وزعت غرفة إعلام قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) على الصحافيين «فيديوهات» ترويجية لعروض فنية ومسرحية، إضافة إلى مباراة لكرة القدم بين قمتي الكرة السودانية «الهلال» و«المريخ»، ستجري يوم غد السبت في مدينة «الجنينة» حاضرة ولاية غرب دارفور التي شهدت أحداث عنف قبلي راح ضحيتها المئات، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف، خلال الأشهر القليلة الماضية.
وعاد حميدتي إلى ولاية جنوب دارفور في 23 يوليو (تموز) الجاري، بعد أيام معدودة قضاها في العاصمة الخرطوم، بثّ خلالها بياناً صحافياً، أعلن فيه استعداده «للعمل مع الجيش السوداني على تأسيس جيش وطني واحد»، والبحث في قرار رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان «انسحاب القوات المسلحة من العملية السياسية».
والرجل المتحدر من الإقليم نفسه، تشير إليه أصابع الاتهام بالمشاركة في أحداث العنف في دارفور أيام حكم الإسلاميين، التي صنفتها المحكمة الجنائية «جرائم حرب» و«جرائم ضد الإنسانية» و«جرائم إبادة جماعية»، وأصدرت بموجبها مذكرات قبض ضد قادة النظام، وعلى رأسهم الرئيس المعزول عمر البشير.
وكان الزعيم القبلي موسى هلال يقود القوات التي اشتهرت باسم «جنجويد» ورسمياً «قوات حرس الحدود»، قبل أن يتدخل حميدتي الذي أُنشئت له قوات موالية للرئيس السابق البشير تحت اسم «قوات الدعم السريع» فاعتقلت الرجل إثر تمرده على السلطة في الخرطوم، ثم خاضت معارك طاحنة مع الحركات المسلحة التي كانت تحارب الحكومة في دارفور، وألحقت بها هزائم كبيرة أشهرها معركة «قوز دنقو» ضد «حركة العدل والمساواة» بقيادة وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم. وبرغم نفي الرجل المتكرر الضلوع في أعمال العنف في دارفور، عقب سقوط نظام الإسلاميين في أبريل (نيسان) 2019 بثورة شعبية، فإن الشكوك لا تزال تحيط به وبقواته ودورها في تأجيج الصراعات القبلية مجدداً، وهو ما تتهمها به مجموعات قبلية في الإقليم. وشرع حميدتي خلال الفترة الماضية في إجراء «مصالحات أهلية»، تعهد خلالها ببسط السلام في الإقليم، بالتعاون مع قادة حركات دارفور الموقعة على اتفاقية سلام جوبا. وعقد لهذه الغاية العديد من جلسات الصلح بين القادة المحليين. وتأتي دعوته للمناسبة الثقافية والرياضية ضمن هذه الجهود، لكن المراقبين يشككون في جهود الرجل، ويرون أنها محاولة منه «لإعادة بناء حاضنة سياسية له في دارفور، بموازاة الرفض الوطني والدولي لقوات الدعم السريع التي تعد في نظرهم ميليشيا موازية للجيش السوداني».
وقال حميدتي، في تصريحات صحافية من دارفور، في الأسبوع الثالث من يونيو (حزيران) الماضي، إنه جاء «يحمل خيامه وطعامه من أجل البقاء لثلاثة أشهر لحل النزاعات القبلية وتحقيق المصالحات» بين المجموعات السكانية هناك، والتخلي عن مشاغله الملحة في الخرطوم من أجل إقليم دارفور، لكنه عاد فجأة للخرطوم من دون إعلان ولم يمكث فيها سوى أيام معدودة عاد بعدها إلى دارفور مرة أخرى. وبعد يوم واحد من وصوله لمدينة «الجنينة»، أعلن حميدتي عزمه على تنظيم دورة رياضية أطلق عليها «دورة السلام الرياضية» يتواجه فيها منتخبا «الجنينة» و«زالنجي»، وتنتهي بمباراة بين فريقي «الهلال» و«المريخ» الخرطوميين اللذين يمثلان قمة الكرة السودانية، بمشاركة عدد من الفنانين، ضمن ما أطلق عليه «مهرجان السلام» المقام تحت شعار: «دارفور تتعافى من الجنينة». ويأمل حميدتي، بحسب ما نقله مكتبه، أن تنجح دورة السلام، ليعمل على تعميمها في كل ولايات السودان، وقال: «نأمل أن تسهم في قفل أبواب الصراعات والمشكلات، وفتح أبواب التسامح والتقارب، عبر الرياضة والثقافة والفنون».
وكانت اندلعت في أبريل الماضي، اشتباكات قبلية في منطقة «كرينك» ولاية غرب دارفور، بدأت بمعارك بين قبائل محلية، تدخلت فيها وفقاً لوكالة «رويترز» وقتها «ميليشيا جنجويد» المحسوبة على حميدتي، وقتل خلالها نحو 168 شخصاً وأصيب 98 آخرون، وأدت إلى نزوح نحو 40 ألفاً. وفي وقت لاحق من الشهر نفسه انتقلت المعارك إلى الجنينة حاضرة الإقليم، ليصل عدد القتلى إلى نحو 300 شخص، وعدّت الأعنف طوال العامين الماضيين، واتهم سكان محليون «قوات الدعم السريع» بالتدخل فيها.
حميدتي ينظم مهرجاناً لـ«دعم سلام دارفور»
حميدتي ينظم مهرجاناً لـ«دعم سلام دارفور»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة