الرئيس التونسي يقترب من إعلان دستور جديد يكرس النظام الرئاسي

أنصار سعيّد يحتفلون... والمعارضة تشكك في نتائج الاستفتاء

أنصار الرئيس سعيّد يحتفلون وسط العاصمة بعد الإعلان عن النتائج الأولية للاستفتاء على الدستور الجديد (أ.ب)
أنصار الرئيس سعيّد يحتفلون وسط العاصمة بعد الإعلان عن النتائج الأولية للاستفتاء على الدستور الجديد (أ.ب)
TT

الرئيس التونسي يقترب من إعلان دستور جديد يكرس النظام الرئاسي

أنصار الرئيس سعيّد يحتفلون وسط العاصمة بعد الإعلان عن النتائج الأولية للاستفتاء على الدستور الجديد (أ.ب)
أنصار الرئيس سعيّد يحتفلون وسط العاصمة بعد الإعلان عن النتائج الأولية للاستفتاء على الدستور الجديد (أ.ب)

أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد دخول بلاده «مرحلة جديدة»، بعد الموافقة «شبه المؤكدة» على الدستور، الذي طرحه للاستفتاء أول من أمس، والذي يعزز صلاحيات الرئيس، وكذلك المخاوف حيال النظام الديمقراطي.
وفي خطاب ألقاه ليلاً أمام مؤيديه وسط تونس العاصمة، قال سعيد إن «ما قام به الشعب درس أبدع التونسيون في توجيهه للعالم»، مضيفاً: «تونس دخلت مرحلة جديدة...واليوم عبرنا من ضفة إلى أخرى... من ضفة اليأس والإحباط إلى ضفة الأمل والعمل، وسنحقق هذا بفضل إرادة الشعب والتشريعات التي ستوضع لخدمته». بينما نزل بضع مئات من أنصار الرئيس إلى شارع الحبيب بورقيبة ليلاً للاحتفال «بالانتصار»، مرددين: «بالروح بالدم نفديك يا قيس»، وهم يلوحون بالأعلام التونسية.
وبحسب «الهيئة العليا للانتخابات»، المسؤولة عن تنظيم هذا الاستفتاء، فقد بلغت نسبة المشاركين أكثر من 27 في المائة، علماً بأن المسجلين 9.3 مليون ناخب. وأظهرت الإحصاءات المؤقتة التي أعلنتها الهيئة أن نحو مليونين و458 ألفاً و985 ناخباً أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور الجديد، وذلك من بين نحو 9 ملايين ناخب مسجل، وقد تم الإعلان عن هذا الرقم بعد إغلاق مكاتب التصويت في حدود العاشرة من ليلة أول من أمس، وهو ما يمثل نسبة نحو 27.54 في المائة، وهذه الأرقام جعلت المعارضة تؤكد أن 76 في المائة من الناخبين المسجلين اعترضوا على التوجه السياسي الجديد.
وبمجرد الإعلان عن النتائج الأولية للاستفتاء، توالت ردود الفعل المتباينة حولها، حيث اتهمت المعارضة الرئيس قيس سعيد بـ«الفشل الذريع في نيل التزكية الشعبية لمشروعه»، ودعته إلى الاستقالة، وفسح المجال لتنظيم انتخابات عامة رئاسية وتشريعية سابقة لأوانها. كما رفضت «حركة النهضة» نتائج الاستفتاء ومشروعية هذه الخطوة السياسية؛ إذ قال رفيق عبد السلام، القيادي في الحركة، إنه «لا وجود ولا شرعية أو مشروعية إلا لدستور الجمهورية والثورة 2014، وما زاد على ذلك فهو تحيل وخداع»، ودعا إلى «حملة موسعة لتنزيل صور دستور 2014 على صفحات (فيسبوك) ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي».
من جهته، انتقد سمير ديلو، القيادي المستقيل من «حركة النهضة»، نتائج الاستفتاء، وقال بنبرة تهكمية: «قيس نجح نجاحاً كبيراً، فقد نال معدلاً يساوي 5 على 20»؛ في إشارة إلى نسبة الاستفتاء التي لم تتجاوز 27 في المائة.
وفي المقابل، بارك خليل عباس، عضو الحكومة التونسية، ما وصفه بـ«العرس الديمقراطي»، ووعد بأن تكون كل حقوق المعارضة مضمونة وموجودة، مؤكداً أن تونس «لن تكون ذات لون واحد... ولا خوف على أي نوع من أنواع المعارضة، خصوصاً عندما تكون هادفة وجدية، وتطرح بدائل ومشاريع وبرامج».
في سياق ذلك، دعت «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة، التي تضم عدداً من الأحزاب ومكونات المجتمع المدني، الرئيس سعيد إلى الاستقالة، وأكدت تمسكها بدستور 2014، الذي عدّته «المرجع الوحيد للشرعية الدستورية»، وشددت على أن رئيس الدولة «فقد كل مبرر للاستمرار في الحكم، بعد رفض نحو 75 في المائة من الناخبين منح تزكيتهم للمسار، الذي دشنه خلال السنة الماضية»، مشيرة إلى أن الأرقام المعلنة من قبل هيئة الانتخابات «جاءت بعيدة كل البعد عما عاينه المراقبون المحليون والأجانب من عزوف الناخبين عن مكاتب الاقتراع خلال يوم الاستفتاء»، وهو ما يعزز؛ وفقها، «الشكوك في حياد واستقلالية هذه الهيئة ومصداقية الأرقام».
وقالت سميرة الشواشي، نائبة رئيس البرلمان المنحل، خلال مؤتمر صحافي عقدته «جبهة الخلاص الوطني»، أمس، إن الشعب التونسي «أجاب رئيس الجمهورية بأنه لن ينخرط في هذه الجريمة، من خلال مقاطعة 76 في المائة منه للاستفتاء... ومن صوتوا لصالح مشروع الدستور لا يمثلون سوى ربع الجسم الانتخابي في تونس».
بدوره؛ أعلن «الحزب الدستوري الحر»، أبرز الأحزاب المعارضة للحكم في البرلمان المنحل، أنه لن يعترف بنتائج الاستفتاء، واتهم الرئيس سعيد بارتكاب «خروقات غير مسبوقة بحق دولة القانون». وقالت رئيسة الحزب، عبير موسي، في كلمة لها بعد الإعلان عن نسبة المشاركة في الاقتراع والتقديرات لنتائج الاستفتاء، إن الرئيس سعيد «حطم كل الأرقام القياسية في خرق دولة القانون والمؤسسات... والمسار الذي اتخذه مدلس وغير قانوني، ولن يعترف به الحزب».
وتخشى منظومة الحكم السابقة من قطع الطريق أمام مشاركتها في الانتخابات البرلمانية، المقررة في 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وذلك من خلال إقرار قانون انتخابي جديد يقصيها من العملية الانتخابية، خصوصاً أن تقارير إعلامية سبق أن تحدثت عن إثارة قضية «الجرائم الانتخابية»، التي رافقت انتخابات 2019، وإمكانية منع 4 أحزاب سياسية على الأقل من المشاركة في الانتخابات المقبلة، وعلى رأسها «حركة النهضة» التي تلاحق قياداتها قضايا عدة تتعلق بالإرهاب وغسل الأموال، والقيام بعمليات مالية مشبوهة، وكذلك حزب «قلب تونس»، الذي نافس قيس سعيد في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، وفشل في الفوز عليه، ويمكن أن يشمل المنع أيضا حزب «ائتلاف الكرامة»، المقرب من «حركة النهضة». علاوة على «الحزب الدستوري الحر». وفي حال تنفيذ أحكام قضائية ضد هذه الأحزاب، التي لها وزنها السياسي والاجتماعي في تونس، فإن المشهد السياسي برمته سيتغير، وهو ما قد يخلف تواصل التوتر السياسي بين المنظومتين.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

مصريون يتخوفون من «تعويم» جديد للجنيه وتصاعد الغلاء

مدبولي خلال مؤتمر صحافي مع مديرة صندوق النقد الدولي (مجلس الوزراء المصري)
مدبولي خلال مؤتمر صحافي مع مديرة صندوق النقد الدولي (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصريون يتخوفون من «تعويم» جديد للجنيه وتصاعد الغلاء

مدبولي خلال مؤتمر صحافي مع مديرة صندوق النقد الدولي (مجلس الوزراء المصري)
مدبولي خلال مؤتمر صحافي مع مديرة صندوق النقد الدولي (مجلس الوزراء المصري)

أثارت تصريحات رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، حول «تطبيق سعر صرف مرن للجنيه» مخاوف مصريين من اتجاه الحكومة إلى «تعويم» جديد، مما قد يفاقم أزمة الغلاء في البلاد.

تزامن ذلك مع إجراءات «المراجعة الرابعة» لبرنامج صندوق النقد الدولي مع الحكومة، إلى جانب ارتفاع في قيمة الدولار الأميركي مقابل الجنيه. ورغم استبعاد خبراء «اتخاذ الحكومة قراراً جديداً بتعويم الجنيه»، فإنهم رجَّحوا «حدوث تقلبات محدودة في سعر الصرف وليست قفزات كبيرة خلال الفترة المقبلة».

وسجل سعر صرف الدولار ارتفاعاً طفيفاً خلال الأيام الماضية في البلاد، وبلغت قيمته لدى البنك المركزي المصري، الخميس، نحو 49.24 جنيه للشراء، مقابل 49.34 جنيه للبيع، بعد أن كان مستقراً في الأسابيع الماضية عند حدود (46 جنيهاً).

وقال مدبولي، مساء الأربعاء، إن «حكومته لن تطبّق تعويماً بمعنى كلمة تعويم»، وأوضح أن «الدولار سيزيد ويهبط وفق مقتضيات السوق»، لافتاً إلى أن «صندوق النقد الدولي أكد أن بلاده نجحت في تطبيق سعر صرف مرن».

حديث رئيس مجلس الوزراء المصري، جاء عقب زيارة مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، القاهرة؛ لإجراء المراجعة الرابعة، التي تتعلق بالقرض المقدم من «الصندوق» لمصر بقيمة 8 مليارات دولار، التي تتيح لمصر الحصول على شريحة جديدة قيمتها 1.2 مليار دولار.

وسمح البنك المركزي المصري، في مارس (آذار) الماضي، بتحديد سعر صرف الجنيه، وفق آليات السوق (العرض والطلب)، مما أدى إلى انخفاض قيمة العملة المحلية أمام الدولار.

صورة لإحدى الصرافات في القاهرة (أ.ف.ب)

ووفق تقدير أستاذة الاقتصاد في جامعة عين شمس المصرية، يمنى الحماقي، فإنه «لا يوجد مبرر لتعويم الجنيه من جديد»، مشيرةً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المؤشرات الاقتصادية تعكس استقراراً في سعر صرف الجنيه، مع وجود بعض التغيرات المحدودة صعوداً وهبوطاً». وأرجعت ذلك إلى «وجود احتياطي (مطمْئن) من العملة الأجنبية في البنوك، جراء ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج، مما يسمح بفتح اعتمادات بنكية للمستوردين».

وسجلت تحويلات المصريين في الخارج، ارتفاعاً لمدة خمسة أشهر متتالية، حيث بلغت في يوليو (تموز) الماضي «نحو 3 مليارات دولار»، وفق البنك المركزي المصري.

ورغم عدم وجود دوافع اقتصادية لـ«التعويم»، حسب مراقبين، فإن د. يمنى الحماقي حذَّرت ممن سمّتهم «أصحاب المصالح» في إثارة البلبلة حول سعر الصرف لتحقيق مكاسب، واستغلال الوضع الاقتصادي للمضاربة في سعر الصرف، وشددت على ضرورة «اتخاذ إجراءات رادعة مع مروجي الشائعات بشأن سعر الصرف؛ لمواجهة أي مخاوف للمصريين من غلاء جديد».

امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

كما طالبت بحزمة إجراءات حكومية لتحسين الوضع الاقتصادي، تتضمن «هيكلة استراتيجية التصدير، وتشجيع صادرات الصناعات الصغيرة، ودعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والصناعات المتعثرة».

وتحدث رئيس مجلس الوزراء المصري، أخيراً، عن حجم الشائعات والأخبار المغلوطة التي تواجه حكومته، داعياً إلى ضرورة استقاء الأخبار من الدولة، مؤكداً أن كل تلك الشائعات تهدف إلى خلق حالة من الإحباط والمناخ السلبي. ووجّه جميع المسؤولين بالرد على ما يتردد على منصات التواصل الاجتماعي، وشرح الأمور للمواطنين، مؤكداً أن هذا الأمر يدخل في صميم دور الحكومة.

ولاقى ارتفاع «طفيف» في سعر الدولار أمام الجنيه خلال الأيام الماضية، تفاعلاً متصاعداً على منصات التواصل الاجتماعي، الخميس، خصوصاً مع حديث مدبولي بشأن «سعر الصرف المرن». وبينما تساءل مغردون عن أسباب «ارتفاع سعر الدولار» أخيراً، أبدى آخرون مخاوف من موجة غلاء جديدة في البلاد. وأشاروا إلى أنه «بعد كل تعويم ترتفع أسعار السلع وكذا الخدمات، لذا على الحكومة الابتعاد عن فكرة التعويم، وتشديد الرقابة على الأسواق».

في المقابل، قللت حسابات أخرى من صحة ما يجري تداوله بخصوص سعر الدولار، مؤكدةً أن «ارتفاع الدولار كان طفيفاً بعد أن كان مستقراً لفترة طويلة».

وأرجع مدير «مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية»، عبد المنعم السيد، ارتفاع سعر الدولار إلى «زيادة الطلب عليه في البنوك المصرية بسبب كثرة اعتمادات المستوردين في نهاية العام»، مشيراً إلى أن «هذه الزيادة طبيعية مع نهاية كل عام».

السيد يرى أن «الحكومة المصرية تمتلك حصيلة دولارية كافية بسبب عوائد الاستثمارات غير المباشرة، والاستثمارات الأخرى مثل (صفقة رأس الحكمة)، والزيادة في حجم الصادرات المصرية هذا العام»، ولفت إلى أن ذلك «عوض التراجع في إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر»، مشيراً إلى «إشادات مؤسسات التصنيف الدولية بسياسات الحكومة المصرية المصرفية، ومنها التصنيف الإيجابي الأخير من مؤسسة (فيتش)».

وقامت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، الأسبوع الماضي، برفع تصنيف مصر مستوى واحد من «B-» إلى «B»مع نظرة مستقبلية مستقرة.

السيد يرى أيضاً أنه «يجب على الحكومة أن تقوم بطمأنة المصريين باستمرار، خصوصاً بعد ما تردد على (السوشيال ميديا) خلال الساعات الماضية حول تعويم قادم سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار».

مدبولي من جانبه، استبعد مساء الأربعاء، «وجود أي تأثيرات جديدة على المصريين»، مشيراً إلى أن «حكومته لن تتخذ أي قرارات تضيف أعباء مالية على المواطنين خلال الفترة المقبلة».