الجوع يحاصر بلدة بشمال بوركينا فاسو

الجيش يعترف بمقتل مدنيين خلال قصف جوي ضد «الجماعات الإرهابية»

عناصر من الجيش والشرطة يقفان في حراسة أثناء اجتماع قادة غرب إفريقيا لمناقشة خريطة طريق انتقالية لمالي وبوركينا فاسو وغينيا في أكرا (غانا) يوليو الماضي (رويترز)
عناصر من الجيش والشرطة يقفان في حراسة أثناء اجتماع قادة غرب إفريقيا لمناقشة خريطة طريق انتقالية لمالي وبوركينا فاسو وغينيا في أكرا (غانا) يوليو الماضي (رويترز)
TT

الجوع يحاصر بلدة بشمال بوركينا فاسو

عناصر من الجيش والشرطة يقفان في حراسة أثناء اجتماع قادة غرب إفريقيا لمناقشة خريطة طريق انتقالية لمالي وبوركينا فاسو وغينيا في أكرا (غانا) يوليو الماضي (رويترز)
عناصر من الجيش والشرطة يقفان في حراسة أثناء اجتماع قادة غرب إفريقيا لمناقشة خريطة طريق انتقالية لمالي وبوركينا فاسو وغينيا في أكرا (غانا) يوليو الماضي (رويترز)

حذر سكان بلدة في شمال بوركينا فاسو قطَع «الجهاديون» الطريق الذي يصلها بباقي أنحاء البلاد، من أن الإمدادات الغذائية آخذة في النفاد، في رواية تؤكدها أيضاً منظمة «أطباء بلا حدود».
جاء ذلك في وقت اعترف فيه الجيش بمقتل مدنيين، خلال قصف جوي ضد «الجماعات الجهادية»، في شرق البلاد.
دمر متشددون في 25 يونيو (حزيران) جسراً يعتبر الطريق الوحيد إلى بلدة سيبا، المقر الإداري لإقليم ياغا.
ورغم أن السكان حاولوا إصلاح الأضرار بسرعة، فإن الجسر دمر في هجوم لاحق، مما أدى إلى عزل سيبا عن باقي أنحاء البلاد.
وقال أحد سكان بلدة سيبا عبد الله لي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الوضع الغذائي حرج». وأضاف: «لقد دققنا ناقوس الخطر، ولكن في الوقت الحالي لا نرى الضوء في آخر النفق... يشعر الناس هنا بأنه جرى التخلي عنهم».
من جهتها، أكدت «منظمة أطباء بلا حدود» أن الجوع يتفاقم. وقال أولريش كريبين نامفيبونا، مدير المشروع التابع للمنظمة الخيرية في بوركينا فاسو: «هناك حاجة يائسة للطعام. الناس يأكلون أوراق الشجر كل يوم».
وأضاف: «إذا لم يتم القيام بشيء فعلياً من أجل إعطاء الطعام لهؤلاء الناس، فسنشهد كارثة في الأيام المقبلة؛ فالأزمة الغذائية ستضرب الأطفال أكثر من غيرهم».
وقال محمد ديكو، وهو من سكان سيبا، إن الجسر لم يكن حيوياً فقط للبلدة، ولكن لأجزاء من إقليم ياغا، بما في ذلك صلحان ومانسيلا. وباتت سيبا التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، ملاذاً لكثيرين فروا من ياغا بسبب الهجمات الإرهابية.
في هذه الأثناء، اعترف الجيش بمقتل مدنيين، خلال قصف جوي ضد «الجماعات الجهادية»، في شرق بوركينا فاسو، من دون تحديد عدد هؤلاء، بينما أفاد سكان المنطقة «وكالة الصحافة الفرنسية» بسقوط نحو «ثلاثين» قتيلاً.
وأشار بيان صحافي صادر عن هيئة أركان الجيش إلى أن «عمليات استهدفت الجماعات الإرهابية المسؤولة عن العديد من الانتهاكات نُفذت في مناطق عدة (جمانجا وجابيجا ومانديني وبونو وأوبياغو وبوغنو - سانكوادو) في المنطقة الشرقية».
وأضاف: «خلال هذه العمليات التي أدت إلى تحييد عشرات الإرهابيين، تسببت الضربات، للأسف، في وقوع ضحايا بين المدنيين». وبينما لم يذكر البيان عدد الضحايا، فقد قال سكان المنطقة الذين تحدثت معهم «وكالة الصحافة الفرنسية»، عبر الهاتف من واغادوغو، إن «ثلاثين مدنياً»، معظمهم من النساء، قُتلوا في القصف.
وقال أحد السكان، طلب عدم الكشف عن هويته، إنهم «تجمعوا لتدشين طاحونة، عندما وقعت المأساة». وأوضحت «وكالة الأنباء البوركينية»، أمس، أن سلاح الجو والمدفعية البوركينية شنَّا هجوماً في منطقة الغابات في نوواهو وكونكونموجريه، وسط شرق البلاد، ما أدى إلى مقتل 20 عنصراً إرهابياً.
يُذكر أن القوات المسلحة البوركينية قتلت، في 13 من يوليو (تموز) الماضي، ما لا يقل عن 17 إرهابياً، وفككت قواعد، واستولت على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، وذلك خلال عملية عسكرية برية وجوية شمال البلاد.


مقالات ذات صلة

«مذبحة الكرمة» تفاقم الوضع الأمني في بوركينا فاسو

العالم «مذبحة الكرمة» تفاقم الوضع الأمني في بوركينا فاسو

«مذبحة الكرمة» تفاقم الوضع الأمني في بوركينا فاسو

بدأت بوركينا فاسو التحقيق في «مذبحة» وقعت في قرية الكرمة شمال البلاد، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، على أيدي مسلحين يرتدون زي القوات المسلحة البوركينابية. وقُتل نحو 136 شخصاً في الهجوم، الذي وقع في 20 أبريل (نيسان) واتَّهم فيه مواطنون قوات الجيش بالمسؤولية عنه، لكنّ مسؤولين قالوا إن «مرتكبي المذبحة إرهابيون ارتدوا ملابس العسكريين»، في حين ندّدت الحكومة بالهجوم على القرية، في بيان صدر في 27 أبريل، دون ذكر تفاصيل عن الضحايا، قائلة إنها «تواكب عن كثب سير التحقيق الذي فتحه المدعي العام للمحكمة العليا في واهيغويا، لامين كابوري، من أجل توضيح الحقائق واستدعاء جميع الأشخاص المعنيين»

محمد عبده حسنين (القاهرة)
العالم الحرب على الإرهاب في بوركينا فاسو... مقتل 33 جندياً و40 إرهابياً

الحرب على الإرهاب في بوركينا فاسو... مقتل 33 جندياً و40 إرهابياً

أعلن الجيش في بوركينا فاسو أن 33 من جنوده قتلوا في هجوم نفذته مجموعة إرهابية على موقع عسكري، يقع في شرق البلاد، وذلك في آخر تطورات الحرب الدائرة على الإرهاب بهذا البلد الأفريقي الذي يعاني من انعدام الأمن منذ 2015. وقال الجيش في بيان صحافي إن مجموعة من المسلحين هاجمت فجر الخميس موقعاً عسكرياً في منطقة أوجارو، شرق البلاد، على الحدود مع دولة النيجر، وحاصروا وحدة من الجيش كانت تتمركز في الموقع، لتقع اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وأعلن الجيش أن الحصيلة تشير إلى مقتل 33 جندياً وإصابة 12 آخرين، لكنهم في المقابل قتلوا ما لا يقلُّ عن 40 من عناصر المجموعة الإرهابية التي ظلت تحاصرهم حتى وصلت تعزيزات فكت عن

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

على الرغم من إعلان المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو «تعبئة عامة» لمنح الدولة «الوسائل اللازمة» لمكافحة الإرهاب، تزايدت الجماعات المسلحة في الأسابيع الأخيرة، والتي يتم تحميل مسؤوليتها عادة إلى مسلحين مرتبطين بتنظيمي «القاعدة» و«داعش». وتشهد بوركينا فاسو (غرب أفريقيا)، أعمال عنف ونشاطاً للجماعات المتطرفة منذ 2015 طالها من دولة مالي المجاورة. وقتل مسلحون يرتدون أزياء عسكرية في بوركينا فاسو نحو 60 شخصاً، بحسب مصدر قضائي، الاثنين، ذكر لوكالة «الصحافة الفرنسية»، نقلاً عن جهاز الشرطة، أن «الهجوم وقع (الخميس) في قرية كارما في شمال إقليم ياتنغا»، مضيفاً أن المسلحين «استولوا» على كميات من البضائع ا

العالم بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

على الرغم من إعلان المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو «تعبئة عامة» لمنح الدولة «الوسائل اللازمة» لمكافحة الإرهاب، تزايدت الهجمات المسلحة في الأسابيع الأخيرة، التي يتم تحميل مسؤوليتها عادة إلى مسلحين مرتبطين بتنظيمي «القاعدة» و«داعش». وتشهد بوركينا فاسو (غرب أفريقيا)، أعمال عنف ونشاطاً للجماعات المتطرفة منذ 2015 طالاها من دولة مالي المجاورة. وقتل مسلحون يرتدون أزياء عسكرية في بوركينا فاسو نحو 60 شخصاً، حسب مصدر قضائي (الاثنين) ذكر لوكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن جهاز الشرطة، أن الهجوم وقع (الخميس) في قرية كارما شمال إقليم ياتنغا، مضيفاً أن المسلحين «استولوا» على كميات من البضائع المتنوعة خ

أفريقيا مقتل 60 مدنياً بهجوم في شمال بوركينا فاسو

مقتل 60 مدنياً بهجوم في شمال بوركينا فاسو

قال مسؤول من بلدة أواهيجويا في بوركينا فاسو، أمس الأحد، نقلاً عن معلومات من الشرطة إن نحو 60 مدنياً قُتلوا، يوم الجمعة، في شمال البلاد على أيدي أشخاص يرتدون زي القوات المسلحة البوركينية. وأضاف المدعي العام المحلي لامين كابوري أن تحقيقاً بدأ بعد الهجوم على قرية الكرمة في إقليم ياتنجا في المناطق الحدودية قرب مالي وهي منطقة اجتاحتها جماعات إسلامية مرتبطة بـ«القاعدة» وتنظيم «داعش» وتشن هجمات متكررة منذ سنوات. ولم يذكر البيان مزيداً من التفاصيل بشأن الهجوم، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في مارس (آذار) أن هجمات الجماعات المسلحة على المدنيين تصاعدت منذ عام 2022 ب

«الشرق الأوسط» (واغادوغو)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.