حفيدة بيكاسو لـ «الشرق الأوسط» : كان جدي يقدس الحياة اليومية ويؤمن بالخرافات

تهتم بإحصاء أعماله وتكتب في إصدارها الأخير عن جانب مجهول من شخصيته

ديانا فيدماير بيكاسو وخلفها لوحة «غرنيكا» (غيتي)
ديانا فيدماير بيكاسو وخلفها لوحة «غرنيكا» (غيتي)
TT

حفيدة بيكاسو لـ «الشرق الأوسط» : كان جدي يقدس الحياة اليومية ويؤمن بالخرافات

ديانا فيدماير بيكاسو وخلفها لوحة «غرنيكا» (غيتي)
ديانا فيدماير بيكاسو وخلفها لوحة «غرنيكا» (غيتي)

جدها مؤسس الحركة التكعيبية وأشهر فناني العالم على الإطلاق، والدتها رعت الكثير من المؤسسات الخيرية وأهدت المتاحف أعمال والدها. إنها ديانا فيدماير بيكاسو، باحثة متخصصة في تاريخ الفن ومتفرغة منذ سنوات لمهمة إحصاء وتصنيف أعمال بيكاسو.
حصلت على شهادة الدكتوراه في تاريخ الفن من جامعة السوربون، ثم عملت خبيرة في الرسومات القديمة في «دار سوثبيز» في لندن وباريس. وملامح ديانا فيدماير بيكاسو وشعرها الأشقر الطويل يذكران بجدتها ماري تيريز، التي خلدها الفنان الشهير في لوحاته. التقيناها في باريس وكان لنا معها هذا الحوار:

> كيف كان توجهك لمجال البحث في تاريخ الفن، هل كان لتراثك العائلي تأثير على مسارك المهني؟
- أعتبر نفسي محظوظة كوني ترعرعت في وسط يعشق الفن وفي بيت يتضمن روائع التحف من أعمال جدي. هذا لا يعني أن طريقي كان مرسوماً منذ البداية، فقبل أن أتفرغ لعملي باحثة في تاريخ الفن ومُتخصصة في أعمال بيكاسو درست القانون وحصلت على شهادة الدكتوراه في تاريخ الفن من جامعة السوربون، ثم عملت خبيرة في الرسومات القديمة في «دار سوثبيز» في لندن وباريس، ولم أتخصص في أعمال جدي إلا بداية 2003.
> منذ سنوات وأنت منكبة على إعداد كتالوج عن أعمال بيكاسو وهو عمل ضخم، حيث إنه يتطلب عمليات بحث واستقصاء للعثور على أثر جميع القطع الفنية. أولاً أين وصلت في عملك؟ وكيف يتم استقصاء المعلومات والبحث عن أثر هذه القطع؟
- فعلاً منذ 2003 أعمل مع فرقة من الباحثين في إطار مؤسسة «دي دبليو إيديشن» على إعداد كتالوج لمنحوتات بيكاسو. والكتالوج هو إصدار يحصي ويُصنف جميع أعمال الفنان حسب التسلسل الزمني والموضوعي. هذا الكتالوج الذي يضم عدة أجزاء يقتفي أثر التُحف، ويعطينا معلومات عن مصدرها، وأماكن عرضها وبطاقتها التقنية. قبل كل عمل تحليلي كان عليّ إجراء مسح شامل لكل القطع التي نُسبت لجدي والموجودة إما في المؤسسات المتحفية أو في دور العرض وعند المقتنين الخاصين في فرنسا والعالم. وهو عمل ضخم يتطلب صبراً وتنظيماً، لا سيما أن أعمال بيكاسو كانت غزيرة ومتنوعة، وكذلك كثيرة التنقل بين قاعات المعارض وفي المجموعات الخاصة.
> في معرض «مايا رويز بيكاسو» القائم حالياً في باريس إلى غاية 22 ديسمبر (كانون الأول) 2022، نلمس الحضور القوي لمايا (والدتك) في أعمال بيكاسو واهتمام هذا الأخير بمواضيع الطفولة في لوحاته، هل لكي أن تشرحي لنا هذا الجانب؟ كيف كان علاقة بيكاسو «الأب» بوالدتك؟
- مشروع معرض «مايا رويز بيكاسو» نشأ على أعقاب معرض آخر هو «بيكاسو ومايا، الأب وابنته» الذي نظمته في غاليري «غاغوسيان» في باريس عام 2017، فكان هذا المعرض الأخير بمثابة تتمة طبيعية لعملي حول هذه العلاقة العائلية التي أثارت اهتمامي. جدتي ماري تيريز والتر التقت بيكاسو في باريس وبدأت بينهما علاقة سرية منذ 1927، أمي وُلدت عام 1935 وكانت الطفلة الأكثر تمثيلاً في أعمال بيكاسو كما كانت بمثابة مصدر إلهام له تماماً كما كانت جدتي ماري تيريز من قبلها. وقد كان هذا المعرض مناسبة أيضاً لأتقرب أكثر من والدتي، حيث غالباً ما نعتقد أننا نعرف كل شيء عن عائلتنا وهذا غير صحيح. وقد كان بيكاسو نفسه يرسم كثيراً مع أطفاله، بل ويشركهم في أعماله أيضاً، وكان يُقحم نفسه في حركة أبوية مزدوجة، فمن جهة يعيد إحياء دور «المعلم الأول» الذي كان والده يؤديه معه، ومن جهة أخرى دور «التلميذ» مع أطفاله. الأعمال التي كانت خلاصة هذه اللحظات ألهمت بيكاسو جماليات جديدة، تتناسب مع التجارب الفنية التي قادها طوال حياته. التحرر من قيود الاتباعية والعودة إلى نوع من بدائية التمثيل والبساطة والعفوية، كل هذا كان ممكناً عند بيكاسو بالعودة إلى الطفولة ورموزها الجمالية.
> مقارنة بباحثين آخرين، هل تعدين نفسك محظوظة باعتبارك قريبة من «المصدر»، أم أن الأمر قد يسبب لك أحياناً نوعاً من الإحراج؟
- بصفتي باحثة في التاريخ، العمل على التحف الفنية لبيكاسو يعد فرصة عظيمة، نظراً لأهمية أعماله وتنوعها. بصفتي حفيدة الفنان، العمل على هذه القطع يسمح لي بالغوص في حميميته والتواصل مع تاريخ عائلتي. وما زلت أرى أني محظوظة وأنا أكتشف في كل مرة أشياء جديدة عن تاريخ عائلتي، لسنوات طويلة لم أكن أعلم عن علاقة جدتي وجدي إلا بعض التفاصيل المتفرقة هنا وهناك، وما تم تسريبه عن «الأسطورة العائلية» والطرائف التي تم نشرها في بعض الكتب، وغالباً ما كانت خاطئة.
> اليوم وفي كل أنحاء العالم لا تزال المعارض المخصصة لأعمال بيكاسو تحظى برواج كبير، فكيف نُفسر عالمية بيكاسو؟
- أعتقد أن نجاح أعمال بيكاسو تعود لتميزه، لكونه فناناً اهتم بكل شيء، بالفن الكلاسيكي والخارج عن أوروبا، كان دائم الإبداع، بالرسم والنحت والتركيب والمُلصق. مصادر إلهامه كانت متعددة مما سمح له بتشكيل سلسلة أعمال قيمة ومتنوعة تترك أثرها عند كل من يراها.
> يعد بيكاسو كما هو معروف مؤسس التيار التكعيبي، وقد كان له أثر على عدة شخصيات فنية من شتى المجالات، فما كانت برأيك أكثر هذه التأثيرات تميزاً؟
- على سبيل التذكير بعد «سلسلة القيثارة» التي أنجزها عام 1912 أصبح بيكاسو يعد بمثابة أب التكعيبية الصناعية. هذه القطعة المصنوعة من الكرتون والخيط وألياف الحديد والحبال فتحت باب النقاش في حدود النحت، وشكلت علامة بارزة عند الكثير من الفنانين المعاصرين، إضافة إلى أنها ألهمتهم كثيراً. بعضهم اكتشف في الإنشاءات التكعيبية لبيكاسو مجالاً لإعادة إحياء ممارستهم الفنية: مثل الفنان فرانك ستيلا وسلسلته «الدوائر»، وفنانين تشكيلين معاصرين أمثال أنتوني كارو أو توماس كيزفيتر أو برتران لافيي وكلهم تأثروا بمنحوتات بيكاسو، وكذلك النحات الفرنسي الجزائري عادل عبد الصمد (الذي أنجز منحوتة زيدان المعروضة في قطر)، بعض الفنانين أمثال البريطاني توماس هاوساغو اعترف لي في لقاء بمناسبة معرض «بيكاسو مانيا» الذي نظمته عام 2015 بأن بيكاسو زاره في المنام وهو ابن السابعة عشرة ليشجعه على المواصلة في حلمه بأن يصبح فناناً. أحب أيضاً فكرة أن يكون تأثير بيكاسو في مجالات لا نتوقعها، كالرقص مثلاً، وهو ما نراه واضحاً في رؤية عرض «عائلة سلتيبانك» لمصمم الرقص العصري قادر بلعربي.
> في إصدارك الأخير «بيكاسو الساحر، دار نشر غاليمار» تتحدثين عن جانب من شخصية جدك لم نكن نعرفها، هل لكي أن توضحي؟
- بمناسبة تحضيرات المعرض عثرت على عدة أغراض ظل جدي يحتفظ بها سراً في بيته ثم جدتي ووالدتي من بعده: ملابس، خصلات شعر وأظافر، موضوعة في قطع من الحرير، بتواريخ مُحددة، انبهرت باكتشاف هذه الأغراض التي سلطت الضوء على جانب من شخصية جدي، الذي كان شديد الإيمان بالخرافات، وأتذكر ما كانت والدتي ترويه عن الخبز الذي لا يجب أن يوضع مقلوباً على المائدة أو المظلة التي لا يجب أن تفتح داخل المنزل، أو الوصية التي كان يرفض كتابتها لأنه يعتقد أنها ستجلب الموت. وهو ما تناولته بالتحليل في هذا الكتاب الذي ألفته بالتعاون مع الباحث فيليب شارلي، وكلانا وصل للخلاصة التالية: هذا التقديس للحياة اليومية يسير جنباً إلى جنب مع علاقة الفنان بالحياة وبإلهامه. هذه الأغراض التي وجدتها والتي أسميها «تذكارات بيكاسو» تخضع لذكرى الرسام، وتصبح، على نطاق أوسع، العناصر المكونة للذاكرة الجماعية وهي تشكل عند بيكاسو ذخيرة لمواجهة النسيان.
> هل تعرفنا على كل أعمال بيكاسو، أم أن هناك أشياء لم نكتشفها بعد؟
- هناك دائماً ما يمكن اكتشافه في عمل بيكاسو. فتاريخ الفن هو نظام يتطور باستمرار وفقاً للتيارات، كما يمكننا الاقتراب من العديد من جوانب حياة بيكاسو المختلفة، خصوصاً أنه عاش وقتاً طويلاً وأنتج كثيراً. عمله غزير ومحمول بالعديد من التجارب التقنية والمواد المختلفة، وقد ترك لنا تراثاً غنياً للغاية لا يزال يعد بالكثير من الاكتشافات.
> ما رأيك فيما تشهده الساحة الفنية والثقافية من انتعاش في منطقة الخليج؟
- تلعب دول الخليج دوراً مهماً في سوق الفن، بالإضافة إلى السياسات الثقافية الطموحة التي أصبحت مؤسسية. وبفضل إنشاء متاحف رائعة، نجح الفنانون المعاصرون في هذه المنطقة في تسجيل بصماتهم على الساحة الدولية. يشهد على هذه الحيوية إنشاء دور المزادات مثل «سوثيبيز» و«كريستيز»، أو إنشاء معارض الفن المعاصر في دول الخليج. هذه الديناميكية الإيجابية في تصوري تدعو إلى الغبطة والتفاؤل بازدهار إبداعي أكبر فأكبر.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

مدينة إيطالية تعتزم حظر «الآيس كريم» و«البيتزا» بعد منتصف الليل

يعد تناول الآيس كريم في وقت متأخر من الليل جزءاً من الثقافة الإيطالية (رويترز)
يعد تناول الآيس كريم في وقت متأخر من الليل جزءاً من الثقافة الإيطالية (رويترز)
TT

مدينة إيطالية تعتزم حظر «الآيس كريم» و«البيتزا» بعد منتصف الليل

يعد تناول الآيس كريم في وقت متأخر من الليل جزءاً من الثقافة الإيطالية (رويترز)
يعد تناول الآيس كريم في وقت متأخر من الليل جزءاً من الثقافة الإيطالية (رويترز)

تعتزم مدينة ميلانو الإيطالية حظر تناول الآيس كريم والبيتزا بعد منتصف الليل في مسعى للحفاظ على «الهدوء» ليلاً.

وبالنسبة للكثيرين، يعد تناول الآيس كريم في وقت متأخر من الليل جزءاً من الثقافة الإيطالية، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

لكن هذا الأمر في خطر بموجب قانون جديد تدرسه الحكومة المحلية، يفرض حظر على بيع الآيس كريم والبيتزا والكحول من الساعة 12.30 صباحاً طوال أيام العمل والساعة 1.30 صباحاً في عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية.

وإذا تم إقرار القانون، فمن الممكن أن يبدأ تطبيقه في أقرب وقت من الشهر المقبل.

ويغطي الاقتراح 12 منطقة شهيرة في ميلانو، وهو يستهدف منع الضوضاء في شوارع المدينة الإيطالية المزدحمة، والتي تبقي السكان المحليين مستيقظين لساعات متأخرة.

القانون قد يحظر تناول الآيس كريم والبيتزا بعد منتصف الليل (رويترز)

وقال ماركو غرانيلي، نائب عمدة المدينة: «الهدف هو تحقيق التوازن بين التواصل الاجتماعي والترفيه، وسلام وهدوء السكان».

وأمام المواطنين مهلة حتى أوائل شهر مايو (أيار) لاقتراح تغييرات على القانون.

وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها ميلانو حظر الآيس كريم بعد منتصف الليل.

وبالعودة إلى عام 2013، حاول جوليانو بيسابيا، الذي كان عمدة المدينة آنذاك، تنفيذ إجراءات مماثلة، ولكن بعد رد فعل عنيف، تراجع عن قراره.


اكتشاف «خاص جداً» لكنز عمره 850 عاماً في السويد

السعادة بالاكتشاف (متحف يونشوبينغ)
السعادة بالاكتشاف (متحف يونشوبينغ)
TT

اكتشاف «خاص جداً» لكنز عمره 850 عاماً في السويد

السعادة بالاكتشاف (متحف يونشوبينغ)
السعادة بالاكتشاف (متحف يونشوبينغ)

اكتشف علماء آثار سويديون مقبرة تعود إلى القرن الـ12 في أثناء أعمال حفر، وعثروا على كنز مدفون في أحد قبورها.

وذكرت شبكة «فوكس نيوز» أنّ متحف محافظة يونشوبينغ أعلن الاكتشاف في بيان تُرجم من السويدية إلى الإنجليزية، قائلاً إنه حدث في أثناء التنقيب في قبر بكنيسة قديمة في جزيرة فيسينغسو السويدية.

وعُثر على عملات في قبر شاب يعتقد الخبراء أنه توفي في عمر تراوح بين 20 و25 عاماً، بينما أُنتِجت القطع المعدنية بين عامَي 1150 و1180.

في هذا السياق، قالت مديرة مشروع التنقيب آنا أودين: «وجدتُ وزميلتي كريستينا يانسون هيكلَيْن عظميَيْن، فنظّفنا العظام لمعرفة كيف تبدو القبور». وتابعت: «فجأة ظهرت 3 قطع فضّية! سرعان ما وجدنا كثيراً غيرها بالقرب من القدم اليسرى للشخص المدفون». عُثر في المجمل على 170 قطعة فضّية، تتألّف من معدن رقيق على شكل عملة كانت تُستخدم على أنها مجوهرات.

وبينما قد يُنظَر إلى الاكتشاف على أنه مجرّد معدن قديم، يقول مؤرّخون سويديون إنه «مهم» لمجالهم.

بدوره، يعلّق المتحف: «هذا الاكتشاف خاص جداً لندرة الاكتشافات المماثلة في تلك الفترة الزمنية. فبعض العملات لم يُعرَف تماماً من قبل». حيَّر العلماء أنّ القطع النقدية وُجدت في «قبر مسيحي»، إذ لم يكن شائعاً أن يُدفَن المسيحيون الأوائل من القرون الوسطى مع كنز من العملات.

وأوضح البيان أنه «نادراً ما يُعثَر على آثار في المقابر المسيحية؛ مما يُميّز اكتشاف جزيرة فيسينغسو. ولكن لم يُعرَف بعد لماذا جلب العشريني كل هذه القطع النقدية إلى القبر!». من جهتها، تعلّق إيفا جونسون من خزانة العملات الملكية: «الاكتشاف سيُغير تاريخ العملات المعدنية في أوائل العصور الوسطى بغوتالاند، ويُضيء على فترة غير معروفة تماماً».


«الفتى النورس»... بطل مسابقة «النعيق» الأوروبية

«الفتى النورس» وشقيقته (صورة العائلة)
«الفتى النورس» وشقيقته (صورة العائلة)
TT

«الفتى النورس»... بطل مسابقة «النعيق» الأوروبية

«الفتى النورس» وشقيقته (صورة العائلة)
«الفتى النورس» وشقيقته (صورة العائلة)

سافر الفتى كوبر (9 سنوات) من بلدة تشيسترفيلد في ديربيشاير ببريطانيا، إلى بلدة دي بان الساحلية البلجيكية للمنافسة في مسابقة «نعيق النوارس الأوروبية».

تشكّلت انطباعاته الأولى عن النورس بعدما عضَّه أحد طيورها وهو يأكل شطيرة التونة. أراد أن يصبح «طفل النورس»، كما أصبح بيتر باركر «الرجل العنكبوت» بعدما عضَّه العنكبوت.

تنقل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن كوبر قوله: «إنها حيوانات جميلة حقاً؛ أحبُّها بسبب ضجيجها. أحياناً قد تكون مخيفة بعض الشيء، ولا أزال حذراً من تناول الطعام على الشاطئ».

تبلّغت العائلة بالمسابقة من رجل سمع كوبر وهو يتحدّث عن النوارس في نادٍ للألعاب ويجيد تقليدها، ورأى أنه قد يكون مؤهَّلاً لخوض منافسة تشترط إتقان إصدار أصواتها واتّباع سلوكها.

سجَّل 92 نقطة من أصل 100، مما يعني أنه فاز عن فئة الأحداث وحصل أيضاً على أعلى النقاط في المسابقة.

الفئات الأخرى كانت للبالغين وأيضاً لـ«المستعمرات»، أي مجموعة ممن يقلّدون النورس ويقدّمون انطباعات متطابقة عنه.

كان والداه وجدّاه في أقصى الحماسة لدعمه، وكذلك شقيقته شيلبي التي وقفت إلى جانبه وهو يتسلَّم المركز الأول؛ بينما أكّد عالم الأحياء البحريّة وأحد الحكام في المسابقة جان سيز أنّ المتسابِق «تمكن من تضمين أنواع عدّة من النداءات في أدائه، يُشبه كل واحد منها نداء حقيقياً للنورس بشكل مثير للإعجاب».

وتابع: «في الحقيقة، لم يكن اللاعب الأفضل بالنسبة إليّ فقط من بين الشباب، بل أيضاً من بين جميع المشاركين في البطولة».

منحه كل حَكَم ما يصل إلى 20 نقطة، مع 5 نقاط إضافية عن كيفية ارتداء الملابس والسلوك الذي يُظهره، بينما مُنِحت النقاط المتبقّية عن كيفية محاكاة نداء النورس. علَّق سيز: «نحن نهتمّ بالرنين، والإيقاع، والتنوُّع. في النهاية، لدى طيور النورس مجموعة كبيرة من الأصوات، تتراوح بين نداءات الإنذار، والنداءات الطويلة التي توضح أنها لا تريد أي دخلاء غير مرغوب فيهم في أراضيها»، مضيفاً: «ثمة دافع جدّي وراء المنافسة. إنها أكثر من مجرَّد تسلية، بل تهدف أيضاً إلى إثارة بعض التعاطف تجاه طيور النورس التي تُعدُّ عنصراً أساسياً في ساحلنا، لكنها توصف غالباً بأنها (جرذان البحر)».

وإذ شدَّد على جدّية الأحكام بالتعاون مع هيئة محلَّفين مؤلَّفة من مهنيين خبراء في مجالَي البحوث وأساليب محاكاة النوارس، لفت في السياق عينه إلى أنه لا يعرف كثيراً عن اللغة المستخدمة لدى هذه الطيور: «بعض الأصوات معروفة ونموذجية تعبيراً عن سلوك معيَّن، ولكن كم سيكون مثيراً ألا نفقه لغتها بشكل كامل، حين يتعلّق الأمر بفهم ما تقوله لبعضها البعض، أو حتى للحيوانات الأخرى؟».

وختم: «ذلك مهم لفهم كيف تشرح لبعضها أنه في مكان ما بدأ أحد المزارعين بحراثة الأرض، أو أنّ أحد الصيادين سحب شباكه للتوّ من البحر في مكان آخر».


اعتراضاً على ظروف العمل... صينيون يرتدون بيجامات وملابس قبيحة بالمكاتب

صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني
صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني
TT

اعتراضاً على ظروف العمل... صينيون يرتدون بيجامات وملابس قبيحة بالمكاتب

صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني
صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني

استخدم شباب الصين طريقة جديدة ومبتكرة لإظهار تمردهم واعتراضهم على ظروف العمل البغيضة، من الرؤساء السيئين إلى الأجور المنخفضة وساعات العمل الطويلة، تتمثل في ارتداء ملابس قبيحة في أماكن عملهم.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد نشر عدد كبير من الشباب في الصين صوراً وفيديوهات يظهرون فيها بملابس غير مهندمة وغير نظيفة، بل وصل الأمر ببعضهم إلى ارتداء بيجامات ونعال المنزل غير النظيفة في المكاتب.

وأنشأ الشباب تحدياً على الإنترنت بعنوان «من هو الشخص الذي سيرتدي أسوأ ملابس للعمل؟»، في تحدٍ واضح للشركات وأصحاب العمل. وقد استخدموا في هذا التحدي هاشتاغات مثل (#grossoutfitforwork) أي «ملابس سيئة مخصصة للعمل»، و(#uglyclothesshouldbeforwork) أي «الملابس القبيحة يجب ارتداؤها في العمل».

وقد اجتذب هاشتاغ (#grossoutfitforwork) أكثر من 140 مليون تفاعل على منصة التواصل الاجتماعي الصينية «ويبو» وحدها.

صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني

وقال أحد الشباب الذين شاركوا في التحدي: «أعطاني مديري 50 يواناً (نحو 7 دولارات) لغسل ملابسي، وأخبرني أنني لم أصافح العملاء مرة أخرى».

وقال آخر: «مع حصولي على راتب قليل جداً في العمل، وتعاملي مع زملاء عمل سيئين، ماذا تتوقع أن يكون شكل ملابسي؟».

ويأتي هذا التحدي في الوقت الذي ترى فيه البلاد آفاقاً اقتصادية قاتمة ومعدلات بطالة مرتفعة بين الشباب.

وأفادت الحكومة الصينية في يناير (كانون الثاني) بأن معدل البطالة في ديسمبر (كانون الأول) 2023 بلغ 14.9 في المائة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً.

وكان الرقم قد وصل في السابق إلى أعلى مستوى له عند 21.3 في المائة في يونيو (حزيران) الماضي.

ومن جهته، علق بوهان تشيو (29 عاماً)، مؤسس شركة «بوه» للعلاقات العامة والإبداعية ومقرّها شنغهاي على الأمر بقوله إن ارتداء الملابس غير الرسمية للعمل كان دائماً شائعاً في الصين وسيستمر، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيكون منتشراً بشكل خاص في أماكن العمل التي يعمل بها الموظفون لساعات طويلة أو ساعات إضافية».

الشباب ارتدوا ملابس غير مهندمة وغير نظيفة بالعمل (موقع ويبو الصيني)

وأضاف تشيو أنه على الرغم من أن موظفيه لا يرتدون الملابس التي يرتديها الأشخاص في مقاطع الفيديو واسعة الانتشار، فإنهم يميلون إلى ارتداء ملابس مريحة وفضفاضة، وأحياناً يأتون وهم يرتدون السراويل الرياضية والسراويل القصيرة والنعال وما شابه ذلك، وأنه يتقبل ذلك «ما دام أنهم يؤدون مهام عملهم بشكل مبتكر».

ومن ناحيتها، وصفت صحيفة «الشعب» اليومية ظاهرة ارتداء الملابس القبيحة في العمل بأنها نوع من «إهانة الذات».


منظمة تحذر من استغلال المتحرشين بالأطفال لتقنيات الذكاء الاصطناعي

الحكومة البريطانية تستعد لإطلاق استشارة في الأسابيع المقبلة ستتضمن مقترحات لحظر بيع الهواتف الذكية للأطفال دون سن 16 عاماً (رويترز)
الحكومة البريطانية تستعد لإطلاق استشارة في الأسابيع المقبلة ستتضمن مقترحات لحظر بيع الهواتف الذكية للأطفال دون سن 16 عاماً (رويترز)
TT

منظمة تحذر من استغلال المتحرشين بالأطفال لتقنيات الذكاء الاصطناعي

الحكومة البريطانية تستعد لإطلاق استشارة في الأسابيع المقبلة ستتضمن مقترحات لحظر بيع الهواتف الذكية للأطفال دون سن 16 عاماً (رويترز)
الحكومة البريطانية تستعد لإطلاق استشارة في الأسابيع المقبلة ستتضمن مقترحات لحظر بيع الهواتف الذكية للأطفال دون سن 16 عاماً (رويترز)

حذرت منظمة خيرية لمكافحة إساءة معاملة الأطفال من أنه يتم تشجيع متحرشين بالأطفال على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد صور عارية للأطفال، بهدف ابتزازهم لتزويد المعتدين بمحتوى إباحي أكثر تطرفا، بحسب تقرير لصحيفة «الغارديان».

وقالت مؤسسة مراقبة الإنترنت، إنها عثرت على دليل إرشادي على شبكة الإنترنت المظلم (Dark Web)، يتضمن قسما يحث المجرمين على استخدام برامج «التعرية» لإزالة الملابس من الصور التي يرسلها لهم الأطفال.

وأشارت المؤسسة التي تعمل على إيجاد وإزالة مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت، إلى انه يمكن استخدام الصورة التي تم التلاعب بها لابتزاز الطفل وإكراهه على إرسال مواد إباحية أكثر خطورة.

وقالت المؤسسة: «هذا هو الدليل الأول الذي رأيناه على أن الجناة ينصحون ويشجعون بعضهم بعضا على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لهذه الأغراض».

هل يمكن مراقبة مولدات صور الذكاء الاصطناعي لمنع ذلك؟

سبق أن حذرت الجمعية الخيرية، العام الماضي، من ارتفاع حالات الابتزاز الجنسي، حيث يتم التلاعب بالضحايا لإرسال صور جنسية لأنفسهم ثم يتم تهديدهم بنشر تلك الصور ما لم يدفعوا المال.

كما أشارت المؤسسة إلى نماذج أولى من استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى إساءة «واقعي بشكل مذهل».

ويتباهى مؤلف الدليل الذي يقع في نحو 200 صفحة، بأنه «نجح في ابتزاز فتيات يبلغن من العمر 13 عاما لإرسال صور عارية عبر الإنترنت».

وقالت المؤسسة إنها أرسلت الدليل الذي عثرت عليه إلى وكالة الجرائم الوطنية في المملكة المتحدة.

والشهر الماضي، كشفت «الغارديان»، أن حزب العمال يدرس حظر الأدوات التقنية التي تسمح للمستخدمين بإنشاء صور للأشخاص من دون ملابس.

وذكرت المؤسسة الخيرية في تقريرها السنوي، أن عام 2023 كان «أكثر الأعوام تطرفا على الإطلاق».

وأشارت إلى أنها عثرت على أكثر من 275 ألف صفحة ويب لمحتويات تتضمن اعتداءات جنسية على الأطفال العام الماضي، وهو أعلى رقم تسجله، وحددت كمية قياسية من المواد التي تندرج ضمن «الفئة أ»، والتي يمكن أن تشمل أشد الصور وحشية.

ولفتت المؤسسة إلى أن أكثر من 62 ألف صفحة تحتوي على محتوى من «الفئة أ»، مقارنة بـ 51 ألفاً في العام السابق، 2022.

وكشفت المؤسسة أنها عثرت على 2401 صورة لمواد اعتداء جنسي على الأطفال مُنتَجة ذاتيا، وهي المواد التي يتم فيها استغلال الضحايا أو تهديدهم لتصوير الانتهاكات الجنسية بحق أنفسهم، وقد تم إنتاج هذه الصور من قبل أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات. وأفاد محللون بأنهم لاحظوا وقوع هذه الاعتداءات في بيئات منزلية مثل غرف النوم والمطابخ.

وقالت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة سوزي هارغريفز، إن المجرمين الانتهازيين الذين يحاولون التلاعب بالأطفال «ليسوا تهديدا بعيدا».

وأكدت أنه «إذا كان الأطفال دون سن السادسة مستهدفين بهذه الطريقة، فنحن بحاجة إلى إجراء محادثات مناسبة لأعمارهم الآن للتأكد من أنهم يعرفون كيفية اكتشاف المخاطر».

وأوضحت هارغريفز أن قانون سلامة الإنترنت، الذي تم إقراره العام الماضي ويفرض واجب الرعاية على شركات وسائل التواصل الاجتماعي لحماية الأطفال يحتاج لأن يكون فعالا.

من جهته، قال توم توجندهات، وزير الدولة للأمن ببريطانيا، إن على الآباء أن يتحدثوا مع أطفالهم حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وحذر من أن «المنصات التي تفترض أنها آمنة قد تشكل خطرا»، مضيفا أن على شركات التكنولوجيا تقديم ضمانات أقوى لمنع الإساءة.

ووفقا للأبحاث التي نشرتها جهة تنظيم الاتصالات البريطانية «أوفكوم» الأسبوع الماضي، فإن ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات يمتلكون هاتفا جوالا، ونصف الأطفال دون سن 13 عاما لديهم حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتستعد الحكومة لإطلاق استشارة في الأسابيع المقبلة ستتضمن مقترحات لحظر بيع الهواتف الذكية للأطفال دون سن 16 عاما ورفع الحد الأدنى لسن مواقع التواصل الاجتماعي من 13 إلى 16 عاما، وفق «الغارديان».


سيلين ديون تفصح عن تفاصيل حياتها مع المرض... وتتحدث عن «يأس» البداية

المغنية العالمية سيلين ديون (رويترز)
المغنية العالمية سيلين ديون (رويترز)
TT

سيلين ديون تفصح عن تفاصيل حياتها مع المرض... وتتحدث عن «يأس» البداية

المغنية العالمية سيلين ديون (رويترز)
المغنية العالمية سيلين ديون (رويترز)

تحدثت المغنية العالمية سيلين ديون عن حياتها مع متلازمة الشخص المتصلب (SPS)، حيث وصفت يأسها في المراحل الأولى من الإصابة وطرحت خياراتها وأهدافها للمرحلة المقبلة.

وفي عام 2022 أعلنت ديون (56 عاماً) إصابتها بمتلازمة الشخص المتصلب، وهي عبارة عن اضطراب مناعي ذاتي وعصبي نادر للغاية، يسبب تصلباً في الجذع والأطراف. تشمل الأعراض أيضاً تشنجات العضلات التي أثرت في قدرة ديون على الغناء والأداء، ويمكن أن تحدث بسبب المحفزات البيئية، مثل الضوضاء العالية، أو الإجهاد العاطفي.

وسبق أن قالت ديون إن المرض سبّب لها صعوبات في المشي والغناء، ما اضطرها إلى تعليق مسيرتها وإلغاء جميع مواعيد جولتها في 2023 و2024.

وفي حديثها لمجلة «فوغ» الفرنسية، وصفت ديون المراحل الأولى من اكتشاف تلك الإصابة، وقالت: «في البداية كنت أسأل نفسي: لماذا أنا؟ كيف حدث هذا؟ ماذا فعلت؟ هل هذا خطئي؟ الحياة لا تعطيك أي إجابات، عليك فقط أن تعيشها، لدي هذا المرض لسبب غير معروف».

وأضافت: «من وجهة نظري، لدي خياران، إما أن أتدرب كالرياضيين وأعمل بجهد كبير، أو أتوقف عن العمل وينتهي الأمر، أبقى في المنزل، أستمع إلى أغنياتي، وأقف أمام مرآتي وأغني لنفسي».

واختارت ديون «العمل بكل جسدي وروحي، من الرأس إلى أخمص القدمين، مع فريق طبي»، حسبما عبرت، وقالت: «أريد أن أكون أفضل ما أستطيع أن أكون، هدفي هو رؤية برج إيفل مرة أخرى... لدي هذه القوة بداخلي... أعلم أن لا شيء سيوقفني».

وبينما لا يوجد حالياً علاج لمتلازمة الشخص المتصلب، «تتعلم ديون التعايش مع المرض»، وفقاً لها. وأضافت: «أخضع للعلاج الرياضي والجسدي والصوتي خمسة أيام في الأسبوع. أعمل على أصابع قدماي، وركبتاي، وساقاي، وأصابعي، وغنائي وصوتي».

ورغم أنها لا تستطيع تأكيد عودتها إلى المسرح، قالت: «منذ أربع سنوات كنت أقول لنفسي إنني لن أعود... لا أستطيع أن أقول نعم سأعود خلال أربعة أشهر، لا أعرف... جسدي سيخبرني. أنا أعمل بجد للغاية وسيكون الغد أكثر صعوبة. غداً يوم آخر. ولكن هناك شيئاً واحداً لن يتوقف أبداً، وهو الإرادة».

وفي الأشهر الأخيرة، ظهرت ديون علناً، ما أعطى المشجعين الأمل في أنها قد تتمكن من الأداء مرة أخرى. وفي فبراير (شباط)، حضرت حفل توزيع جوائز «غرامي»؛ حيث قدمت لتايلور سويفت جائزة ألبوم العام.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، شاركت مغنية «My Heart Will Go On»، البالغة من العمر 55 عاماً، أنه تم تشخيص إصابتها بحالة عصبية غير قابلة للشفاء، وكانت تلغي مواعيد جولتها المقبلة.

وأعربت سيلين ديون عن أملها في الغناء مرة أخرى على المسرح، رغم ظروف مرضها. وكتبت عبر «إنستغرام» في مارس (آذار) الماضي في اليوم العالمي للتوعية بمتلازمة الشخص المتصلب أنها تود الغناء مجدداً.


حالة نادرة... تبرئة بلجيكي من القيادة تحت تأثير الكحول لأن جسمه «يفرزه»

مشهد من أعلى لمدينة بروكسل في بلجيكا (أرشيفية - أ.ف.ب)
مشهد من أعلى لمدينة بروكسل في بلجيكا (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

حالة نادرة... تبرئة بلجيكي من القيادة تحت تأثير الكحول لأن جسمه «يفرزه»

مشهد من أعلى لمدينة بروكسل في بلجيكا (أرشيفية - أ.ف.ب)
مشهد من أعلى لمدينة بروكسل في بلجيكا (أرشيفية - أ.ف.ب)

قالت محامية إنه تمت تبرئة ساحة رجل بلجيكي من تهمة القيادة تحت تأثير الكحول أمس الاثنين لأنه يعاني من متلازمة التخمر الذاتي، وهي حالة نادرة ينتج فيها الجسم الكحول.

وأبلغت المحامية آنس جيسكيير وكالة «رويترز» للأنباء بأن موكلها يعمل في مصنع للجعة فيما يمثل «مصادفة مؤسفة أخرى»، لكن ثلاثة أطباء فحصوه بشكل مستقل أكدوا أنه يعاني من المتلازمة.

وقالت وسائل إعلام بلجيكية إن القاضي أكد في حكمه أن المدعى عليه، الذي لم يُذكر اسمه تماشياً مع العرف القضائي المحلي، لم يعانِ من أعراض الثمالة.

وأوضحت ليزا فلورين، عالمة الأحياء الإكلينيكية التي تعمل مع مستشفى إيه.زي. سينت لوكاس البلجيكي، أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة ينتجون نوع الكحول نفسه الموجود في المشروبات الكحولية، لكنهم بشكل عام يشعرون بآثاره بنسبة أقل.

وأضافت أن الأشخاص لا يولدون مصابين بمتلازمة التخمر الذاتي، لكن يمكن أن يصابوا به عندما يعانون من عرض آخر مرتبط بالأمعاء.


لتكون «من أسعد الناس»... وازن بين هذه «المغذيات» الـ3

الهدف هو السعي باستمرار من أجل أن نكون أكثر سعادة (رويترز)
الهدف هو السعي باستمرار من أجل أن نكون أكثر سعادة (رويترز)
TT

لتكون «من أسعد الناس»... وازن بين هذه «المغذيات» الـ3

الهدف هو السعي باستمرار من أجل أن نكون أكثر سعادة (رويترز)
الهدف هو السعي باستمرار من أجل أن نكون أكثر سعادة (رويترز)

لطالما بحث عالم الاجتماع آرثر سي. بروكس، الذي يقوم بتدريس مادة عن السعادة في جامعة هارفارد، عن إجابات حول ما يعنيه أن تكون سعيداً، وتوصل إلى بعض الاستنتاجات، وفقاً لتقرير شبكة «سي إن بي سي».

في كتاب بروكس الأخير مع أوبرا وينفري، يشرح الثنائي أن هدف الحياة لا ينبغي أن يكون تحقيق السعادة، بل السعي باستمرار من أجل أن تكون «أكثر سعادة».

وغالباً ما يؤكد بروكس أن السعادة ليست غاية، بل هي اتجاه، وهو شيء يجب أن تهدف إلى زيادته من دون وضع هدف نهائي في الاعتبار.

وقال بروكس في برنامج إذاعي: «أسعد الناس يستمتعون بحياتهم. إنهم يشعرون بالرضا الشديد في أنشطتهم، ولديهم إحساس بالهدف حول سبب بقائهم على قيد الحياة».

وتحدث بروكس عن 3 مغذيات كبرى للسعادة، هي الاستمتاع أو اللذة، الرضى أو إشباع الرغبات، والهدف.

الاستمتاع

وبحسب بروكس، فإن الناس غالباً ما يفترضون أن الاستمتاع هو مجرد المتعة، لكنه أوضح أن السعي المستمر وراء التجارب الممتعة البحتة هو طريقة فظيعة لعيش حياة مُرضية.

وقال: «ما يتعين علينا القيام به بالمناسبة ليس التخلص من مصادر المتعة، بل إضافة شيئين يجعلانها أكثر إنسانية»، فمثلا يمكنك الشعور بالاستمتاع عندما تأخذ مصدراً للمتعة وتضيف إليه أشخاصاً، وذاكرة، وفقاً له.

وفي وقت هناك تجارب يمكنك الاستمتاع بها بمفردك، مثل قراءة كتاب، أو التأمل، أو الاستماع إلى الموسيقى، يقترح بروكس الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، مثل الخروج لتناول وجبة غداء، أو عشاء، أو مشاهدة مقاطع فيديو مضحكة على وسائل التواصل الاجتماعي مع أشخاص تستمتع بقضاء الوقت معهم.

إشباع الرغبة

إشباع الرغبات أو الشعور بالرضى «هو الفرحة والمكافأة التي تحصل عليها بعد أن تكافح من أجل شيء ما»، على حد وصف بروكس.

وقال: «نحن كبشر، نحتاج إلى النضال، نحتاج إلى الكفاح، نحتاج إلى التضحية، بل نحتاج إلى الألم في حياتنا، لأن هذه هي الطريقة التي نكسب بها شيئاً ما. فعندما تشعر أن شيئاً تملكه هو شيء اكتسبته، فإن ذلك يجعله أكثر قيمة بالنسبة لك في النهاية.»

وأعطى بروكس مثالاً يوضح معنى إشباع الرغبات: «السبب الذي يجعل الناس ليسوا سعداء كما ينبغي هو أنهم لا يستمتعون بالعشاء. لأنهم لم يجوعوا أبداً».

كما استخدم أيضاً مثالاً يوضح كيف أن طلابه في جامعة هارفارد لن يكونوا راضين عن النجاح في الاختبار إذا قاموا بالغش، مقارنة بما إذا كانوا قد عملوا بجد للدراسة من أجل الامتحان. وأوضح أننا «نريد تأجيل إرضائنا للحصول على مكافآت حقيقية».

الهدف

وشرح بروكس أن الهدف هو الشعور بأن حياتك لها معنى. ومن بين جميع «المغذيات الكبيرة» الثلاثة، فإن الهدف هو الذي تحتاج إلى تجربته أكثر من غيره.

وبحسب بروكس فإن هناك ثلاثة أجزاء فرعية للمعنى:

التماسك: لماذا تحدث الأشياء بالطريقة التي تحدث بها؟

الغرض: لماذا تتكشف حياتي بهذه الطريقة؟ ما هي أهدافي، وما هو اتجاهي؟

الأهمية: لماذا يهم أنني على قيد الحياة؟

وقال إنه «لا توجد إجابات صحيحة على هذه الأسئلة، لأن الإجابات ذاتية للجميع. الإجابات الخاطئة الوحيدة على هذه الأسئلة هي عدم وجود إجابات، وهذا ليس فشلا».

وأضاف: «إنها في الواقع نتيجة جيدة حقاً إذا فشلت، لأنك تعرف ما الذي يجب أن تبدأ البحث عنه».

وإذ أكد أن الأمر يتطلب الكثير من العمل للعثور على هدفك، شدد على أن المهم حقاً التفكير في الأمر، والحصول على إحساس بالاتجاه.


حرب كلامية بين ماسك ورئيس وزراء أستراليا بسبب فيديو حادث الطعن بكنيسة

إيلون ماسك (أ.ف.ب)
إيلون ماسك (أ.ف.ب)
TT

حرب كلامية بين ماسك ورئيس وزراء أستراليا بسبب فيديو حادث الطعن بكنيسة

إيلون ماسك (أ.ف.ب)
إيلون ماسك (أ.ف.ب)

أمرت محكمة أسترالية منصة «إكس» بإخفاء منشورات تتعلق بحادث طعن أسقف في سيدني، مما يصعد الحرب الكلامية بين مالك منصة التواصل الاجتماعي إيلون ماسك ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، حسبما نشرت «رويترز».

وانتقد ألبانيز ماسك اليوم الثلاثاء، واصفاً إياه بأنه «ملياردير متعجرف»، لأنه رفض دعوات الحكومة الأسترالية لإزالة محتوى المنشورات. وحظرت «إكس» المحتوى لمستخدميها داخل أستراليا، لكنها قالت إنها لن تحظرها للمستخدمين خارج البلاد، بحجة أن الحكومة ليس لديها سلطة لإملاء المحتوى الذي يمكن لمستخدميها رؤيته على مستوى العالم.

وانتقد ماسك رئيس الوزراء الأسترالي، قائلاً إن الحكم يعني أن أي دولة يمكنها السيطرة على «الإنترنت بالكامل».

وأظهرت مقاطع مصورة للهجوم نُشرت على الإنترنت المهاجم، الذي قيده المصلون، وهو يصرخ في الأسقف «لإهانته للإسلام»، على حد قوله. واتهمت الشرطة مراهقاً يبلغ من العمر 16 عاماً بارتكاب جريمة إرهابية بسبب الهجوم.

وطالبت مفوضة السلامة الإلكترونية منصة «إكس» بإزالة بعض المنشورات التي علقت علناً على الهجوم، والتي يمكن أن تتضمن مقاطع مصورة.

وأظهرت وثائق المحكمة أن القاضي جيفري كينيت أمر منصة «إكس»، خلال جلسة استماع، بحجب الوصول إلى تلك المنشورات حتى بعد ظهر غد الأربعاء، لحين النظر في الأمر مرة أخرى.

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

وقال ألبانيز إن وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية، مشيراً إلى أن ماسك يكافح من أجل إبقاء المحتوى العنيف على منصته.

وأضاف خلال حديثه للهيئة الإذاعة الوطنية اليوم: «سنفعل ما هو ضروري لمواجهة هذا الملياردير المتعجرف الذي يعتقد أنه فوق القانون، بل والآداب العامة أيضاً».

وأوضح ألبانيز أن «ما تفعله مفوضة السلامة الإلكترونية هو القيام بعملها لحماية مصالح الأستراليين».

كان ماسك قد أطلق في وقت سابق على مفوضة السلامة الإلكترونية لقب «مفوضة الرقابة الأسترالية»، مما دفع ألبانيز لتوبيخ المنصة التي وصف معركتها ضد إزالة المحتوى العنيف بأنها «غير عادية».

وقال ماسك في منشور على «إكس» قبل ساعات من صدور تعليقات ألبانيز اليوم: «أود أن أتوقف لحظة لأشكر رئيس الوزراء (الأسترالي) على إبلاغ الجمهور بأن هذه المنصة هي المنصة الوحيدة الصادقة».

ونشر ماسك صورة تعبيرية تظهر أن «إكس» ترمز إلى «حرية التعبير والحقيقة»، بينما تظهر وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى على أنها منصات تمثل «الرقابة والدعاية».

من جهة أخرى، هاجم ماسك أستراليا بسبب محاولات البلاد حظر لقطات لطعن داخل كنيسة في سيدني على منصة «إكس».

وكتب ماسك على «إكس»: «قلقنا هو أنه إذا سمح لأي دولة بفرض رقابة على المحتوى لجميع البلدان، وهو ما يطالب به مفوض السلامة الإلكترونية الأسترالي، فما الذي يمنع أي بلد من التحكم في الإنترنت بالكامل».

وأضاف: «لقد فرضنا بالفعل رقابة على المحتوى المعني بأستراليا، في انتظار الاستئناف القانوني، ويتم تخزينه فقط على خوادم في الولايات المتحدة الأميركية».


جائزة الملك فيصل تحتفي بالمتميزين في خدمة الإسلام والطب والعلوم

تكرم الجائزة أبرز المساهمين في خدمة الإنسان في مجالات عدة (تصوير: بشير صالح)
تكرم الجائزة أبرز المساهمين في خدمة الإنسان في مجالات عدة (تصوير: بشير صالح)
TT

جائزة الملك فيصل تحتفي بالمتميزين في خدمة الإسلام والطب والعلوم

تكرم الجائزة أبرز المساهمين في خدمة الإنسان في مجالات عدة (تصوير: بشير صالح)
تكرم الجائزة أبرز المساهمين في خدمة الإنسان في مجالات عدة (تصوير: بشير صالح)

برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كرّمت جائزة الملك فيصل العالمية، الاثنين، خمس شخصيات عربية وعالمية تميّزت في مجالات خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والطب والعلوم.

وفي مستهل الحفل، هنأ الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الفائزين بالجائزة التي وصفها بأنها «تحمل اسم الشهيد في بلد عتيد، ورايته الإسلام المجيد، وتحت رعاية مليكه الصنديد»، مشيراً إلى أنها تأسّست لتكريم العلم والعلماء من حول العالم الذين يساهمون في تقدم البشرية وخدمة الإنسانية.

وأكد الأمير تركي أن الجائزة - التي بدأت قبل نحو خمسة عقود - تأتي «لتكريم المنجز العلمي دون النظر لأي اعتبارات جغرافية أو عرقية أو دينية أو مذهبية، مما جعلها تغدوا محل تقدير للجامعات والمراكز العلمية حول العالم».

الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز (تصوير: بشير صالح)

ونالت «جمعية مسلمي اليابان» جائزة خدمة الإسلام هذا العام تقديراً لجهودها الحثيثة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز التفاهم والتسامح في المجتمع الياباني، حيث تأسّست الجمعيّة عام 1952 تحت اسم «مجتمع الأصدقاء اليابانيين»، وعملت على خدمة ورعاية المسلمين هناك، والدفاع عن مصالحهم، كما أولت اهتماماً خاصاً بتعليم النشء المسلم، وتثقيفهم وتمكينهم من فهم دينهم وثقافتهم.

وقال يحيى إندو رئيس الجمعية، في كلمته خلال الحفل، إنها حققت منذ تأسيسها العديد من المنجزات التي تخدم الإسلام، وعلى رأسها مشروع أول ترجمة للقرآن الكريم للغة اليابانية من قبل المسلمين، الذي تولاه رئيسها الثاني الراحل عمر ميتا، عام 1972، كما ترجمت عدداً من كتب التفسير، والحديث، والسيرة النبوية، وساهمت في تأليف وترجمة مواد تعريفية بالإسلام وتوزيعها.

يحيى اندو (تصوير: بشير صالح)

ومُنحت جائزة خدمة الإسلام إلى الدكتور محمد السمّاك، الذي ترك بصمةً في ميدان تلاقي الأديان من خلال دوره الحواري منذ نصف قرن بين المرجعيات الدينيّة المختلفة، حيث تمّ اختياره لنيل الجائزة؛ لإسهاماته الفعّالة في مؤتمرات حول العلاقة بين الإسلام والمعتقدات الأخرى، وأدواره القيادية في مؤسسات مختلفة مكرّسة للتسامح والسلام.

ويتبوّأ السماك حالياً منصب أمين عام اللجنة الوطنية للحوار المسيحي الإسلامي، والأمين العام للأمانة الدائمة للقمة الروحيّة الإسلاميّة في لبنان.

الدكتور محمد السماك (تصوير: بشير صالح)

وفي فرع الدراسات الإسلامية التي تناول موضوعها هذا العامّ «النظم الإسلاميّة وتطبيقاتها المعاصرة»، تسلّم الجائزة الدكتور وائل حلاق، أستاذ مؤسسة أفالون للعلوم الإنسانيّة في جامعة كولومبيا، وذلك لتقديمه مرجعية علمية موازية للكتابات الاستشراقية التقليدية المؤثرة في الجامعات العالمية، ونجاحه في بناء دليل لتطور التشريع الإسلامي عبر التاريخ.

البروفيسور وائل الحلاق (تصوير: بشير صالح)

أمّا جائزة اللغة العربيّة والأدب التي كان موضوعها هذا العامّ «جهود المؤسسات خارج الوطن العربي في نشر اللغة العربيّة»، فقد قَرَّرت لجنة الاختيار للجائزة، حجبها، نظراً لأن الأعمال المرشحة لم تحقّق معاييرها.

ومُنحت جائزة الطبّ لهذا العام، وموضوعها «علاجات الإعاقات الطرفية» للبروفيسور الأميركي جيري ميندل، مدير مركز العلاج الجيني في مستشفى نايشن وايد للأطفال؛ لعمله الرائد في الفحص والتشخيص المبكر، وعلاج المرضى الذين يعانون من ضمور العضلات الشوكي والحثل العضلي من نمط دوشين، والضمور العضلي لحزام الأطراف.

ويعدّ البروفيسور ميندل أول باحث يوضح سلامة وفعالية الجرعات العالية من علاج نقل الجينات بوساطة الارتباط بالفيروس الغدي لمرضى ضمور العضلات الشوكي من النوع الأول، وهو علاج تمت الموافقة عليه عالمياً.

وقال ميندل في كلمته، إن مبادئ الجائزة التي تعكس رؤية الملك فيصل ومساعيه لتخفيف المعاناة الإنسانية تتناغم مع رؤيته الشخصيّة والإنجازات التي حققتها خلال حياته، حيث بذل كل ما بوسعه لتحسين حياة المرضى المصابين بأمراض عصبية عضلية، وإطالة أعمارهم.

البروفيسور جيري ميندل (تصوير: بشير صالح)

أمّا في فرع العلوم «علم الحياة»، فمُنحت الجائزة للبروفيسور هاورد تشانغ، الأستاذ في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة؛ لإسهاماته الرائدة في تفسير الدور الذي يلعبه الحمض النووي الريبوزي غير المشفر في تنظيم وعمل الجينات، بعد أن كان من المعتقد أن 98 بالمائة من الحمض النووي البشري عديم الفائدة.

وقام البروفيسور تشانغ بتطوير وسائل مبتكرة للتعريف بالمواقع المنظِمة داخل الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين، وكان لهذه الاكتشافات تأثير بالغ الأهمية في تخصص الأحياء الجزيئية وعلم الوراثة، وفي فهم الأمراض البشرية المعقدة.

وذكر في كلمته أن أبحاثهم طرحت تساؤلات عن كيف تقرر الخلايا ومتى وأين تقوم بتشغيل الجينات المختلفة، وكيف يتم تمرير هذه القرارات مع مرور الوقت، لتقود الدراسات التي أجراها مع فريقه إلى فئة جديدة من الحمض النووي الريبوزي، تسمى «الطويل غير المشفر»، والذي يساعد الخلايا على تذكر مصيرها الخلوي، مما أدى إلى معرفة دور الاختلافات الجينية الموروثة في الإصابة بالأمراض، وخاصة المناعية، والمساعدة في التعامل مع الطفرات التي تنشأ في حالات السرطان.

البروفيسور هاورد تشانغ (تصوير: بشير صالح)

يشار إلى أنه منذ عام 1979، كرّمت الجائزة 295 فائزاً ساهموا في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، وقدّموا أبحاثاً متميزة، وتوصّلوا لاكتشافات فريدة، وابتكارات استثنائية في مجالات خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية، والأدب، والطب، والعلوم.