تجاهلت السلطات المحلية في بنغازي بشرق ليبيا «دعاوى تحرّض على منع إقامة معرض عائم للكتب في البلاد أو التعامل معه»، وسمحت اليوم (الثلاثاء) بافتتاحه للجمهور من كل الأعمار.
وكان مفتاح الشهيبي، المتحدث باسم ميناء بنغازي البحري، أعلن مساء أمس (الاثنين) وصول السفينة «لوغوس هوب»، التي تعد معرضاً عائماً للكتاب، على أن تفتح أبوابه للجمهور لمدة أسبوع.
وفور الإعلان عن رسو السفينة أمام ميناء بنغازي، انهالت الدعاوى «المشككة في أهداف هذه المعرض»، الذي يوصف بأنه من أكبر المعارض التي تقام للكتب على متن سفينة. علماً أن السفينة تزور بنغازي للمرة الثالثة وتقيم معرضها هناك، الأولى كانت عام 2007 والثانية في 2010.
وبحسب وكالة الأنباء الليبية، فإن السفينة «لوجوس هوب» تعود لمنظمة ألمانية خيرية، ويعيش على متنها أكثر من (400) متطوع، وهي محملة بأكبر مكتبة عائمة في العالم وتجوب العالم منذ العام 1970، واستقبلت على متنها أكثر من 40 مليون زائر في 160 بلداً.
واعتبرت السلطات المحلية في بنغازي، إقامة هذا المعرض للكتب «رسالة إلى انتقال المدينة من حالة الحرب والتخلص مع الجماعات الإرهابية إلى أوضاع منفتحة على التبادل الثقافي بعيداً عن المنع والتهميش»، نافية ما يتردد من «شبهات تبشيرية وراء هذا المعرض».
ولدفع المواطنين على مقاطعة معرض الكتب، دعا مكتب الأوقاف والشؤون الإسلامية في بنغازي «جميع السكان بعدم التعامل مع المعرض سواء بالشراء أو بالقراءة أو التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لما يشكل ذلك من خطر على عقيدة المسلم وثوابت دينه الذي هو أعز ما يملك في هذه الحياة».
وتحدث مكتب الأوقاف، في بيان أمس الاثنين، عن «مخاوف دينية»، وقال إن «نشاط هذه السفينة يمثل غطاء للمنظمة التبشيرية (OM) والتي هدفها وطموحها نشر التبشير كما هو منشور على موقعهم الرسمي وكذلك على قناتهم الرسمية عبر Youtube»، لكن السلطات المحلية نفت ذلك.
وأمام هذه المخاوف والتشكيك في هدف المعرض، سارع أكاديميو ليبيا ومثقفوها للدفاع عن أهمية هذا المعرض، بعيداً عما وصفوه بـ«ـالمطالب الظلامية للمتشددين». وقال الكاتب الليبي سالم الهنداوي مخففاً من وطأة هذه المطالبات: «سفينة المعرفة إلى سواحل أفريقيا، تقابل في طريقها قوارب الهجرة إلى أوروبا». في إشارة إلى هروب المهاجرين سراً عبر البحر المتوسط بقصد الهجرة غير النظامية إلى الشواطئ الأوروبية.
وسبق للسلطات المحلية في مدينة مصراتة بغرب ليبيا منع السفينة «لوغوس هوب» من الرسو بميناء مصراتة نهاية الشهر الماضي، وإلغاء استضافة معرض الكتاب العائم الذي تقله.
وقال المجلس البلدي بمصراتة في بيان، حينها، «ألغى استضافة المعرض بعد وصول عدد من التحفظات من جهات اعتبارية، ومهتمين من المدينة وخارجها، لكون المعرض قد يؤدي لتوجيه رسائل عبر جهات تتعارض في أنشطتها مع قوانين الدولة الليبية».
وأوضح المجلس أنه «كلّف مجموعة من المستشارين والاختصاصيين للبحث عن حقيقة وصحة هذه التحفظات، وتقرّر ضرورة إلغاء هذه التظاهرة، حرصاً على عدم إثارة أي لغط ودرءا لأي شبهات».
واستباقاً لحالة الجدل التي تواكبت مع وصول السفينة، سارعت بلدية بنغازي إلى القول إن إدارة المطبوعات وعددا من الاختصاصيين سيعملون على مُراجعة الكُتب والمُصنفات الموجودة في الباخرة، للتأكد من مُطابقة الكُتب والمُصنفات لما نص عليه قانون المطبوعات رقم 76 لسنة 1972.
يشار إلى أن معرض الكتاب العائم بعد زيارته مدينة بنغازي سيتوجه إلى تونس حيث سيزور مدينتي جرجيس وتونس العاصمة ثم سينتقل إلى مصر، حيث سيزور مدينة بورسعيد.
معرض عائم للكتاب يثير «مخاوف دينية» في الأوساط الليبية
منظموه نفوا أن يكون «تبشيرياً» وقالوا إنه «للتبادل الثقافي»
معرض عائم للكتاب يثير «مخاوف دينية» في الأوساط الليبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة