مع بدء العد العكسي لانتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية التي يفترض أن تجرى قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون، في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بدأ التداول ببورصة من الأسماء بعضها قديم - جديد ويعتبر من المرشحين الدائمين للرئاسة، وبعضها بدأ يطرح كمرشح توافقي، في وقت تبقى فيه الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات بانتظار ساعة الصفر. وإلى جانب المرشحين السياسيين من رؤساء الأحزاب المسيحية، وقائد الجيش اللبناني، تتراوح بعض المطالب الداخلية بأن يكون الرئيس المقبل من خلفية إدارية وقانونية ومالية في لحظة لبنانية حاسمة متصلة بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي. ورغم أن أياً من الشخصيات لم يطرح نفسه كمرشح للرئاسة، تتحدث الأوساط السياسية عن بعض الأسماء التي تنطبق عليها بعض الشروط. وهنا تعريف بأبرز المرشحين:
سليمان فرنجية
رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية هو أحد أبرز المرشحين والمرشح شبه الدائم للرئاسة، وتشير المعلومات إلى أن موافقته على انتخاب الرئيس عون عام 2016 أتت بعد وعود تلقاها من حليفه «حزب الله» بأنه سيكون «الرئيس المقبل».
وفي الفترة الأخيرة، تشير المعلومات إلى جهود يقوم بها «حزب الله»، حليف فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، لتقريب وجهات النظر بينهما والاتفاق على انتخاب رئيس «المردة»، وهو ما لا يبدو سهلا.
ويعرف فرنجية الذي أورث مقعده النيابي لابنه طوني، بعلاقته الوطيدة مع النظام السوري ورئيسه بشار الأسد الذي يتحدث عن علاقة صداقة عائلية بينهما، ما يجعله مرشح «حزب الله» والنظام السوري على حد سواء. وكان فرنجية دخل البرلمان اللبناني عام 1991 وكان حينها أصغر نائب بالبرلمان، وشارك في الحكومات مرات عدة عبر توليه أكثر من وزارة، منها وزارة الداخلية التي كان على رأسها عام 2005 عند اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
جبران باسيل
رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل هو صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، وتولى رئاسة التيار بعد عمه، ويتهمه خصومه بأنه «الرئيس الظل» في عهده، بحيث يجمع حلفاؤه وخصومه على أنه له اليد الطولى في القرارات التي تتخذ في رئاسة الجمهورية، ومنها التفاوض في أبرز القضايا السياسية، كتأليف الحكومة والحصص الوزارية وغير ذلك. وخسر باسيل مرتين في الانتخابات النيابية في عامي 2005 و2009 قبل أن ينجح ويصبح نائبا عام 2018 كما في عام 2022. ويكاد يطرح اسم باسيل كمرشح لرئاسة الجمهورية منذ أن بدأت ولاية عمه. وفي الفترة الأخيرة تراجعت حظوظ باسيل لأسباب داخلية وخارجية مرتبطة بالعقوبات الأميركية التي فُرضت عليه لاتهامه بالفساد، فيما بات يعتبر أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل في لبنان والأكثر استهدافا شعبيا، وهو ما ظهر جليا في الانتفاضة الشعبية عام 2019. انطلاقا من هذا الواقع، بدأ باسيل يقارب الاستحقاق على أنه الناخب الأول في الانتخابات الرئاسية. وكان باسيل واضحا في آخر مقابلة تلفزيونية معه، حيث قال: «أستطيع أن أكون رئيسا أو صانع الرئيس حسب الظرف»، وفيما اعتبر نفسه مرشحا طبيعيا للرئاسة. وقال إنه لا يرى سببا لتأييد ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، مضيفا «يمكن أن نتفق على شخصية معينة مع تيار المردة أو القوات اللبنانية»، منتقدا بشكل غير مباشر مواصفات البطريرك الماروني لرئاسة الجمهورية التي حددها بأن يكون بعيدا عن الاصطفافات.
سمير جعجع
كغيره من رؤساء الأحزاب الموارنة يطرح اسم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع كمرشح للرئاسة رغم قناعة معظم الأفرقاء بضعف حظوظه لأسباب سياسية ترتبط بشكل أساسي بخصومته مع «حزب الله» الذي من الصعب أن يصل أي رئيس إلى موقع الرئاسة في لبنان ما لم يكن راضيا أو موافقا عليه.
وبعد إعلان «القوات» عن تأييده لترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية عام 2016، بدأ يطرح جعجع وفريقه السياسي رئيس «القوات» على أنه صانع الرؤساء، وهو ما بدأ يتكرس أكثر مع حصول «القوات» على كتلة نيابية كبيرة في البرلمان نتيجة الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2022. لكن ومع فشل العهد وتبدل العلاقة بين الحليفين السابقين، كانت قد بدأت ترتفع المواقف العالية السقف من قبل جعجع وفريقه ضد العهد والتيار الوطني الحر، فيما يحرص رئيس «القوات» منذ الانتخابات النيابية على دعوة المعارضة للاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية في وجه مرشح «حزب الله». وكان لافتا قبل حوالي أسبوعين إعلان جعجع، أنه قد يؤيد انتخاب قائد الجيش جوزيف عون للرئاسة إذا «كانت حظوظه متقدمة».
العماد جوزيف عون
كغيره من قادة الجيش اللبناني يعتبر العماد جوزيف عون مرشحا طبيعيا لرئاسة الجمهورية، وهو الماروني الذي يتولى رئاسة المؤسسة العسكرية التي سبق أن أوصلت عددا من الرؤساء إلى هذا الموقع.
اليوم مع بدء احتدام معركة الرئاسة والتداول بأسماء المرشحين، يُطرح اسم العماد عون أحد أبرز المرشحين خصوصا التوافقيين رغم تأكيد المقربين منه أنه لم يطرح نفسه لهذا الموقع. ويعرف عون بعلاقاته الواسعة والجيدة مع مختلف الأفرقاء داخل لبنان وخارجه، وسجل خلال مسيرته في المؤسسة العسكرية منذ عام 2017 زيارات خارجية مهمة له، حيث عقد لقاءات خلالها مع مسؤولين في بلدان عدة، أبرزها فرنسا وأميركا. وفي الداخل يكاد يجمع الأفرقاء اللبنانيون على نجاحه على رأس المؤسسة العسكرية.
جهاد أزعور
يتولى الدكتور جهاد أزعور، الذي يتحدر من شمال لبنان، منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، حيث يشرف على عمل الصندوق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى والقوقاز.
وقد شغل أزعور منصب وزير المال اللبناني من عام 2005 وحتى 2008، وهي الفترة التي قام خلالها بتنسيق تنفيذ مبادرات مهمة للإصلاح، منها تحديث النظم الضريبية والجمركية اللبنانية. وفي الفترة السابقة على عمله وزيرا للمال ثم الفترة اللاحقة لها، تولى عدة مناصب في القطاع الخاص، منها عمله في شركة ماكينزي وبوز آند كومباني، حيث كان نائبا للرئيس والمستشار التنفيذي الأول. وقبل انضمامه إلى الصندوق في شهر مارس (آذار) عام 2017 كان مديرا شريكا في شركة إنفنتيس بارتنرز للاستشارات والاستثمار.
دميانوس قطار
شغل السياسي والأكاديمي دميانوس قطار منصب وزير البيئة وشؤون التنمية الإدارية في حكومة حسان دياب في 21 يناير (كانون الثاني) 2020 قبل استقالة الحكومة في أغسطس (آب) من العام نفسه على خلفية انفجار مرفأ بيروت. وكان قطار، وهو مقرب من البطركية المارونية، شغل منصب وزير المالية والاقتصاد عام 2005، وهو مؤسس وعميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأنطونية، ودرس في جامعة القديس يوسف، وجامعة الحكمة في بيروت.
رياض سلامة
حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، لطالما كان مرشحاً دائماً لرئاسة الجمهورية، وبدأ هذا العُرف حول إمكانية وصول حاكم مصرف لبنان بعد تجربة الرئيس الراحل إلياس سركيس الذي وصل إلى الرئاسة من حاكمية مصرف لبنان. لكن سلامة، تبدو حظوظه الآن أقل من غيره، وذلك بفعل الانقسام السياسي حوله، وخصوصاً من جهة «التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، والحملات التي شنت ضده وتحميله جزءا من المسؤولية المتصلة بالأزمة المالية التي يعاني منها لبنان.
زياد بارود
الوزير الأسبق زياد بارود، هو سياسي وحقوقي لبناني وناشط في المجتمع المدني، ويعد من المقربين من بكركي. شغل منصب وزير الداخلية والبلديات، من عام 2008 إلى عام 2011 لفترتين متتاليتين في حكومتي فؤاد السنيورة وسعد الحريري. يعمل الآن محاميا في الاستئناف ومقرر اللجنة التشريعية لنقابة المحامين في بيروت، كما أنه يحاضر في القانون في جامعة القديس يوسف، كما حاضر في المعهد العالي وفي جامعة الروح القدس وفي الجامعة الأنطونية.
سمير عساف
المصرفي سمير عساف، هو الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية العالمية والأسواق لمجموعة إتش إس بي سي منذ 2011 حتى عام 2021، والمدير الإقليمي للشركة ذاتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا منذ 2016، ورئيس مجلس إدارة الشركة غير التنفيذي في فرنسا. في صيف 2021، بدأ يُطرح اسمه وزيراً للمالية حيناً وحاكماً لمصرف لبنان المركزي أحياناً، بالإضافة إلى مراكز استشارية مختلفة. هو أحد أبرز العاملين في القطاع المصرفي والأسواق المالية على المستوى العالمي نظراً للمسؤوليات التي اضطلع بها والمواقع القيادية التي تسلمها والخبرات التي راكمها والشبكة الواسعة التي نسجها في العالم أجمع منذ انضمامه إلى مصرف (HSBC).
ماذا تعرف عن أبرز الأسماء المتداولة للرئاسة اللبنانية؟
ماذا تعرف عن أبرز الأسماء المتداولة للرئاسة اللبنانية؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة