تركيا تطلق عملية بحث جديدة عن النفط والغاز في البحر المتوسط

وسط مخاوف من توتر مع اليونان وقبرص

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمام السفينة «عبد الحميد خان» في ميناء مرسين (الرئاسة التركية / رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمام السفينة «عبد الحميد خان» في ميناء مرسين (الرئاسة التركية / رويترز)
TT

تركيا تطلق عملية بحث جديدة عن النفط والغاز في البحر المتوسط

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمام السفينة «عبد الحميد خان» في ميناء مرسين (الرئاسة التركية / رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمام السفينة «عبد الحميد خان» في ميناء مرسين (الرئاسة التركية / رويترز)

أطلقت تركيا مهمة جديدة للبحث عن النفط والغاز الطبيعي في البحر المتوسط وسط احتمالات تجدد الأزمة مع جارتيها اليونان وقبرص العضوين بالاتحاد الأوروبي بسبب النزاع على حدود المناطق الاقتصادية الخالصة وتوزيع ثروات المنطقة.
وتفقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، سفينة «عبد الحميد خان» للتنقيب، قبل انطلاقها من ميناء طاشوجو بولاية مرسين جنوب البلاد، واستمع من طاقمها إلى تفاصيل حول مهمتها، وودعهم قبل البدء في التحرك.
ويبلغ طول السفينة «عبد الحميد خان» 238 متراً وعرضها 42 متراً وهي مزودة بنظام أمان
مزدوج، وستعمل على تعزيز جهود تركيا في التنقيب عن الهيدروكربونات (النفط والغاز). ولدى السفينة القدرة على الحفر حتى عمق 12 ألفاً و200 متر، ويتألف طاقم العمل بها من 200 شخص.
وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، عبر «تويتر» إن «عبد الحميد خان» تعد رابع سفينة تركية تنقب عن النفط والغاز.
وسبق أن أعلن نائب الرئيس التركي، فؤاد أوكطاي، أن السفينة «عبد الحميد خان» ستعمل قبالة سواحل الشطر الشمالي لجزيرة قبرص، وهو ما دفع مراقبين إلى توقع عودة أجواء التوتر التي سادت صيف عام 2020 بين تركيا وجارتيها قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي بعدما تسبب تنقيبها عن النفط والغاز في المنطقة في أزمة عنيفة مع اليونان، قادت أيضاً إلى فرض عقوبات اقتصادية رمزية للتحذير من جانب الاتحاد الأوروبي ضد أنقرة بسبب تنقيبها قبالة سواحل قبرص.
وقال أوكطاي، خلال تواجده في الشطر الشمالي من قبرص، في 27 يوليو (تموز) الماضي، إن «موارد الطاقة في البحر المتوسط ليست ألعاباً يملكها القبارصة اليونانيون» في تأكيد جديد لتمسك تركيا بأن لها، وكذلك للقبارصة الأتراك، حقوقاً في موارد الطاقة في منطقة شرق المتوسط التي تنطوي على ثروة ضخمة للطاقة الهيدروكربونية (النفط والغاز الطبيعي).
وفرض الاتحاد الأوروبي، في 2019 عقوبات تحذيرية على شركات تركية تعمل في مجال الطاقة بسبب التنقيب قبالة سواحل جمهورية قبرص، الدولة العضو بالتكتل الأوروبي، وهدد في 2020 بفرض عقوبات أكبر، بعدما أرسلت تركيا سفينة «أوروتش رئيس»، في أغسطس (آب) من ذلك العام، للتنقيب في مياه متنازع عليها في شرق البحر المتوسط، بحثاً عن حقول غاز محتملة. وهدأت الأزمة بعدما سحبت تركيا سفينتها من المنطقة الغنية بموارد الطاقة، وأوقفت عمليات التنقيب قرب الجزيرة.
وجاء الإعلان التركي عن استئناف عمليات البحث في ظل تصاعد شديد للتوتر بين تركيا واليونان، حيث تتهم أثينا أنقرة بتنفيذ مئات الطلعات الجوية العسكرية غير القانونية فوق جزر تابعة لها في بحر إيجة. بينما تقول تركيا إن اليونان أقامت قواعد عسكرية سراً على الجزر وتقوم بتسليحها في انتهاك للاتفاقيات الدولية. وتهدد بفتح موضوع السيادة على الجزر.
وتقوم اليونان في الفترة الأخيرة بحشد قواتها في المنطقة المتاخمة للحدود التركية، فيما اعتبره مراقبون في أثينا «استعراض عضلات» بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ويقع العديد من الجزر اليونانية في بحر إيجة وشرق المتوسط قرب الساحل التركي، وبالتالي فإن قضايا المياه الإقليمية معقدة. وتسعى اليونان إلى مد حدود مياهها الإقليمية من 6 أميال إلى 12 ميلاً، وهو الحد الأقصى المسموح به دولياً، فإن تركيا ستقول إن خطوط ملاحتها البحرية ستضرر بشدة.
ولا تتفق اليونان وتركيا على حدود الجرف القاري لكل منهما وتشدد اليونان على أن الجرف القاري هو منطقتها الخالصة لوجود جزرها، التي تجادل تركيا بشأنها، قائلة إن الجزر على بعد 580 كيلومتراً من البر الرئيس.
وفي حالة قبرص، لا تقر أنقرة بأن حكومة نيقوسيا، التي لا تعترف بها، لديها جرف قاري على الإطلاق.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


محكمة تايلاندية ترفض دعوى ضد شركة إسرائيلية تنتج برنامج «بيغاسوس» لاختراق الهواتف

كلمة «بيغاسوس» تظهر على هاتف ذكي موضوع على لوحة مفاتيح في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 4 مايو 2022 (رويترز)
كلمة «بيغاسوس» تظهر على هاتف ذكي موضوع على لوحة مفاتيح في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 4 مايو 2022 (رويترز)
TT

محكمة تايلاندية ترفض دعوى ضد شركة إسرائيلية تنتج برنامج «بيغاسوس» لاختراق الهواتف

كلمة «بيغاسوس» تظهر على هاتف ذكي موضوع على لوحة مفاتيح في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 4 مايو 2022 (رويترز)
كلمة «بيغاسوس» تظهر على هاتف ذكي موضوع على لوحة مفاتيح في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 4 مايو 2022 (رويترز)

ألغت محكمة تايلاندية، اليوم (الخميس)، دعوى قضائية رفعها ناشط مؤيد للديمقراطية قال فيها إن برنامج التجسُّس الذي أنتجته شركة تكنولوجيا إسرائيلية تم استخدامه لاختراق هاتفه.

وقالت المحكمة المدنية في بانكوك إن جاتوبات بونباتاراراكسا فشل في تقديم دليل كافٍ على أن هاتفه قد تم اختراقه ببرنامج «بيغاسوس» الذي تنتجه شركة «إن إس أو» للتقنيات.

وادعى جاتوبات، المعروف أيضاً باسم «باي داو دين»، أن شركة «إن إس أو» انتهكت حقوقه الدستورية وحقوق نشطاء آخرين بتسهيل استخدام برنامج «بيغاسوس» لاستهدافهم واستخراج بيانات من أجهزتهم، وفق «أسوشييتد برس».

وكان قد ادعى أن هاتفه قد تم اختراقه 3 مرات في عام 2021، وهي فترة شهدت احتجاجات واسعة النطاق ضد الحكومة، بما في ذلك مطالب غير مسبوقة لإصلاح النظام الملكي القوي في تايلاند.

ورحَّبت شركة «إن إس أو» بالحكم، قائلة إنه يؤكد «عدم وجود أدلة تدعم الادعاءات ضد شركتنا».

وقال المتحدث باسم الشركة، جيل لاينر، في رسالة إلكترونية إلى وكالة أنباء «أسوشييتد برس»: «نحن ملتزمون بالاستخدام المسؤول لتقنياتنا التي يتم توفيرها حصرياً للوكالات الحكومية من أجل منع الجرائم الخطيرة والإرهاب».

وأضاف: «تعمل شركة (إن إس أو) تحت أطر تنظيمية صارمة ومعايير أخلاقية، وسنواصل التعاون مع السلطات لضمان استخدام منتجاتنا بشكل قانوني وفعال».