الكونغرس يعزز دعمه لتايوان في تحدٍّ للصين

مشرّعون أدانوا «تنمر بكين»... والبيت الأبيض يسعى لاحتواء التصعيد

رئيسة تايوان لدى استقبالها بيلوسي في 3 أغسطس (أ.ب)
رئيسة تايوان لدى استقبالها بيلوسي في 3 أغسطس (أ.ب)
TT

الكونغرس يعزز دعمه لتايوان في تحدٍّ للصين

رئيسة تايوان لدى استقبالها بيلوسي في 3 أغسطس (أ.ب)
رئيسة تايوان لدى استقبالها بيلوسي في 3 أغسطس (أ.ب)

عزّز مشروع قانون جديد موقف الكونغرس الأميركي الداعم لتايوان، في خطوة قد تعتبرها الصين تحدّيا جديدا بينما تجري مناورات عسكرية ضخمة ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الجزيرة.
فبدلاً من تهدئة الأجواء، كما كان يأمل البيت الأبيض، سعى مشرّعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الأربعاء، إلى طرح مشروع قانون يعزّز التعاون العسكري مع تايوان، ويدرجها رسمياً كحليف أساسي خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو). ويقدم المشروع، الذي قدّمه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الديمقراطي بوب مينانديز وزميله الجمهوري ليندسي غراهام، نحو 5 مليارات دولار من المساعدات الأمنية لتايوان، كما يدعم مشاركتها في المؤسسات الدولية. ويقول مينانديز: «في وقت تتحدانا الصين في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية، نحن نضع أسساً لنظرة جديدة تحرص على أن تكون بلادنا في موقع تستطيع فيه الدفاع عن تايوان لعقود قادمة».
- احتواء التصعيد
يثير هذا النوع من التصريحات قلق البيت الأبيض، الذي يسعى جاهداً لاحتواء التصعيد مع الصين. وعلى خلفية التوتر بين القوتين، طالب البيت الأبيض المشرعين بإرجاء مناقشة المشروع في لجنة العلاقات الخارجية حتى شهر سبتمبر (أيلول) المقبل وتغيير لهجته. وقوبل هذا الموقف باستنكار عدد من أعضاء الكونغرس، منهم الجمهوري غراهام الذي اتّهم البيت الأبيض بالضعف، مشيراً إلى أن المشروع سيتم إقراره بأغلبية ساحقة إذا ما طرح للتصويت في مجلس الشيوخ.
في المقابل، اعتمد أعضاء الكونغرس لهجة حازمة في إدانتهم رد الفعل الصيني، ودعموا بأغلبيتهم زيارة بيلوسي إلى تايوان، معتبرين التصعيد الصيني «غير مبرر». وهذا ما تحدث عنه مينانديز، قائلاً في بيان مشترك مع كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جيم ريش: «يجب ألا تكون بكين واهمة وأن تعتقد أن هذه التدريبات العسكرية سوف تخفف من عزم الولايات المتحدة أو تؤثر على التزامنا بدعم شعب تايوان وحقه في تقرير مصيره. على العكس تماماً». واعتبر المشرعان أن «التدريبات الصينية الخطيرة والاستفزازية تمثل جزءاً آخر من جهود بكين المستمرة بالتنمر على تايبيه، وإكراهها على الانصياع».
- عقوبات بيلوسي
لعلّ أكثر ملف يتفق عليه الحزبان في الكونغرس هو ملف تحدي الصين. لهذا السبب، لم تفاجئ العقوبات التي فرضتها بكين على بيلوسي، الجمعة، المشرعين الذين اعتادوا على إجراءات من هذا النوع. فقد سبق للصين أن فرضت عقوبات على مسؤولين أميركيين، خاصة من الحزب الجمهوري. كان أبرزهم أعضاء في فريق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ومنهم وزير خارجيته مايك بومبيو ومستشاره للأمن القومي جون بولتون، إضافة إلى مستشاره السابق ستيف بانون، و25 مسؤولاً سابقاً في الإدارة. ومنعت الصين، بحسب العقوبات التي فرضتها في عام 2021، هؤلاء المسؤولين وأفراد عائلاتهم من دخول الصين وهونغ كونغ، قائلة في بيان إنهم «انتهكوا سيادتها وكانوا مسؤولين عن تحركات أميركية لتحدي الصين».


مقالات ذات صلة

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

الولايات المتحدة​ بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

في تحول كبير نحو تعزيز العلاقات الأميركية - الفلبينية، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في البيت الأبيض مساء الاثنين، في بداية أسبوع من اللقاءات رفيعة المستوى، تمثل تحولاً في العلاقة بين البلدين التي ظلت في حالة من الجمود لفترة طويلة. زيارة ماركوس لواشنطن التي تمتد 4 أيام، هي الأولى لرئيس فلبيني منذ أكثر من 10 سنوات.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
الاقتصاد الشركات الأميركية في الصين  تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

الشركات الأميركية في الصين تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

تخشى الشركات الأميركية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأميركية في الصين. وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بنسبة 73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير. ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

من المتوقع أن يبحث قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمتهم المقررة باليابان الشهر المقبل، الاتفاق على تحديد رد على التنمر الاقتصادي من جانب الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

انتقدت بكين الجمعة، عزم واشنطن فرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأميركية في نظيرتها الصينية، معتبرة أن خطوة كهذه هي أقرب ما يكون إلى «إكراه اقتصادي فاضح وتنمّر تكنولوجي». وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برنامجاً لتقييد استثمارات خارجية أميركية، بما يشمل بعض التقنيات الحسّاسة التي قد تكون لها آثار على الأمن القومي. وتعاني طموحات الصين التكنولوجية أساساً من قيود تفرضها الولايات المتحدة ودول حليفة لها، ما دفع السلطات الصينية إلى إيلاء أهمية للجهود الرامية للاستغناء عن الاستيراد في قطاعات محورية مثل أشباه الموصلات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، إن «الولايات المتحد

«الشرق الأوسط» (بكين)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.