كشف مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، أنه وعدداً من رفاقه في الحكومة، يرون في إنهاء العملية العسكرية ضد «الجهاد الإسلامي»، بسرعة والتزام «حركة حماس» بضبط النفس والامتناع عن المشاركة في القتال، يفتح آفاقاً للعودة إلى المفاوضات في سبيل إبرام صفقة تبادل أسري.
وقال مسؤولون إسرائيليون من الحلقة القريبة من رئيس الوزراء، إن «قضية الأسرى وضرورة تكثيف الجهود لإطلاق سراحهم، تتصدران قائمة أولويات لبيد، وإنه ينطلق في رؤيته من أنه يجب استغلال كل فرصة لمعالجة هذه القضية كحدث إنساني. «وهو يرى هذه الفرصة اليوم، بموقف حماس المسؤول في الامتناع عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، خلال هجومها على مواقع الجهاد الإسلامي وتصفية قادته الميدانيين».
وحسب مصادر في تل أبيب، فإن قرار «حماس» لم يكن وليد اللحظة أو الصدفة، بل كان قراراً مدروساً اتخذ على أرفع مستوى قيادي، وبالتشاور والتنسيق مع تركيا وقطر إضافة إلى المشاركة المصرية. وكانت حماس هي الجهة التي يتم التفاوض معها حول المبادرات المصرية العديدة لمنع التدهور، حيث عملت مصر قبيل الهجوم الإسرائيلي، على ثني «الجهاد الإسلامي» عن إطلاق الصواريخ وأوضحت لها بأن هناك خطة حربية إسرائيلية جاهزة لضرب الحركة، ثم حاولت عند اشتعال الهجوم الإسرائيلي، التوصل لاتفاق وقف النار. وكانت حماس، بحسب المصادر الإسرائيلية، على انسجام تام مع الموقف المصري، وأبلغت إسرائيل، عن طريق مصر وقطر، قرارها الامتناع عن المشاركة في القتال.
وقال المسؤولون الإسرائيليون، إنهم التقطوا رسالة حماس وراحوا يبثون لها الرسائل متتالية كل عدة ساعات، منذ البداية، بأن هدف الهجوم هو «الجهاد» فقط، التي كانت تخطط لقصف إسرائيل رداً على اعتقال قائدها في الضفة الغربية بسام السعدي. ويأملون الآن أن يترك هذا الموقف أثره في التقدم نحو إبرام صفقة تبادل أسرى.
المعروف أن هناك أربعة مواطنين إسرائيليين في أسر حماس: اثنان منهم جنديان تدعي إسرائيل أنهما قتلا في الحرب سنة 2014، واثنان مدنيان، الإثيوبي أبراهام منغيستو والعربي هشام السيد، وتقول إسرائيل إنهما يعانيان من خلل نفسي وقد دخلا غزة بإرادتيهما في عامي 2014 و2015. وتطلب حماس في مقابلهم حوالي ألف أسير فلسطيني بينهم عدة محكومين بالمؤبد، كما حصل في صفقة شاليط. وترفض إسرائيل ذلك حتى لا تشجع على خطف إسرائيليين آخرين.
ويختلف الخبراء ومستشارو لبيد فيما بينهم، في الرأي حول نتائج صفقة أسرى، على مكانته في الانتخابات، فهناك من يرى أن صفقة كهذه ستفيد لبيد وترفع من شعبيته وتشكل دافعاً قوياً لفرص انتخابه رئيساً للحكومة القادمة، فيما يرى بعضهم أنها يمكن أن تحطم إنجازاته السياسية وتنعكس بشكل سلبي على فرص انتخابه.
يذكر أن الانطباع في صفوف الإسرائيليين، هو أن الأداء الجيد الذي أبداه لبيد في الهجوم على «الجهاد»، صد تقدم شعبية منافس لبيد، بنيامين نتنياهو، لكنه لم يؤد بعد إلى قفزة في مكانته هو وحلفائه في الحكومة الحالية.
موقف «ضبط النفس» لحماس يدفع لبيد لبحث ملف الأسرى
موقف «ضبط النفس» لحماس يدفع لبيد لبحث ملف الأسرى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة