ألقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي باللوم على الأطراف الغربية في «تأزم» المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني المبرم في 2015.
وقال رئيسي، أمس، إن المفاوضات «يمكن أن تؤدي إلى نتائج»، مضيفاً أن «الجمهورية الإسلامية لم تغادر طاولة المفاوضات. هؤلاء الغربيون هم من تسببوا في تأزم المفاوضات، عندما أصدروا قراراً في مجلس محافظي الوكالة الدولية بينما كانت المفاوضات جارية».
وأصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 8 يونيو (حزيران) الماضي، قراراً انتقد طهران لتقاعسها عن تفسير آثار اليورانيوم التي عثر عليها في 3 مواقع لم يعلن عنها في المفاوضات التي أفضت لاتفاق 2015، وهو ما يعيد الشكوك بشأن مصداقية إيران في الإبلاغ عن أنشطتها النووية.
وتعثرت المفاوضات في مارس (آذار) الماضي، بعدما واجهت عراقيل؛ منها مطالب روسية في اللحظة الأخيرة، قبل أن تطالب إيران بإلغاء إدراج «الحرس الثوري» من قائمة أميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وأوضحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لا خطط لديها لرفع اسم «الحرس الثوري» الإيراني من القائمة. وإضافة إلى ذلك، تطالب طهران بإغلاق ملف التحقيق الدولي في المواقع غير المعلنة، فضلاً عن طلب ضمانات أميركية بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي، وضمانات أوسع برفع العقوبات الاقتصادية.
وقال رئيسي في المؤتمر السنوي لممثلي المرشد الإيراني، إن التوصل إلى نتائج في المفاوضات «يتطلب إرادة الطرف الآخر قبل كل شيء»، واصفاً مواقف بلاده بأنها «منطقية وعقلانية». وصرح: «من الطبيعي إذا تصرف الطرف الآخر بالمنطق والعقلانية فيمكن أن تؤدي المفاوضات إلى نتيجة».في غضون ذلك، كتب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في مقال نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أمس أنه بعد 15 جولة من المفاوضات المكثفة، فإن «مساحة الحلول الوسط الإضافية قد استُنفدت»، مشيراً إلى أن «هناك على الطاولة يُتناول رفع العقوبات بالإضافة إلى الخطوات النووية اللازمة» لاستعادة الاتفاق النووي.
وشدد بوريل على أن الصفقة الحالية «أفضل صفقة ممكنة» لكنه «ليس اتفاقاً مثالياً» وأضاف: «يجب اتخاذ القرارات الآن لاغتنام هذه الفرصة الفريدة. لا أرى أي بديل آخر شامل أو فعال في متناول اليد».
وبعد ساعات من نشر مقال بوريل، كتب كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، على «تويتر»: «خلال الأسبوع الماضي، جرى تبادل وجهات النظر بشكل جاد وبنّاء مع الأطراف الأخرى بشأن مفاوضات فيينا». وأضاف: «قدم المنسق أفكاره لإنجاز المحادثات، ونحن أيضاً قدمنا وجهة نظرنا لإنجاز المحادثات سواء من حيث الشكل والمضمون، والتي تتم مشاركتها (مع الأطراف الأخرى)».
والجمعة، عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن خيبة أمله إزاء عدم إحراز تقدم في المحادثات. وقال خلال مكالمة هاتفية طويلة مع رئيسي إن إحياء الاتفاق النووي «ما زال ممكناً» شرط «أن يتم في أقرب وقت ممكن».
وتحذر قوى غربية من أن إيران تقترب من التمكن من الإسراع صوب صنع قنبلة نووية، بينما تنفي إيران رغبتها في ذلك من الأساس.
والاثنين، قال رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية»، محمد إسلامي، إن الكاميرات التي تم إيقافها ترتبط بالاتفاق النووي، وبالتالي لن يعاد تشغيلها ما لم يتم التفاهم على إحيائه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الاثنين في مؤتمر صحافي، إن الغربيين «يطالبون إيران باتخاذ القرار فوراً، ويؤكدون أن الوقت ضيق وأنه على إيران أن ترد بسرعة، إلا إن الجمهورية الإسلامية لا تتصرف بتسرع»، مضيفاً أن طهران «لا تضحي بالمصالح الأساسية للبلاد والأمة في مسار متسرع» رغم «الضغوط النفسية والترقبات الأحادية» للأطراف الآخرين.
وأبدى رئيس «الاستخبارات الخارجية البريطانية»، ريتشارد مور، الأسبوع الماضي، شكوكه في أن يكون المرشد الإيراني علي خامنئي؛ صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للدولة، راغباً في العودة إلى الاتفاق النووي.
الرئيس الإيراني يلوم الأطراف الغربية على «تأزم» المحادثات النووية
جوزيب بوريل: مساحة الحلول الوسط الإضافية قد استُنفدت ولا بديل في متناول اليد
الرئيس الإيراني يلوم الأطراف الغربية على «تأزم» المحادثات النووية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة