هل تنقل الحشرات المنزلية فيروس «كورونا»؟

دراسة أميركية حسمت الجدل

أحد الباحثين يزيل الذباب من مصيدة لزجة (الفريق البحثي)
أحد الباحثين يزيل الذباب من مصيدة لزجة (الفريق البحثي)
TT

هل تنقل الحشرات المنزلية فيروس «كورونا»؟

أحد الباحثين يزيل الذباب من مصيدة لزجة (الفريق البحثي)
أحد الباحثين يزيل الذباب من مصيدة لزجة (الفريق البحثي)

من غير المحتمل أن تنشر الحشرات المنزلية مثل الذباب والصراصير الفيروس المسبب لمرض «كوفيد-19» إلى البشر، وفقًا لدراسة أجراها علماء في مركز «تكساس إيه آند إم أجري لايف»، ونشرتها «مجلة علم الحشرات الطبية» في عدد يوليو (تموز) الجاري.
ويعرف خبراء ومسؤولو الصحة العامة الكثير عن انتشار «كوفيد-19»، لكن لا تزال هناك مخاوف بشأن طريقة انتشار الفيروس بشكل غير مباشر من إنسان إلى إنسان من خلال الأسطح الملوثة أو الحيوانات أو الحشرات.
والمعروف أن الحشرات تنشر العديد من الأمراض المعدية بين البشر، لذلك كان تقييم دور الحشرات في الانتقال المحتمل للفيروس أولوية عالية في المراحل الأولى من الجائحة، وفقا للمؤلف المشارك في الدراسة غابرييل هامر، من قسم علم الحشرات في «تكساس إيه آند إم».
ويقول هامر في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة تكساس في 22 يوليو الجاري، «أخذنا عينات من حشرات في المنازل التي ظهرت فيها حالات إصابة بشرية حديثة بفيروس (كورونا)، وبعضها كان يوجد به كلاب وقطط مصابة بالفيروس، واشتبهنا في أن هذه كانت بيئات عالية الخطورة حيث قد تكون الحشرات قادرة على أن تصبح ملوثة بالفيروس إذا كانت تتواصل مع البشر أو الحيوانات أو الأسطح الملوثة، لكن لم نكتشف دليلا على وجود الفيروس في الحشرات المأخوذة من هذه المنازل».
واكتشف العمل السابق الذي قام به فريق البحث، بتمويل من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن انتقال الفيروس من البشر إلى الكلاب والقطط الأليفة كان يحدث في المنازل التي لديها حالات إصابة بشرية مؤكدة بفيروس «كوفيد-19»، وفي الآونة الأخيرة، كان الفريق يدرس أيضا انتقال الفيروس بين الغزلان ذات الذيل الأبيض في تكساس.
واكتشف العلماء أن الحيوانات مثل القطط والكلاب كانت عرضة للإصابة بالفيروس، ويمكن أن تتخلص من الفيروسات المعدية، ولكن لم يُفهم الكثير عن إمكان انتقال العدوى عن طريق الحشرات، خاصة من خلال الانتقال الميكانيكي لأجزاء الفم الملوثة.
وأظهرت الدراسات التجريبية السابقة التي أجراها باحثون آخرون، أنه يمكن اكتشاف كل من الفيروس المعدي والحمض النووي الريبي الفيروسي في ذباب المنزل بعد تعرضه للفيروس في بيئة مخبرية، ولم تجد الدراسة الميدانية أي دليل على أن هذه الحشرات كانت تحصل على الحمض النووي الريبي الفيروسي لفيروس «كورونا المستجد» في البيئات المنزلية الطبيعية.
ويضيف هامر أن «الانتقال الميكانيكي سيشمل انتقال العامل الممرض إلى الإنسان عبر الجسيمات المعدية الموجودة على أجزاء جسم الحشرة، وقد يشمل الانتقال البيولوجي دخول العامل الممرض إلى الحشرة ثم ينمو ويزداد قبل أن ينتقل عن طريق لعاب الحشرة أو برازها». ويوضح أن «معظم مسببات الأمراض المنقولة بالنواقل، على سبيل المثال فيروس غرب النيل في البعوض، تنتشر بيولوجيا، لكن يمكن لبعض أنواع الذباب نقل بكتيريا مثل السالمونيلا ميكانيكياً».
وكجزء من تأكيد النتائج، عمل هامر وزملاؤه على معالجة محتويات 133 مصيدة حشرات في 40 منزلا كان لكل منها حالة إصابة بشرية مؤكدة واحدة على الأقل بفيروس «كوفيد-19». وجمعت المصائد اللاصقة أكثر من 1345 حشرة فردية تمثل 11 نوعا مختلفا من الذباب والصراصير من يونيو (حزيران) إلى سبتمبر (أيلول) 2020.
وتم اختبار الحشرات باستخدام النسخ العكسي الكمي (البي سي آر)، واختبارات أخرى وكانت جميعها سلبية، ثم وُضعت أربعة عشر مصيدة في سبعة منازل في اليوم الذي تم اختبار عينات من الكلاب أو القطط فيه إيجابية للفيروس، مما زاد احتمال تلامس الحشرات مع الحيوانات أو الأسطح الملوثة، ولم تحدث الإصابة أيضاً.
وتقدم الدراسة دليلاً على أن الذباب والصراصير القارضة وغير القارضة من غير المحتمل أن تنشر الفيروس عن طريق النقل الميكانيكي أو تكون مفيدة كأداة مراقبة لتتبع انتقال الفيروس.
ويقول هامر: «تقدم هذه الدراسة مزيدا من الأدلة للمساعدة في تضييق طرق انتقال الفيروس وتقييم الأساليب المختلفة لتقنيات المراقبة الجديدة». ويضيف: «كان جهدا جماعيا سمح لنا بنشر هذه الفخاخ بسرعة في أماكن عالية الخطورة لتقييم دور الحشرات في الجائحة بشكل مباشر».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.