طهران «تغازل» القاهرة مُجدداً عبر بوابة الاستثمار

مسؤول إيراني قال إن «الطريق مفتوح للتفاهم» بين البلدين

رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة (وكالة الأنباء الإيرانية)
رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة (وكالة الأنباء الإيرانية)
TT

طهران «تغازل» القاهرة مُجدداً عبر بوابة الاستثمار

رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة (وكالة الأنباء الإيرانية)
رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة (وكالة الأنباء الإيرانية)

فيما بدا أنه محاولة لـ«الانفتاح» من جانب إيران على القوى العربية، وخصوصاً مصر ودول الخليج، أكدت طهران أن «الطريق مفتوح للتفاهم والتعامل مع مصر»، وذلك بالتزامن مع تصريحات مماثلة حول «انفتاح» إيران على العلاقات مع السعودية، والإمارات، وحتى «استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي».
وللمرة الثالثة خلال شهر واحد سعت طهران إلى «مغازلة» القاهرة، عبر تصريحات من مسؤوليها، تدعو في مجملها إلى «استئناف العلاقات بين البلدين»، سواء على المستوى السياسي، أو التجاري، بدأت بتصريحات حسين أمير عبداللهيان، وزير الخارجية الإيراني، بداية شهر يوليو (تموز) الماضي، أكد فيها على أن «تعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة يصب في دول المنطقة وشعبي البلدين»، أعقبها تغريدة كتبها محمد حسين سلطاني فر، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، على حسابه الشخصي، أشاد فيها بما وصفه «موقف مصر المعارض لمشروع تحالف أميركي ضد إيران».
واستكمل سلطاني التلويح بتحسن العلاقات بين القاهرة وطهران، عبر مقال نشره في صحيفة إيران ديلي، ونقلته وكالة الأنباء الإيرانية السبت الماضي، قال فيه إن «التطورات الراهنة تقتضي رفع العلاقات الثنائية بين البلدين من مستوى رعاية المصالح، إلى المستوى السياسي المنشود»، مجدداً الإشارة إلى «فشل المساعي الأميركية لتكوين تحالف عربي ضد طهران بسبب رفض عدة دول عربية»، ما يؤكد على أن «العلاقات بين البلدين تفوق الصورة التي يروج لها»، على حد قوله.
ورغم تكرار التصريحات الإيرانية فإن القاهرة قابلتها بالصمت، ولم تصدر رداً رسمياً على هذه التصريحات حتى الآن.
وتأتي التصريحات الإيرانية إشارة على «رغبة طهران في الانفتاح على العالم»، بحسب السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الذي أوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «إيران أطلقت عدة تصريحات مؤخراً تشير إلى قدر من الانفتاح بشكل عام على القوى العربية، ومن بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يعطي انطباعاً عن تشكل مرحلة جديدة في الشرق الأوسط، في نفس الوقت صدرت تصريحات إيرانية تتحدث عن تجاوب طهران مع المساعي الأوروبية لاستئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي».
لكن هذه التصريحات «لا تعني عودة العلاقات»، كما يقول هريدي، الذي يفرق بين أسباب الخلاف المصري - الإيراني، وأسباب الخلافات العربية والخليجية – الإيرانية، مشيراً إلى أن «السبب الرئيسي للخلاف بين مصر وإيران، هو وجود شارع رئيسي في العاصمة الإيرانية، يحمل اسم خالد الإسلامبولي قائد عملية اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، وهو أمر لا تقبله مصر»، بحسب تقديره.
أما على صعيد الخلافات العربية - الإيرانية فهناك نوع من «الانفتاح المتبادل» ما بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران.
وخلال الشهر الماضي كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن رعاية بلاده لحوارات بين ثنائية بين إيران ودول عربية بنيها مصر والأردن، وقال إن «إيران طرحت فكرة تأسيس قنوات اتصال مع مصر، وسيتم تحويل الحوار بين الرياض وطهران إلى حوار معلن».
حديث طهران هذه المرة عن تعزيز العلاقات مع مصر، تطرق إلى الجانب الاستثماري، حيث قال سلطاني إن «بلاده مستعدة لدخول أسواق مصر، عبر إنشاء مصنع لإنتاج السيارات المحلية وعقد استثمارات مشتركة في مجالات البنوك، والنسيج، والملاحة البحرية، والسجاد، وتنظيم رحلات طيران بين البلدين»، مشيراً إلى «الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، التي تشكل بوابة لأفريقيا». وأكد المسؤول الإيراني أن «العلاقات الوثيقة والمتنامية بين مصر والعراق وسوريا تتيح المزيد من فرص التعاون الإقليمي بين إيران ومصر»، مستدلاً على ذلك بتصريحات رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، كمال خرازي، التي قال فيها إن «مصر وإيران وتركيا والسعودية وقطر، تستطيع عبر الحوار فيما بينها، تسوية الكثير من المشاكل والتوترات الراهنة في المنطقة».
بدوره يقول هريدي إنه «لا يوجد ما يعوق إقامة علاقات تبادل تجاري بين القاهرة وطهران، وإن كان من السابق لأوانه الحديث عن استثمارات، وتعاون اقتصادي ومصانع، فالمرحلة الحالية لا تسمح بذلك»، مؤكداً أن «هناك مجموعة من العوامل التي تحكم عودة العلاقات بين مصر وإيران، أولها أن طهران هي من قطعت العلاقات، عقب اتفاقية السلام وليس مصر، وبالتالي فإن مصر ليست المطالبة باستئنافها، وثانياً موضوع اسم الشارع، الذي لا بد أن يؤخذ في الاعتبار، إضافة إلى الموقف العام في المنطقة».
وأوضح هريدي أن «مصر لن تتخذ أي خطوة يمكن أن يفهم منها أنها ضد التوجه العام في الخليج، ولن تسمح بأن تكون العلاقات معها سلاحاً للمواجهة مع الدول الخليجية، وأعتقد أنها لو كانت بصدد تطوير علاقاتها مع طهران، فستفضل أن يتم ذلك في إطار توجه جماعي من دول المنطقة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الصين ومصر تتفقان على ضرورة تشجيع السلام في الشرق الأوسط

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

الصين ومصر تتفقان على ضرورة تشجيع السلام في الشرق الأوسط

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بكين اتفقت مع مصر على ضرورة أن يشجع البلدان على السلام والمفاوضات لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأدلى وانغ بهذه التصريحات خلال اجتماع مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في بكين، اليوم (الجمعة)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي خلال إحاطة مشتركة في دار ضيافة الدولة دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

وقال وانغ إن البلدين يشعران بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي في سوريا، ودعا إلى احترام سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها. كما قال وانغ إن البلدين يرحِّبان باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.