس» على إطار لاتفاق بشأن إطلاق سراح محتجزين اقترحته الولايات المتحدة وقطر ومصر، وفق ما ذكرته وكالة أنباء العالم العربي.

وبحسب مسؤولين إسرائيليين فإن الخلافات بين الجانبين قائمة لكن رد «حماس» أتاح التقدم من الإطار العام إلى وضع تفاصيل الاتفاق.

وشمل إطار العمل الأميركي الإفراج عن 400 سجين فلسطيني بينهم 15 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد بتهمة قتل إسرائيليين مقابل إطلاق سراح 40 محتجزاً.

واشترطت «حماس» في الرد الذي قدمته، الخميس الماضي، الإفراج عن 950 سجيناً بينهم 150 يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن «حماس» تريد اختيار أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم خاصة المحكوم عليهم بالسجن المؤبد لكن إسرائيل رفضت هذا الطلب.

وأفاد مسؤولون بأن إسرائيل تطلب تسلم قائمة بأسماء المحتجزين الذين هم على قيد الحياة وترحيل من سيفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين إلى دولة أخرى لكن «حماس» ردت بالرفض.

ووفقاً لموقع «أكسيوس» فإن الفجوة الأكبر تتمثل في طلب «حماس» انسحاب الجيش الإسرائيلي من ممر أنشأته في جنوب مدينة غزة يحول دون عودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع.

أما نقطة الخلاف الأخرى فهي طلب «حماس» أن تنطوي المرحلة التالية من الاتفاق، والتي يمكن أن تشمل الإفراج عن جنود، على وقف دائم لإطلاق النار.

واجتمع فريق التفاوض الإسرائيلي بقيادة رئيس الموساد دافيد برنياع، أمس الاثنين، في الدوحة مع الوسطاء القطريين والمصريين بقيادة رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وصرح مصدر مطلع على الجلسة الافتتاحية من المفاوضات بأنها «إيجابية» وقال «الجانبان جاءا ببعض التنازلات والاستعداد للتفاوض».

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الجولة الحالية من المحادثات قد تستغرق أسبوعين على الأقل وأضاف أنها ستكون «عملية طويلة وصعبة ومعقدة لكننا نريد محاولة التوصل لاتفاق».


غزة عالقة بين «مجاعة وشيكة» و«مقبرة مفتوحة»

فلسطينيون يحتشدون أمام مخزن لـ"أونروا" في مدينة غزة أمس مع ارتفاع مستويات الجوع في القطاع (رويترز)
فلسطينيون يحتشدون أمام مخزن لـ"أونروا" في مدينة غزة أمس مع ارتفاع مستويات الجوع في القطاع (رويترز)
TT

غزة عالقة بين «مجاعة وشيكة» و«مقبرة مفتوحة»

فلسطينيون يحتشدون أمام مخزن لـ"أونروا" في مدينة غزة أمس مع ارتفاع مستويات الجوع في القطاع (رويترز)
فلسطينيون يحتشدون أمام مخزن لـ"أونروا" في مدينة غزة أمس مع ارتفاع مستويات الجوع في القطاع (رويترز)

بدا مصير غزة، أمس، عالقاً بين تحذير برنامج الأغذية العالمي من «مجاعة وشيكة» شمال القطاع، وتصريح مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بأن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة حوّلت القطاع إلى «مقبرة مفتوحة».

وهاجمت إسرائيل، مجدداً مستشفى «الشفاء» وهو أكبر مبنى طبي في مدينة غزة، وحولت أروقته ومحيطه إلى ساحة حرب، في عملية قالت مصادر في الفصائل الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إنها تستهدف ضرب «سيادة حماس» في مدينة غزة، وتقويض محاولاتها «استعادة السيطرة» وممارسة دور في ملف إدخال المساعدات بالمدينة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل خلال هجومه على «الشفاء» العميد فائق المبحوح، وعدّه «مسؤول العمليات» في جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة «حماس»، كما أكد اعتقال آخرين وجّه إليهم تهماً بالعمل مع «حماس»، وأقرّ كذلك بمقتل جندي تابع له.

وتحت وطأة التحذيرات الأممية، عملت إدارة الرئيس جو بايدن بشكل محموم خلال الساعات الماضية، من أجل التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار «يدعم بشكل لا لبس فيه» الجهود المبذولة لتحقيق «وقف فوري ومستدام» لإطلاق النار في القطاع، مستخدمة لغة جديدة يمكن أن تبدد المخاوف من استخدام «فيتو» من روسيا التي تصر على استخدام لغة «واضحة ومباشرة» لوقف القتال.

وعلمت «الشرق الأوسط» من دبلوماسيين في المجلس، أن النسخة المعدلة للمرة الخامسة تستجيب لمطالب عدد من الدول الـ15 الأعضاء، بما في ذلك المطالبة بـ«الوقف الفوري والمستدام» للقتال بين إسرائيل و«حماس»، بموازاة «إطلاق الرهائن فوراً ومن دون أي شروط»، والسماح بـ«تدفق المساعدات الإنسانية إلى كل أنحاء غزة»، للحيلولة دون التفشي الوشيك للمجاعة في القطاع.


حزب بارزاني لمقاطعة انتخابات إقليم كردستان


الزعيم الكردي مسعود بارزاني (الحزب الديمقراطي الكردستاني )
الزعيم الكردي مسعود بارزاني (الحزب الديمقراطي الكردستاني )
TT

حزب بارزاني لمقاطعة انتخابات إقليم كردستان


الزعيم الكردي مسعود بارزاني (الحزب الديمقراطي الكردستاني )
الزعيم الكردي مسعود بارزاني (الحزب الديمقراطي الكردستاني )

صعّد الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه مسعود بارزاني، خلافه مع بغداد، أمس (الاثنين)، معلناً مقاطعة الانتخابات المحلية في إقليم كردستان، المقرر إجراؤها في يونيو (حزيران) المقبل، وملوّحاً بالانسحاب من مجمل العملية السياسية.

وبرر الحزب قراره المفاجئ بما وصفه بـ«القرارات غير الدستورية ضد الإقليم»، منها القرار الأخير للمحكمة «الاتحادية» الذي قضى بإلغاء «كوتة» الأقليات الدينية والقومية في كردستان. ومن شأن القرار أن يدفع شركاء الحزب وخصومه في الإقليم والمركز في بغداد إلى الأخذ في الاعتبار الاعتراضات العديدة التي يقدمها حزب بارزاني ضد قرارات المحكمة الاتحادية.

وأعرب «الديمقراطي الكردستاني» عن أسفه من «سياسة الإقصاء والتدخل والتجويع وقطع الميزانية والرواتب وتطبيق مواد الدستور بصورة انتقائية، خطوات تهدف إلى تحجيم مكانة الإقليم الدستورية وأصبحت أساساً لإدارة هذه الدولة».

وشرح قيادي بارز في الحزب أسباب القرار المفاجئ، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «جاء بعد قناعة راسخة بأن المحكمة الاتحادية تحولت إلى لاعب سياسي يحظى بحاكمية قانونية». ويأمل حزب بارزاني أن «تنجح هذه الخطوة في معالجة الوضع غير الدستوري لهذه المحكمة ونزع الشرعية عنها، قبل أن ننزلق إلى نظام شديد المركزية»، على ما يقول القيادي في الحزب. وقد تصل تداعيات هذا القرار إلى تأجيل الانتخابات بتوافق كردي - كردي، ما لم يبادر «الشركاء الشيعة والسنة إلى تصحيح مسار المحكمة».

وفي برلمان كردستان الحالي، يملك «الديمقراطي» الغالبية بـ45 مقعداً، يليه الاتحاد الوطني الكردستاني مع 21 مقعداً، علماً بأن الأخير لم يحدّد موقفه من الانتخابات بعد.


غارات إسرائيلية على مستودعات أسلحة لـ«حزب الله» في ريف دمشق

قصف إسرائيلي سابق لضواحي دمشق (رويترز)
قصف إسرائيلي سابق لضواحي دمشق (رويترز)
TT

غارات إسرائيلية على مستودعات أسلحة لـ«حزب الله» في ريف دمشق

قصف إسرائيلي سابق لضواحي دمشق (رويترز)
قصف إسرائيلي سابق لضواحي دمشق (رويترز)

قالت وزارة الدفاع السورية إن إسرائيل أطلقت في وقت مبكر اليوم الثلاثاء صواريخ على عدة أهداف عسكرية خارج العاصمة دمشق مما أسفر عن بعض «الأضرار المادية». وأضافت الوزارة في بيان أن الدفاعات الجوية السورية اعترضت صواريخ إسرائيلية وأسقطت بعضها.

من جانبه، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الغارت الجوية الإسرائيلية استهدفت مستودعات للسلاح تابعة لـ«حزب الله» اللبناني والميليشيات الإيرانية في محيط يبرود بريف دمشق، ما أدى لتدمير سلاح وذخائر حيث اندلعت النيران في الأماكن المستهدفة وسمعت دوي انفجارات منها، وسط معلومات عن قتلى وجرحى.

وتصاعدت الضربات في ضوء التوتر الإقليمي منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الضربات الإسرائيلية استهدفت محيط منطقة يبرود بريف العاصمة دمشق.


«الصحة العالمية»: المجاعة باتت وشيكة في قطاع غزة

فلسطينيون يفرون من القصف الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يفرون من القصف الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

«الصحة العالمية»: المجاعة باتت وشيكة في قطاع غزة

فلسطينيون يفرون من القصف الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يفرون من القصف الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ف.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، مساء (الاثنين)، من أن المجاعة باتت وشيكة في قطاع غزة، وقالت إن من المتوقع أن يواجه أكثر من مليون شخص مستوى كارثياً من الجوع ما لم يتم السماح بدخول مزيد من الغذاء إلى القطاع.

وقالت المنظمة في بيان «الناس يموتون وهناك كثير من المرضى. من المتوقع أن يواجه أكثر من مليون شخص مستويات كارثية من الجوع ما لم يتم السماح بدخول المزيد من الغذاء إلى غزة».

وأضافت أنه في غياب زيادة كبيرة وفورية في توصيل المواد الغذائية والمياه وغيرها من الإمدادات الأساسية، «ستستمر الأوضاع في التدهور. تتخلى جميع الأسر تقريباً عن وجبات كل يوم، ويقوم البالغون بتقليل وجباتهم حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام»، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.

وقالت منظمة الصحة العالمية «سيكون للوضع الحالي آثار طويلة المدى على حياة وصحة الآلاف في غزة».

كما طالبت المنظمة إسرائيل بفتح مزيد من المعابر وتسريع دخول المياه والغذاء والإمدادات الطبية إلى غزة.

كان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد حذر (الاثنين) من أن تقريراً جديداً أظهر أن المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة ومن المتوقع حدوثها بحلول مايو (أيار).

ونقل برنامج الأغذية العالمي عن تقرير «التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي» القول إن 1.1 مليون شخص في غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية بالكامل ويعانون من «الجوع الكارثي».

ووفقاً لما جاء في التقرير، يعد هذا أكبر عدد من الأشخاص على الإطلاق يواجه جوعاً كارثياً يتم تسجيله من قبل نظام تصنيف الأمن الغذائي، وضعف العدد في المرحلة الخامسة من التصنيف الصادر قبل ثلاثة أشهر فقط.


قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة

الدخان يتصاعد فوق خان يونس بجنوب قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد فوق خان يونس بجنوب قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة

الدخان يتصاعد فوق خان يونس بجنوب قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد فوق خان يونس بجنوب قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 12 شخصاً قُتلوا وأصيب عدد آخر جراء سلسلة من الغارات الإسرائيلية على منازل في رفح بجنوب قطاع غزة، في وقت مبكر من صباح اليوم (الثلاثاء).

وقال تلفزيون (الأقصى) إن الغارات استهدفت منزلين وشقة سكنية في المدينة، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.

وفي وقت سابق من مساء (الاثنين)، قال التلفزيون إن ستة أشخاص قتلوا وأصيب عدد آخر جراء قصف إسرائيلي على منزل في غرب مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة.

وأضاف أن قتلى وجرحى سقطوا أيضاً جراء قصف لأحد المنازل في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة في شمال القطاع.


الأمم المتحدة: الهجوم الوشيك على رفح سيعرقل توزيع المساعدات في غزة

عائلة فلسطينية على شاحنة تفر من رفح في جنوب قطاع غزة باتجاه وسط القطاع (أ.ف.ب)
عائلة فلسطينية على شاحنة تفر من رفح في جنوب قطاع غزة باتجاه وسط القطاع (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: الهجوم الوشيك على رفح سيعرقل توزيع المساعدات في غزة

عائلة فلسطينية على شاحنة تفر من رفح في جنوب قطاع غزة باتجاه وسط القطاع (أ.ف.ب)
عائلة فلسطينية على شاحنة تفر من رفح في جنوب قطاع غزة باتجاه وسط القطاع (أ.ف.ب)

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جيمي ماكغولدريك إن أي هجوم إسرائيلي على رفح سيعرقل توزيع المساعدات في غزة لأنه لن يكون بوسع المنظمة تجهيز إمدادات كافية للنازحين الفارين من تلك المنطقة.

وأضاف في حديثه للصحافيين في جنيف، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من القدس، أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ليس بوسعه التخطيط لعملية مساعدات لغزة لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام مقبلة، بسبب الظروف التي وصفها بأنها غير واضحة وغير مستقرة.

وقال: «سيكون سيناريو صعباً حقاً بالنسبة لنا أن نتصور احتمال إجبار مئات الآلاف من الناس على مغادرة رفح بسبب التوغل».

وأضاف: «لسنا في وضع يسمح لنا بوضع خطة طوارئ للتعامل مع ذلك. ولسنا في وضع يسمح لنا بتوفير المأوى والمواد والغذاء والإمدادات الطبية والمياه على وجه الخصوص... ستكون مشكلة حقيقية بالنسبة لنا».

وفي تحد للنداءات الدولية لوقف عمليتها العسكرية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيمضي قدماً في خطة اجتياح رفح الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة التي يلوذ بها ما يزيد على نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يقيمون في خيام مؤقتة بعد أن فروا من الهجوم الإسرائيلي على شمال القطاع.

وقال ماكغولدريك: «إذا حدث توغل، فإن نظام (المساعدات) الذي لدينا، والذي هو بالفعل غير مستقر ومتقطع، سوف ينهار».

وأفاد تصنيف عن معدلات الجوع عالمياً، اليوم الاثنين، بأن النقص الشديد في الغذاء ببعض أجزاء قطاع غزة تجاوز مستويات المجاعة وأن الموت الجماعي أصبح الآن وشيكاً ما لم يُبرم اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار.

وجاء في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الذي تعتمد وكالات الأمم المتحدة على تقييماته، أن 70 في المائة من الناس في أجزاء من شمال غزة يعانون الآن من أشد مستويات نقص الغذاء، وهو ما يتجاوز بكثير مستوى المجاعة البالغ 20 في المائة.

ويستخدم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مجموعة معقدة من المعايير الفنية. والمعيار الأكثر خطورة هو المرحلة الخامسة التي تتكون من مستويين، الكارثة والمجاعة.

ويجري قياس حدوث مجاعة عندما يعاني ما لا يقل عن 20 في المائة من السكان من نقص حاد في الغذاء، ويعاني طفل من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد ويموت اثنان من كل 10 آلاف شخص يومياً بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.

وقالت إسرائيل إنها ستفتح المزيد من الطرق البرية وستسمح بوصول الشحنات البحرية والإسقاط الجوي للمساعدات. ووصلت قبل أيام أول سفينة مساعدات إلى غزة.

وتقول وكالات الإغاثة إنها لا تزال غير قادرة على إيصال الإمدادات الكافية أو توزيعها بأمان، خصوصاً في الشمال، وإن دخول المساعدات وتأمينها مسؤولية إسرائيل.


إسرائيل تطلب من محكمة العدل الدولية عدم إصدار أوامر جديدة بشأن غزة

قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا (رويترز)
قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا (رويترز)
TT

إسرائيل تطلب من محكمة العدل الدولية عدم إصدار أوامر جديدة بشأن غزة

قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا (رويترز)
قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا (رويترز)

طلبت إسرائيل من محكمة العدل الدولية عدم اتخاذ إجراءات طارئة جديدة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، لمواجهة مجاعة تلوح في الأفق، ورفضت طلب جنوب أفريقيا القيام بذلك، ووصفت الطلب بأنه «بغيض أخلاقياً».

وقالت إسرائيل في ملف قدمته إلى المحكمة ونُشر اليوم (الاثنين)، إنها «تشعر بقلق حقيقي تجاه الوضع الإنساني وأرواح الأبرياء، كما يتضح من الإجراءات التي اتخذتها وتتخذها» في غزة خلال الحرب.

ونفى محامو إسرائيل اتهامات بالتسبب عمداً في معاناة إنسانية بالقطاع، قائلين إن طلبات جنوب أفريقيا المتكررة باتخاذ تدابير إضافية تمثل إساءة استخدام للإجراءات.

وجاء في الملف أن اتهامات جنوب أفريقيا في إطار طلبها لاتخاذ تدابير إضافية، الذي قدمته في 6 مارس (آذار) الحالي، «لا أساس لها على الإطلاق في الواقع أو من الناحية القانونية، وبغيضة من الناحية الأخلاقية، وتمثل إساءة استخدام لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمحكمة نفسها».

ويأتي الجدال الجديد بين الطرفين في إطار القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام المحكمة، وتتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية في غزة بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وفي يناير (كانون الثاني)، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بالامتناع عن أي أعمال يمكن أن تندرج تحت اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وضمان عدم قيام قواتها بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين الفلسطينيين، وتقول إن هدفها الوحيد هو القضاء على «حماس»، لكن وكالات إغاثة تقول إن إرسال المساعدات الإنسانية لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجه عدة قيود.

وتُعد الإجراءات الطارئة التي تتخذها محكمة العدل الدولية بمثابة أوامر قضائية مؤقتة تهدف إلى منع تدهور الوضع، قبل أن تتمكن المحكمة من النظر في القضية بأكملها، وهي عملية تستغرق عادة عدة سنوات.