«التوترات التايوانية» تفزع الأسواق

تزامنت مع بيانات صناعية ضعيفة

طغت رهبة زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان على غيرها في تعاملات الأسواق العالمية أمس (رويترز)
طغت رهبة زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان على غيرها في تعاملات الأسواق العالمية أمس (رويترز)
TT

«التوترات التايوانية» تفزع الأسواق

طغت رهبة زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان على غيرها في تعاملات الأسواق العالمية أمس (رويترز)
طغت رهبة زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان على غيرها في تعاملات الأسواق العالمية أمس (رويترز)

طغت رهبة في الأسواق جراء التوترات المصاحبة لزيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان، خاصة في ظل ضعف البيانات الصادرة من الاقتصادات الكبرى والتي تعزز احتمالية الوقوع في براثن الركود.
وذكرت ثلاثة مصادر صباح أمس أنه كان من المتوقع أن تصل بيلوسي إلى تايوان في وقت لاحق الثلاثاء، وقالت الولايات المتحدة إنها لن ترضخ لترهيب تهديدات الصين بأنها «لن تقف مكتوفة الأيدي» إذا زارت بيلوسي الجزيرة التي تعتبرها جزءا من أراضيها.
وفتحت مؤشرات الأسهم الأميركية منخفضة الثلاثاء، وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 107.11 نقطة، أو 0.33 في المائة،
إلى 32691.29 عند الفتح. ونزل المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 14.42 نقطة أو 0.35 في المائة، إلى 4104.21 نقطة. في حين هبط المؤشر ناسداك المجمع 81.31 نقطة، أو 0.66 في المائة، إلى 12287.67 نقطة.
وفي أوروبا، وبحلول الساعة 7:08 بتوقيت غرينيتش انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6 في المائة. وأنهت الأسهم الأوروبية الجلسة السابقة على انخفاض بعد تراجع أسهم الطاقة في أعقاب نزول أسعار الخام بعد بيانات تصنيع ضعيفة من شتى أنحاء الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا جددت المخاوف المرتبطة بالطلب. لكن قطاع الطاقة الأوروبي تلقى دعما من نتائج قوية لشركة بي بي النفطية المدرجة في لندن التي صعد سهمها 3.1 في المائة بعد إعلان الشركة أن أرباحها للربع الثاني فاقت التوقعات.
وفي آسيا، أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض، فيما عزز ارتفاع الين مقابل الدولار من عمليات بيع أسهم شركات التصدير. وانخفض المؤشر نيكي 1.42 في المائة إلى 27594.73 نقطة، كما انخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.77 في المائة إلى 1925.49 نقطة.
وقال إيكو ميتسوي، مدير الصناديق بشركة أيزاوا للأوراق المالية: «هناك عدة أسباب لبيع الأسهم لجني أرباح (أمس). أولا: كان أداء وول ستريت ضعيفا الليلة السابقة. وأيضا شعر المستثمرون بالقلق من مخاطر تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين».
وانخفض سهم طوكيو إلكترون المنتجة لمعدات تصنيع الرقائق اثنين في المائة ليسجل أكبر انخفاض على المؤشر نيكي. وهبط سهم دايكن إنداستريز لتصنيع أجهزة التكييف 3.04 في المائة، وتراجع سهم فانوك لتصنيع الروبوتات 2.16 في المائة.
وهبط سهم تويوتا موتورز 2.6 في المائة ليسجل أكبر انخفاض على المؤشر توبكس. كما انخفض سهم (جيه إس آر) 18.57 في المائة بالحد الأدنى اليومي للانخفاض بعدما خفضت الشركة المصنعة لمواد أشباه الموصلات توقعاتها للأرباح السنوية. وتراجع سهم هينو موتورز لصناعة السيارات 9.86 في المائة.
على الجانب الآخر، ارتفع سهم (تي دي كيه) لتصنيع أجهزة الاستشعار 13.5 في المائة بعدما أعلنت الشركة ارتفاع أرباحها الفصلية. وارتفع 18 سهما على المؤشر نيكي مقابل تراجع 206.
ومن جانبه، تخلى الذهب عن مكاسبه التي سجلها في أوائل المعاملات ليتم تداوله دون تغير يذكر يوم الثلاثاء مع ارتفاع الدولار الأميركي، وأبقى انخفاض عوائد سندات الخزانة والمخاوف المتزايدة من الركود المعدن الأصفر قرب ذروته في أربعة أسابيع.
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند نحو 1771.29 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 08:43 بتوقيت غرينيتش، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ الخامس من يوليو (تموز) في وقت سابق من الجلسة عند 1780.39 دولار. وفي العقود الآجلة الأميركية لم يطرأ تغير على سعر الذهب ليسجل 1787.10 دولار للأوقية.
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى (يو بي إس) إن انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة دعم الذهب في الآونة الأخيرة. ومع ذلك، قال ستونوفو إن زيادة أكبر في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وتراجع التضخم سيؤثران على الأسعار خلال الأشهر الستة المقبلة.
وبلغت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات أدنى مستوى لها في أربعة أشهر، مما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، بينما ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2 في المائة بعد أن سجل في وقت سابق أدنى مستوى له في أربعة أسابيع.
واستفاد الذهب من مجموعة من البيانات الاقتصادية الضعيفة في الآونة الأخيرة، إذ أظهر مسح يوم الاثنين أن المصانع في أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا عانت من أجل تعزيز النشاط الشهر الماضي.
ويراقب المستثمرون عن كثب المؤشرات الاقتصادية الكلية منذ أن قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن القرارات بشأن المعدلات المستقبلية ستحددها البيانات الجديدة. وعادة ما تؤثر زيادة البنوك المركزية الرئيسية لأسعار الفائدة من أجل مكافحة التضخم المرتفع على جاذبية المعدن الأصفر.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 0.5 في المائة إلى 20.23 دولار للأوقية في المعاملات الفورية، بينما انخفض البلاتين 0.1 في المائة إلى 905.54 دولار. كما انخفض البلاديوم 0.8 في المائة إلى 2176.15 دولار.


مقالات ذات صلة

الأربعاء... بدء تداول أسهم «تمكين للموارد البشرية» في السوق السعودية

الاقتصاد شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق السعودية (تداول)

الأربعاء... بدء تداول أسهم «تمكين للموارد البشرية» في السوق السعودية

أعلنت السوق المالية السعودية (تداول) أنه سيجري إدراج وبدء تداول أسهم شركة «تمكين للموارد البشرية» في مؤشر «تاسي» بدءاً من يوم الأربعاء 27 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الملياردير الهندي غوتام أداني يتحدث خلال حفل بعد أن أكملت مجموعة «أداني» شراء ميناء حيفا في وقت سابق من يناير 2023 (رويترز)

مصير قضية الرشوة المزعومة للملياردير الهندي غوتام أداني قد يتوقف على رئاسة ترمب

تم توجيه الاتهام إلى الملياردير الهندي غوتام أداني من قبل المدعين العامين الأميريين لدوره المزعوم في مخطط لرشوة المسؤولين الهنود بقيمة 265 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد القيمة الإجمالية لطلبات الأفراد في طرح «المتحدة الدولية القابضة» بلغت 903.5 مليون ريال (أ.ف.ب)

تغطية اكتتاب الأفراد في طرح «المتحدة الدولية القابضة» السعودية 9.1 مرة

جرت تغطية الطرح العام الأولي للشركة «المتحدة الدولية القابضة» السعودية بواقع 9.1 مرة، مع تخصيص 3 أسهم حداً أدنى لكل مكتتب في الطرح.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المقر الرئيسي لشركة «توتال إنرجيز» في منطقة الأعمال لا ديفونس غربي باريس (أ.ف.ب)

«توتال إنرجيز» تقرر تعليق التعامل مع «أداني» الهندية بسبب اتهامات الرشاوى

قالت شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» إنها ستوقف مساهماتها المالية في استثمارات مجموعة «أداني» بعد لائحة الاتهام التي صدرت الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أعضاء المؤتمر الهندي للشباب يحتجون ضد غوتام أداني ويطالبون باعتقاله (رويترز)

المعارضة الهندية تعطّل البرلمان بسبب «أداني»

تم تعليق عمل البرلمان الهندي بعد أن قام نواب المعارضة بتعطيله للمطالبة بمناقشة مزاعم الرشوة ضد مجموعة «أداني»، فيما انخفضت أسعار سندات «أداني»

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون أيَّدوا وتيرة تدريجية لخفض أسعار الفائدة

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون أيَّدوا وتيرة تدريجية لخفض أسعار الفائدة

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

أيَّد مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي التحرك «تدريجياً» نحو خفض أسعار الفائدة، في ظل النمو الاقتصادي الأميركي الأقوى من المتوقع، وتلاشي المخاوف بشأن صحة سوق العمل، وفقاً لمحضر اجتماع نوفمبر (تشرين الثاني).

ويشير محضر الاجتماع إلى أن مسؤولي البنك المركزي الأميركي لم يعودوا يرون حاجة ملحة للوصول بسرعة إلى مستوى أسعار «محايدة» لا يعوق النمو، بعد خفض كبير بنحو نصف نقطة في سبتمبر (أيلول).

وفي اجتماع نوفمبر، خفَّضت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة إلى نطاق 4.5- 4.75 في المائة، وهو الخفض الثاني.

ويجتمع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، وهو اجتماعه الأخير قبل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

ومن المتوقع أن يمضي البنك المركزي قدماً بخفض آخر بنحو ربع نقطة، على الرغم من أن المسؤولين يراقبون البيانات الواردة من كثب.

وقال رئيس البنك، جيروم بأول، في وقت سابق من هذا الشهر، إن الاقتصاد الأميركي القوي يعني أن البنك المركزي لا يحتاج إلى «التسرع» في خفض أسعار الفائدة.

ولا يزال التضخم -على الرغم من انخفاضه الحاد عن ذروته في عام 2022- أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

وأشار مسؤولو البنك المركزي إلى أن التضخم كان يتراجع، وفقاً للمحضر؛ لكن البعض حذَّر من أنه قد يستغرق وقتاً أطول من المتوقع، نظراً للقوة الأساسية للاقتصاد، واحتمال أن تؤدي المخاطر الجيوسياسية وانقطاعات سلسلة التوريد إلى إبطاء الانخفاض.

وأظهر أحدث تقرير لمؤشر أسعار المستهلك ارتفاع التضخم إلى 2.6 في المائة، بعد زيادة بنسبة 0.2 في المائة على أساس شهري.

واتخذ المسؤولون أيضاً موقفاً أكثر تفاؤلاً مما كان عليه في اجتماعهم السابق بشأن آفاق سوق العمل، قائلين إنه «لا توجد علامة» على التدهور السريع.

ومع ذلك، فإن التوقف المؤقت في خفض أسعار الفائدة سيكون مبرراً «إذا ظل التضخم مرتفعاً»، كما أشار المحضر، وهو ما يعكس وجهة نظر توم باركين، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، وعضو التصويت في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لهذا العام، لصحيفة «فايننشيال تايمز» في مقابلة الأسبوع الماضي. وقال: «إذا كان التضخم يظل أعلى من هدفنا، فهذا يجعل من الضروري توخي الحذر بشأن خفض أسعار الفائدة... إذا كانت معدلات البطالة تتسارع، فإن هذا يجعل القضية أكثر توجهاً نحو المستقبل».

وحسب أسواق العقود الآجلة، يفضل المتداولون خفضاً آخر بمقدار ربع نقطة مئوية في ديسمبر. وقال نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، هذا الأسبوع، إن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر «معقول»، في حين أيد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن غولسبي فكرة تخفيضات أسعار الفائدة الإضافية.