الصدر يفعّل مسار «الانقلاب» في العراق

الصدر
الصدر
TT

الصدر يفعّل مسار «الانقلاب» في العراق

الصدر
الصدر

مع الاقتحام الثاني للمنطقة الخضراء خلال 72 ساعة، يهدف زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى التحكم بمرحلة انتقالية تنهي المعادلة السياسية القائمة، لكنها قد تعجل من المواجهة الميدانية نتيجة الممانعة المتوقعة من «الإطار التنسيقي».
واقتحم المئات من أنصار الصدر، أمس (السبت)، المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، بعدما أزالوا الحواجز الخرسانية، فيما رافقتهم قيادات ميدانية وسياسية من التيار الصدري. وقد يطول بقاؤهم هناك بحسب مقربين من مكتب الصدر. وتوجه قسم من المحتجين إلى مقر مجلس القضاء العراقي لمحاصرته، وهو أحد الأهداف التي يريد الصدر التخلص منها للتحكم بالمرحلة الانتقالية. وبات من الواضح أن الصدر يحمّل رئيس السلطة القضائية مسؤولية عرقلة مشروع حكومة الأغلبية بتفعيل الثلث المعطل، وإطلاق سلسلة من الفتاوى القانونية لتحجيم صلاحيات حكومة الكاظمي.
يقول مقربون من الصدر إن «حل مجلس القضاء مطلب أساسي»، وهذا التصعيد يفتح الباب لمراجعة الحراك الاحتجاجي على أنه «انقلاب» على معادلة القوى، للاستحواذ على النظام، وفرض تغييرات جذرية عليه. وليس من المتوقع أن يتوقف حراك الصدريين من دون أن يحقق زعيمهم أهدافه الأساسية: «وقف العمل بالدستور العراقي، وتشكيل حكومة تستثني من يسميهم الصدر (الفاسدين)، إلى جانب الإطاحة برئيس مجلس القضاء، فائق زيدان»... على مدى يومين كان الصدريون أكثر وضوحاً في إعلان نواياهم. في العموم، فإن المسار الذي يعمل الصدر على تثبيته سيبدو جريئاً ومغامراً نظراً لطبيعة نظام القوى في العراق، القائم على شبكة مركبة من المصالح المتقاطعة، والنجاح في تجاوزها سيكون بمثابة انقلاب، من خلال إعادة رسم خريطة شيعية جديدة يحتكرها الصدر بمفرده.
وفي هذا التوقيت بالذات، فإن مسار الصدر سيحظى بتأييد فعاليات سياسية وشعبية لا تجد حلاً للأزمة السياسية منذ انتخابات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي سوى باختراق على طريقة الصدر، لكن نجاح هذا المسار يعتمد على طبيعة رد فعل «الإطار» والفصائل المسلحة الموالية لإيران.
سياسياً، يبدو أن «الإطار التنسيقي» عاجز تماماً عن تشكيل حكومة يمكنها الصمود أمام الصدر، كما أن المناورة بمرشحين مقبولين لم يعد ممكناً الآن بعد أن أظهر الصدر قدرة على الإمساك بالشارع، وبعد أن بات واضحاً أن الصدر يريد حكومة لا يشكلها «الإطار».
وقد يدفع هذا العجز «الإطار التنسيقي» إلى ترك الأمور بيد قادة الفصائل لخوض مواجهة صريحة مع الصدر، وهذا السيناريو إن حدث سيكتب فصلاً طويلاً من النزاع الشيعي - الشيعي إلى أمد غير معلوم.
ويتبنى جزء من «الإطار التنسيقي» التصعيد ضد الصدر حتى لو اضطر الأمر إلى حمل السلاح ضده، ذلك أن قادة فصائل يرون أن خطواته تستهدف مشروعهم في تعظيم نفوذهم المالي والعسكري في العراق. غير أن قراراً كهذا لن يتخذه أحد من حلفاء إيران من دون موافقتها. وتلعب إيران، في هذه اللحظة المفصلية، دوراً أساسياً، فيما إذا أرادت فعلاً دعم حلفائها بإعلان المواجهة مع الصدر، وفتح جبهة مفتوحة وسط العراق وجنوبه. لكن من الواضح أن الدخول السلس لأنصار الصدر المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان يعكس حذراً شديداً من إشعال المواجهة.
والخلاصة، أن الصدر يحاول استغلال حالة الإنهاك التي يمر بها «الإطار التنسيقي» ليفرض عليه واقعا جديداً. وفي حال استمر إمساكه بالشارع وخنقه للمؤسسات التشريعية والقضائية فإن هذا الانقلاب سينفذ بإجراء تغييرات قاسية داخل النظام.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

عشرات القتلى بغارات إسرائيلية جديدة على غزة

فلسطينيون ينعون أقارب لهم قتلوا بقصف إسرائيلي في مستشفى بدير البلح في قطاع غزة الأحد (أ.ب)
فلسطينيون ينعون أقارب لهم قتلوا بقصف إسرائيلي في مستشفى بدير البلح في قطاع غزة الأحد (أ.ب)
TT

عشرات القتلى بغارات إسرائيلية جديدة على غزة

فلسطينيون ينعون أقارب لهم قتلوا بقصف إسرائيلي في مستشفى بدير البلح في قطاع غزة الأحد (أ.ب)
فلسطينيون ينعون أقارب لهم قتلوا بقصف إسرائيلي في مستشفى بدير البلح في قطاع غزة الأحد (أ.ب)

قُتل عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال، وأصيب العشرات، جراء غارات شنها الطيران الإسرائيلي على مناطق عدة في غزة، حسب ما أفاد الدفاع المدني، الأحد، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف خلال اليومين الماضيين أكثر من مائة «هدف إرهابي» في القطاع.

وبدورها، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس»، الأحد، أن 88 شخصاً قتلوا خلال 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للحرب المتواصلة منذ نحو 15 شهراً بين إسرائيل و«حماس» إلى 45805 قتلى.

وأعلن الدفاع المدني، الأحد، نقل «23 شهيداً على الأقل إثر غارات جوية منذ الليلة الماضية، وحتى ظهر اليوم (الأحد)»، في غارات على أنحاء متفرقة من القطاع.

فلسطينيون يعاينون آثار القصف الإسرائيلي على منزل في مدينة غزة الأحد (رويترز)

مفقودون تحت الأنقاض

وأفاد المتحدث باسم الهيئة، محمود بصل، بأن 11 شخصاً على الأقل قتلوا في غارة جوية على منزل في منطقة الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة. وأضاف: «لا يزال خمسة مواطنين مفقودين تحت الأنقاض، حيث تتواصل عمليات البحث»، متابعاً: «لا معدات لدى الدفاع المدني، يقوم المواطنون بالبحث بأيديهم للوصول إلى المفقودين».

كما أعلن الدفاع المدني مقتل خمسة فلسطينيين على الأقل إثر استهداف الطيران بعد ظهر الأحد «لمنزل مواطن من عائلة أبو جربوع في مخيم النصيرات» وسط القطاع. وكان قد أفاد بسقوط «4 شهداء وعدد من الإصابات جراء غارة جوية إسرائيلية من طائرة مسيّرة استهدفت ظهر اليوم (الأحد) مجموعة من المواطنين في بلدة جباليا» بشمال القطاع.

كما قتل فلسطيني وأصيب عدد آخر في غارة جوية استهدفت منزلاً في منطقة مصبح شمال شرقي رفح (جنوب)، بحسب الدفاع المدني الذي أكد نقل الجثمان إلى مستشفى ناصر في خان يونس. وأشار بصل إلى «استشهاد مواطنَين وإصابة خمسة جراء قصف شقة سكنية في مخيم خان يونس فجر اليوم».

الدخان يتصاعد في قطاع غزة بعد غارات إسرائيلية الأحد (رويترز)

«ذرائع كاذبة»

وحذّر المتحدث باسم الدفاع المدني من أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتوجيه «ضربات جوية عنيفة باستهداف المنازل التي تؤوي عشرات النازحين بذريعة كاذبة، بوجود مقاومين. هذا كذب».

وأكدت إسرائيل أنها تواصل مهاجمة أهداف «إرهابية» في القطاع المدمّر جراء الحرب الأطول في تاريخ الصراع. وقال الجيش في بيان: «ضرب سلاح الجو أكثر من 100 هدف إرهابي في أنحاء قطاع غزة، وقضى على العشرات من إرهابيي (حماس)» يومي الجمعة والسبت. كذلك، أشار الجيش إلى أنّه استهدف عدة مواقع استخدمها المقاتلون الفلسطينيون لإطلاق مقذوفات باتجاه إسرائيل خلال الأيام الأخيرة.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، أن إسرائيل ستكثّف الضربات على القطاع إذا استمرّت «حماس» في إطلاق صواريخ على الدولة العبرية.

وبعيد اندلاع الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تراجعت وتيرة إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل بشكل كبير، إلا أن سلطات الدولة العبرية تؤكد رصد إطلاق صواريخ من القطاع بشكل شبه يومي منذ نحو أسبوع.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1208 أشخاص معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد صحافي استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر. وخلال الهجوم، خطف 251 شخصاً لا يزال 96 منهم رهائن في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم لقوا حتفهم.