مواقع إخبارية مصرية تعلق الـ«لايف»

من بينها «الوطن» و«اليوم السابع» و«الدستور»

واجه انتشار فيديوهات «البث المباشر» انتقادات من قبل المتخصصين في مجال الإعلام
واجه انتشار فيديوهات «البث المباشر» انتقادات من قبل المتخصصين في مجال الإعلام
TT

مواقع إخبارية مصرية تعلق الـ«لايف»

واجه انتشار فيديوهات «البث المباشر» انتقادات من قبل المتخصصين في مجال الإعلام
واجه انتشار فيديوهات «البث المباشر» انتقادات من قبل المتخصصين في مجال الإعلام

بعد انتشار ظاهرة الـ«لايف» أو البث المباشر التي توسعت مواقع إخبارية مصرية في استخدامها خلال الأشهر الماضية، علقت مواقع إخبارية مملوكة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، في مقدمتها «الوطن، اليوم السابع، الدستور، صوت الأمة»، هذه الخدمة أخيراً.
وقالت مصادر في الشركة فضلت عدم ذكر اسمها إنه «تم اتخاذ قرار داخلي بتعليق الخدمة من أجل تقييم التجربة وبحث مزاياها وعيوبها، خصوصاً بعد الانتقادات اللاذعة التي وُجهت لهذه النوعية من الصحافة»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «تسببت بعض فيديوهات البث المباشر، التي تم تسجيلها في إحدى محطات الوقود عقب قرار رفع أسعار البنزين والسولار، خلال إجازة عيد الأضحى الماضي، والتي وُجهت فيها انتقادات، في تعليق الخدمة من جميع الصحف التابعة للمجموعة وعدم الإعلان عن توقيت محدد لاستئنافها».
ووفق المصادر فإنه «تم حذف جميع المقاطع المتعلقة بالأزمة، والإبقاء على الأخرى القديمة والتي حققت مشاهدات مليونية»، مؤكدة توزيع المحررين بأقسام البث المباشر على أقسام أخرى لحين إصدار قرار نهائي بشأن عودة الخدمة من عدمها».
وواجه انتشار فيديوهات «البث المباشر» على الصفحات الرسمية للمواقع الصحافية، انتقادات من قبل المتخصصين في مجال الإعلام، بسبب «عدم التزام ناشري هذه الفيديوهات بالقواعد المهنية»، حسب المراقبين.
واعتبر خبراء إعلام مصريون، تحول «صحافة اللايف إلى أحد أكثر نماذج الأعمال الصحافية قابلية لتحقيق الذيوع والتأثير والأرباح كارثة كبرى، حيث يزيد ذلك تركيز الضغوط على المؤسسة الإعلامية، والتبشير بغياب آليات إخضاع الأداء الصحافي للتقييم وفق معايير وقيم مرعية، كما أن ازدهارها ينذر بعواقب وخيمة، من بينها تقويض أنموذج أعمال الصحافة كما نعرفها، وإنهاء عهد الصحافي المُحترف».
وحسب مراقبين فقد «أطلق فيسبوك خدمة البث المباشر في أبريل (نيسان) عام 2016، وكانت الخدمة في البداية متوفرة لمجموعات معينة قبل أن يتيحها الموقع للجميع، ومنذ إطلاقها بدأت المواقع الصحافية والإعلامية على مستوى العالم استخدامها؛ لكن استخدام هذه التقنية انتشر أخيراً في المنطقة العربية مع بدء فيسبوك منح عائدات مالية لناشري فيديوهات البث المباشر نظير بيعه إعلانات تظهر أثناء البث، حيث أعلن فيسبوك في نهاية يونيو (حزيران) 2020 عن تنسيق إعلانات تناسب فيديوهات البث المباشر، تظهر أثناء عرض الفيديو، كجزء من مساعدة منتجي المحتوى على جني الأموال».
ويعزو الخبراء لجوء بعض المؤسسات الصحافية لهذه التقنية إلى «شح الموارد المالية لبعض الصحف، حيث يدفع فيسبوك مبالغ مالية نظير المشاهدات تختلف من مكان لآخر، فعلى سبيل المثال يمكن أن يحصل الموقع نظير 100 مليون دقيقة مشاهدة على نحو 10 آلاف دولار في المتوسط». بحسب محمد فتحي، الصحافي المصري المتخصص في الإعلام الرقمي، وقال فتحي لـ«الشرق الأوسط» إن هذا القرار يعد نتاجاً طبيعياً لعشوائية إدارة اللايف، وتدفق المحتوى بشكل غزير من دون رقابة، أو تطبيق للقواعد المهنية».
وأضاف: «أدى تصدي محررين صغار السن وغير مدربين لهذه المهمة إلى حدوث أخطاء مهنية فادحة، من أبرزها انتهاك حرمة الحياة الشخصية للأفراد، وخصوصاً في جنازات المشاهير، بجانب البحث عن الموضوعات الطريفة والمسلية، وإطلاق أحكام مطلقة على بعض أصحاب المواهب الخاصة».
ورأى فتحي أن اعتماد مواقع مصرية على إطلاق خدمة «اللايف» بموقع «فيسبوك» فقط، هدفه تحقيق أرباح مادية، مشيراً إلى «تأثر هذه المواقع مالياً بتعليق هذه الخدمة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصل الجيش السوداني، الخميس، تقدمه في المعارك الدائرة في ولاية الجزيرة وسط السودان، وسيطر على بلدة «الشبارقة»، بعد انسحاب «قوات الدعم السريع»، وفق مصادر محلية.

وكانت البلدة أحد أبرز أهداف الجيش في هذه الجبهة، لأنها تمكنه من الناحية العسكرية من التقدم نحو عاصمة الولاية، مدينة ود مدني.

وحقق الجيش السوداني تقدماً كبيراً في جنوب الجزيرة، يوم الأربعاء، حيث سيطر بالكامل على مدينة «الحاج عبد الله»، وعدد من القرى المجاورة لها، فيما تحدث شهود عيان عن توغله في أكثر من قرية قريبة من ود مدني باتجاه الجنوب.

عناصر من «الدعم السريع» في منطقة قريبة من الخرطوم (رويترز)

وقالت «لجان المقاومة الشبارقة»، وهي تنظيم شعبي محلي، «إن القوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على البلدة بعد معارك طاحنة».

وأفادت في بيان على موقع «فيسبوك»، بأن الطيران الحربي التابع للجيش «لعب دوراً كبيراً في إسناد الهجوم البري، بتنفيذ ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع لمنعها من التقدم».

ووفقاً للجان، فقد «استولت القوات المسلحة على كميات من الأسلحة والذخائر كانت مخبأة داخل المنازل في البلدة».

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من قوات الجيش أمام لافتة على مدخل الشبارقة، فيما قالت مصادر أخرى، إن اشتباكات عنيفة سجلت بين قوات مشتركة من الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الجيش ضد «قوات الدعم السريع» في الأجزاء الشرقية من بلدة «أم القرى» شرق الجزيرة، على بعد نحو 30 كيلومتراً من ود مدني.

وحسب المصادر، فإن القوات المهاجمة، تتقدمها ميليشيا «درع السودان» التي يقودها القائد المنشق عن «الدعم السريع» أبو عاقلة كيكل، فشلت في استعادة البلدة خلال المعارك الشرسة التي دارت الأربعاء.

وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط»، إن المضادات الأرضية لقوات «الدعم السريع» تصدت لغارات جوية شنها الطيران الحربي للجيش على ارتكازاتها الرئيسية في وسط البلدة.

وتوجد قوات الجيش والفصائل التي تقاتل في صفوفه، على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة ود مدني، لكن قوات «الدعم» لا تزال تنتشر بكثافة في كل المحاور المؤدية إلى عاصمة الولاية.

دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)

ولم يصدر أي تصريح رسمي من «الدعم السريع»، التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» بخصوص المعارك في ولاية الجزيرة التي جاءت بعد أشهر من التخطيط من قبل الجيش الذي شنّ هجوماً برياً يعد الأوسع والأعنف، وتمكن للمرة الأولى، من التوغل بعمق والسيطرة على عدد من المواقع التي كانت بقبضة «الدعم السريع».

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، سيطرت قوات «الدعم» على 6 محليات في ولاية الجزيرة، ولم يتبق للجيش سوى محلية المناقل التي ما زالت تحت سيطرته، ويسعى عبر محورها لاستعادة الولاية كاملة.

ولكن رغم تقدم الجيش عسكرياً خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان في الجنوب... وفي حال فرض الجيش سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، فإنه بذلك سيحاصر «الدعم» في العاصمة الخرطوم من الناحية الجنوبية.

واندلعت الحرب منذ أكثر من 21 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين من منازلهم.