نزوح من طفس بعد محاولات تقدم لقوات النظام السوري

مقتل قيادي في «داعش» بريف درعا الغربي

تحدث ناشطون أمس عن حركة نزوح من مدينة طفس الجنوبية إثر محاولات تقدم من قوات النظام السوري... وفي الصورة جنود سوريون خلال انتشارهم بريف عين العرب (كوباني) بشمال البلاد يوم 19 يوليو الماضي (رويترز)
تحدث ناشطون أمس عن حركة نزوح من مدينة طفس الجنوبية إثر محاولات تقدم من قوات النظام السوري... وفي الصورة جنود سوريون خلال انتشارهم بريف عين العرب (كوباني) بشمال البلاد يوم 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

نزوح من طفس بعد محاولات تقدم لقوات النظام السوري

تحدث ناشطون أمس عن حركة نزوح من مدينة طفس الجنوبية إثر محاولات تقدم من قوات النظام السوري... وفي الصورة جنود سوريون خلال انتشارهم بريف عين العرب (كوباني) بشمال البلاد يوم 19 يوليو الماضي (رويترز)
تحدث ناشطون أمس عن حركة نزوح من مدينة طفس الجنوبية إثر محاولات تقدم من قوات النظام السوري... وفي الصورة جنود سوريون خلال انتشارهم بريف عين العرب (كوباني) بشمال البلاد يوم 19 يوليو الماضي (رويترز)

شهدت مدينة طفس بريف درعا الغربي، صباح أمس (الأربعاء)، حركة نزوح للمدنيين من أحيائها الجنوبية باتجاه عمق المدينة أو بلدات ومناطق مجاورة، وذلك عقب قصف من قوات النظام السوري. وتزامن ذلك مع اشتباكات متقطعة بين قوات النظام ومجموعات محلية في المدينة، ومحاولات تقدم من القوات الحكومية على أطرافها الجنوبية بعد قطع طريق طفس - اليادودة غرب درعا.
ورغم الجهود التي قام بها وجهاء طفس و«اللجنة المركزية للتفاوض» في ريف درعا الغربي، والاجتماعات التي عُقدت بينهم وبين الجانب الروسي تارة؛ وبين «اللجنة الأمنية» التابعة للنظام تارة أخرى، والبيان الصادر عن المطلوبين للنظام في المدينة والذي يؤكد خروجهم منها، فإن اللجنة الأمنية تُصر على وجود المطلوبين فيها وعلى مطلب خروجهم منها.
يذكر أن «اللجنة الأمنية» في المنطقة الجنوبية كانت قد طالبت قبل أسبوعين بخروج المطلوبين للنظام والأجهزة الأمنية من طفس وإلا فإن النظام سينفذ عمليات عسكرية في المدينة بحثاً عنهم. وتتهم لجنة النظام السوري المطلوبين بالانتماء لتنظيم «داعش» وجماعات إسلامية متطرفة، وبأنهم نفذوا عمليات ضد نقاط للجيش السوري وضد عناصره في المنطقة.
وسعياً إلى التهدئة بعد استقدام النظام السوري تعزيزات عسكرية إلى أطراف المدينة، تناقل ناشطون ووسائل إعلام محلية في درعا بياناً صادراً باسم المطلوبين من أجهزة النظام الأمنية في طفس، قالوا فيه: «نظراً لما تمر به المنطقة الغربية عامة ومدينة طفس خاصة ولتجنيب المدينة قصف النظام وتهجير المدنيين وإلحاق الضرر بمزارعهم وأرزاقهم وتدمير بيوتهم، يعلن الثوار المطلوبون للأجهزة الأمنية التابعة للنظام مغادرة مدينة طفس والمنطقة الغربية بشكل نهائي وكامل، ووصولهم لمكان آمن». وأشاروا في البيان المتداول، والذي لم يمكن التأكد من صحته، إلى أنهم أثناء خروجهم من طفس «وقع أحد الشباب بالأسر لدى النظام». وأوضحوا أنهم غادروا كي «لا يبقى للنظام وميليشياته أي ذريعة لاقتحام وقصف ومحاصرة المدينة تحت حجة أنه يريد القضاء على الإرهابيين»؛ وفق ما جاء في البيان.
ومساء الثلاثاء الماضي، قُتل القيادي في «داعش» المعروف باسم «أبو سالم العراقي» بعد اشتباكات مع فصائل محلية تابعة للأجهزة الأمنية في بلدة عدوان بمنطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي. وقالت مصادر محلية إن فصائل محلية تابعة للأجهزة الأمنية في درعا اشتبكت مع القيادي «الداعشي» الذي كان برفقة زوجته و3 من عناصره في بلدة عدوان. وفيما تمكن مرافقو «أبو سالم العراقي» من الهروب، أقدم القيادي العراقي على تفجير نفسه بعد محاصرته من الفصائل المحلية؛ ما أدى إلى مقتل أحد عناصر الفصائل المحلية وإصابة شاب مدني بجروح بليغة كان قد احتجزه عناصر «داعش» للتفاوض عليه مقابل السماح لهم بالخروج من الكمين.
ووفقاً لمصادر من ريف درعا الغربي؛ فإن المدعو عبد الله البائع الملقب «أبو سالم العراقي»، وهو قيادي في «داعش»، حاول الخروج هو وزوجته من إحدى بلدات ريف درعا الغربي كان قد لجأ إليها عقب سيطرة النظام على مناطق حوض اليرموك غرب درعا عام 2018، باتجاه قرية عدوان بحوض اليرموك بعدما حاولت مجموعة محلية تابعة للأجهزة الأمنية إلقاء القبض عليه قبل أيام. وعند ملاحقته في بلدة عدوان، دخل إلى أحد منازل البلدة وأخرج النساء والأطفال من البيت، وأبقى معه الشاب عيسى الزعبي رهينة كي لا يقترب منه المهاجمون. وعندما حاصرت المجموعات المحلية البيت الذي دخله القيادي «الداعشي» قام بالاشتباك معهم لمدة قصيرة ثم أقدم على تفجير نفسه بواسطه حزام انتحاري كان يرتديه. ونتيجة التفجير أصيب المدني عيسى الزعبي بجروح خطيرة ونُقل إلى مستشفى مدينة نوى، فيما قُتل أحد أفراد المجموعات المحلية المهاجمة. وأوضح مصدر محلي أن عناصر المجموعات التي هاجمت القيادي في «داعش» من أبناء المنطقة وهم من فصائل التسويات العاملة بعد اتفاق مع جهاز الأمن العسكري في بلدة تسيل المجاورة لقرية عدوان وبعض المناطق الأخرى. ولا يزال مصير زوجة «أبو سالم العراقي» مجهولاً والعناصر الثلاثة الذين هربوا من الكمين.
ويعدّ «أبو سالم العراقي» القائد العسكري لتنظيم «داعش» جنوب سوريا، ويتحدر من الأنبار في العراق، وقد وصل إلى مناطق حوض اليرموك بدرعا في عام 2018، بعد نقل عناصر «داعش» من جنوب دمشق في مخيم اليرموك وفلسطين والقدم والحجر الأسود إلى البادية السورية الواصلة إلى أطراف السويداء الشرقية وأطراف درعا الشمالية الشرقية.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي) جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
TT

المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي) جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)

كثفت الجماعة الحوثية من استهداف قطاع التعليم الأهلي ومنتسبيه في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، من خلال إجبار الطلبة والمعلمين في عدد من المدارس الأهلية على المشاركة فيما تسميه الجماعة «تطبيقات عسكرية ميدانية»؛ بغية تجنيدهم للدفاع عن أجندتها ذات البعد الطائفي.

وبحسب مصادر تربوية يمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، دشنت الجماعة الحوثية خلال الأيام القليلة الماضية حملات تجنيد للطلاب والكادر التربوي من أجل استقطاب مقاتلين جدد إلى صفوفها.

الانقلابيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)

ويفرض الانقلابيون الحوثيون على مديري المدارس الخاصة في صنعاء اختيار 15 طالباً و10 تربويين من كل مدرسة في صنعاء؛ لإلحاقهم بدورات تعبوية وعسكرية. كما تتوعد الجماعة - طبقاً للمصادر - الرافضين لتلك التوجيهات بعقوبات مشددة تصل إلى حد الإغلاق وفرض غرامات مالية تأديبية.

وأثار الاستهداف الحوثي الأخير للمدارس موجة غضب ورفض في أوساط الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، فيما اتهم التربويون الجماعة بالمضي في استغلال مؤسسات التعليم بعد تجريفها للحشد والتجنيد.

واشتكى أولياء الأمور في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من استهداف أطفالهم بعد أخذهم عنوة من فصول الدراسة دون معرفتهم إلى أماكن مجهولة لتدريبهم على القتال وغسل أدمغتهم بالأفكار المتطرفة، تمهيداً للزج بهم إلى الجبهات.

ونتيجة لذلك الاستهداف، شهد عدد من المدارس الأهلية في صنعاء غياباً ملحوظاً للطلبة والمعلمين الذي رفضوا استمرار الحضور، جراء ما يقوم به الانقلابيون من إجبار على الالتحاق بالدورات القتالية.

وأفادت مصادر تربوية في صنعاء بأن عدداً كبيراً من أولياء الأمور منعوا أبناءهم من الذهاب للمدارس، خصوصاً تلك المستهدفة حالياً من قبل الجماعة، وذلك خوفاً عليهم من الخضوع القسري للتجنيد.

تعبئة مستمرة

أجبر الانقلابيون الحوثيون مديري مدارس «التواصل» و«منارات» و«النهضة» «ورواد»، وهي مدارس أهلية في صنعاء، على إيقاف الدراسة ليوم واحد بحجة عقد اجتماعات معهم. كما ألزمت الجماعة من خلال تلك الاجتماعات المدارس بتوفير ما لا يقل عن 25 طالباً وتربوياً من كل مدرسة للمشاركة فيما تسميه الجماعة «تطبيقات عسكرية ميدانية».

وشهدت إحدى المناطق في ضواحي صنعاء قبل يومين تدريبات عسكرية ختامية لدفعة جديدة تضم أكثر من 250 طالباً ومعلماً، جرى اختيارهم من 25 مدرسة في مديرية الحيمة الداخلية بصنعاء، وإخضاعهم على مدى أسابيع لدورات قتالية ضمن ما تسميه الجماعة «المرحلة الخامسة من دورات (طوفان الأقصى)».

اتهامات لجماعة الحوثي بإجبار مدارس على تقديم مقاتلين جدد (إعلام حوثي)

ونقلت وسائل إعلام حوثية عن قيادات في الجماعة تأكيدها أن الدورة ركزت على الجانب التعبوي والقتالي، استجابةً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي؛ استعداداً لما يسميه «مواجهة الأعداء وتحرير الأقصى».

يتزامن هذا التحرك الانقلابي مع استمرار معاناة عشرات الآلاف من المعلمين والتربويين في كافة المناطق تحت سيطرة الجماعة؛ بسبب انقطاع رواتبهم منذ عدة سنوات، مضافاً إليها ارتكاب الجماعة سلسلة لا حصر لها من الانتهاكات التي أدت إلى تعطيل العملية التعليمة بعموم مناطق سيطرتها.

وكانت الجماعة الحوثية أخضعت في أواخر أغسطس (آب) الماضي، أكثر من 80 معلماً وتربوياً في مديرية الصافية في صنعاء لدورات تعبوية وقتالية، كما أرغمت المدارس الأهلية في صنعاء، في حينها، على إحياء مناسبات ذات منحى طائفي، تُضاف إلى أنشطة تعبوية سابقة تستهدف أدمغة وعقول الطلبة بهدف تحشيدهم إلى الجبهات.

وتتهم عدة تقارير محلية وأخرى دولية جماعة الحوثي بأنها لم تكتفِ بتدمير قطاع التعليم في مناطق سيطرتها، من خلال نهب مرتبات المعلمين واستهداف وتفجير المدارس وإغلاق بعضها وتحويل أخرى لثكنات عسكرية، بل سعت بكل طاقتها لإحلال تعليم طائفي بديل يحرض على العنف والقتل والكراهية.