الرئيس التونسي يقترب من إعلان دستور جديد يكرس النظام الرئاسي

أنصار سعيّد يحتفلون... والمعارضة تشكك في نتائج الاستفتاء

أنصار الرئيس سعيّد يحتفلون وسط العاصمة بعد الإعلان عن النتائج الأولية للاستفتاء على الدستور الجديد (أ.ب)
أنصار الرئيس سعيّد يحتفلون وسط العاصمة بعد الإعلان عن النتائج الأولية للاستفتاء على الدستور الجديد (أ.ب)
TT

الرئيس التونسي يقترب من إعلان دستور جديد يكرس النظام الرئاسي

أنصار الرئيس سعيّد يحتفلون وسط العاصمة بعد الإعلان عن النتائج الأولية للاستفتاء على الدستور الجديد (أ.ب)
أنصار الرئيس سعيّد يحتفلون وسط العاصمة بعد الإعلان عن النتائج الأولية للاستفتاء على الدستور الجديد (أ.ب)

أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد دخول بلاده «مرحلة جديدة»، بعد الموافقة «شبه المؤكدة» على الدستور، الذي طرحه للاستفتاء أول من أمس، والذي يعزز صلاحيات الرئيس، وكذلك المخاوف حيال النظام الديمقراطي.
وفي خطاب ألقاه ليلاً أمام مؤيديه وسط تونس العاصمة، قال سعيد إن «ما قام به الشعب درس أبدع التونسيون في توجيهه للعالم»، مضيفاً: «تونس دخلت مرحلة جديدة...واليوم عبرنا من ضفة إلى أخرى... من ضفة اليأس والإحباط إلى ضفة الأمل والعمل، وسنحقق هذا بفضل إرادة الشعب والتشريعات التي ستوضع لخدمته». بينما نزل بضع مئات من أنصار الرئيس إلى شارع الحبيب بورقيبة ليلاً للاحتفال «بالانتصار»، مرددين: «بالروح بالدم نفديك يا قيس»، وهم يلوحون بالأعلام التونسية.
وبحسب «الهيئة العليا للانتخابات»، المسؤولة عن تنظيم هذا الاستفتاء، فقد بلغت نسبة المشاركين أكثر من 27 في المائة، علماً بأن المسجلين 9.3 مليون ناخب. وأظهرت الإحصاءات المؤقتة التي أعلنتها الهيئة أن نحو مليونين و458 ألفاً و985 ناخباً أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور الجديد، وذلك من بين نحو 9 ملايين ناخب مسجل، وقد تم الإعلان عن هذا الرقم بعد إغلاق مكاتب التصويت في حدود العاشرة من ليلة أول من أمس، وهو ما يمثل نسبة نحو 27.54 في المائة، وهذه الأرقام جعلت المعارضة تؤكد أن 76 في المائة من الناخبين المسجلين اعترضوا على التوجه السياسي الجديد.
وبمجرد الإعلان عن النتائج الأولية للاستفتاء، توالت ردود الفعل المتباينة حولها، حيث اتهمت المعارضة الرئيس قيس سعيد بـ«الفشل الذريع في نيل التزكية الشعبية لمشروعه»، ودعته إلى الاستقالة، وفسح المجال لتنظيم انتخابات عامة رئاسية وتشريعية سابقة لأوانها. كما رفضت «حركة النهضة» نتائج الاستفتاء ومشروعية هذه الخطوة السياسية؛ إذ قال رفيق عبد السلام، القيادي في الحركة، إنه «لا وجود ولا شرعية أو مشروعية إلا لدستور الجمهورية والثورة 2014، وما زاد على ذلك فهو تحيل وخداع»، ودعا إلى «حملة موسعة لتنزيل صور دستور 2014 على صفحات (فيسبوك) ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي».
من جهته، انتقد سمير ديلو، القيادي المستقيل من «حركة النهضة»، نتائج الاستفتاء، وقال بنبرة تهكمية: «قيس نجح نجاحاً كبيراً، فقد نال معدلاً يساوي 5 على 20»؛ في إشارة إلى نسبة الاستفتاء التي لم تتجاوز 27 في المائة.
وفي المقابل، بارك خليل عباس، عضو الحكومة التونسية، ما وصفه بـ«العرس الديمقراطي»، ووعد بأن تكون كل حقوق المعارضة مضمونة وموجودة، مؤكداً أن تونس «لن تكون ذات لون واحد... ولا خوف على أي نوع من أنواع المعارضة، خصوصاً عندما تكون هادفة وجدية، وتطرح بدائل ومشاريع وبرامج».
في سياق ذلك، دعت «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة، التي تضم عدداً من الأحزاب ومكونات المجتمع المدني، الرئيس سعيد إلى الاستقالة، وأكدت تمسكها بدستور 2014، الذي عدّته «المرجع الوحيد للشرعية الدستورية»، وشددت على أن رئيس الدولة «فقد كل مبرر للاستمرار في الحكم، بعد رفض نحو 75 في المائة من الناخبين منح تزكيتهم للمسار، الذي دشنه خلال السنة الماضية»، مشيرة إلى أن الأرقام المعلنة من قبل هيئة الانتخابات «جاءت بعيدة كل البعد عما عاينه المراقبون المحليون والأجانب من عزوف الناخبين عن مكاتب الاقتراع خلال يوم الاستفتاء»، وهو ما يعزز؛ وفقها، «الشكوك في حياد واستقلالية هذه الهيئة ومصداقية الأرقام».
وقالت سميرة الشواشي، نائبة رئيس البرلمان المنحل، خلال مؤتمر صحافي عقدته «جبهة الخلاص الوطني»، أمس، إن الشعب التونسي «أجاب رئيس الجمهورية بأنه لن ينخرط في هذه الجريمة، من خلال مقاطعة 76 في المائة منه للاستفتاء... ومن صوتوا لصالح مشروع الدستور لا يمثلون سوى ربع الجسم الانتخابي في تونس».
بدوره؛ أعلن «الحزب الدستوري الحر»، أبرز الأحزاب المعارضة للحكم في البرلمان المنحل، أنه لن يعترف بنتائج الاستفتاء، واتهم الرئيس سعيد بارتكاب «خروقات غير مسبوقة بحق دولة القانون». وقالت رئيسة الحزب، عبير موسي، في كلمة لها بعد الإعلان عن نسبة المشاركة في الاقتراع والتقديرات لنتائج الاستفتاء، إن الرئيس سعيد «حطم كل الأرقام القياسية في خرق دولة القانون والمؤسسات... والمسار الذي اتخذه مدلس وغير قانوني، ولن يعترف به الحزب».
وتخشى منظومة الحكم السابقة من قطع الطريق أمام مشاركتها في الانتخابات البرلمانية، المقررة في 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وذلك من خلال إقرار قانون انتخابي جديد يقصيها من العملية الانتخابية، خصوصاً أن تقارير إعلامية سبق أن تحدثت عن إثارة قضية «الجرائم الانتخابية»، التي رافقت انتخابات 2019، وإمكانية منع 4 أحزاب سياسية على الأقل من المشاركة في الانتخابات المقبلة، وعلى رأسها «حركة النهضة» التي تلاحق قياداتها قضايا عدة تتعلق بالإرهاب وغسل الأموال، والقيام بعمليات مالية مشبوهة، وكذلك حزب «قلب تونس»، الذي نافس قيس سعيد في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، وفشل في الفوز عليه، ويمكن أن يشمل المنع أيضا حزب «ائتلاف الكرامة»، المقرب من «حركة النهضة». علاوة على «الحزب الدستوري الحر». وفي حال تنفيذ أحكام قضائية ضد هذه الأحزاب، التي لها وزنها السياسي والاجتماعي في تونس، فإن المشهد السياسي برمته سيتغير، وهو ما قد يخلف تواصل التوتر السياسي بين المنظومتين.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

ليبيا: «الاستقرار» تتوسع داخلياً... و«الوحدة» تعزز «تمكينها» خارجياً

الدبيبة خلال جولاته في إثيوبيا (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة خلال جولاته في إثيوبيا (حكومة «الوحدة»)
TT

ليبيا: «الاستقرار» تتوسع داخلياً... و«الوحدة» تعزز «تمكينها» خارجياً

الدبيبة خلال جولاته في إثيوبيا (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة خلال جولاته في إثيوبيا (حكومة «الوحدة»)

تكثف الحكومتان المتنازعتان على السلطة في ليبيا جهودهما بقصد «التمكين» لكل منهما، و«إزاحة» الأخرى؛ إذ بدا أن «الاستقرار»، التي يترأسها أسامة حمّاد، متمسكة بالتوسّع جنوباً، في حين يلاحظ أن غريمتها «الوحدة» في العاصمة طرابلس، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، ماضية لمزيد من توطيد علاقتها خارجياً.

وحرصت حكومة حمّاد، المدعومة من مجلس النواب والتي تحظى أيضاً بإسناد من المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، خلال الأسابيع القليلة الماضية، على تكثيف جهودها باتجاه «حل أزمات المنطقة الجنوبية المتراكمة منذ سنوات»، بالإضافة إلى إعادة إعمار بعض المناطق، بما يشمل تشييد مساكن جديدة للمواطنين.

وقرر حماد إنشاء جامعة بمدينة الكفرة، عقب جولات عديدة إلى الجنوب برفقة بلقاسم حفتر، مدير «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا». كما توافد وزراء من الحكومة على مناطق بالجنوب الشرقي، من بينهم وزيرا الصحة الدكتور عثمان عبد الجليل، والداخلية اللواء عصام أبو زريبة، بالإضافة إلى أسامة الدرسي رئيس جهاز الأمن الداخلي، وقيادة من الجيش يتقدمها صدام وخالد خليفة حفتر.

وقال أبو زريبة إن زيارته إلى الكفرة تأتي ضمن جولة بالجنوب الشرقي لمتابعة الوضع هناك في ظل تدفق النازحين السودانيين الفارين من الحرب، وتقييم الحالة الأمنية على أرض الواقع. كما تحدث عن إنشاء غرفة لتأمين الحدود بهدف «حصر النازحين القادمين من السودان في مدينة الكفرة، والمدن المجاورة لها، ومكافحة الجريمة والمخدرات، وغيرها من الظواهر السلبية، وتوفير الدعم اللازم».

ومن جهته، حرص عبد الجليل على توزيع المواد الغذائية والمياه والمشروبات الغازية بنفسه على النازحين السودانيين، في جولة قالت الحكومة إنه التقى خلالها «بعدد كبير من العائلات السودانية النازحة في طريقها إلى الأراضي الليبية».

وزير الصحة بالحكومة الليبية عبد الجليل يوزع المياه الغازية على نازحين سودانيين في الكفرة جنوب شرقي البلاد (الحكومة الليبية)

واستبقت هذه الجولات لقاء عقده القائد العام للجيش بحمّاد، وبلقاسم حفتر مدير «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا»، ووكيل وزارة الحكم المحلي أبو بكر الزوي، رفقة وفد ضم عمداء بلديات الجنوب والجنوب الشرقي جالو وأوجلة وتازربو والكفرة. وخلال اللقاء تم بحث «الخطط والمشاريع» بالمدن والمناطق التي تشرف عليها حكومة حمّاد، بالتنسيق مع صندوق التنمية، بهدف «تذليل كافة الصعوبات، وتنفيذ المشروعات الوطنية، من بينها رصف الطرق الرئيسية، وإنشاء وصيانة المدارس والمستشفيات، ومحطات الكهرباء، وكذلك إنشاء الوحدات السكنية بمناطق ومدن الجنوب».

أعيان من مدينة الكفرة في انتظار وزير الداخلية بحكومة «الاستقرار» (الحكومة)

ويرى سياسيون ليبيون أن تحركات حكومة حمّاد المكثفة «تخصم من رصيد غريمتها» بالعاصمة طرابلس، لجهة «السيطرة على الجنوب سياسياً وعسكرياً»، لكنهم أشاروا في حديثهم لـ«الشرق الأوسط» إلى أن حكومة «الوحدة» تزيد في المقابل من علاقاتها دولياً، «مستغلة الاعتراف الدولي بها»؛ فإلى جانب زيارات الدبيبة الخارجية، ومن بينها زيارته لإيطاليا وتركيا وقطر والسنغال، ودخوله على خط الأزمة السودانية باستقباله في طرابلس طرفَي النزاع هناك، جاءت زيارته الخميس إلى إثيوبيا، ولقاؤه برئيس وزرائها آبي أحمد، وذلك في إطار ما وصفته «الوحدة» بـ«إعادة لعلاقات التعاون التي كانت قد توقفت قبل 20 عاماً».

وعلى هامش زيارة الدبيبة إلى أديس أبابا، قالت حكومة «الوحدة»، الجمعة، إن وزير العمل والتأهيل، علي العابد، بحث في العاصمة الإثيوبية مع نظيره الإثيوبي، مفرحات كامل، التعاون المشترك بين وزارتَي العمل بالبلدين، وإعداد مذكرة تفاهم بين الوزارتين بشأن التشغيل والتدريب المهني.

وفي سياق تحركات «الوحدة» الخارجية، وعلى هامش زيارته إلى ماليزيا بمناسبة الذكرى الخمسين للعلاقات الليبية - الماليزية، بحث وكيل وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» للشؤون السياسية، محمد عيسى، مع نظيره الماليزي داتو أحمد روزيان في كوالالمبور، في سبل تطوير العلاقات، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.

وفد من وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» الليبية مع نظيره الماليزي في كوالالمبور (وزارة الخارجية)

ونقلت وزارة خارجية «الوحدة»، الجمعة، أنه تم الاتفاق على اتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة مدة تأشيرة دخول الليبيين للأراضي الماليزية، بهدف تسهيل وجود الراغبين منهم في استكمال دراستهم بالجامعات الماليزية، وكذلك تسهيل حركة التجارة بين البلدين.

في غضون ذلك، دعا رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، أعضاء المجلس إلى حضور جلسة الاثنين في مدينة بنغازي لمناقشة قانون الموازنة العامة المحال من الحكومة المكلفة.

المنفي خلال استقباله رئيس لجنة الحدود البرية والبحرية محمد الحراري (المجلس الرئاسي)

يأتي ذلك، في حين شدد رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، على ضرورة الحفاظ على الحدود الليبية، وذلك خلال اجتماعه في مقر المجلس مع رئيس لجنة الحدود البرية والبحرية، محمد الحراري.

وقال المكتب الإعلامي للمنفي إن الحراري أطلعه على «أهم الأعمال المنجزة من قبل اللجنة بشأن ترسيم الحدود مع دول الجوار، مستعرضاً مخططات اللجنة»، مشيراً إلى أن المنفي حث رئيس وأعضاء اللجنة على ضرورة متابعة كافة التطورات «لمنع أي انتهاك لحدود ليبيا البرية والبحرية، وإحاطته بمجريات عمل اللجنة وما يعترضها من عقبات لتذليلها».

أما فيما يتعلق بمعبر «رأس جدير» الحدودي مع تونس، فقد قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» إن الوزير المكلف عماد الطرابلسي، ناقش مع نظيره التونسي كمال الفقي، في مكالمة هاتفية، سبل تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي بين البلدين في المجال الأمني، و«أهمية المعبر ودوره الحيوي»، واتفقا على «ضرورة عودة العمل بالمنفذ وفتحه من الجانبين أمام حركة المسافرين في أقرب الآجال».


سخط حاد في الجزائر إثر الإعلان عن «دولة القبائل»

فرحات مهني زعيم التنظيم الانفصالي (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)
فرحات مهني زعيم التنظيم الانفصالي (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)
TT

سخط حاد في الجزائر إثر الإعلان عن «دولة القبائل»

فرحات مهني زعيم التنظيم الانفصالي (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)
فرحات مهني زعيم التنظيم الانفصالي (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)

يثير ما يسمى «قيام دولة القبائل» من طرف تنظيم تصنّفه الجزائر «منظمة إرهابية»، ردود فعل ساخطة داخل البلاد، حيث وصف حزب «جبهة التحرير الوطني»، المقرَّب من السلطة، أصحاب المسعى بـ«حركى جدد»، بينما استنكرت «حركة مجتمع السلم» الإسلامية «انسلاخاً وارتداداً خطيراً، وطعنة غادرة لتضحيات الملايين من شهداء الجزائر».

وأكدت «جبهة التحرير»، في بيان مساء الخميس، أنها لم «تُفاجأ من الخطوة الخطيرة التي أقدمت عليها منظمة الماك (حركة الحكم الذاتي لمنطقة القبائل) الإرهابية، بإعلانها المزعوم بخصوص منطقة القبائل، التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من الجزائر الواحدة والموحدة»، في إشارة إلى حدث عُد في الجزائر «غير مسبوق في خطورته»، وُقع في العشرين من الشهر الجاري أمام مبنى الأمم المتحدة بنيويورك، حيث أعلن المطرب الأمازيغي فرحات مهني «قيام دولة القبائل».

الأمين العام لجبهة التحرير في اجتماع بطاقم حزبه (إعلام الحزب)

واختار مهني هذا التاريخ لرمزيته في نضال سكان منطقة القبائل (شرق الجزائر)، من أجل الاعتراف بهويتهم الأمازيغية التي تميزهم عن بقية سكان مناطق البلاد. ففي 20 أبريل (نيسان) 1980 وقعت مشادات بين قوات الأمن ومناضلين أمازيغ، شكّلت فيما بعد منعطفاً حاسماً في «الحركة البربرية»، التي تعود جذورها إلى فترة الاستعمار الفرنسي. وتجدّدت المواجهات بين الطرفين بشكل أكثر عنفاً في أبريل من عام 2001، خلّفت عدداً من القتلى والجرحى.

وبحسب «جبهة التحرير»، التي تعد القوة الأولى في البرلمان، فإن ما جرى في نيويورك الأسبوع الماضي «لن ينطلي على شعبنا الواعي، والمدرك تمام الإدراك لخلفيات هذه المناورات اليائسة، وأبعاد هذه المؤامرات المفضوحة، وهو على ثقة كاملة بقيادته السياسية، وقدرات جيش بلاده على ردع أي خطر يحدق ببلاده، مهما كان شكله ومصدره».

ووصف البيان نشطاء «حركة الحكم الذاتي للقبائل» بـ«الحركى الجدد»، وهم فئة من الجزائريين تعاونوا مع الاستعمار أيام ثورة التحرير (1954 - 1962)، وقُتل عدد منهم بأوامر من قيادة «جبهة التحرير»، وكثير منهم غادروا إلى فرنسا عشية الاستقلال.

رئيس مجتمع السلم الإسلامي مع طاقمه (إعلام الحزب)

من جهتها، قالت «حركة مجتمع السلم» المعارضة، في بيان، أصدره مكتبها بتيزي وزو كبرى مدن القبائل، إن «هذا الإعلان البائس في شكله ومضمونه، يمثل انسلاخاً وارتداداً خطيراً، وطعنة غادرة لتضحيات الملايين من شهداء الجزائر، عموماً وللتضحيات الجسام، التي قدمتها منطقة القبائل في سبيل تحرير الوطن».

مناضلون أمازيع في مظاهرة بفرنسا (ناشطون أمازيغ)

ووصف الحزب مهني، من دون تسميته، بـ«أحد الأبواق الذين تحركهم الأجندات الخارجية، ومصالحهم الشخصية المشبوهة، التي تهدف إلى النيل من هذا الوطن العزيز ووحدته الترابية، التي تغيظ الأعداء»، مؤكداً أنه «واثق من أن الوعي السياسي والروح الوطنية، اللذين يتسم بهما جماهير أهل المنطقة، كفيلان بفضح هذه الدعوات وإحباطها».

وسبقت خطوة «قيام دولة القبائل» تنقلات كثيرة لفرحات مهني للكثير من الدول، بغرض جلب الاعتراف. وتابعت السلطات الجزائرية باهتمام شديد زياراته المتكررة لإسرائيل، ولقاءاته مع مسؤوليها في السنين الأخيرة.

والمعروف أن زعيم الانفصاليين يقع تحت طائلة أمر دولي بالاعتقال، وذلك لإدانته بالسجن مدى الحياة في الجزائر بناء على تهمة «الإرهاب». وبينما استحدثت لائحة للتنظيمات الإرهابية في 2021، توجد بها «حركة الحكم الذاتي للقبائل»، تابع القضاء العشرات من الأشخاص بشبهة الانتماء إلى التنظيم، بعضهم أدانهم بالسجن، بينما حصل آخرون على البراءة بعد فترة قضوها في الحبس الاحتياطي.

ولم يصدر أي رد فعل من السلطات الجزائرية على «خطوة نيويورك»، لكن ذلك لا ينفي، حسب مراقبين، انشغالها بما سيترتب عنها، خصوصاً احتمال اعتراف دول بها. أما في منطقة القبائل فلم يظهر اهتمام لافت بها وسط سكانها، بينما كانت السلطات قد حرصت على منع الاحتفالات السنوية بـ«الربيع البربري».

تجدر الإشارة إلى أن الأمازيغية أصبحت لغة وطنية في تعديل دستوري عام 2002، ثم تمّت ترقيتها إلى لغة رسمية في تعديل آخر عام 2016، وتوجد في البلاد لهجات تتفرع عن الأمازيغية، وهي «الشاوية» و«الميزابية» و«الطرقية»، يتحدث بها سكان مناطق في الشرق والجنوب، غير أنهم لم يناضلوا من أجل التمكين لها مثل سكان القبائل، ولا يطرحونها بديلاً للعربية، عكس القبائل.


تونس... نائب رئيس «النهضة» يجدد التمسك ببراءته

منذر الونيسي نائب رئيس حركة «النهضة» (الشرق الأوسط)
منذر الونيسي نائب رئيس حركة «النهضة» (الشرق الأوسط)
TT

تونس... نائب رئيس «النهضة» يجدد التمسك ببراءته

منذر الونيسي نائب رئيس حركة «النهضة» (الشرق الأوسط)
منذر الونيسي نائب رئيس حركة «النهضة» (الشرق الأوسط)

جدد منذر الونيسي، نائب رئيس حركة «النهضة» التونسية، خلال جلسة قضائية عقدت، الخميس، بمحكمة الاستئناف بتونس العاصمة، براءته من التهم المنسوبة إليه، فيما أكدت هيئة الدفاع عنه أنه قرر الطعن في قرار إنهاء البحث وتأكيد مجموع التهم الموجهة إليه، مبرزاً أن التهم «سياسية»، وأن الملف القضائي برمته «خال من أي إدانة فعلية»، وفق فريق الدفاع، الذي تولى استئناف القرار لدى دائرة الاتهام المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب.

ولم تحسم المحكمة النظر في قضية الونيسي، في ما يعرف بـ«التسريبات الصوتية»، وقررت إرجاء القضية إلى الـ15 من مايو (أيار) المقبل.

راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» (إ.ب.أ)

ويواجه الونيسي، الذي كان يطمح لتولي رئاسة الحركة بعد سجن رئيسها راشد الغنوشي، تهمتين خطيرتين قد ترتقيان إلى مرتبة «الخيانة العظمى»، وهما «عدم الإبلاغ عن ارتكاب جرائم إرهابية في تونس»، و«ربط الصلة مع جهات أجنبية من أجل السيطرة على السلطة، وبهدف الإضرار بمصالح تونس». وقد صدر بحقه منذ 20 من سبتمبر (أيلول) الماضي حكم بالسجن.

وكانت قيادات حركة «النهضة» قد اتفقت في شهر أبريل (نيسان) 2023 على تعيين الونيسي نائباً للغنوشي رئيس الحركة، وذلك بعد صدور حكم بالسجن ضد الغنوشي في17 من أبريل الماضي، أي قبل نحو سنة، غير أن الونيسي كان طموحاً بشكل أكبر، فقرر تنظيم مؤتمر انتخابي بعد إعلان شغور منصب رئيس الحركة بعد مرور ستة أشهر على سجنه، لكن قيادات «النهضة» هاجمت الونيسي، واتهمته باستغلال وجود الغنوشي وعلي العريض في السجن للهيمنة على القرار داخل حركة «النهضة»، وأبطلت المؤتمر الذي كان مقرراً في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ويعود ملف التسريبات الصوتية التي بنيت عليها قضية نائب رئيس حركة «النهضة» إلى الرابع من سبتمبر (أيلول) الماضي، حينما نشرت الصحافية التونسية شهرزاد عكاشة تسجيلاً لجزء من محادثة هاتفية جمعتها بالونيسي، تناولت الصراعات داخل حركة «النهضة»، لكن الونيسي نفى كل ما تضمنته تلك التسجيلات التي يبدو، وفق عدد من المراقبين، أنه لم يكن ينتظر نشرها، وأنه تم جرّه للحديث، والإيقاع به لتناول ملفات سياسية بعينها، مؤكداً أن التسجيل «مفبرك ومحض افتراء، ومحاولة يائسة للإساءة لحركة (النهضة)»، كما نفى حصول أي اجتماع مع رجلي الأعمال الوارد ذكرهما في التسجيل، واللذين ينتميان لمنطقة الساحل التونسي، الذي يسيطر على المشهد السياسي.

وكشف الونيسي عن تحالفات تعقدها «النهضة» مع رجال أعمال نافذين من الساحل التونسي، من أجل التموقع مجدداً في الخريطة السياسية، والعودة للسلطة في الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية السنة الحالية.

علي العريض نائب الغنوشي (إ.ب.أ)

وبعد انتشار التسريب الصوتي أنكرت عدة شخصيات ما جاء في تلك التسجيلات الصوتية المثيرة للجدل، وتم اعتقال الونيسي، الذي قضى أكثر من سبعة أشهر في السجن، دون حسم نهائي في ملفه القضائي.

يذكر أن أهم قيادات حركة «النهضة» يقبعون في السجن، بعد إقرار الرئيس قيس سعيد التدابير الاستثنائية منذ يوم 25 يوليو (تموز) 2021، وفي مقدمتهم راشد الغنوشي، ونائباه علي العريض ونور الدين البحيري، بعد أن وجهت لهم عدة تهم خطيرة، من بينها التآمر على أمن الدولة التونسية، وتسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر خارج تونس.


زيادة الأجور تتصدّر مطالب المغاربة قُبيل عيد العمّال

جانب من اجتماع ترأسه رئيس الحكومة المغربية وحضره عدد من البرلمانيين والنقابيين (إ.ب.أ)
جانب من اجتماع ترأسه رئيس الحكومة المغربية وحضره عدد من البرلمانيين والنقابيين (إ.ب.أ)
TT

زيادة الأجور تتصدّر مطالب المغاربة قُبيل عيد العمّال

جانب من اجتماع ترأسه رئيس الحكومة المغربية وحضره عدد من البرلمانيين والنقابيين (إ.ب.أ)
جانب من اجتماع ترأسه رئيس الحكومة المغربية وحضره عدد من البرلمانيين والنقابيين (إ.ب.أ)

مع استمرار ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم، يضع نقابيون مغاربة زيادة الأجور وتخفيف الأعباء الضريبية على رأس مطالب العمال، قُبيل عيدهم الذي يحلّ بعد أيام قليلة.

وكانت سلسلة اجتماعات حكومية مع المركزيات النقابية والاتحاد العام لمقاولات المغرب قد انطلقت منتصف هذا الشهر، بعد انعقاد الجولة الأولى منها في 26 من مارس (آذار) الماضي لمناقشة إصلاح أنظمة التقاعد، وزيادة الأجور والمعاشات وقانون الإضراب.

الميلودي المخارق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل (الشرق الأوسط)

ويرى الميلودي المخارق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، أن هناك ضرورة إلى إقرار زيادة عامة في الأجور بالقطاعين الخاص والعام، من أجل الحدّ من أثر التضخّم على القدرة الشرائية للعمال. وطالب المخارق برفع الحد الأدنى للأجور إلى 5000 درهم (نحو 494 دولاراً أميركياً) (الدولار يُساوي 10.10 درهم مغربي)، وكذلك زيادة المعاشات لتكون متماشية مع تكاليف المعيشة وارتفاع الأسعار. وبينما شدّد النقابيّ المغربيّ أيضاً على ضرورة تخفيف الأعباء الضريبيّة، التي قال إنها تصل إلى 38 في المائة من أجور العمّال، أشار إلى أنّ مشاورات بهذا الشأن ستنطلق في سبتمبر (أيلول) المقبل.

من وقفة احتجاجية سابقة نظّمها الاتحاد المغربي للشغل وسط الرباط (أ.ف.ب)

يقول المخارق لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «لا بدّ من فتح مفاوضات قطاعيّة، وحوار بين المقاولات من أجل الرفع من الأجور؛ وبالنسبة لقطاع الوظيفة العمومية، فسيتم فتح ملف الزيادة في أجورهم وتحسين نظام التعويضات». مضيفاً أنه «على الرّغم من أنّ الحكومة مقيّدة بقانون المالية، فقد استجابت بتخفيض هذا الضغط الضريبيّ؛ وبالتالي فإنّ هدفنا في الاتحاد المغربي للشغل هو تحسين دخل الأجراء، سواء في القطاع الخاص أو العام».

* التزامات جوهرية... لكنها متأخرة

يرى يوسف علاكوش، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أنّ الحكومة تأخّرت في تنفيذ التزامات جوهرية، تتعلّق بزيادة الأجور، وإصدار نصوص قانونية وتنظيميّة لحماية الحريّة النقابيّة، ومنها مشروع القانون التنظيمي المتعلّق بالحق في الإضراب. وقال علاكوش لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إن ضرورة زيادة الأجور «ترتبط بجعل تلك الأجور مسايرة للأوضاع المعيشية مع استمرار ارتفاع الأسعار. وارتفع مستوى التضخم الأساسي السنوي لأسعار المستهلكين في المغرب إلى 2.4 في المائة في مارس الماضي من 2.2 في المائة في الشهر السابق له، وفقاً للأرقام المعلنة من قِبل المندوبية السامية للتخطيط. كما سُجّل ارتفاع نسبته 0.9 في المائة في أسعار المواد الغذائية، و1.1 في المائة في أسعار السلع غير الغذائيّة. وأشار علاكوش إلى ضرورة تفعيل الاتفاقيّات المتعلّقة بقطاع الصحة وبفئات الممرضين المجازين والفنيين وقطاعي التعليم والجماعات الترابية (الوطنية)، دون إغفال القطاع الزراعي المتأثر بتغيرات المناخ، والتغيرات الناتجة من الإجهاد المائي. وقال بهذا الخصوص: «نطالب في الاتحاد المغربي للشغل بضرورة التقيد بمطالبنا، وهي عدم المساس بالحقوق المكتسبة للأُجراء المغاربة، وحماية القدرة الشرائية للمواطن؛ كما ندعو الحكومة إلى التقيّد بضوابط الحريّات النقابيّة والزيادة في الأجور».

من إضراب سابق للمعلمين للمطالبة بالزيادة في الأجور وتحسين ظروف العمل (إ.ب.أ)

بدوره، تحدّث المخارق أيضاً عن إصلاح أنظمة التقاعد، حيث عبّر عن رفضه أي إصلاح من شأنه النيل من مكتسبات الموظّفين، والعمال المنخرطين في أنظمة التقاعد، كزيادة التزامات الانخراط في هذه الأنظمة، أو خفض قيمة المعاش. وأشار المخارق إلى أن ما يقدّر بعشرات الآلاف من العاملين في القطاع الخاص لا يحصلون على معاش، بعد بلوغهم سن التقاعد؛ وذلك لعدم توفّر شرط مُلزم يضعه الصندوق الوطني الضمان الاجتماعي، ويتعلق باستيفاء مدة معينة. غير أنه قال إنّ الاتحاد المغربي للشغل استطاع إلغاء هذا الشرط. مضيفاً: «ابتداءً من الشهر الحالي، سيكون بوسع جميع الأجراء تقاضي معاشاتهم، حسب عدد الأيام التي انخرطوا فيها بنظام التقاعد».

* تعهّدات حكومية

من جهته، أكد خالد العلمي لهوير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، على ضرورة زيادة الأجور في القطاعين العام والخاص، وتوحيد حدّها الأدنى، وأشار في حديثه لـ«وكالة أنباء العام العربي» إلى أنّ اتفاقاً جماعيّاً وُقّع خلال لقاء مارس الماضي بين القطاعين العام والخاص.

من وقفة احتجاجية للأطباء في العاصمة الرباط للمطالبة بالزيادة في الأجور (الشرق الأوسط)

يقول لهوير: «من بين الأشياء الأساسية في القطاع العام، إضافةً إلى حل بعض الإشكالات القطاعية فيما يخص بعض فئات الموظفين، تعهُّد الحكومة بأن يتم رفع الأجور بصفة عامة في القطاع العام في سبتمبر المقبل». عادّاً أن من شأن هذه الحوارات المساهمة في حل بعض القضايا العالقة، خاصة فيما يتعلّق بنظام التقاعد في القطاع الخاص، قائلاً: «تمكّنا من بناء مرحلة جديدة في التعامل فيما بين المركزيات النقابية والحكومة وأرباب العمل، هدفها الأساسي هو ضمان كرامة الأجير، وأيضاً التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب».

يونس السكوري وزير الإدماج الاقتصادي أكد أن «هناك منهجية جديدة للحكومة لإنهاء ثقافة المساومة» (الشرق الأوسط)

من جانبه، قال يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، في تصريحات إعلاميّة إن «هناك منهجية جديدة للحكومة تُنهي ثقافة المساومة، وتتجه صوب ثقافة المفاوضات، فضلاً عن أنّ كلّ القطاعات الحكوميّة بصدد التفاوض مع النقابات الأكثر تمثيلية، وهذا يعكس التفاعل الإيجابي». ويُعدّ الحوار الاجتماعي آلية أساسية لتطوير علاقات التعاون بين الحكومة وشركائها الاقتصاديين والاجتماعيين، خاصة في ظل دستور عام 2011، الذي جعل الديمقراطية التشاركية أحد الأسس، التي ينهض عليها النظام الدستوري للبلاد. واهتم المغرب منذ الاستقلال بإنشاء أجهزة وطنية عدّة للتشاور والمفاوضة المهنية؛ غير أنّ تجربته في ممارسة الحوار الاجتماعي انطلقت منذ البيان الرسمي بشأن الحوار الاجتماعي في 19 مايو (أيار) عام 1994؛ تنفيذاً لتعليمات العاهل المغربي آنذاك الملك الراحل الحسن الثاني. وقد عرف المغرب ست اتفاقات تخص الحوار الاجتماعي امتدت من أول أغسطس (آب) 1996؛ وكان آخر تلك الاتفاقات في 30 أبريل (نيسان) 2022.


الأحزاب المؤيدة للحكومة الموريتانية تدعم ترشح الرئيس لفترة ثانية

الأحزاب الداعمة للحكومة الموريتانية أكدت دعمها لترشح الرئيس لفترة ثانية (الشرق الأوسط)
الأحزاب الداعمة للحكومة الموريتانية أكدت دعمها لترشح الرئيس لفترة ثانية (الشرق الأوسط)
TT

الأحزاب المؤيدة للحكومة الموريتانية تدعم ترشح الرئيس لفترة ثانية

الأحزاب الداعمة للحكومة الموريتانية أكدت دعمها لترشح الرئيس لفترة ثانية (الشرق الأوسط)
الأحزاب الداعمة للحكومة الموريتانية أكدت دعمها لترشح الرئيس لفترة ثانية (الشرق الأوسط)

وضعت الأحزاب الداعمة للحكومة الموريتانية عدة شروط لمنح التزكية للمرشحين الراغبين بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية في البلاد، المقررة في 29 من يونيو (حزيران) المقبل. جاء ذلك بحسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الألمانية» في ختام اجتماع للأحزاب، عقد مساء الخميس، بمقر الحزب الحاكم، حزب «الإنصاف»، بالعاصمة نواكشوط، أعلنت فيه دعمها المطلق لإعلان الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني الترشح لفترة رئاسية ثانية، وجاهزيتها المطلقة للمشاركة في حملته الانتخابية. وقالت الأحزاب في بيان صادر عنها إنها اتفقت على شروط السماح للعمد والمستشارين البلديين المحسوبين عليها بتزكية المترشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة.

أنصار المعارضة خلال تجمع سابق في نواكشوط لرفض نتائج الانتخابات (الشرق الأوسط)

وتمتلك أحزاب الموالاة أغلبية ساحقة من العمد والمستشارين البلديين، وهم وحدهم الذين يخول لهم القانون منح التزكيات للمرشحين قبل تقديم أوراق ترشحهم. واشترطت هذه الأحزاب توقيع المترشحين للانتخابات «ميثاق شرف»، أساسه ضمان سير الانتخابات الرئاسية المقبلة في جو من الهدوء، بعيداً عن كل ما من شأنه أن «يمس بالوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية، والثوابت القانونية والأخلاقية، ويخدش في مصداقية ديمقراطيتنا». كما اشترطت كذلك «امتلاك الراغب في التزكية لقاعدة، برهن عليها حصوله على مستوى مهم من ثقة الشعب الموريتاني؛ كانتخابه نائباً في البرلمان، أو ترشيحه من طرف حزب سياسي له تمثيله الانتخابي المعتبر».

من أجواء حملة الانتخابات السابقة في موريتانيا (الشرق الأوسط)

وبررت الأحزاب هذه الشروط بأنها «تهدف لخدمة تعزيز المسار الديمقراطي»، وحرصاً منها على «البقاء على مسافة واحدة من كل المترشحين الساعين إلى التزكية من طرفها». وينص القانون الموريتاني على وجوب حصول المرشح للرئاسة على مائة توقيع، ما بين رؤساء بلديات ومستشارين بلديين (أعضاء في المجلس البلدي). لكن عدداً من المراقبين وبعض المعارضين يرون أن تحكم واشتراط أحزاب الموالاة لمسألة التزكية سيحول دون إمكانية الترشح لعدد كبير من المرشحين، بسبب الشروط الكثيرة التي وضعت، والتي قد لا يستطيع عدد كبير من المرشحين تأمينها. وتعد هذه المرة الأولى التي تُوضع فيها شروط للتزكية للانتخابات الموريتانية.

في المقابل، ثمّن حزب «الإصلاح»، في بيان صادر عنه، إعلان ترشح الرئيس ولد الشيخ الغزواني لمأمورية دستورية ثانية، مبرزاً أن الحزب سبق أن طالب بذلك في دورته الثانية العادية المشتركة لمجلسه الوطني ومكتبه السياسي، التي انعقدت في 31 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، موضحاً أن الدعوة لمأمورية ثانية «تأتي إيماناً منه بنجاعة الجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس في سبيل تحقيق مشروعه المجتمعي، الهادف إلى انتشال البلاد، وإصلاح أمورها العامة في جميع المجالات».

القيادي بحزب «تواصل» محمد غلام الحاج الشيخ أعلن نيته التصويت للمرشح محمد ولد الغزواني (الشرق الأوسط)

بدوره، دعم الأمين العام السابق لرئاسة الجمهورية، الدكتور الشيخ محمد ولد الشيخ سيديا، ترشح الرئيس الحالي لولاية ثانية، وقال في بيان إن الشعب الموريتاني «يستعد لدخول مرحلة جديدة من المسيرة التنموية المظفرة لرئيس الجمهورية، وذلك بعد إعلانه الترشح لمأمورية ثانية». وهنأ ولد الشيخ سيديا باسمه الشخصي، واسم الكتلة السياسية التي يترأسها، الشعب الموريتاني والقوى السياسية الواعية على ترشح رئيس الجمهورية، «لما يعنيه ذلك من استقرار، واستمرار للحكامة الرشيدة والحكمة السياسية، والتآزر الوطني، والدور الإقليمي والدولي البناء».

في سياق ذلك، استقبل الرئيس الموريتاني، أمس الخميس، رئيس حزب «تكتل القوى الديمقراطية»، أحمد ولد داداه، في مكتبه بالقصر الرئاسي، وذلك بعد إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويعد ولد داداه أحد الزعماء التاريخيين للمعارضة في موريتانيا، منذ أن بدأ نشاطه السياسي مع انطلاق التعددية السياسية مطلع تسعينات القرن الماضي. وخلال سنوات المأمورية الأولى من حكم ولد الغزواني (2019 - 2024)، ظلت علاقته جيدة بولد داداه، حيث يعقدان لقاءات شبه دورية، للتباحث حول الشأن العام.

وتأتي لقاءات الرئيس مع ولد داداه ضمن ما يسمى «التهدئة السياسية»، التي أعلن عنها ولد الغزواني فور وصوله إلى الحكم قبل خمس سنوات.


الأمم المتحدة: الموسم الزراعي مهدد في السودان حيث يخيّم خطر المجاعة

انعدام الأمن في السودان وضآلة التمويل الدولي يعرقلان جهود مساعدة ملايين الأشخاص (رويترز)
انعدام الأمن في السودان وضآلة التمويل الدولي يعرقلان جهود مساعدة ملايين الأشخاص (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: الموسم الزراعي مهدد في السودان حيث يخيّم خطر المجاعة

انعدام الأمن في السودان وضآلة التمويل الدولي يعرقلان جهود مساعدة ملايين الأشخاص (رويترز)
انعدام الأمن في السودان وضآلة التمويل الدولي يعرقلان جهود مساعدة ملايين الأشخاص (رويترز)

تحذّر الأمم المتحدة من أن «التحرك الآن أمر ملح» في السودان، حيث يقترب موسم البذر، فيما باتت الكثير من المزارع مهجورة إثر «أكبر أزمة نزوح في العالم» نجمت عن الحرب المستمرة منذ عام بين الجنرالين المتصارعين على السلطة.

يؤكد مدير مكتب الطوارئ والصمود التابع لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، رين بولسن، لوكالة الصحافة الفرنسية أن «هناك جماعات معرّضة لخطر المجاعة في كل أنحاء السودان».

ويضيف أن «الوضع حرج بصفة خاصة في دارفور (غرب) وفي كردفان (جنوب)».

ويوضح مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان، إدي رو، أن كمية الغذاء المتوافرة في دارفور، حيث يعيش ربع الـ48 مليون سوداني، «أقل بنسبة 78 في المائة على الأقل عما كانت عليه العام الماضي».

مطلع الألفية الثالثة، أرسل الرئيس السابق عمر البشير، الذي أطيح إثر انتفاضة شعبية في 2019، ميليشيا الجنجويد إلى دارفور، حيث مارست سياسة الأرض المحروقة ضد متمردي الإقليم الذين حملوا السلاح احتجاجاً على التهميش.

واليوم أصبحت هذه الميليشيا جزءاً من «قوات الدعم السريع» التي يتزعمها محمد حمدان دقلو الذي يخوض منذ 15 أبريل (نيسان) 2023 حرباً في مواجهة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

وبات قصف المدنيين وتدمير البنى التحتية والاغتصاب والنهب والتهجير القسري والقرى المحروقة، جزءاً من الواقع اليومي للسودانيين.

جانب من الدمار الذي سببته الاشتباكات بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

ومطلع مارس (آذار)، حذّر برنامج الأغذية العالمي كذلك من أن الحرب في السودان «يمكن أن تتسبب بأكبر أزمة جوع في العالم».

ولم يعد القطاع الزراعي، الذي كان يوفر أكبر عدد من فرص العمل في البلاد ويعد مخزن حبوب إفريقيا، سوى أراض محروقة.

ويؤكد رو أن «60 في المائة من السودانيين يعتمدون على الزراعة لكسب الرزق، ولكن مع نشوب الحرب هجرت عائلات كثيرة مزارعها».

في ولاية الجزيرة المعروفة بخصوبة تربتها، خرج 250 ألف هكتار من الأراضي الزراعية من الخدمة؛ ما أدى إلى انخفاض بنسبة 70 في المائة في إنتاج السودان من القمح الذي كان يبلغ 800 ألف طن سنوياً.

يقول صالح عبد الماجد، المزارع بمشروع الجزيرة، أكبر مشروع مروي بالبلاد: «نحن نزحنا من قريتنا، وليس هناك أفق لعودتنا الآن، فكيف نبدأ الموسم الزراعي؟».

المشكلة نفسها يواجهها حامد علي، المزارع في قرية قريبة من مدني عاصمة ولاية الجزيرة، والذي صرح: «نحن لا نستطيع الخروج من القرية، فكيف نصل إلى مزارعنا لنحضّرها للموسم الزراعي؟».

ويؤكد محمد عبد الباقي، المزارع بمشروع الجزيرة، أنه لا يستطيع كذلك «الوصول إلى الأسواق لشراء البذور أو الأسمدة أو الوقود للآلات الزراعية، بل لا نستطيع الوصول إلى أرضنا وإن لم تتوقف هذه الحرب لن نزرع».

في مختلف أنحاء البلاد، لا يزال 37 في المائة فقط من الأراضي مزروعة، وفق مركز الأبحاث «فكرة» بسبب هذه الأوضاع.

ففي ولاية القضارف (شرق) على سبيل المثال، يقول محمد سليمان الذي يزرع الذرة وهي الغذاء الرئيسي للسكان هناك: «غالبية الشركات التي لديها المدخلات الزراعية والأسمدة والمبيدات توقفت عن العمل».

ويخشى رو من أن السودان في «سباق مع الزمن»؛ لأن موسم الحصاد يبدأ في أبريل، وهذا العام «لدينا 41 في المائة أقل من الغذاء عن العام الماضي».

ويشرح أن موظفي منظمات الإغاثة الإنسانية يتمكنون بالكاد من مساعدة «خمسة ملايين سوداني ينامون مساء كل يوم وهم جوعى» بسبب صعوبة التنقل ونقص التمويل.

ويوضح أن الاستحقاق المقبل هو شهر مايو (أيار) الذي «يتعين أن نوفر خلاله للمزارعين الإمدادات الزراعية» التي يحتاجون إليها من أجل بدء موسم البذر في يونيو (حزيران)، في إشارة إلى البذور وعلف الحيوانات الذي توزعه منظمته.

هذه المساعدة تعدّ حيوية في بلد توقف فيه في شكل شبه تام الاستيراد والتصدير بسبب توقف الحركة على الطرق المؤدية إلى الميناء الكبير الوحيد وهو بورتسودان، إضافة إلى انهيار النظام المصرفي؛ ما يمنع المزارعين من الحصول على القروض أو تحويل الأموال اللازمة لممارسة نشاطهم.

نازحون بالقرب من الحدود مع تشاد (رويترز)

أسفرت الحرب، التي يمكن أن تستمر سنوات وفق الخبراء، عن سقوط آلاف القتلى وعن نزوح 8.5 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة.

كما أدت إلى معاناة 18 مليون سوداني من نقص الغذاء الحاد، من بينهم خمسة ملايين على حافة الجوع.

في 15 أبريل الحالي، مع مرور عام على اندلاع الحرب، عقد اجتماع دولي في باريس أعلن في ختامه منح مساعدات قيمتها نحو ملياري يورو للسودان، علماً أنه نصف المبلغ الذي طالبت به الأمم المتحدة.


كيف تواجه السياحة المصرية أزمات المنطقة المشتعلة؟

أهرامات الجيزة أبرز معالم القاهرة الكبرى (الشرق الأوسط)
أهرامات الجيزة أبرز معالم القاهرة الكبرى (الشرق الأوسط)
TT

كيف تواجه السياحة المصرية أزمات المنطقة المشتعلة؟

أهرامات الجيزة أبرز معالم القاهرة الكبرى (الشرق الأوسط)
أهرامات الجيزة أبرز معالم القاهرة الكبرى (الشرق الأوسط)

جدد إعلان وزير السياحة والآثار المصري، محمد عيسى عن «نمو إيجابي» لحركة السياحة في البلاد، خلال الربع الأول من العام الحالي، تساؤلات حول كيفية مواجهة تداعيات أزمات المنطقة «المشتعلة» على القطاع السياحي وتأثيرها على خطط القاهرة الطموحة.

ووفقاً لوزير السياحة والآثار محمد عيسى، فإن الربع الأول من العام الحالي شهد نمواً إيجابياً في حجم الحركة السياحية الوافدة لمصر بنسبة من 3 في المائة إلى 4 في المائة، عن الربع الأول من عام 2023 الذي كان «عاماً قياسياً»، حسب وصف الوزير المصري، الذي أعرب عن تفاؤله بأن تشهد الفترة المقبلة «مزيداً من النمو».

فصل الربيع وقت مثالي للتوجه إلى ساحل البحر الأحمر (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

وأكد عيسى، خلال اجتماعه مع مجلس إدارة «الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي»، مساء الأربعاء، أن «الفترة القادمة ستشهد مزيداً من التطوير في التجربة السياحية في عدد من المواقع الأثرية والمتاحف؛ منها منطقة أهرامات الجيزة، ومنطقة سقارة الأثرية، وقلعة صلاح الدين الأيوبي، وغيرها من المواقع الأثرية في إطار منتج القاهرة الثقافي الجديد».

وتعد السياحة أحد أهم مصادر العملة الصعبة في مصر، التي تأثرت بالأزمات العالمية والحروب والتوترات المتصاعدة إقليمياً بالمنطقة.

ويرى الخبير السياحي المصري، الدكتور زين الشيخ، أن «الأزمات العالمية والحروب والتوترات بمنطقة الشرق الأوسط أثرت كثيراً على السياحة المصرية»، واقترح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» آليات لمواجهة تأثير المنطقة المشتعلة على قطاع السياحة، منها «الاستمرار في مشروعات تطوير المنتج السياحي، والبنية الأساسية، والتوسع في المشروعات السياحية الجديدة مثل رأس الحكمة على ساحل البحر المتوسط».

وبحسب الشيخ «يجب على مصر تطوير خطابها التسويقي لمنتجها السياحي، ليتلاءم مع ظروف اشتعال المنطقة والحروب، من خلال إبراز فكرة الاستقرار والأمان داخل البلاد على الرغم من التوترات الإقليمية المجاورة، وكذلك نقل صور إيجابية ميدانياً من السائحين الذين يزورون البلاد ليتحدثوا عن معايشتهم للأمان بالبلاد».

العاصمة المصرية القاهرة (غيتي)

وأكد وزير السياحة المصري «استمرار الوزارة في السياسة التسويقية والترويجية الحالية التي تنتهجها من خلال إعادة توجيهها للتركيز بصورة أكبر على التعاون مع شركاء المهنة المحليين والدوليين من منظمي الرحلات وشركات طيران، وخاصة في تنفيذ الحملات الترويجية وبرامج التسويق المشترك، تعميقاً لهذه السياسة وزيادة كفاءتها وفاعليتها بعد أن أثبتت نجاحها خلال الفترة المقبلة».

وعدّ الخبير السياحي أحمد عبد العزيز، التحركات المصرية للنهوض بالقطاع السياحي بـ«الجيدة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن مصر «تحتاج أيضاً إلى تخطيط سياحي ينبني على تحويل قطاع السياحة إلى صناعة مستدامة، وليس مجرد جهود لاستقطاب عدد من السائحين».

وبحسب عبد العزيز، فإنه «يمكن استقطاب رؤوس أموال الشركات الدولية من الدولة المصدرة للسياحة، لتصبح مستثمرة في مصر، فهذه الشركات يمكنها أن تقوم بإنشاء فنادق ومنتجعات ومدن سياحية بنظام حق الانتفاع مثلما حدث في رأس الحكمة، وبما أنها (الشركات الدولية) مصدرة للسياحة، فإنها ستضمن تدفق الوفود وحركة سياحية على نطاق كبير في المشروعات التي تنفذها».


ليبيا: حكم قضائي ثانٍ بوقف تنفيذ فرض ضريبة على العملات الأجنبية

الدبيبة خلال اجتماع سابق بمجلس الطاقة في طرابلس (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة خلال اجتماع سابق بمجلس الطاقة في طرابلس (حكومة «الوحدة»)
TT

ليبيا: حكم قضائي ثانٍ بوقف تنفيذ فرض ضريبة على العملات الأجنبية

الدبيبة خلال اجتماع سابق بمجلس الطاقة في طرابلس (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة خلال اجتماع سابق بمجلس الطاقة في طرابلس (حكومة «الوحدة»)

قضت محكمة استئناف مصراتة الليبية، اليوم الخميس، بوقف القرار الذي سبق أن أصدره رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، بشأن فرض ضريبة تبلغ 27 في المائة على مشتريات العملات الأجنبية.

وجاء الحكم، الذي رحَّب به مُوالون لرئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة، غداة حكم ممثل أصدرته محكمة استئناف جنوب طرابلس في الطعن الإداري المرفوع من الدبيبة، لكنه يظل «وقفاً مؤقتاً لحين الفصل في الموضوع»، وفقاً للمحكمة.

وكان صالح قد أصدر القرار، منتصف مارس (آذار) الماضي، وقال إنه سيعمل به حتى نهاية العام الحالي، ووجّه مصرف ليبيا المركزي المصارف بتنفيذ القرار، علماً بأن الضريبة الجديدة تُضعف سعر الصرف فعلياً من 4.80 دينار ليبي للدولار، إلى ما بين 5.95 و6.15 دينار للدولار.

عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي (مجلس النواب)

وكان رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في مصراتة، فتحي التركي، ومجموعة من الشركات المنتسبة للغرفة، قد تقدموا بطعن لمحكمة استئناف مصراتة على قرار صالح الذي أثار حالة من الانزعاج في أوساط كثيرة بالبلاد دفعت عدداً من النواب إلى التهديد باللجوء للقضاء لوقفه، بعدما عدّوه «غير مدروس، ومُجحفاً بحق المواطن البسيط».

وتقدم النائب الأول لرئيس مجلس النواب، فوزي النويري، جبهة الرافضين للقرار، ووصف قرار صالح بأنه «باطل تأسيساً وإصداراً»، معلناً براءته منه ومن تبِعاته الخطيرة ونتائجه الكارثية، وقال إنه «صدر تحت ضغط وتدخلات وإملاءات دول أجنبية من خلال سفرائها».

ولم يقتصر الأمر على النويري، حيث طالب 29 عضواً بمجلس النواب، صالح بسحب قراره، مهددين أيضاً باللجوء إلى القضاء لوقفه «في حال عدم العدول عنه».

يشار إلى أن محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، الذي كان موالياً للدبيبة، طالب صالح بخفض قيمة الدينار عبر ضريبة تبلغ 27 في المائة، بداعي أن هذه الخطوة ستدرّ عائدات تبلغ نحو 12 مليار دولار، قد تساعد في سداد بعض الدين العام وتمويل مشروعات التنمية.

وأسهم قرار صالح في ازدياد منسوب الاحتقان والرفض بين جبهتي غرب ليبيا وشرقها، في ظل لجوء الطرفين للقضاء للاحتكام في كثير من القضايا الشائكة.

وحصل أسامة حماد، رئيس الحكومة المدعومة من البرلمان، على حُكمين، الشهر الحالي، يستهدفان غلّ يد الدبيبة عن الإنفاق من عائدات النفط، أو التصرف في أموال وإيرادات المؤسسة الليبية للاستثمار.

وكثيراً ما كانت الخلافات حول الوصول إلى الموارد المالية للدولة الليبية في جوهر المنازعات بين الأطراف، التي مزقت الدولة الواقعة شمال أفريقيا منذ «الثورة» التي دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011.

ويترقب الليبيون ما ستسفر عنه الأحكام القضائية الجديدة، وهل سيفعل قرار صالح؟ أم أنهم سينتصرون للقضاء في دوامة الصراع الحكومي بين الدبيبة وحمّاد.


اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية

مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT

اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية

مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

لحقت اللحوم بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية؛ في محاولة لخفض أسعارها التي ارتفعت بشكل «لافت» خلال الأشهر الماضية. ولاقت دعوة مقاطعة اللحوم «تفاعلاً سوشيالياً» الخميس، مماثلاً لدعوتي مقاطعة الأسماك والدواجن خلال الأيام الماضية.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تدوينات دعت إلى مقاطعة اللحوم بمختلف المحافظات المصرية. واستعان الرواد بالشعار نفسه الذي استُخدم في حملة مقاطعة الأسماك والدواجن، وهو «خليها تعفن». وقال حساب باسم «شعب قنا» على «فيسبوك»، «بداية مقاطعة اللحوم بقنا، خليها تعفن، اعمل شير، وانضم لحملة المقاطعة».

كما ذكر حساب باسم «عفاف» على «إكس»، أنه «بعد نجاح حملة مقاطعة الأسماك، نبدأ بحملة مقاطعه اللحوم لمدة شهر، والأسعار سوف تنخفض إلى النصف؜». واختتم: «خليك إيجابي وقاطع».

أيضاً أوضح حساب باسم «العمدة» على «إكس»، أنه «تم إطلاق حملة لمقاطعة شراء اللحوم الحمراء تزامناً مع موسم عيد الأضحى المقبل، أسوة بحملة مقاطعة الأسماك، في محاولة لإجبار الجزارين على خفض أسعارها بعد تسجيلها 450 جنيهاً للكيلو في بعض المدن والأحياء المصرية».

وبحسب نشرة شعبة القصابين (اللحوم) بالغرفة التجارية بالقاهرة، الخميس، فإن «أسعار اللحوم البلدية سجلت ما بين 320 و390 جنيهاً، وتراوح سعر كيلو اللحم الضأن ما بين 450 و475 جنيهاً»، (الدولار يساوي 47.9 جنيه في البنوك المصرية).

الخبير الاقتصادي المصري، خالد الشافعي، قال إن «امتداد حملة المقاطعة إلى اللحوم سيكون له دور مؤثر»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «حملات المقاطعة تأتي بتأثيرات إيجابية لصالح المستهلك، ولصالح إعادة التوازن لأسعار السلع والمنتجات داخل السوق المصرية، وهذا يتماشى مع قرارات الحكومة المصرية وتوجيهاتها التي أفادت بانخفاض السلع والمنتجات بنسبة 30 في المائة خلال الأيام الماضية». وأوضح أن «المقاطعة كحل شعبي تستطيع تحريك ركود اللحوم بسبب ارتفاع أسعارها وسلوكيات بعض التجار، علاوة على أن توقيت المقاطعة له تأثير كبير ونحن نقترب من موسم عيد الأضحى».

وقفز التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى 35.7 في المائة في فبراير (شباط) الماضي، بعدما كان 29.8 في المائة في يناير (كانون الثاني) الماضي، مدفوعاً بشكل أساسي بارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في مارس (آذار) الماضي.

إقبال كبير على السوق قبل حملة المقاطعة (صفحة السوق الجديدة ببورسعيد على فيسبوك)

وسبق أن أثار ارتفاع أسعار اللحوم انتقادات برلمانية واسعة، وتقدم عدد من نواب البرلمان بطلبات إحاطة بشأن ارتفاع أسعار اللحوم. وقال عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب السيد شمس الدين، الذي تقدم بإحاطة برلمانية في وقت سابق، إن «حملات المقاطعة الشعبية الحالية ضد اللحوم سوف تؤتي ثمارها بشرط الالتزام بالمقاطعة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت الفترة الأخيرة انخفاضاً في سعر الأعلاف، لكن ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، استمر، والسبب الأبرز في ارتفاع أسعار اللحوم يعود إلى بعض التجار، وعدم وجود رقابة على السوق».

وتواجه مصر أزمة اقتصادية أدت إلى موجة غلاء وارتفاع متواصل لأسعار معظم السلع، خصوصاً الأساسية، وتراهن الحكومة المصرية على المزيد من التدفقات الدولارية المرتقبة لتجاوز الأزمة. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قبل أسبوع، إن «هناك توجيهات رئاسية بأن يشعر المواطن بجهود الحكومة في خفض أسعار السلع»، موضحاً أن «انخفاض الأسعار سيصل إلى نحو 30 في المائة».


جدل جديد حول العمالة المصرية في الكويت

مبنى وزارة الخارجية المطل على نهر النيل بوسط القاهرة (الخارجية المصرية)
مبنى وزارة الخارجية المطل على نهر النيل بوسط القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

جدل جديد حول العمالة المصرية في الكويت

مبنى وزارة الخارجية المطل على نهر النيل بوسط القاهرة (الخارجية المصرية)
مبنى وزارة الخارجية المطل على نهر النيل بوسط القاهرة (الخارجية المصرية)

شهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر والكويت جدلاً واسعاً على مدار الأيام الماضية، عقب تداول أنباء عن إيقاف السلطات الكويتية إصدار تصاريح عمل للعمالة المصرية، في انتظار وضع ضوابط جديدة لاستقدامهم، تتعلق بحاجة سوق العمل.

ووفق وسائل إعلام كويتية، أوقفت السلطات إصدار تصاريح العمل للمصريين، بدءاً من الثلاثاء الماضي، لوضع ضوابط جديدة. وبحسب مصادر، فإن «هيئة القوى العاملة ووزارة الداخلية الكويتية، تعتزمان وضع ضوابط جديدة مشددة على عمليات استقدام العمالة المصرية، على أن تكون الأولوية لإصدار التصاريح لحملة الشهادات العليا والتخصصات المطلوبة لسوق العمل الكويتية»، ولم تؤكد أو تنفِ مصر تلك الأنباء.

ويأتي الحديث عن إيقاف الكويت إصدار تصاريح العمل للعمالة المصرية بعد 3 أسابيع فقط من استئناف إصدارها، إذ كانت السلطات الكويتية أوقفت إصدار تصاريح عمل للمصريين في سبتمبر (أيلول) 2022، لنحو 16 شهراً، ثم عادت فتحها أول أبريل (نيسان) الحالي. وهو ما أثار جدلاً واسعاً في مصر.

ورأى المحامي المصري العمالي خالد علي أن إيقاف الكويت إصدار تصاريح للعمالة المصرية - حال تأكده - «سيؤثر سلباً على العمال المصريين، ويغلق أمامهم فرص العمل بالخارج، التي من شأنها أن توفر عملة صعبة لمصر».

وأوضح علي لـ«الشرق الأوسط»، أن «عقود العمل الخاصة بالعمال المصريين تخضع لقانون العمل الكويتي وليس المصري، وكذلك نظام التأمينات، ويتلخص دور مصر في التأكد من التزام أصحاب العمل الكويتيين ببنود هذه العقود حفاظاً على حقوق العمال».

وتعد الكويت سوقاً رئيسية للعمالة المصرية. وقال عضو مجلس النواب المصري حمدي سعد، لـ«الشرق الأوسط»، إن عدد العمالة المصرية في الكويت «يصل في الوقت الراهن إلى نحو 700 ألف مصري».

وأوضح سعد أن «قرار السلطات الكويتية إيقاف إصدار تصاريح العمل للمصريين مؤقت، بهدف وضع ضوابط جديدة تتعلق بالتخصصات التي تحتاج إليها البلاد، ولن يؤثر القرار على العمالة الموجودة حالياً، فهو خاص بالتصاريح الجديدة».

وبحسب سعد، فإن «الكويت تعيد تقييم احتياجاتها من العمالة لأسباب سياسية أخرى تتعلق بالحفاظ على التركيبة السكانية، بعد أن زاد عدد العمالة الأجنبية كثيراً مقارنة بعدد سكان البلاد». كما أشار البرلماني المصري إلى «وجود تباين في وجهات النظر بين المسؤولين في مصر والكويت حول ضمانات تتعلق بحق العمال، إذ إن وزارة العمل المصرية وضعت ضوابط لعقود العمل لحماية عمالها، وهو ما يعدّه بعض أصحاب العمل الكويتيين، قيوداً».

وسعى كثير من الكويتيين إلى التعليق على قرار إيقاف تصاريح عمل المصريين عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعلق حساب باسم «مريم» على منصة «إكس»: «حنا مو ضد الجالية المصرية».

https://twitter.com/farhanko888/status/1780922806806679788

وكتب حساب يحمل اسم «فاضل» قائلاً: «معروف أكثر جنسية مرحب فيها في الكويت المصرية، بس حاليا في تذمر من الشعب لكل الوافدين لأن الكويت صغيرة، وفيها فائض كبير من العمالة».

https://twitter.com/RLtwjQqkHmyag2u/status/1783123120582234559

بينما علق حساب يحمل اسم «محسن: «العمالة المصرية بالتحديد التي أصبحت ظاهرة واضحة هي ضحية سماسرة في مصر وتجار إقامة في الكويت... عدد الرحلات القادمة لا تتناسب مع حاجة البلد لهذا الكم».

ودعم حساب باسم «مشاعر» تنظيم العمالة قائلاً: «تنظيم العمالة الوافدة بداخل الكويت من أهم القرارات التي لا بد أن تتخذها وزارة الداخلية في الحكومة الجديدة».

وتسبب الإيقاف المتتالي لتصاريح العمالة المصرية في الكويت بمشكلات عدة لمصريين كانوا يعملون هناك ولا يستطيعون العودة، وقال المصري ياسر عاشور (54 سنة) لـ«الشرق الأوسط»، إنه كان يعمل بدولة الكويت في إحدى شركات السياحة منذ عام 2003، واضطر للعودة إلى مصر عام 2020 بسبب جائحة كورونا، وكلما حاول العودة من خلال عقود عمل مع شركات جديدة تواجهه مشكلة إيقاف التصاريح الكويتية، التي استمرت لنحو عام ونصف العام»، وذكر: «عندما فتحت الكويت تصاريح العمل أول أبريل الحالي كانت لدي اتفاقات للتعاقد مع شركات سياحة كويتية لاستئناف العمل هناك، لكن أيضاً قبل أن أنهي الإجراءات فوجئت بالقرار الأخير بإيقاف التصاريح».

وعلى مدار السنوات الماضية، تكرر الجدل بشأن العمالة المصرية في الكويت، خصوصاً بعد تصريحات للنائبة الكويتية السابقة صفاء الهاشم، انتقدت فيها تدفق العمالة المصرية على بلادها.