تحقق وزارة العدل الأميركية بالرئيس السابق دونالد ترمب ومساعيه في قلب نتائج الانتخابات الرئاسية في عام 2020، بحسب ما أفادت صحيفة «واشنطن بوست» نقلاً عن مصادر. وتنظر وزارة العدل في تهمتين أساسيتين. تتمحور الأولى حول التآمر لعرقلة إجراء حكومي رسمي لدى مصادقة الكونغرس على نتائج الانتخابات، فيما تتعلق الثانية بالدفع نحو «الغش» في الانتخابات من خلال الضغط على وزارة العدل ومسؤولين آخرين للإعلان أن الانتخابات الرئاسية كانت مزورة.
سابقة أميركية
وفي حال باشرت وزارة العدل في توجيه التهم ضد ترمب، ستكون المرة الأولى في التاريخ الأميركي التي يواجه فيها رئيس سابق اتهامات جنائية، إذ جرت العادة أن يتم توفير الحصانة للرؤساء تجنباً للتجاذبات السياسية التي تولدها قضايا من هذا النوع، كما حصل في عهد الرئيس السابق ريتشارد نيكسون الذي أُعفي من التهم الموجهة ضده في قضية واترغايت، وبيل كلينتون الذي لم يُحاكم رسمياً بتهمة الكذب على الكونغرس في قضية مونيكا لوينسكي.
لكن مع تغييرات بارزة في الساحة السياسية الأميركية تجسّدت في حادثة اقتحام الكابيتول احتجاجاً على نتيجة الانتخابات، يشدّد البعض على أهمية المحاسبة لتجنّب حصول حوادث مشابهة في المستقبل. وتدفع لجنة التحقيق بأحداث الكابيتول التي عقدت 8 جلسات علنية، باتجاه توجيه تهم لترمب في هذا الإطار. وقد تعهّد وزير العدل الحالي، ميريك غارلاند، بمتابعة نتيجة التحقيقات بحادثة اقتحام الكابيتول، فقال في مقابلة مع شبكة (إن. بي. سي) يوم الثلاثاء إن «وزارة العدل سوف تسعى لتطبيق العدالة من دون خوف أو مصالح. نحن سنلاحق جميع من يتحمل المسؤولية الجنائية عن أحداث السادس من يناير، وأي محاولة للتدخل بالنقل السلمي للسلطة من إدارة إلى أخرى».
وردّ غارلاند بشكل غير مباشر على تقارير أفادت بأنه لن يصدر أي اتهامات جنائية بحق ترمب خلال موسم انتخابي بالقول: «نحن لا نهتم بأي قضايا أخرى غير تلك التي ذكرتها».
تلميح لانتخابات 2024
في ظل هذه الاتهامات، يستمر الرئيس السابق بالمشاركة في أحداث انتخابية، رغم تفاديه الإعلان عن ترشحه رسمياً حتى الآن. وكرّر ترمب في خطاب أمام معهد «أميركا أولاً»، الثلاثاء في واشنطن، ادعاءاته بوجود غش في الانتخابات. فقال: «لقد فزت في المرة الثانية التي ترشحت فيها، بل قمت بعمل أفضل من المرة الاولى. لقد كان هناك غش كبير… يا له من عار. لكن لربما نحتاج لتكرار التجربة لإصلاح بلادنا، وذلك في إشارة إلى احتمال ترشحه مجدداً».
وفيما يصر الرئيس السابق على تكرار الاتهامات بالغش، اختار نائبه السابق مايك بنس مقاربة مختلفة. فبنس الذي يسعى بدوره إلى الترشح للرئاسة، يركزّ في خطاباته على مستقبل البلاد. وقال في خطاب أمام «مؤسسة الأميركيين الشباب» في اليوم نفسه: «الانتخابات تتعلق بالمستقبل. ومن المهم للغاية ألا نرضخ للإغراءات بالنظر إلى الماضي، في وقت يعاني فيه الأميركيون والعائلات».
ويزداد الشرخ العلني بين ترمب وبنس مع احتدام الموسم الانتخابي، في وقت يتعاون فيه مساعدو بنس مع التحقيقات الجارية حول دور ترمب في التحريض على أحداث الكابيتول وترويج نظرية الغش في الانتخابات.