علماء يفكون شفرة وصفة قديمة للبرونز

علماء يفكون شفرة وصفة قديمة للبرونز
TT

علماء يفكون شفرة وصفة قديمة للبرونز

علماء يفكون شفرة وصفة قديمة للبرونز

قد يكون العلماء قد كشفوا أخيرا سر الوصفة القديمة التي كان يعمل من خلالها الصينيون القدماء الأواني والمشغولات البرونزية التي تكشف عن مستوى متطور آخر في ممارسة الكيمياء في ذلك الوقت.
«الكاوجونج جي» نص عمره 2300 عام يعد أقدم موسوعة تقنية في العالم، ويحتوي على إرشادات حول كيفية صنع العديد من الأشياء مثل البراميل المعدنية والعربات والأسلحة. كما يحتوي على ست وصفات للبرونز لطالما حيرت الباحثين.
وفي حين أن صناعة البرونز لم تكن فريدة من نوعها بالنسبة للصين في ذلك الوقت، يقول رويليانغ ليو الذي يعمل في المتحف البريطاني بلندن «إن أسلوب وحجم البرونز المنتج هناك كان منقطع النظير.... لقد سألنا أنفسنا، كيف يمكن للشعبين الآسيوي والصيني أن ينتجا الكثير من البرونز في ذلك الوقت؟».
ويصنع البرونز عادة عن طريق الجمع بين النحاس والقصدير.
ويتركز لغز الوصفة على مكونين هما جين و xi لم يتمكن الباحثون من تحديدهما.
وفي لغة الماندرين الحديثة، تعني كلمة جين الذهب، ولكن في العصور القديمة يُعتقد أنها تشير إلى النحاس أو (سبيكة نحاسية). في الوقت نفسه، طالما اعتبرت xi تشير إلى القصدير. لكن التحليلات الكيميائية للأوعية البرونزية من تلك الفترة الزمنية تشير إلى أن جين و xi لا يمكن أن يكونا نحاسًا وقصديرًا.
من أجل ذلك، قام ليو وزملاؤه بتحليل البيانات التي تم تجميعها مسبقًا حول التركيب الكيميائي للعملات المعدنية الصينية على شكل سكين والتي تم إنتاجها في نفس العصر الذي تم فيه تسجيل الوصفات. ومن خلال إثارة العلاقات بين المعادن الموجودة في العملات المعدنية، يعتقد الباحثون أن الأشياء تم إنشاؤها باستخدام سبائك مسبقة الصنع؛ فقد اكتشفوا أنه كلما زاد تركيز الرصاص في العملات المعدنية، انخفض تركيز كل من النحاس والقصدير. كما ان العملات التي تحتوي على أعلى تركيز من النحاس كان لها أيضًا أعلى تركيز من القصدير.
وتشير هذه النتائج إلى أنه تم خلط الرصاص في سبيكة من النحاس والقصدير (سبيكة من البرونز)، وذلك حسبما نشر موقع «نيو ساينتست» العلمي المتخصص.
ومن خلال نمذجة مجموعات مختلفة، قرر الفريق أن سبيكة من النحاس والقصدير والرصاص بنسبة 80: 15: 5 ممزوجة بسبيكة نحاسية من 50:50 بنسب مختلفة كانت أفضل تطابق مع بيانات العملة الكيميائية.
ويوضح ليو أن هذه السبائك المصنوعة مسبقًا من المحتمل أن تكون جين و xi على التوالي، كما هو مسجل في «كاوجونج جي». لكنه يضيف أن الوصفات الواردة في الكتاب قد لا تعكس الطريقة التي يصنع بها البرونز عادة، قائلا «إذا كان هناك أي شيء، فإن الوصفات محددة للغاية... ربما لم يتمكن الأشخاص الذين اتسخت أيديهم بالفعل من القراءة أو الكتابة، لذا لم يكونوا قادرين على تسجيل الوصفة. أعتقد أن هناك فجوة في المعرفة بين الشخص الذي كتب الوصفة والشخص الذي قام بالعمل الحقيقي»، حسب قوله.
من جانبه، فان جيانجون ميي من جامعة كامبرديج غير مقتنع تمامًا بالنتائج. ويقول إن هذه الوصفات لا ينبغي اعتبارها سجلات دقيقة للممارسات المستخدمة في ذلك الوقت. مشددا «قد يهتم المسؤولون (الذين كتبوا النص) بأهم المواد فقط مثل النحاس والقصدير، بدلاً من جميع المواد الأخرى». مضيفا «لا تزال الوصفات تعمل إلى حد كبير إذا اعتبرت أن جين و xi من النحاس والقصدير».
بدورها، ترى جيسيكا روسون من جامعة أكسفورد أن البرونز كان يستخدم في الصين القديمة لصنع أوعية كبيرة للأغراض الدينية، قائلة «في الصين، كانت لديهم قوة عاملة ضخمة. وبالتالي كان بإمكانهم استخدام نظام معقد للغاية به الكثير من المعادن مقارنة بالغرب».


مقالات ذات صلة

احتفاء بحاتم الطائي في حائل

يوميات الشرق احتفاء بحاتم الطائي في حائل

احتفاء بحاتم الطائي في حائل

تنظم وزارة الثقافة السعودية، في مدينة حائل الواقعة شمال البلاد، يوم الجمعة المقبل، مهرجاناً تحت شعار «في ضيافة الطائي»، وذلك احتفاء بابن المدينة الذي أصبح مثالاً للكرم بين العرب، وأحد أبرز شعرائهم على مدار التاريخ. وتحتفل الوزارة بشخصية حاتم الطائي، وقِيمه الحميدة، وأعماله الخالدة في ذاكرة الشعر العربي، ومكانته الثقافية.

يوميات الشرق سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير يثير جدلاً في مصر

سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير يثير جدلاً في مصر

قللت وزارة السياحة والآثار المصرية من خطورة سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير بميدان الرماية، (غرب القاهرة)، وذلك بعد ساعات من الجدل الذي واكب تداول صور ومقاطع مصورة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لسقوط مياه أمطار على تمثال الملك رمسيس الثاني داخل البهو. ونفت الوزارة، في بيان لها، على لسان اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به «وجود خطورة من سقوط هذه الأمطار»، مشيراً إلى «أن تمثال رمسيس الثاني لم ولن يتأثر بمياه الأمطار، وأن المتحف وجميع فراغاته في أفضل حالة من الحفظ». وأوضح أن سقوط الأمطار أمر طبيعي ومتوقع ومدروس في أثناء تصميم وتنفيذ المتحف ولا يُمثل أي

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق 3 أنصاب جنائزية في حائل والحِجر السعوديتين

3 أنصاب جنائزية في حائل والحِجر السعوديتين

خرجت من أراضي المملكة العربية السعودية عدد كبير من المنحوتات تشهد لتطوّر هذا التعبير الفني خلال مراحل زمنية متلاحقة. تعود أقدم هذه المنحوتات إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، وهي من الطراز الجنائزي، وأهمّها نصبان يتميّزان بملامحهما الآدمية مصدرهما قرية الكهفة في منطقة حائل، ونصب ثالث مشابه لهما، مصدره منطقة الحِجر في محافظة العلا. تقع منطقة حائل في شمال نجد، في منتصف الجزء الشمالي الغربي من المملكة، وتُعدّ من أقدم مناطق الاستيطان في شبه الجزيرة العربية. وتقع قرية الكهفة في القسم الشرقي من هذه المنطقة.

يوميات الشرق هيكل لأكبر الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بلندن

هيكل لأكبر الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بلندن

يُعرض في لندن بدءاً من اليوم الجمعة هيكل عظمي لأحد أكبر الديناصورات، في أوّل معرض مماثل في أوروبا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مائة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً. ويُعرَض الهيكل الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى «تيتان باتاغونيا» في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن. وأكد الباحثون أنّه لو كان بوضعية مستقيمة لكان حجمه مماثلاً لمبنى مؤلّف من 5 طوابق. ويشكل الهيكل العظمي البالغ ارتفاعه 37.2 متر نسخة طبق الأصل لأحد التيتانوصورات الستة التي عُثر عليها بعدما اكتشف مزارع أرجنتيني عظمة ضخمة بارزة من الأرض في عام 2010.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم هيكل عظمي لأكبر الديناصورات يُعرض في لندن

هيكل عظمي لأكبر الديناصورات يُعرض في لندن

يُعرض في لندن بدءاً من الجمعة هيكل عظمي جرى صبّه لأحد أكبر الديناصورات على الإطلاق، في أوّل معرض لهيكل عظمي مماثل في أوروبا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مائة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً. ويُعرَض الهيكل العظمي للحيوان، الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى «تيتان باتاغونيا» في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.