«سامسونغ» تحتفل بإنتاج أول شحنة رقائق نانومتر متطورة

«سامسونغ» تحتفل بإنتاج أول شحنة رقائق نانومتر متطورة
TT

«سامسونغ» تحتفل بإنتاج أول شحنة رقائق نانومتر متطورة

«سامسونغ» تحتفل بإنتاج أول شحنة رقائق نانومتر متطورة

تنظم شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة «سامسونغ إلكترونيكس»، اليوم (الاثنين)، احتفالا بمناسبة إنتاج أول شحنة من أحدث رقائقها الإلكترونية مقاس 3 نانومترات تمثل مرحلة رئيسية في سباق إنتاج أحدث الرقائق الإلكترونية وأكثرها كفاءة.
ويعتمد الجيل الجديد من الرقائق مقاس 3 نانومترات على التكنولوجيا المعروفة باسم «بوابة شاملة» (جيت آول أراوند) المعروفة اختصارا بالأحرف «جي. أـيه. أيه»، والتي تقول عنها «سامسونغ» إنها ستسمح في المستقبل بخفض مساحة الشريحة الإلكترونية بنسبة تصل إلى 35% وتحسين الأداء بنسبة 30 % وخفض استهلاك الطاقة بنسبة 50% مقارنة بالتكنولوجيا الحالية المعروفة باسم «فين إف.إي. تي»، وفق كالة الانباء الالمانية.
ونقلت وكالة «يونهاب» للأنباء عن «سامسونغ» القول إن الجيل الأول من الرقائق 3 نانومترات سيحقق خفضا في المساحة بنسبة 16 % ويحسن الأداء بنسبة 23 % ويخفض استهلاك الطاقة بنسبة 45 %.
من جانبه، قال كيونج كي هيون الرئيس التنفيذي لقطاع حلول الأجهزة في «سامسونغ» والذي يشرف على قطاع الرقائق خلال الاحتفال «إن سامسونغ فتحت فصلا جديدا في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية مع بدء الإنتاج التجاري للرقائق مقاس 3 نانومترات». وأضاف «أن تطوير تكنولوجيا جي.أيه. أيه بوتيرة أسرع من التوقعات كبديل لتكنولوجيا فين إف.إي.تي كان اختراقا مبتكرا».
بدورها، قالت «سامسونغ» إنها بدأت تطوير تكنولوجيا «جي.أيه.أيه» أوائل القرن الحالي، ونجحت في عام 2017 بتطبيقها في الرقائق مقاس 3 نانومترات. مضيفة، أنها بدأت باستخدام هذه الرقائق المتطورة بأجهزة الكمبيوتر، وتعتزم التوسع في استخدامها بفئات أخرى من الأجهزة الإلكترونية.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أجهزة «أبل»... بخطى بطيئة

تكنولوجيا «آيفون 15» و«آيفون 15 بلس» يتميزان بسطح خلفي من الزجاج بلون مدمج مع طلاء مركب غير لامع وحواف انسيابية جديدة (غيتي)

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أجهزة «أبل»... بخطى بطيئة

ظهر الذكاء الاصطناعي في أبرز منتجات «أبل» الجديدة التي أعلنت عنها يوم الأربعاء، ما يطرح تساؤلات عن مدى استخدام الشركة لقدرات هذه التقنية بالقدر الكافي.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد منظر عام لمدينة هانوي بعد إطفاء بعض أضواء الشوارع لتوفير الكهرباء (أ.ف.ب)

البنك الدولي يقدر خسائر فيتنام من انقطاع الكهرباء بـ1.4 مليار دولار

كبّد انقطاع واسع للتيار الكهربائي في فيتنام ناجم عن موجة حرّ شديدة وجفاف غير مسبوق في مايو ويونيو، اقتصاد البلاد 1.4 مليار دولار، وفق البنك الدولي.

«الشرق الأوسط» (هانوي)
تكنولوجيا أجهزة "غالاكسي تاب إس9" بشاشاتها الكبيرة وقدراته المتفوقة

أحدث هواتف «سامسونغ» بشاشاتها المنثنية وأجهزة مطورة تطرح قريباً في المنطقة العربية

«سامسونغ» كشفت عن جيلها الجديد من هاتفي «غالاكسي زيد فولد 5» و«غالاكسي زيد فليب 5» وساعتين من طراز «غالاكسي ووتش 6»

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا «سامسونغ» رفعت دعاوى لإلغاء براءة اختراع ضد شركة «موجو موبيليتي» (د.ب.أ)

«سامسونغ» ترفع دعاوى إبطال براءة اختراع ضد شركة أميركية

أعلنت شركة سامسونغ للإلكترونيات إقامة دعاوى لإلغاء براءة اختراع ضد شركة «موجو موبيليتي» الأميركية بشأن تكنولوجيات الشحن اللاسلكي للبطاريات.

«الشرق الأوسط» (سيول)
تكنولوجيا مؤتمر شركة سامسونج القادم

سامسونغ تستعد لمؤتمر «Galaxy Unpacked» لأحدث الابتكارات في عالم التكنولوجيا

ينطلق مؤتمر (Galaxy Unpacked) لسامسونغ في 26 يوليو، مع توقعات كبيرة حول الإعلان عن هواتف Galaxy Flip5 وGalaxy Z Fold5 القابلة للطي.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

«فنون الطهي» تختتم مهرجان القهوة السعودية

تحظى القهوة السعودية باهتمام كبير من السعوديين لكونها المشروب الوطني للبلاد (واس)
تحظى القهوة السعودية باهتمام كبير من السعوديين لكونها المشروب الوطني للبلاد (واس)
TT

«فنون الطهي» تختتم مهرجان القهوة السعودية

تحظى القهوة السعودية باهتمام كبير من السعوديين لكونها المشروب الوطني للبلاد (واس)
تحظى القهوة السعودية باهتمام كبير من السعوديين لكونها المشروب الوطني للبلاد (واس)

اختتمت هيئة فنون الطهي مهرجان القهوة السعودية 2023، الذي قدم لزوّاره تجربةً ثقافية ثريّة عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج التي استعرضت مدى تقدم صناعة القهوة في السعودية، ودورها المحوري في الثقافة السعودية على مرّ العصور بوصفها رمزاً للضيافة والحفاوة والتقاليد الأصيلة.

ويأتي المهرجان للتعريف بالقهوة السعودية، من خلال ثلاث مناطق رئيسية، تبدأ من «فنجال الضيف» التي ضمت ثلاثة أركان، أولها «رحلة شجرة البُن» التي تطرح عبر شاشات الواقع المعزز مسيرة القهوة من المزرعة إلى الفنجال، مع إبراز القيمة الثقافية والاقتصادية للقهوة السعودية.

ويأتي الركن الثاني «أهل الدِّلال» للتعريف بشذى وعبَق القهوة السعودية ونكهاتها المختلفة في تجربةٍ استثنائية تعرض أنواع القهوة السعودية بحسب المناطق: الشمالية، والجنوبية، والغربية، والشرقية، في حين يقدم الركن الأخير «محمصة البُن الحديثة» مشاهد حيّة لرحلة تحوُّل البُنّ، وتأثير التنوع الثقافي في المملكة على كيفية التعامل مع مكونات القهوة.

ويلي ذلك منطقة «فنجال الكيف»، التي شملت أربعة أركان: أولها يُمثّل سوقاً للقهوة تُمكّن الزوار من استكشاف مجموعةٍ واسعة من المقاهي والمحامص، ثم ركن المطاعم الذي يضم تشكيلةً متنوعةً من المطاعم المحلية، وركن «واحة الطفل» الذي يأتي كمنطقةٍ مصمَّمةٍ بما يتناسب مع الأطفال، و«فنجال الكيف» المخصص لمسابقة «درب الفنجال» التي تُسلط الضوء على ثقافة القهوة السعودية وطرق تحميصها.

وتأتي المنطقة الثالثة باسم «فنجال السيف» كقلبٍ نابض للمهرجان من خلال تصميمها بطريقةٍ إبداعية فريدة، وتعرض في ثناياها سلسلة من الجلسات الحوارية لتغطية تطوّر سوق القهوة السعودية، ودَور المملكة في سوق القهوة العالمية، إلى جانب العملية الزراعية لإنتاج البُن بالمملكة، لتشكل بذلك فرصةً ثمينة للتعلم والتواصل مع المختصين، كما يفعل الشعر العربي في هذه المنطقة لإبراز الثقافة السعودية، وذلك عبر استضافة نُخبة من الشعراء لتقديم قراءاتٍ شعرية تعكس تاريخ وثقافة القهوة وكرم الضيافة السعودية.

تتميز القهوة السعودية بلونها الأشقر الذي تغنى به الشعراء (واس)

ومنطقة «فنجال السيف» تضم «خيمة تعاليل» التي تُجسّد الثقافة السعودية وغِناها التاريخي وما تتميز به من كرم وأصالة، كما توفر تجربةً ثقافية تفاعلية للضيوف من خلال الاستمتاع بالقصص التقليدية، ومشاهدة عمليات تحميص القهوة، والاستماع إلى الروايات والشعر في رحلةٍ ممتعة، يقودها أحد الرواة، وإلى جانبه مختصٌّ يُحمّص القهوة السعودية، وآخرُ يستعمل النجر لطحن القهوة بعد حمسها.

وتسعى هيئة فنون الطهي من خلال هذه الفعالية إلى إبراز مكانة القهوة السعودية والاحتفاء بها، والتأكيد على ارتباطها بالهوية السعودية بوصفها منتجاً ثقافياً مميزاً، وإظهار التنوع في طرق إعدادها وتقديمها، وهو ما يعكس التنوع الثقافي الكبير في المملكة، إلى جانب إبراز مظاهر الكرم والضيافة السعودية الأصيلة المرتبطة بالقهوة وعاداتها الفريدة.


رحلات استكشافية برفقة 4 من نوابغ العربية ورموز أدبها الشعري

يتيح جناح «عام الشعر العربي» فرصة الانضمام إلى التجربة ومرافقة أشعر العرب وأكثرهم شهرة (الشرق الأوسط)
يتيح جناح «عام الشعر العربي» فرصة الانضمام إلى التجربة ومرافقة أشعر العرب وأكثرهم شهرة (الشرق الأوسط)
TT

رحلات استكشافية برفقة 4 من نوابغ العربية ورموز أدبها الشعري

يتيح جناح «عام الشعر العربي» فرصة الانضمام إلى التجربة ومرافقة أشعر العرب وأكثرهم شهرة (الشرق الأوسط)
يتيح جناح «عام الشعر العربي» فرصة الانضمام إلى التجربة ومرافقة أشعر العرب وأكثرهم شهرة (الشرق الأوسط)

من جبل قارة في الأحساء شرق السعودية، إلى قلب نجد، مروراً بحائل، تنطلق مبادرة «عام الشعر العربي»، الذي اختارته السعودية اسماً لهذا العام، رحلات استكشافية لمواطن 4 من أشهر شعراء العرب، وخوض تجارب فريدة لاكتشاف البيئة التي عاشوا وسطها، والظروف التي رعت ولادة نبوغهم الشعري وتأثيرهم في التاريخ العربي.

رحلات سياحية واستكشافية في مناطق سعودية مختلفة، لتأمل البيئات الجغرافية والطبيعية التي احتضنت حاتم الطائي، وامرأ القيس، وطرفة بن العبد، وقيس بن الملوح، حيث يتيح جناح «عام الشعر العربي» الذي يشارك في فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، فرصة الانضمام إلى التجربة ومرافقة أشعر العرب وأكثرهم شهرة، والتجول في الفضاء الجغرافي والبيئي الذي احتضن مواقفهم وقصصهم التي حفرت في الذاكرة العربية شعراً خالداً ومتداولاً حتى اليوم.

وفي الجناح، يقف بعض زوار المعرض من دول عربية، للاستفادة من هذه الفرصة الثمينة للتعرف على مسقط رأس شعراء عرب، طالما تعرفوا عليهم من خلال الورق، والقصائد التي أبقت قصصهم محفوظة في السطور، وتضاريس البلدات التي كانت مسرحاً لحياتهم، فيما تلوح فرصة مواتية لتأمل تلك الأماكن، واستعادة عبق الذكريات، وربط المشاهدة البصرية بما احتفظت به الذاكرة الشعرية.

رحلات استثنائية مع شعراء العربية

تأخذ الرحلة الاستثنائية مع امرئ القيس، المنضمين إليها في جولة تاريخية مع أحداث من حياته ومغامراته، ورحلة مليئة بالمحطات الممتعة والتجارب المدهشة، لاستكشاف تاريخ الشاعر امرئ القيس من قلب مسقط رأسه، والحكايات والمواقف التي عاصرها الشاعر، وتخللتها تجارب ومحطات مختلفة، فيها كثير من التأمل والتفكير العميق.

وفي منطقة حائل، يستمتع الزائر برحلة عن أكرم العرب حاتم الطائي، إحدى أبرز الشخصيات في الأدب والتراث العربي، الذي جسدت أشعاره القيم الثقافية والإنسانية، وكرمه الذي أبقى ذكره حياً حتى اليوم، شاهداً على عطائه، ومضرب مثل في الشجاعة والمروءة، وتتضمن الرحلة مغامرة في ربوع الطبيعة، وتحديات وتجارب فريدة في جبال آجا الشاهقة ومنازل حاتم الطائي العتيقة، ومحطات للأماكن التي عاش فيها الشاعر، وتجارب تعكس كرم العرب لضيوفهم.

وفي رحلة إلى الأحساء، يستكشف المشاركون عالم الشاعر الكبير طرفة بن العبد، الذي غزا قلوب العرب بقصائده الرائعة، وتلقي الرحلة الضوء على حياته وإرثه الأدبي وقصائده التي تعبر عن الحب وجمال الطبيعة، حول جبل قارة حيث التنوع الثقافي والتاريخي الذي تحمله بين طياته.

وفي رحلة قيس بن الملوح، الشخصية الأدبية الشهيرة والمرتبطة بأساطير الحب في الأدب العربي، يخوض المشارك تفاصيل رحلة سحرية في الرياض، تأخذه لاستكشاف جمال النجوم اللامعة في السماء، التي طالما اتخذها الشعراء والأدباء مصدر إلهام في قصائدهم وأعمالهم الأدبية، كما تشهد الرحلة إطلالة على الصخور حيث النهاية المأساوية التي عاشها الشاعر، عندما شهدت تلك الصخور ملحمة حب قيس بن الملوح وليلى العامرية.

عام للاحتفاء بديوان العرب

يأتي الجناح ضمن مبادرات «عام الشعر العربي»، الذي أطلقته وزارة الثقافة اسماً لهذا العام 2023، تعزيزاً لمكانة الشعر العربي في ثقافة الفرد، وتحتفي من خلاله بالدور الحضاري والقيمة المحورية للشعر في الثقافة العربية، وتعزز من جانب آخر دور الجزيرة العربية وشعرائها في بناء التاريخ الأدبي والفكري للتراث العربي.

وصدرت موافقة مجلس الوزراء السعودي، الذي عُقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مطلع العام الحالي، على تسمية عام 2023 «عام الشعر العربي»، تعميقاً للاعتزاز بالتراث والإبداع وتأصيلاً لدور الجزيرة العربية وطناً لثقافة العرب وإنجازهم الحضاري.

ويستمر الجناح في استقبال زوار معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزارة الثقافة خلال الفترة من 28 سبتمبر (أيلول) إلى 7 أكتوبر (تشرين الأول) في حرم جامعة الملك سعود، وقد بدأ البعض في الانضمام إلى هذه الفرصة الفريدة، والالتحاق برحلة في ربوع المدن السعودية، التي كانت مسقط رأس نخبة من أشهر شعراء الأدب العربي.


أعشاب بحرية تمنح الأمل لإبطاء شيخوخة البشرة

دراسة حديثة كشفت عن خصائص مُحتملة للأعشاب البحرية البُنية في شفاء الجروح ومقاومة آثار الشيخوخة على الجلد (بابليك دومين)
دراسة حديثة كشفت عن خصائص مُحتملة للأعشاب البحرية البُنية في شفاء الجروح ومقاومة آثار الشيخوخة على الجلد (بابليك دومين)
TT

أعشاب بحرية تمنح الأمل لإبطاء شيخوخة البشرة

دراسة حديثة كشفت عن خصائص مُحتملة للأعشاب البحرية البُنية في شفاء الجروح ومقاومة آثار الشيخوخة على الجلد (بابليك دومين)
دراسة حديثة كشفت عن خصائص مُحتملة للأعشاب البحرية البُنية في شفاء الجروح ومقاومة آثار الشيخوخة على الجلد (بابليك دومين)

تكتسب الأعشاب البحرية البُنية أهمية خاصة بالنسبة لبيئة المحيطات، فهي توفر المأوى والغذاء للكثير من الكائنات البحرية، فضلاً على دورها في تنظيم المناخ العالمي عبر امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. لكن دراسة حديثة كشفت عن خصائص أخرى مُحتملة للأعشاب البحرية البُنية، في شفاء الجروح ومقاومة آثار الشيخوخة على الجلد.

وأظهرت تجارب معملية تعتمد على خلايا جلدية شبيهة بالبشر أن مستخلصات اثنين من الأعشاب البحرية البُنية يمكن أن تمنع التفاعلات المرتبطة بشيخوخة الجلد، وتعزز مستويات الكولاجين، وذلك وفق دراسة في مجلة «أبحاث الطحالب»، نشر تفاصيلها موقع «ساينس أليرت» يوم الأحد.

وخلال الدراسة، أخضع فريق البحث، نوعان من «السيستوفورا» (Cystophora) وهي أعشاب بحرية تنتمي لجنس من الطحالب البُنية التي تنمو بالمياه المعتدلة حول أستراليا، لسلسلة من الاختبارات المعملية. وقِيسَت مستويات الكولاجين في وسط خطوط خلايا الجلد البشرية المزروعة في المختبر، بعد معالجتها بمسحوق الأعشاب البحرية. ووجد الباحثون أن النوعين وهما «C. moniliformis» و«C. siliquosa» نجحا في تحفيز الخلايا المزروعة في المختبر لإنتاج المزيد من الكولاجين، وهو أحد البروتينين البنيويين اللذين يمنحان البشرة الشابة امتلاءها، كما نجحا في تثبيط التفاعلات المرتبطة بظهور تأثيرات الشيخوخة على الجلد.

تأكيد فاعلية الأعشاب البحرية في مقاومة شيخوخة الجلد يحتاج لدراسات سريرية (بابليك دومين)

ومن جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة، الدكتور وي تشانغ، بقسم التكنولوجيا الحيوية الطبية في كلية الطب جامعة فلندرز الأسترالية: «لقد وجدنا أن المستخلصات من الأعشاب البحرية البُنية في جنوب أستراليا لديها إمكانات هائلة لاستخدامها للمساعدة في إبطاء آثار الشيخوخة على بشرتنا». وأضاف أن النتائج الأولية التي توصل إليها الفريق تشير إلى وجود سبب للتفاؤل.

وإذا نجح الباحثون في تطوير منتج آمن من أعشاب «السيستوفورا»، فستكون هناك حاجة لتجارب سريرية على البشر لاختبار الفوائد المزعومة لمستخلصات الأعشاب البحرية بدقة، وضمان سلامتها على البشر.

ورغم توافر الأعشاب البحرية البنية في صورة مكملات غذائية، لكن الباحثين يشددون على أن تلك المكملات ليست دائماً فعالة كما هو مأمول. كما أنه من غير الواضح في هذه المرحلة، كيفية استخدام مستخلصات الأعشاب البحرية، بوصفها منتجاً موضعياً يُطَبَّق على الجلد أو مكملاً غذائياً فموياً، من دون إجراء اختبارات تكشف فاعلية هذا الإجراء، وشددوا على أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتطوير منتج يحتوي على مركبات تركيزات مفيدة وآمنة للاستخدام البشري.


رسالة أعلن فيها كولومبوس اكتشاف أميركا للبيع في مزاد

صورة للرسالة نشرتها دار «كريستيز» للمزادات على موقعها
صورة للرسالة نشرتها دار «كريستيز» للمزادات على موقعها
TT

رسالة أعلن فيها كولومبوس اكتشاف أميركا للبيع في مزاد

صورة للرسالة نشرتها دار «كريستيز» للمزادات على موقعها
صورة للرسالة نشرتها دار «كريستيز» للمزادات على موقعها

ستعرض الرسالة التي أعلن فيها كريستوفر كولومبوس اكتشاف أميركا للبيع في مزاد لدار «كريستيز»، حيث من المتوقع أن تجلب ما يصل إلى 1.5 مليون دولار.

وكتب كولومبوس الرسالة التي غيرت مشهد العالم الحديث في عام 1493، بعد عودته إلى أوروبا إلى أمين الصندوق الملكي الإسباني لويس دي سانتانجيل حيث قال فيها: «لقد أبحرت إلى جزر الهند بالأسطول الذي أعطاني إياه الملك فرديناند الثاني والملكة إيزابيلا الأولى اللامعان، مَلِكانا، حيث اكتشفت عدداً كبيراً من الجزر التي يسكنها عدد لا يحصى من الناس. لقد استحوذت عليها جميعاً من أجل ملكنا العزيز».

ووصف كاتب سيرة كولومبوس، البروفيسور فيليبي فرنانديز أرميستو، ما جاء في الرسالة بأنه «التقرير الأول عن رحلة غيرت العالم حقاً».

وأشادت الرسالة بالأصول الطبيعية الغنية للجزر التي اكتشفها كولومبوس، وقد وصفت السكان الأصليين بـ «الخجولين للغاية وغير المثيرين للريبة والكرماء جداً» لدرجة تجعلهم يبدون «مثل الحمقى».

ويقول أرميستو: «في الوقت الحالي فقد كولومبوس مكانته السابقة بوصفه بطلاً فخرياً لكل الأميركيين، بسبب جرائمه التي ارتكبها بحق الهنود الحمر، لكن السمعة السيئة نادراً ما تؤذي القيمة السوقية للمرء، خصوصاً في الولايات المتحدة. تماماً مثلما يحدث مع الرئيس السابق دونالد ترمب الآن».

وأضاف: «سواء أعجبنا ذلك أم لا، لا يمكننا إنكار أهمية كولومبوس».

والآن، من المتوقع أن تباع ترجمة لاتينية نادرة لهذه الرسالة تعود إلى عام 1493، بما يصل إلى 1.2 مليون جنيه إسترليني (1.5 مليون دولار) في مزاد هذا الشهر.

وظلت هذه الوثيقة التي ستعرض للبيع ضمن مجموعة سويسرية خاصة منذ ما يقارب قرناً من الزمان، ووصفتها دار «كريستيز» بأنها «أقدم طبعة يمكن الحصول عليها من رسالة كولومبوس».


«هي الفنون»... يحتفي بإبداعات المرأة في مجالات متنوعة

جانب من الحفلات الغنائية في الحدث (إدارة المهرجان)
جانب من الحفلات الغنائية في الحدث (إدارة المهرجان)
TT

«هي الفنون»... يحتفي بإبداعات المرأة في مجالات متنوعة

جانب من الحفلات الغنائية في الحدث (إدارة المهرجان)
جانب من الحفلات الغنائية في الحدث (إدارة المهرجان)

قيل في التراث العربي: «كل ما لا يؤنّث لا يُعوّل عليه»، لتصبح هذه المقولة بمنزلة «شهادة إنصاف لحواء»، تؤكد خصوصية الحضور النسوي انطلاقاً من أكثر الأشياء المادية بساطةً حتى أكثر الأفكار الفلسفية عمقاً.

من هذا المفهوم، وُلدت فكرة مهرجان «هي الفنون» (She Arts) الدولي للاحتفاء بإبداعات المرأة في مختلف المجالات الفنية. وتشهد الدورة الثالثة التي افتُتحت (الخميس) في مركز «التحرير الثقافي» بالجامعة الأميركية (وسط القاهرة)، تنوّعاً في الأنشطة ما بين الموسيقى، عبر 14 حفلاً، والسينما عبر 4 أفلام، إلى ورش عمل وحلقات نقاشية وعرض مسرحي.

وأشاعت فرقة «لاس ميغاس» الإسبانية المكوَّنة من 4 عناصر نسائية حالة بهجة، خاصة في حفل الافتتاح، عبر إيقاعات الفلامنكو والرقصات الشعبية المحلية التي تفاعل معها الجمهور.

إقبال كبير على معرض الصور (إدارة المهرجان)

ويرفع المهرجان شعار «تاء التأنيث» ليس لانتماء جميع المُشارِكات فيه إلى الجنس اللطيف فحسب، بل أيضاً على مستوى المضمون الذي تطرحه الأغنيات والعروض الراقصة ومنتجات الحِرَف اليدوية النسائية، كذلك معرض التصوير الفوتوغرافي باسم «أنوثة».

ومن أبرز الفنانات المُشارِكات من مصر، المطربة دينا الوديدي، إلى عازفتَي «الهارب» منى واصف وفاطمة عادل، ومطربات الراب دارين، وفاتي، وهالة، وقائدة الأوركسترا دنيا الدغيدي، وفرقة «طبلة الست».

المؤسِّسة نيفين قناوي تُلقي كلمة الافتتاح (إدارة المهرجان)

في هذا السياق، تؤكد مؤسِّسة المهرجان ومديرته نيفين قناوي لـ«الشرق الأوسط» أنّ الدورة تشهد مشاركة سعودية لافتة من خلال الفنانة «فلانة»، وهي مطربة وملحّنة ومؤلِّفة أغنيات جذبت الجمهور إلى فنّها المميز في فترة قصيرة، مشيرة إلى أنه «من مفاجآت الدورة أيضاً، عرض شديد الخصوصية تقدّمه فنانات لاجئات من السودان من خلال فريق (الجزيرة المعزولة)، للمرة الأولى، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)».

وتضيف: «تشارك لاجئات من جنسيات مختلفة أخرى في معرض للحِرَف اليدوية، وتشهد العروض الموسيقية مشاركة لافتة من الولايات المتحدة وإيطاليا والبرتغال وأرمينيا ولبنان».

من أجواء افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

«فلانة» هو اللقب الذي اختارته الفنانة السعودية الشابة نادين لنجاوي، الحاصلة على شهادة في الهندسة المعمارية من جامعة «بيت الحكمة» في السعودية. بدأت تجربتها من خلال أغنيات بالعربية والإنجليزية عبر منصة «ساوند كلاود» عام 2012، فيما يعرف بـ«البوب الإلكتروني».

ولفتت الأنظار داخل المملكة وخارجها، وشاركت في مهرجانات أبرزها «وصلة للموسيقى البديلة»، و«ساوند ستورم ميدل إيست» بالعاصمة الرياض.

تنفي قناوي أن «يكون اسم المهرجان أو توجّهه العام ينطوي على تعصُّب أو إقصاء للآخر»، مؤكدة أنه «احتفاء بالخصوصية النسوية في الفن، أصل الحضارات ومفتاح الثقافات، خصوصاً أنّ بعض الفعاليات تقام بالتوازي في مركز (الجزويت) بمحافظتي المنيا والإسكندرية».

العلاقة بين الرقص والفلكلور أحد أبرز اهتمامات المهرجان، سواء في إطار عالمي ممثَّل بعروض وورش عمل تقدّمها فرقة «لاس ميغاس» الإسبانية، أو في إطار عربي من خلال أنشطة مُشابهة تقدّمها نغم صلاح التي شاركت في تصميم رقصات عرض «طريق الكباش» (2021)، إلى العرض الراقص من إخراج كارول عقاد.


أحمد غصين يعكس في أعماله معاناته الشخصية

لوحات لصور التقطها غصين في أكتوبر 2019 (الشرق الأوسط)
لوحات لصور التقطها غصين في أكتوبر 2019 (الشرق الأوسط)
TT

أحمد غصين يعكس في أعماله معاناته الشخصية

لوحات لصور التقطها غصين في أكتوبر 2019 (الشرق الأوسط)
لوحات لصور التقطها غصين في أكتوبر 2019 (الشرق الأوسط)

أحمد غصين هو مخرج سينمائي، حصد أكثر من جائزة وشكل «جدار الصوت» أحدث أفلامه. في معرضه الفني «سيروتينين وبنزين وجسد خائن شذرات من الواقع»، يوقع فيلماً من نوع آخر، يمزج ما بين الواقع والخيال، ولد من قلب معاناته الشخصية. ففي أعماله المعروضة في غاليري «مرفأ» الواقع على أبواب ميناء بيروت يفرغ مشاعره العبثية، يقص الورق، يرشّ الفيول ويصور الناس بوجوه ممحية. يخبر زائر المعرض عن تجاربه الإنسانية منذ عام 2019 حتى اليوم. بعض لوحاته تحمل علامات استفهام كثيرة، وبعضها الآخر يروي مشاعر تخالجه من فراغ كبير، يئن تحت ثقل الأيام والانهيارات التي أصابت البلاد، فوقعت على كاهله مثله مثل غيره من اللبنانيين.

كل أزمات لبنان من اقتصادية وبيئية واجتماعية، يجمعها غصين في لوحات اصطفت على حيطان غاليري «مرفأ» بتأنٍ، تماماً عكس القلق الذي يعيشه و«عبقة الصدر» التي تخنقه.

يبدأ مشوارك مع حياة أحمد غصين من خلال لوحات وقطع فنية، بعضها غطاها بطبقة ذهبية كي يبرز مدى أهميتها في حياة اللبناني البائس، وبعضها الآخر عرضها كما هي كدفتر حساباته المصرفية. وبدل العلاج بالدراما أتقن غصين العلاج بالفن التشكيلي. فأخرج من أعماقه كل القلق الذي يسكنه، نثره هنا بصور وهناك بأعمدة من ورق، فكتب بأنامله قصة لبناني يحاول مواجهة الانهيارات التي يواجهها بالجملة. وأطلق الفنان عليها هذا العنوان السهل الاشتعال، ليترجم كل الخيانات التي تعرض لها. فكما جسده وصوته وإيقاع تنفسه وعقله الذي شحّت طاقته، فإن جميعهم غدروا به. وهذا الصراع ما بين دماغه وجسده أنهكه، فراح، كما يقول غصين، يبحث عن الهرمونات التي تسهم في تزويده بجرعات من السعادة والضحك.

نحو 6 لوحات لصور فوتوغرافية التقطها غصين بعدسة جهازه المحمول في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، متشابهة إلى حد كبير تصطف على الحائط كقصة متسلسلة يحاول مشاهدها اكتشاف الفرق بينها. ويبرز في جميع الأعمال رجل يرتدي الأزرق ويمسك بكاميرته طيلة الوقت، فيقدمه غصين في الصور الـ6 متسائلاً عن مهمته الحقيقية. هل يدّعي التصوير وهو رجل مخابرات؟ أو أنه مجرد هاوي تصوير تظاهرات أكتوبر إبان اندلاع الثورة. وبعدها راح غصين يمحو وجوه شخصيات صوره من المتظاهرين، فبدوا وكأنهم يرتدون الأقنعة. ورغب بذلك أن يقوم بما يناقض مهمة الرجل المجهول. فالأخير يحاول أن يحفظها ويوثقها، أما غصين فأراد العكس. برأيه كل هؤلاء الناس الذين تظاهروا من باب ثورة 17 أكتوبر اختفوا وما عادوا موجودين.

مقابل الصور الـ6 يروي غصين قصته معها، ولماذا لفته الرجل الغامض؟ وتحت عنوان «أصوره يصورني» نتابع محتواها الموزع أيضاً على 6 لوحات مكتوبة بخط اليد، يعبر فيها عن تلك العلاقة المبهمة التي ولدت بينهما بصورة عفوية.

ومن معرض بيروت «كاوتشوك» لمروان رشماوي استعار غصين قطعة لخريطة بيروت من عام 2004. وبعنوان «أجزاء من بيروت 2019» استخدمها لتصوير مناطق من بيروت لم تتغير منذ ذلك العام، وهي ساحة النجمة، والسراي الحكومي، والبرلمان. أما باقي أقسام بيروت فبدّلها تماماً وغيّر ملامحها وكيفية توزعها على الأرض. في رأيه، اهتزت بيروت بأكملها منذ ثورة أكتوبر 2019، إلا الوسط السياسي فقد بقي على حاله ولم يتزعزع.

وفي القسم الثاني من المعرض ينتقل غصين إلى مرحلة المعاناة والانهيارات التي عاشها اللبنانيون وهو واحد منهم. ويستهله بقطعة بلاستيك مغطسة بالذهب وهي كناية عن القمع الذي اعتاد اللبنانيون استعماله لنقل البنزين من غالونات معبأة بالفيول إلى خزان الوقود للسيارات. لماذا كللها بالذهب وصورها كقطعة قيمة؟ تقول ليتيسيا منسقة المعرض: «لأنها شكّلت باب الفرج الوحيد عند اللبناني في ظل أزمة انقطاع الوقود، فكانت الوسيلة الوحيدة التي تخوله التنقل بسيارته من مكان إلى آخر بشكل طبيعي».

ويكمل أحمد غصين مشواره مع الأزمات في لبنان فيصور دفتر حساباته المصرفي في «فرنسبنك»، وكانت قيمته تبلغ 20 مليون ليرة. وأطلق على هذا التجهيز الفني اسم «عم قصّ المصاري قصّ» وهو كناية عن أعمدة ورقية متفاوتة الطول، تمثل تراجع سعر صرف الليرة أمام الدولار. ومع العملة الورقية اللبنانية من ألف و5 آلاف و10 آلاف و20 ألفاً، يتكون نفس المبلغ الذي كان في حسابه.

وفي نهاية المعرض تستوقفك عبوات بلاستيكية تتسع لـ20 ليتراً من المياه، عبأها أحمد غصين بألوان الوقود من مازوت وفيول وحوّلها إلى قطع فنية مصنوعة من مادة الـ«ريزين». هذه العبوات المعروفة باسم «غالون أصلي» للإشارة إلى أنه لا غش فيها، حوّلها إلى مادة صلبة كي لا تُفتخ مرة جديدة، فيضع حداً لفترة معاناة طويلة عاشها اللبناني بحثاً عن نقطة فيول توفر له التنقل بسيارته.

أما العمل البصري الوحيد الموجود في المعرض فهو كناية عن فيديو يعرض في صالة مقفلة، فكرته عنوانها «شو قلبك عم يوجعك؟» ويوضح غصين: «في هذا العمل نص فردي عن جميع المحاولات التي مارستها كي أبقى سويّ النفس، في ظل الانهيار. هوسي كان يدور حول هرمونات السعادة (دوبامين واكسيتوسين) وكيف تعمل بداخلك، فتزودك بالرضى والاكتفاء الذاتي، بحثاً عن طرق ترفع نسبتها في الجسم على وقع ازدياد العبث والجنون في البلد».


جسور ثقافية بين الشعوب والحضارات في معرض الرياض الدولي للكتاب

معرض الرياض الدولي للكتاب تجمُّع ثقافي عالمي يوسع آفاق المعرفة والتبادل الثقافي بين الدول (وزارة الثقافة)
معرض الرياض الدولي للكتاب تجمُّع ثقافي عالمي يوسع آفاق المعرفة والتبادل الثقافي بين الدول (وزارة الثقافة)
TT

جسور ثقافية بين الشعوب والحضارات في معرض الرياض الدولي للكتاب

معرض الرياض الدولي للكتاب تجمُّع ثقافي عالمي يوسع آفاق المعرفة والتبادل الثقافي بين الدول (وزارة الثقافة)
معرض الرياض الدولي للكتاب تجمُّع ثقافي عالمي يوسع آفاق المعرفة والتبادل الثقافي بين الدول (وزارة الثقافة)

الرياض تقرأ الفرنسية، وجناح الصين يستعرض ألواناً من ثقافته وكنوز أدبه المترجمة إلى العربية، ومبادرة «ترجم» السعودية تنقل كتاب الرئيس الكازاخستاني للمكتبة العربية، والكثير من نوافذ الثقافة العالمية تمدّ جسوراً من التبادل الحضاري والتواصل الثقافي عبر معرض الرياض الدولي للكتاب الذي انطلق لتجسير الثقافات وتعزيز التواصل بين الأمم والحضارات.

من 32 دولة، تشارك مئات الدور في تقديم أحدث إصداراتها إلى جمهور سعودي وعربي نهِم للقراءة، ومتطلّع لمتابعة ما تسفر عنه المكتبة العربية والدولية من جديدها في مختلف الفنون والعلوم، كما يزخر البرنامج الثقافي الأكبر بين معارض الكتب العربية، بالمنصات التي تلقي الضوء على تجارب المجتمعات والشعوب والثقافات أمام استحقاقات النهضة والتنمية والازدهار.

وفي مسرح كيت وكيت، الذي من المنصات التي يحتضنها معرض الرياض الدولي للكتاب، التأم الحضور لتدشين كتاب «كلمة عن أبي» الذي ألّفه رئيس جمهورية كازاخستان «قاسم جومارت توقاييف»، وترجمه إلى العربية الدكتور محمد رياض علوش.

وقال بيريك إيرين، السفير الكازاخستاني لدى السعودية خلال المناسبة إن «معرض الرياض الدولي للكتاب»، يعدّ تجمعاً ثقافياً عالمياً يوسع آفاق المعرفة والتبادل الثقافي بين الدول، ومن جهته قال حاتم الشهري، مدير وكالة «حروف» الأدبية، إن مبادرة «ترجم» التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، واحدة من أهم الخطوات النوعية التي تلبي حاجة المكتبة العربية إلى أحدث الإصدارات، ونقلها إلى الجمهور العربي المتطلع لإطلالة من نوافذ الكتاب إلى تجارب الآخرين، مؤكداً أن المبادرة هي جهد سعودي رصين في دعم الثقافة العربية، ومن شأنها التقريب بين الثقافات.

من 32 دولة تشارك مئات دور النشر في تقديم أحدث إصداراتها إلى جمهور سعودي وعربي نهِم للقراءة (واس)

وفي أحد أجنحة معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يزخر بنحو 800 جناح تتنوع في محتواها والثقافة التي تضمّها، يبرز الجناح الصيني بألوانه وتصميمه الفريد، لاستقبال زواره، والاطلاع على جوانب من الثقافة الصينية ومساهماتها الفكرية والثقافية وتأثيرها في التقدم الإنساني. وتضمّن الجناح عدداً من دُور النشر الصينية الشهيرة، ومنها «دار إنتركونتننتال للنشر الصينية» التي تتبنى منظوراً دولياً، تنشر من خلاله في كل عام نحو 300 نوع من الكتب إلكترونياً، ومنتجات ثقافية وإبداعية عن الصين، وتوفرها بلغات عدة، منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعربية... وغيرها، وتوزع المنشورات على ما يقارب 200 بلد حول العالم.

جناح الصين يستعرض ألواناً من ثقافته وكنوز أدبه المترجمة إلى العربية (واس)

كما يشارك ما يزيد على 70 دار نشر فرنسية عبر مبادرة «الرياض تقرأ الفرنسية»، وتعرض نحو 10 آلاف كتاب تعكس قيمة وتنوع المحتوى في المكتبة الفرنسية، مع مشاركة جهات تعليمية وأكاديمية من السعودية وخارجها في تعزيز انتشار اللغة الفرنسية في مجتمع متطلع ومنفتح على الثقافات الأخرى.

وتحدثت «الشرق الأوسط» إلى مجموعة من الزوار حول النوافذ الثقافية التي يفتحها المعرض لجمهوره، وقال عبد الله الغامدي الذي لم يفوّت حضور معرض كتاب الرياض منذ عقدين، إن حرصه على مواصلة الاهتمام والدأب على الحضور بشكل شبه يومي إلى أروقة المعرض هو الفرصة الثمينة التي يجدها في متابعة إنتاجات الدُور التي قد لا تتوافر في مناسبات ومواعيد أخرى، وإنه مغرم بمتابعة مواقع جغرافية من العالم، وإن الكتاب وحده هو من يلبي هذا الاهتمام ويغذّيه، متطلعاً إلى أن تكون النسخ المقبلة من المعرض على منوال ما هو عليه اليوم من تطور مستمر، واستقطاب للثقافات العالمية، لا سيما تلك التي تبعد مسافات جغرافية كبيرة، بينما يقلص التبادل الثقافي والتواصل الحضاري تلك المسافات، ويذيب الحدود بين المجتمعات.


فوزية لـ«الشرق الأوسط»: طريق النجاح العالمي أصعب لأنّي عربية

المغنية العالمية من أصل مغربي فوزيّة (صفحة الفنانة)
المغنية العالمية من أصل مغربي فوزيّة (صفحة الفنانة)
TT

فوزية لـ«الشرق الأوسط»: طريق النجاح العالمي أصعب لأنّي عربية

المغنية العالمية من أصل مغربي فوزيّة (صفحة الفنانة)
المغنية العالمية من أصل مغربي فوزيّة (صفحة الفنانة)

يوم قرّر والدا فوزية الانتقال من المغرب إلى كندا قبل 22 عاماً، حملا معهما في الحقائب وطناً صغيراً يدفئان به البيت في مقاطعة مانيتوبا المثلجة. كانت فوزيّة حينذاك في سنتها الأولى، وهي كبرت اليوم لتصبح أحد أهمّ الأصوات العالمية، التي يتعاون معها أبرز نجوم الأغنية والموسيقى أمثال جون ليجند، وديفيد غيتا، وكيللي كلاركسن، وغيرهم.

اختارت فوزيّة أويحيى اللغة الإنجليزيّة للغناء، لكن في صوتها ما يَشي بشرقيّتها. تطعّم أغانيها بروح البلاد بين الحين والآخر؛ كما في «يا حبيبي» الصادرة منذ عام. لكن، وفق ما تخبر به «الشرق الأوسط»، فإنّ أغنيتها العربية الأولى مشروعٌ يقيم حالياً في أدراج الطموحات؛ «هذه لغتي الأم والأقرب إلى قلبي وأريدها أن تكون أغنية أفتخر بها، لذا يجب العمل عليها بالشكل الصحيح».

ولدت فوزيّة في الدار البيضاء عام 2000 وانتقلت بعد عام مع عائلتها إلى كندا (صفحة الفنانة)

وفاء للجذور ولاسم الجدّة

بتقاليد المغرب وبالثقافة العربية، حصّن الوالدان العائلة. كبرت فوزيّة، وموسيقى أم كلثوم وفيروز ضيفة دائمة بالمنزل. غنّت معهما صغيرةً، كما تعلّمت فولكلور المغرب، وتناولت طعامه وشاهدت قنواته التلفزيونيّة. تختصر طفولتها ومراهقتها بالقول: «كنت أغوص في عالمٍ مغربي داخل بيتنا، وهذا ما ساعدني في البقاء وفيّة لجذوري».

تتكرّر عبارة «الوفاء للجذور والهويّة والصدق مع النفس» على لسان فوزّية. «كان باستطاعتي أن أغيّر اسمي مع دخولي عالم الفن، لكنّي لم أفعل. لقد ورثتُه عن جدّتي». كان بإمكانها كذلك أن تعتمد ملابس تشبه الجرأة المبالغ بها والسائدة وسط المشاهير، إلا أنها آثرت الالتزام بأزياء مميّزة، لكن بعيدة عن الابتذال.

تلك الخطوط الحمراء التي رسمتها فوزيّة لنفسها، لم تشكّل حواجز تُعيق نجاحها الموسيقي. هو نجاحٌ عالميّ فائق السرعة لاح أول ملامحه عام 2019، حين لفتت الأغاني التي كانت تسجّلها ثم تحمّلها على «يوتيوب» الانتباه. جذب صوتها القويّ ذات البصمة الفريدة، الآذان. لكنّ القصة تعود إلى سنوات الطفولة، حيث أمضت فوزيّة الوقت غناءً وتأليفاً وعزفاً على البيانو والغيتار والكمان. ولاحقاً، حصدت جوائز عدة في مهرجانات موسيقيّة محليّة.

حرصت فوزيّة على عدم تغيير اسمها وتجنّب الملابس الفاضحة (صفحة الفنانة)

دموع من ذهب وحقول ألغام

السترة الموسيقية الواقية التي ارتدتها طفلةً، منحتها ثقةً بالنفس وحمتها من العزلة ومن التنمّر الذي واجهته. تسترجع تلك الفترة قائلةً: «تعرّضت للتنمّر في المدرسة كوني عربيّة، لكن الأمر لم يؤثّر بي طويلاً، واكتشفت في اختلافي وفرادتي عنصر قوّة. عزلت نفسي وتفرّغت للموسيقى، فما عادت تعنيني التعليقات السلبيّة».

مرت السنوات وفوزيّة تنغمس أكثر فأكثر في الموسيقى. تخصصت في هندسة الكومبيوتر من باب زيادة المعارف، لكن ما كانت تعرفه أكثر من أي شيء، أن لا شغف يعلو فوق الغناء. حلّ عام 2019 حاملاً معه أوّل اختراق عالميّ لفوزيّة مع أغنية «Tears of Gold» (دموع من ذهب) التي جمعت عشرات ملايين الاستماعات. وما هي إلا سنة حتّى تمنّت لو ينضمّ إليها الفنان العالمي جون ليجند ليغنّيا معاً «Minefields» (حقول ألغام)، فكان لها ما شاءت.

ديو «أسطوريّ»

حفرت تلك التجربة عميقاً في ذاكرة الفنانة، إلى درجة أنها لا تشعر بالسنوات الثلاث التي عبرت منذ اجتمعت في ديو مع ليجند. «حتى اليوم ما زلت لا أصدّق أن أغنية واحدة جمعتنا. كان من المفترض أن أقدّم (Minefields) بمفردي، ثم فكرنا بإضافة صوت إليها فاخترت جون»، تسرد فوزيّة قصة الأغنية. خلال أسبوع وافق صاحب «All of Me» على الأمر، وأبدى حماسته وإعجابه بصوت شريكته في الغناء. تتابع: «عندما سمعت صوته على الأغنية للمرة الأولى، ظننته حلماً. كان تصوير الفيديو كليب معه مذهلاً. أمضيت مراهقتي وأنا أسمع أغانيه وأعيد تسجيلها، ثم هكذا وجدت نفسي أغنّي إلى جانبه. كانت لحظة جذريّة في حياتي».

تمزج فوزيّة في موسيقاها بين البوب والـR&B، وغالباً ما تكتب أعمالها وتلحّنها بنفسها، وهذا ما تعكف عليه حالياً تحضيراً لإصداراتها المقبلة. خلال السنوات الأربع الأخيرة التي أمضتها في قلب المصنع الموسيقي العالمي، تعلّمت الكثير عن عمليّة الإنتاج من خلال الاحتكاك بمحترفي المجال. رغم ذلك، هي لم تُصَب بلوثة ركوب الموجة، بل فضّلت الحفاظ على هويّتها الموسيقيّة الحقيقيّة.

الديو الذي جمع فوزيّة بجون ليجند شكّل نقطة تحوّل في مسيرتها (صفحة الفنانة)

تفتح قلبها قائلةً: «طريق النجاح أبطأ لأني امرأة عربيّة، وهذا يتطلّب جهداً إضافياً. ليس من السهل إطلاقاً الإبحار في هذا المجال والبقاء صادقة مع نفسك. أسمع آراءً وانتقاداتٍ كثيرة تسعى إلى قولبتي ووضعي في إطار يشبه السائد». تواصل فوزيّة البوح: «الصدق مع ذاتي وفي الفن الذي أقدّم يشعرني أحياناً بأنني دخيلة على عالم الموسيقى والأضواء، لكن لن أتبدّل. ففي الأمر رسالة، وهي أنّ النجاح ممكن حتى إن كنت مختلفة».

تكبر متعة الانتصار عندما تأتي بعد تحدّيات وتعب؛ «الدرب صعب لكنّي راضية. كل خطوة ناجحة مدعاة فخر بالنسبة لي لأنني بقيت صادقة مع نفسي»، تقول الفنانة المغربية - الكنديّة. أما هذا القدر العالي من الثقة والرضا، فتدين به لوالدَيها وفق ما تقول: «هما اللذان دفعاني إلى تحدّي ذاتي والتقدّم، بفضلهما أؤمن بأن كل شيء ممكن».

 

«المغاربة عائلتي الكبيرة»

في «فقاعتها الصغيرة» تعيش فوزيّة وتتجنّب أسلوب حياة المشاهير قدر المستطاع، مفضّلةً رفقة عائلتها وأصدقائها المقرّبين. تمضي معظم وقتها في الاستوديو بعيداً عن الأضواء، وعندما تخرج إلى الأماكن العامّة ويقترب منها الناس ليحيّوها أو يتصوّروا معها، تكاد تنسى لماذا يفعلون ذلك!

ليست أغنياتها الناجحة وحدها مدعاة فخر ومحطّات جميلة في مسيرة فوزيّة، بل حفلاتها العالميّة كذلك. تعود بالذاكرة إلى حفلاتها في مصر، وتونس، ودبي، وجنوب شرقي آسيا: «اكتشفت هناك جمهوراً شغوفاً. حفظوا كلمات الأغاني كلها ورافقوني غناءً بحماسة كبيرة. لن أنسى ذلك أبداً».

منذ 2013 لم تزُر الوطن الأم، والحفلة التي كانت مقررة هناك عام 2020 أجّلتها ظروف جائحة كورونا. تحلم فوزيّة بالعودة إلى الدار: «أتصوّر أن حفلي الأول في المغرب سيكون على درجة عالية من المشاعر لأن عائلتي كبيرة هناك، ومعظمهم لم يرَني على المسرح بعد. أشعر كذلك بأن المغاربة عائلتي الكبيرة».

من بين أحلام فوزيّة الكثيرة كذلك، أن تتعاون غناءً مع أصواتٍ من الغرب ومن العالم العربي، تذكر من بينها نانسي عجرم، وليدي غاغا، وريهانا، وبيونسيه، وأريانا غراندي، وستروماي.


ما الحد الآمن لشرب القهوة يومياً؟

القهوة لها فوائد كثيرة لكنها تسبب أضراراً كذلك (بابليك دومين)
القهوة لها فوائد كثيرة لكنها تسبب أضراراً كذلك (بابليك دومين)
TT

ما الحد الآمن لشرب القهوة يومياً؟

القهوة لها فوائد كثيرة لكنها تسبب أضراراً كذلك (بابليك دومين)
القهوة لها فوائد كثيرة لكنها تسبب أضراراً كذلك (بابليك دومين)

ترتبط القهوة بالكثير من الفوائد الصحية، على رأسها تقليل مخاطر أمراض السكري والقلب وباركنسون، لكن في المقابل هناك مخاطر يمكن أن يسببها الكافيين إذا جرى تناوله بكثرة يومياً.

ووفق خبراء صحة وتغذية أميركيين، فإن شرب القهوة وفقاً للحد الآمن يومياً، يمكن أن يساعد الأشخاص في الحصول على فوائدها، وتجنب أضرارها، وفق ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، في تقرير لها يوم 26 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وعن الحدود الآمنة للقهوة يومياً، فإنه يمكن لمعظم البالغين أن يستهلكوا بأمان 400 مليغرام من الكافيين، أو الكمية الموجودة في نحو 4 فناجين من القهوة سعة 8 أونصات يومياً، وفق هيئة الغذاء والدواء الأميركية.

أما بالنسبة للحوامل، فإن الكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد توصي بما لا يزيد على 200 مليغرام أو فنجانين فقط يومياً.

الحدود الآمنة للقهوة من 2 إلى 4 فناجين يومياً (بابليك دومين)

وقال الدكتور روب فان دام، أستاذ علوم التغذية في كلية معهد ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن: «بشكل عام، القهوة مفيدة أكثر من كونها سيئة».

وأضاف أن استهلاك 400 مليغرام من الكافيين معقول بالنسبة لمعظم البالغين، لكن الناس قد يتقبلون الكافيين بمعدلات مختلفة، وقد يبدو تناول 400 مليغرام أكثر من اللازم بالنسبة للبعض، في حين يمكن للآخرين تناول المزيد دون آثار جانبية.

وحول آثارها، قالت مارلين كورنيليس، الأستاذة المساعدة في الطب الوقائي بكلية الطب جامعة نورث وسترن، إن القهوة تحتوي على آلاف المركبات الكيميائية، والتي قد يؤثر الكثير منها على الصحة.

وأضافت أن القهوة هي أيضاً أكبر مصدر للكافيين بالنسبة للأشخاص بالولايات المتحدة، ومن هنا تأتي معظم المخاطر المرتبطة باستهلاك القهوة.

بينما أشارت جينيفر تيمبل، أستاذة علوم التغذية بجامعة بوفالو، إلى أن تناول الكثير من الكافيين يمكن أن يسبب تسارع ضربات القلب، والعصبية، والقلق، والغثيان، وصعوبة في النوم.

ووافقتها الرأي، الدكتورة أدريان هيوز، الأستاذة المساعدة في طب الطوارئ بجامعة أوريغون للصحة والعلوم، مشيرة إلى أن القهوة يمكن أن تؤدي أيضاً إلى الصداع والارتجاع المريئيّ، وعند تناولها بجرعات عالية، قد تؤدي لارتعاش أو قيء.

لكنها أشارت إلى أنه من النادر أن تتعرض لآثار جانبية خطيرة من شرب القهوة، وستحتاج لاستهلاك ما لا يقل عن 10 آلاف مليغرام من الكافيين يومياً، أو ما يعادل 50 لـ100 كوب قهوة، حتى تكون قاتلة.

وتابعت أن الكافيين يمكن أن يسبب زيادة قصيرة المدى في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، خصوصاً إذا كنت لا تستهلكه بانتظام.

ومع ذلك، قالت: «إذا كنت عرضة لإيقاعات غير طبيعية في القلب، أو إذا لاحظت خفقاناً بعد تناول الكافيين، فقد تكون أكثر حساسية لتأثيراته، ويجب ألا تستهلك أكثر مما اعتدته».

بينما قالت تيمبل: «في نهاية اليوم، عليك فقط أن تستمع إلى جسدك. إذا بدأت تشعر بالغثيان أو التوتر أو القلق، أو بدأت القهوة بالتأثير على نومك فعليك التقليل من شربها».


القهوة السعودية... رمز للكرم والضيافة

تعد القهوة السعودية رمزا للكرم والأصالة التي يعتز بها السعوديون (واس)
تعد القهوة السعودية رمزا للكرم والأصالة التي يعتز بها السعوديون (واس)
TT

القهوة السعودية... رمز للكرم والضيافة

تعد القهوة السعودية رمزا للكرم والأصالة التي يعتز بها السعوديون (واس)
تعد القهوة السعودية رمزا للكرم والأصالة التي يعتز بها السعوديون (واس)

ترتبط القهوة ارتباطا وثيقا بالإرث الثقافي للسعودية؛ من خلال سلسلة تاريخية حافلة بالعادات والتقاليد، تجسد قيم ومعاني الكرم والضيافة، وذلك انطلاقاً من خصوصية تعامل المجتمع السعودي معها ومع أجوائها المميزة، من حيث الزراعة والتحضير والتقديم؛ إضافة إلى التنوع في طرق إعدادها وتقديمها حيث لا تخلو أي مناسبة من القهوة السعودية التي يشربها السعوديون يوميا.

وتتميز السعودية بالقهوة زراعةً وتحضيراً وتقديماً، بلون ومذاق مختلفين في مختلف مناطقها، وتقدم للضيوف بطرق وأساليب متعددة، ما يمنح القهوة السعودية خصوصيتها، وعمقها الثقافي الفريد؛ إذ لا تكاد تخلو أي مناسبة منها لارتباطها بالعادات والتقاليد، حيث تُعتبر رمزاً من رموز الجود والكرم؛ يعقد معها الرجال المجالس الخاصة التي تتصدرها القهوة، وتسمى بـ«الشبّة» أو «القهوة» أو «الديوانية».

كما عرفت خُطوات تقديم القهوة قديماً بمسميات محددة اندثرت اليوم، وارتبطت دلالاتها القديمة بالتراث المحلي، فمثلاً يُطلق اسم فنجان «الهيف» على الفنجان الذي يشربه المُضيف أمام ضيوفه قبل التقديم لإثبات سلامة القهوة. أما فنجان «الكيف» فهو فنجان يحتسيه الضيف متلذذاً بطعم القهوة ويتبعه فنجان «الضيف» الذي يرمز للكرم ومكانة الضيف، ثم فنجان «السيف» الذي باحتسائه يتعاهد الضيف والمضيف على التآزر في الشدائد.

لكل منطقة في السعودية طريقة مختلفة في تحضير القهوة (واس)

وهناك طقوس مختلفة في اختيار البن المخصص للقهوة السعودية، وتختلف درجات تحميصه من منطقة لأخرى، فهناك البن الهرري والقطمي والبرية وأشهرهم هو البن الأشقر، في حين يبدأ تحضير القهوة بإضافة البن إلى الماء وغليه على نار هادئة لمدة عشر دقائق، ويضاف حينها البهارات بحسب الذوق كالقرفة والزنجبيل والزعفران، وبعد ذلك تُسكب القهوة في الدلة ويضاف إليها المقدار المناسب من الهيل، ولا تقدم القهوة مباشرة، بل تترك حتى تمتزج المكونات.

وتمتاز كل منطقة من مناطق المملكة بطريقة صُنع مميزة للقهوة؛ حيث يضاف لقهوة منطقة نجد الهيل والزعفران، أما أهل الجنوب فيضيفون إلى المكونين السابقين القرنفل والزنجبيل والقرفة، ويمزج أهل حائل البن مع الهيل والزعفران والقرنفل، فيما يكتفي سكان غرب المملكة بالبن والهيل فقط.

فيما يبتكر اليوم عُشاق القهوة طرقاً مستحدثة لصناعتها فبعضهم يضيف إليها الحليب أو مبيض القهوة؛ فيما كانت القهوة قديماً تُحضر على الحطب وتطورت وسائل تحضيرها اليوم فاختُرعت لها دله كهربائية وخلطة تحضير فورية، وعرفت تقاليد مختلفة في تقديمها إذ يجب أن تُمسك دلة القهوة وتُصب باليد اليسرى ويُقدم الفنجان للضيف باليد اليمنى.