رئيس سريلانكا يدعو إلى تشكيل حكومة وحدة لإنقاذ الاقتصاد

توقع ارتفاع التضخم البالغ 60.8 %

ركاب ينتظرون قطاراً في محطة مزدحمة بكولومبو في 30 يوليو (رويترز)
ركاب ينتظرون قطاراً في محطة مزدحمة بكولومبو في 30 يوليو (رويترز)
TT

رئيس سريلانكا يدعو إلى تشكيل حكومة وحدة لإنقاذ الاقتصاد

ركاب ينتظرون قطاراً في محطة مزدحمة بكولومبو في 30 يوليو (رويترز)
ركاب ينتظرون قطاراً في محطة مزدحمة بكولومبو في 30 يوليو (رويترز)

دعا الرئيس السريلانكي الجديد، رانيل ويكريميسينغه، أعضاء البرلمان، رسمياً للانضمام إلى حكومة وحدة، تشارك فيها جميع الأحزاب، لإنعاش الاقتصاد المفلس عبر إجراء إصلاحات مؤلمة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مكتبه، أمس (الأحد).
وكان ويكريميسينغه قد تولّى منصبه في وقت سابق من هذا الشهر، بعدما أجبر الغضب الشعبي من أسوأ أزمة اقتصادية في الجزيرة سلفه، غوتابايا راجاباكسا، على الفرار من البلاد والاستقالة. وأوضح ويكريميسينغه خططه في اجتماع السبت مع رهبان مؤثّرين في معبد في كاندي، أحد أقدس الأضرحة البوذية. ونُقل عن الرئيس السريلانكي قوله للرهبان: «كرئيس، أود أن أبدأ رحلة جديدة». وأضاف: «أود أن أجمع كل الأحزاب معاً، وأن أمضي في تلك الرحلة، وفي تشكيل حكومة من جميع الأحزاب». وكتب إلى جميع المشرّعين يطلب منهم الانضمام إلى حكومة وحدة.
وكان ويكريميسينغه، النائب المعارض السابق البالغ من العمر 73 عاماً، تولى رئاسة الوزراء للمرة السادسة في مايو (أيار)، بعد استقالة ماهيندا شقيق راجاباكسا الأكبر، ولم يكن هناك مرشّحون آخرون لهذا المنصب. وقد تولى الرئاسة بعد هرب غوتابايا في التاسع من يوليو (تموز)، عندما اقتحم عشرات الآلاف من المتظاهرين الغاضبين من الأزمة الاقتصادية القصر الرئاسي. وفرّ غوتابايا إلى سنغافورة، حيث أرسل استقالته بعد خمسة أيام إلى البرلمان في سريلانكا، ليصبح ويكريميسينغه رئيساً مؤقتاً ويفوز لاحقاً بتصويت في البرلمان أكد تبوّءه منصبه.
ويعاني سكّان سريلانكا البالغ عددهم 22 مليون نسمة تقريباً، منذ أشهر، نقصاً حادّاً في الغذاء والدواء وانقطاعاً للتيار الكهربائي وتضخّماً كبيراً. ويفيد برنامج الأغذية العالمي بأنّ نحو خمسة ملايين شخص، أي 22 في المائة من السكان، بحاجة إلى مساعدة غذائية، فيما خمس عائلات من كل ستّ لا تتناول كامل الوجبات اليومية أو تشتري السلع بنوعية أقل.
ومنذ أواخر العام الماضي، نفد النقد الأجنبي في البلاد، ولم تعد الدولة قادرة على تمويل أهمّ الواردات. وتخلّفت سريلانكا عن سداد دينها الخارجي البالغ 51 مليار دولار منتصف أبريل (نيسان). وتجري مفاوضات مع «صندوق النقد الدولي» بهدف إقرار خطة إنقاذ.
وقال ويكريميسينغه للرهبان إنّ الاقتصاد سيسجل مزيداً من التراجع هذا العام بانكماش بنسبة 7.0 في المائة، لكنه توقّع انتعاشاً العام المقبل. وأضاف: «أعمل على إعادة استقرار الاقتصاد وإعادة بنائه بطريقة يمكن من خلالها تنمية البلاد، بحلول عام 2023 - 2024». وأشار ويكريميسينغه إلى أنها «مهمّة صعبة»، لكنه أكّد في الوقت نفسه أنه «إذا لم ننجزها الآن، فستصبح أكثر صعوبة». وقال: «يجب أن نفكّر فيما إذا كان ينبغي علينا محاولة علاج المريض من خلال إعطاء الدواء أو تركه يموت من دون دواء». ولفت إلى أنّ التضخّم الذي يبلغ حالياً 60.8 في المائة قد يرتفع أكثر.
بعد انتخابه رئيساً، عيّن ويكريميسينغه حكومة مؤقتة، وترك الباب مفتوحاً أمام الآخرين للانضمام إليها. وفي الوقت نفسه، أمر قوات الأمن بإخلاء مواقع الاحتجاج. ودانت الحكومات الغربية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان استخدام العنف ضد المتظاهرين العزل الذين كانوا أعلنوا عزمهم على إخلاء الموقع في وقت لاحق، الجمعة. ودعا إلى دورة جديدة للبرلمان اعتباراً من الأربعاء، بينما يتوقع أن يوسّع الحكومة المكوّنة من 18 وزيراً لاستيعاب أعضاء من أحزاب المعارضة.


مقالات ذات صلة

رئيس سريلانكا يتوقع استمرار الإفلاس حتى 2026

الاقتصاد طابور طويل أمام وزارة الهجرة السريلانكية للحصول على جوازات سفرهم خارج البلاد التي تعاني من إفلاس (إ.ب.أ)

رئيس سريلانكا يتوقع استمرار الإفلاس حتى 2026

قال رئيس سريلانكا رانيل ويكريميسينغه أمام البرلمان الأربعاء إن بلاده ستظل مفلسة حتى عام 2026 على الأقل، داعياً إلى دعم إصلاحاته لإنعاش الاقتصاد في ظل أزمة تاريخية. وقال ويكريميسينغه الذي تولى الرئاسة الصيف الماضي بعد استقالة غوتابايا راجاباكسا إن «تبني سياسات ضريبية جديدة هو قرار لا يحظى بشعبية. تذكروا أنني لست هنا لأتمتع بالشعبية بل أريد إخراج هذه البلاد من الأزمة التي تواجهها». ويحمل السكان ويكريميسينغه مسؤولية الأزمة في ظل نقص الغذاء والوقود والكهرباء والدواء.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد رئيس سريلانكا رانيل ويكريميسينغه لدى وصوله لإلقاء كلمة أمام البرلمان في كولومبو (أ.ف.ب)

رئيس سريلانكا يتوقع البقاء في حالة إفلاس حتى 2026

قال رئيس سريلانكا رانيل ويكريميسينغه أمام البرلمان، اليوم الأربعاء، إن بلاده ستظل مفلسة حتى عام 2026 على الأقل، داعيًا إلى دعم إصلاحاته لإنعاش الاقتصاد ظل أزمة تاريخية. وقال ويكريميسينغه الذي تولى الرئاسة الصيف الماضي بعد استقالة غوتابايا راجاباكسا إن «تبني سياسات ضريبية جديدة هو قرار لا يحظى بشعبية. تذكروا انني لست هناك لأتمتع بالشعبية بل أريد إخراج هذه البلاد من الأزمة التي تواجهها». وأضاف «إذا واصلنا خطة (الإصلاحات) يمكننا الخروج من الإفلاس بحلول 2026». ويحمل السكان ويكريميسينغه مسؤولية الأزمة في ظل نقص الغذاء والوقود والكهرباء والدواء.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
العالم الرئيس السريلانكي رانيل ويكريمسينغه خلال العرض العسكري (أ.ب)

الرئيس السريلانكي يدعو إلى التفكير في «الأخطاء» الماضية

بينما تمر البلاد بأزمة كبيرة، دعا الرئيس السريلانكي، رانيل ويكريمسينغه، خلال عرض عسكري بمناسبة مرور 75 عاماً على استقلال البلاد، إلى التفكير في «الأخطاء والإخفاقات» الماضية. ومنذ انتهاء الاستعمار البريطاني في 1948، قضت الدولة الجزيرة جزءاً كبيراً من تاريخها في حرب مع نفسها.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد صورة أرشيفية تظهر مسار قاطرات تنقل مواد تعدينية من مدينة الجبيل السعودية (غيتي)  -   نصير أحمد وزير البيئة السريلانكي

سريلانكا تتطلع للاستفادة من تجربة التعدين السعودية

شدد المهندس نصير أحمد وزير البيئة السريلانكي على آفاق التعاون بين كولمبو والرياض بمختلف المجالات، وقطاع التعدين على وجه التحديد، متطلعا إلى تعزيز التعاون مع السعودية بقطاع التعدين، والاستفادة من تجارب المملكة في تطوير الصناعة المعدنية وقوانين وأنظمة المعادن، والمواكبة، والنهوض بإمكانات بلاده المعدنية. ودعا نصير السعوديين للاستثمار بالقطاع في بلاده، وإقامة مشاريعهم الاستكشافية والقيمة المضافة للإنتاج التعديني في البلدين، مشيرا إلى أن بلاده بدأت حقبة جديدة في التنمية الاقتصادية والنمو، وفي طريقها لتجاوز التحديات التي أفرزت انهيارا اقتصاديا وضائقة مالية. وشدد نصير في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «على ا

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
العالم عناصر من جيش سريلانكا (أرشيفية - إ.ب.أ)

سريلانكا تخفض جيشها بنحو الثلث لخفض الإنفاق

قال وزير الدفاع السريلانكي، اليوم الجمعة، إن بلاده ستخفض قوام جيشها بما يصل إلى الثلث، إلى 135 ألفاً بحلول العام المقبل، وإلى 100 ألف بحلول عام 2030، فيما تحاول البلاد، التي تواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ أكثر من سبعة عقود، خفض الإنفاق. وقال بريميتا باندارا تيناكون في بيان: «الإنفاق العسكري هو في الأساس نفقات تتحملها الدولة، التي تحفز بشكل غير مباشر وتفتح مجالات للنمو الاقتصادي عن طريق ضمان الأمن القومي وأمن السكان».

«الشرق الأوسط» (كولومبو)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
TT

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

وقالت الوكالة إن هذه الحالة المتعلقة بالسفر مرتبطة بتفشي السلالة الفرعية 1 من المرض في وسط وشرق أفريقيا.

وأضافت الوكالة في بيان «سعى الشخص إلى الحصول على رعاية طبية لأعراض جدري القردة في كندا بعد وقت قصير من عودته ويخضع للعزل في الوقت الراهن».

وقالت منظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة) إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة عالمية بسبب جدري القردة للمرة الثانية خلال عامين في أغسطس (آب) بعد انتشار سلالة جديدة من الفيروس، هي السلالة الفرعية 1 بي، من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الدول المجاورة.

وقالت وكالة الصحة العامة الكندية إنه رغم أن المخاطر التي تهدد السكان في كندا في هذا الوقت لا تزال منخفضة، فإنها تواصل مراقبة الوضع باستمرار. كما قالت إن فحصاً للصحة العامة، بما في ذلك تتبع المخالطين، مستمر.