السعودية: توحيد إجراءات خدمات البريد تحت مظلة النقل واللوجيستيات

القرار يعزز منافسة الشركات المحلية والدولية في نشاط الطرود المحلي

تسعى السعودية إلى تطوير الخدمات البريدية تحقيقاً لمستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
تسعى السعودية إلى تطوير الخدمات البريدية تحقيقاً لمستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: توحيد إجراءات خدمات البريد تحت مظلة النقل واللوجيستيات

تسعى السعودية إلى تطوير الخدمات البريدية تحقيقاً لمستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
تسعى السعودية إلى تطوير الخدمات البريدية تحقيقاً لمستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)

بينما أصدر مجلس الوزراء السعودي، أمس (الثلاثاء)، قراراً بنقل مهام ومسؤوليات الإشراف على قطاع البريد لمنظومة النقل والخدمات اللوجيستية، قال نشمي الحربي، مستشار اللوجيستيات لـ«الشرق الأوسط»، إن القرار يوحد إجراءات الخدمات البريدية ويسد فجوات الأنظمة المتعلقة بالقطاع، وكذلك يعزز من منافسة الشركات المحلية والدولية في السوق السعودية.
وأوضح المهندس صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجيستية، أن القرار يأتي داعماً لتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجيستي عالمي ومحور ربط للقارات الثلاث ونموذج للنقل المتكامل، حيث يسهم في دعم الترابط بين منظومة الخدمات اللوجيستية وأنماط النقل المختلفة، وتعزيز التكامل في التخطيط وبناء السياسات العامة.
وبيّن، أن القرار سيعزز من حوكمة الخدمات اللوجيستية ويمكّن التكامل بين القطاعات لتحقيق التطلعات والمستهدفات، كما سيوفر بيئة محفزة تسهم في استحداث خدمات مضافة وتعزيز التنافسية وتسهيل وتوحيد الإجراءات على المستثمرين.
وواصل المهندس صالح الجاسر، بأن القرار يعدّ نقلة نوعية في المجال، سواء الشركات الإلكترونية وتوصيل الطلبات والتجارة الإلكترونية لتصبح السوق منافسة؛ كون السابق كان هناك إجراءات عدة ما بين وزارتي النقل والخدمات اللوجيستية، وكذلك الاتصالات وتقنية المعلومات وفجوات في الأنظمة والآن يصبح هناك توحيد للخدمات وتسهيل للإجراءات، وجميع ذلك سوف يصب نحو الخدمات اللوجيستية في السوق المحلية.
من جانبه، ذكر المهندس عبد الله السواحة، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، أن قرار مجلس الوزراء يأتي بسبب التوجه العالمي للقطاع ومواكباً للتطورات التي تمر بها المملكة، ويتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس اللجنة العليا للنقل والخدمات اللوجيستية، للارتقاء بمكانة البريد والخدمات اللوجيستية كونه أحد القطاعات الممكنة لـ«رؤية 2030» الداعية لتوفير خدمات متطورة، ويعزز التكامل في الاستثمار وتجربة العملاء.
وتابع، أن رحلة قطاع البريد التاريخية بدأت بتوصيل المعلومة «الرسالة»، ومع تطور التقنية انتقلت لتخدم توصيل المنتجات والبضائع، ومن مبتغى مواكبة هذا التوجه العالمي، انتقل البريد من منظومة الاتصالات إلى النقل والخدمات اللوجيستية.
وأكد السواحة، أن المنظومتين تعملان فريقاً واحداً لتأكيد هذا الانتقال السلس، وضمان تقديم أفضل الخدمات بأعلى المعايير العالمية، مشيراً إلى أن منظومة الاتصالات وتقنية المعلومات استطاعت تحقيق العديد من المنجزات والمكاسب، في مقدمتها تمكين سوقه من النمو والوصول إلى حجم يقارب 6.7 مليار ريال (1.7 مليار دولار) بمعدل نمو مقداره 29 في المائة، ووصول عدد الشركات المرخصة إلى 145 بنسبة نمو بلغت 1511 في المائة، كما وصل حجم الاستثمار الأجنبي 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) بنسبة نمو 15.4 في المائة، رافق ذلك زيادة في عدد المندوبين المسجلين في خدمات التوصيل عبر المنصات الإلكترونية، ليتجاوز عددهم 190.8 ألف مندوب.
من جهته، أفاد نشمي الحربي، مستشار اللوجيستيات، بأن قرار مجلس الوزراء يوحّد الإجراءات ويحدّ من الفجوات التي كانت تواجه القطاع في المرحلة السابقة ما بين وزارتي الاتصالات وتقنية المعلومات، وكذلك النقل والخدمات اللوجيستية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة نوعية تعزز من تنافسية الشركات في السوق السعودية.
وأضاف الحربي، أن المنشآت العاملة في المجال سواء توصيل الطلبات والتجارة الإلكترونية ستشهد تنافساً عالياً خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تسهيل الإجراءات وتوحيدها والقضاء على الفجوات التي كانت تواجه الخدمات البريدية سابقاً.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

وزير المالية: ميزانية السعودية 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي

TT

وزير المالية: ميزانية السعودية 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي

وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أن ميزانية العام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي على المشاريع التنموية وفق الإستراتيجيات القطاعية وبرامج "رؤية 2030"، واستمرار تنفيذ البرامج والمشاريع ذات العائد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المستدام، وتطوير بيئة الأعمال لتعزيز جاذبيتها، والمساهمة في تحسين الميزان التجاري للمملكة، وزيادة حجم ونوع الاستثمارات المحلية والأجنبية.

وقال أن الحكومة من خلال هذه الميزانية وما سبقها من ميزانيات مستمرة في الاهتمام بالمواطن واحتياجاته الأساسية، إذ يستمر الإنفاق على قطاعات التعليم، والصحة، والخدمات الاجتماعية، وتواصل جهود تعزيز جودة الخدمات والمرافق الحكومية وتطوير البنية التحتية في مختلف مناطق المملكة، مما يسهم في رفع مستوى جودة الحياة فيها، مع التركيز الدائم على تحسين منظومة الدعم والإعانات الاجتماعية وزيادة فعاليتها.

وبحسب الجدعان العجز يأتي ضمن التخطيط المالي للميزانية، والمملكة تهدف إلى الاستمرار في عمليات التمويل المحلية والدولية بهدف تغطية العجز المتوقع في ميزانية 2025، وسداد أصل الدين المستحق خلال العام القادم وعلى المدى المتوسط، واغتنام الفرص المتاحة حسب ظروف الأسواق المالية لتنفيذ عمليات التمويل الحكومي البديل التي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي مثل الإنفاق الموجّه على الإستراتيجيات والمشاريع الكبرى وبرامج "رؤية 2030".

وتوقع أن يبلــغ رصيد الديـــن العـــام نحو 1,300 مليار ريال (ما يعادل 29.9% من الناتج المحلي الإجمالي) للعام 2025 مقارنــة بـحوالي 1,199 مليار ريال في العام 2024 (ما يعادل 29.3% من الناتج المحلي الإجمالي).

وطبقًا للجدعان، ميزانية 2025 تهدف إلى المحافظة على المركز المالي للمملكة وتحقيق الاستدامة المالية من خلال الحفاظ على مستويات مستدامة من الدين العام واحتياطيات حكومية معتبرة؛ لتعزيز قدرة البلاد على التعامل مع الصدمات الخارجية، إذ يتوقع أن استمرار الحفاظ على رصيد الاحتياطيات الحكومية لدى البنك المركزي السعودي (ساما) بنهاية العام المقبل عند المستوى نفسه للعام الجاري، إذ سيبلغ حوالي 390 مليار ريال.

وأضاف الجدعان، أن الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي شهدها الاقتصاد السعودي نتج عنها تحسن في المؤشرات، وقطع مرحلة مهمة في مسيرة التنويع الاقتصادي والاستقرار المالي، و التقديرات الأولية في العام الحالي، تشير إلى استمرار دور الأنشطة غير النفطية في تعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي؛ نتيجة استمرار المبادرات والإصلاحات الهادفة لرفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي وتمكينه ليصبح المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي.

وتابع وزير المالية، أن جهود الحكومة المتواصلة لتطوير سوق العمل أسهمت في تراجع معدل البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوى تاريخي له، إذ وصل إلى 7.1 في المائة بنهاية الربع الثاني من 2024.

كما بلغ معدل مشاركة المرأة في سوق العمل 35.4 في المائة، متجاوزًا بذلك مستهدف الرؤية عند 30 في المائة، وفق الجدعان.

وأشار إلى أن هذه الأرقام الإيجابية تأتي نتيجة إنجازات تنويع الاقتصاد من خلال تعزيز القطاعات الواعدة وتمكين القطاع الخاص وتنفيذ المشاريع التنموية ضمن رؤية المملكة 2030، وتمكين المزيد من فئات المجتمع لدخول سوق العمل من خلال أنماط العمل الجديدة.

وقال الوزير السعودي، إن الاقتصاد العالمي يشهد تحسنًا على الرغم من استمرار الصراعات الجيوسياسية المتصاعدة التي يمكن أن تخلق تحديات جديدة على المدى القريب، ومع ذلك حافظت المملكة على مركزها المالي القوي، واستمرت في تنفيذ مشاريعها وخططها التنموية، ولم تتأثر بشكل كبير؛ نظرًا للسياسات المالية الفعّالة التي وضعتها الحكومة لتضمن جاهزيتها لجميع التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية.