واشنطن تتبرع بناقلات جند لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال

موسكو تزيد عدد مدربيها لأفريقيا الوسطى

دورية للجنود الإثيوبيين في بلدة بيدوة بالصومال بعد ان استغلت «جماعة الشباب» الاضطرابات الداخلية في إثيوبيا لعبور الحدود الى الدول المجاورة ( اب )
دورية للجنود الإثيوبيين في بلدة بيدوة بالصومال بعد ان استغلت «جماعة الشباب» الاضطرابات الداخلية في إثيوبيا لعبور الحدود الى الدول المجاورة ( اب )
TT

واشنطن تتبرع بناقلات جند لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال

دورية للجنود الإثيوبيين في بلدة بيدوة بالصومال بعد ان استغلت «جماعة الشباب» الاضطرابات الداخلية في إثيوبيا لعبور الحدود الى الدول المجاورة ( اب )
دورية للجنود الإثيوبيين في بلدة بيدوة بالصومال بعد ان استغلت «جماعة الشباب» الاضطرابات الداخلية في إثيوبيا لعبور الحدود الى الدول المجاورة ( اب )

تبرعت الولايات المتحدة بـ24 ناقلة جند مدرعة لبعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال، يوم الخميس، بعد ثلاثة أشهر من الهجوم الأكثر دموية منذ سنوات على البعثة التي تدعمها واشنطن.
وقال السفير الأميركي في الصومال لاري أندرو، الذي حضر حفل تسليم الناقلات في العاصمة مقديشو، مع كبار المسؤولين في بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال، إن الناقلات ستدعم الاتحاد الأفريقي وتمكّن قواته من محاربة جماعة الشباب المتشددة، وحماية الجنود من القنابل المزروعة على جوانب الطرق. وأضاف أندري أن «التعبير عن دعمنا، من بين طرق أخرى، هو التبرع بهذه المركبات للمساعدة في حماية قوات الاتحاد الأفريقي، وفي هذه الحالة الوحدة العسكرية الجيبوتية، وهي تسير على طرق الصومال التي غالباً ما تكون محاصَرة بأدوات متفجرة خطيرة توضع هناك لإيذاء أولئك الذين يسعون فقط لمساعدة الصومال». وسوف تستخدم كتيبة جيبوتي المركبات في عمليات عسكرية مشتركة مع الجيش الوطني الصومالي، في بلدوين وحولها، عاصمة منطقة حيران وسط الصومال.
وأعربت فيونا لورتان، المسؤولة الكبيرة بالاتحاد الأفريقي، عن شكرها لهذه المساعدة الأميركية، قائلة إنها وصلت في الوقت المناسب حيث تعيد البعثة تشكيل قواتها ومعداتها.
وتقاتل حركة «الشباب» التابعة لتنظيم «القاعدة»، الحكومة الصومالية والاتحاد الأفريقي الذي نشر قوات حفظ السلام في الصومال، منذ 15 عاماً، حيث تسعى لإقامة دولة إسلامية متشددة على نموذج «طالبان» في أفغانستان. وفي مايو (أيار)، هاجم مقاتلون من الحركة، قاعدة للاتحاد الأفريقي في منطقة شبيلي الوسطى بالصومال، مستخدمين انتحاريين فجّروا ثلاث سيارات مفخخة. ثم قصفوا القاعدة بنيران كثيفة وقذائف صاروخية، مما أسفر عن مقتل العشرات من قوات حفظ السلام من دولة بوروندي. ويأتي الدعم العسكري الأميركي في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الصومالي الجديد، حسن شيخ محمود، عزمه على شن حرب عسكرية واقتصادية وآيديولوجية ضد حركة «الشباب». وقال الجيش الصومالي إنه نفّذ عملية ضد الحركة في منطقة حيران بوسط الصومال هذا الأسبوع، مما أسفر عن مقتل 30 من مقاتليها. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد أذن في مايو الماضي، بإعادة نشر القوات الأميركية في الصومال للمساعدة في محاربة التنظيم، بعدما سحب سلفه دونالد ترمب، في الشهر الأخير من رئاسته، نحو 700 جندي أميركي.

- موسكو في أفريقيا الوسطى
من جهة أخرى، قال ألكسندر إيفانوف، المدير العام لعمليات «اتحاد ضباط الأمن الدولي الروسي»، إن موسكو ستزيد عدد المدربين الروس في وكالات إنفاذ القانون في جمهورية أفريقيا الوسطى، «بناءً على طلب قيادة البلاد». وقال: «لقد تلقينا بالفعل طلباً من قيادة جمهورية أفريقيا الوسطى لتكثيف تدريب قوات الأمن من أجل زيادة تعزيز أمن المدنيين في جميع أنحاء البلاد». وأضاف: «لقد درسنا هذا الطلب ووافقنا على توسيع التعاون». وحسب المسؤول الروسي، سيشارك المزيد من المدربين الروس في تدريب الجيش والشرطة والدرك.
وفي أوائل عام 2018، أرسلت روسيا أول مدربيها العسكريين إلى جمهورية أفريقيا الوسطى بناءً على طلب الحكومة. واعتباراً من فبراير (شباط) 2022 كان ما مجموعه 1135 مدرباً روسياً يعملون في البلاد. وتقول موسكو إن المدربين الروس ليسوا متورطين في الأعمال العدائية وتم نشرهم بإخطار من مجلس الأمن الدولي. وغرقت الدولة الأفريقية في أزمة أمنية بعد انقلاب عام 2013 أعقبته أعمال عنف بين مقاتلي سيليكا ذات الأغلبية المسلمة والمقاتلين المسيحيين. ووقّعت الحكومة وقادة 14 جماعة مسلحة اتفاق سلام في فبراير 2019 لإنهاء القتال. وفي فبراير الماضي، قال سفير جمهورية أفريقيا الوسطى لدى روسيا، لوكالة «سبوتنيك» إن الحكومة تسيطر على نحو 95 في المائة من أراضي البلاد، لكنّ المتمردين في بعض المناطق لا يزالون يقاومون السلطات الرسمية.


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«فاغنر» تعتقل 6 موريتانيين وسط مخاوف من «انتهاكات»

عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
TT

«فاغنر» تعتقل 6 موريتانيين وسط مخاوف من «انتهاكات»

عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)

اعتقلت وحدة من مقاتلي «فاغنر» الروسية الخاصة 6 مدنيين موريتانيين على الأقل في إحدى القرى الواقعة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي، وفق ما أكدت مصادر محلية وإعلامية موريتانية، الثلاثاء.

وقالت المصادر إن مجموعة من مقاتلي «فاغنر» دخلوا قرية لقظف، الواقعة على بُعد 40 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة باسكنو، أقصى جنوب شرقي موريتانيا، غير بعيد عن الحدود مع دولة مالي. مؤكدةً أن جميع سكان قرية لقظف يحملون الجنسية الموريتانية، رغم أن القرية تقع داخل شريط حدودي «غير مرسَّم»، وبالتالي تتداخل فيه صلاحيات البلدين: مالي وموريتانيا.

موريتانيان معتقلان من طرف مجموعة «فاغنر» (إعلام محلي)

وبسبب غياب ترسيم الحدود، نفَّذ الجيش المالي المدعوم من قوات «فاغنر»، خلال العامين الأخيرين، عمليات عسكرية كثيرة داخل الشريط الحدودي، ضمن ما تطلق عليه مالي «مطاردة العناصر الإرهابية»، لكنَّ هذه العمليات راح ضحيتها عشرات المدنيين الموريتانيين.

اقتحام واختطاف

وصفت المصادر المحلية ما حدث أمس في القرية بأنه «عملية اختطاف» تعرَّض لها ستة مواطنين موريتانيين، فيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأسماء «المختطفين»، وكان بعضهم يحمل بطاقة تعريفه الموريتانية.

وحسب المصادر نفسها، فإن قوات «فاغنر» اقتحمت القرية خلال تنظيم سوق محلية أسبوعية، وأطلقوا وابلاً من الرصاص في الهواء، قبل أن يجمعوا رجال القرية، ويقرروا توقيف 7 أشخاص، أفرجوا عن واحد منهم لاحقاً، كما صادروا خمس سيارات رباعية الدفع وعابرة للصحراء، تعود ملكيتها إلى رجال من القرية.

في غضون ذلك، نشرت الصحافة المحلية أن قوات «فاغنر» نقلت الموقوفين الستة إلى مدينة نامبالا، داخل أراضي مالي، وسلَّمتهم للجيش المالي، وسيجري نقلهم إلى العاصمة باماكو، «تمهيداً لإطلاق سراحهم»، على حد تعبير صحيفة محلية.

رعب «فاغنر»

خلال العامين الأخيرين قُتل عشرات الموريتانيين على يد الجيش المالي وقوات «فاغنر» الروسية، داخل الشريط الحدودي بين البلدين، وحتى داخل أراضي مالي، وهو ما أسفر عن برود في العلاقة بين البلدين، كاد يتطور إلى قطيعة نهائية.

وقُتل أغلب هؤلاء الموريتانيين بطرق بشعة، من بينها الحرق والدفن في قبور جماعية، مما أشعل موجة غضب عارمة في الشارع الموريتاني، لكنَّ الماليين برَّروا ذلك بالحرب التي يخوضونها ضد الإرهاب، والتي دعت الموريتانيين إلى اصطحاب هوياتهم، والابتعاد عن مناطق الاشتباك.

قوات موريتانية على الحدود مع مالي (أ.ف.ب)

ومنذ أكثر من عامين، تجري معارك عنيفة بين الجيش المالي المدعوم من «فاغنر» من جهة، و«جبهة تحرير ماسينا» التابعة لتنظيم «القاعدة» في منطقة على الحدود مع موريتانيا، وتحدث مطاردات تنتهي في الغالب داخل الشريط الحدودي.

شريط حدودي رمادي

يمتد الشريط الحدودي بين البلدين على أكثر من ألفي كيلومتر، وبعمق يزيد على 10 كيلومترات، حيث تقع فيه عشرات القرى التي يقطنها سكان من البلدين، دون تحديد إن كانت موريتانية أم مالية.

وحاول البلدان ترسيم الحدود عدة مرات منذ الاستقلال عن فرنسا قبل ستين عاماً، لكنَّ هذه المحاولات لم تُفضِ إلى نتيجة، ليشكل البلدان بعد ذلك لجنة مشتركة لتسيير الحدود.

وسبق أن هددت السلطات الموريتانية، التي احتجت على ما يتعرض له مواطنوها، بالرد والتصعيد أكثر من مرة، وطالبت في الوقت ذاته مواطنيها بالانسحاب من هذه المنطقة، حتى تنتهي المعارك. لكنَّ سكان المنطقة الحدودية من البدو، المشتغلين بتربية الأبقار والإبل والأغنام، ويعيشون منذ قرون على التحرك في المنطقة، بحثاً عن الماء والمرعى، لا يمتلك أغلبهم أي أوراق مدنية، وبعضهم الآخر يحوز الجنسيتين؛ الموريتانية والمالية.

ومع تصاعد استهداف الموريتانيين، زار قائد الجيش المالي نواكشوط، مطلع مايو (أيار) الماضي، وعقد لقاءات مطولة مع قائد الجيش الموريتاني ووزير الدفاع، أسفرت عن تشكيل لجنة مشتركة، والاتفاق على تنسيق العمليات على الأرض.

الرئيس الموريتاني أجرى مشاورات مع المسؤولين في مالي لمنع تسلل أي إرهابيين محتملين إلى أراضي بلاده (أ.ف.ب)

وكان الهدف من هذا التنسيق، حسبما أعلن الطرفان، هو منع تسلل أي إرهابيين محتملين إلى أراضي موريتانيا، لكن أيضاً تفادي أي استهداف للموريتانيين بالخطأ داخل الشريط الحدودي. ومنذ ذلك الوقت لم يُقتَل أي مواطن موريتاني داخل الشريط الحدودي، فيما تراجعت بنسبة كبيرة تحركات قوات «فاغنر» في الشريط الحدودي، وتعد عملية توقيف الموريتانيين (الثلاثاء) الأولى من نوعها منذ ستة أشهر.