ارتفاع سقف التوقعات بنمو سوق قطاع الاتصالات السعودية

يفتح شهية المستثمرين العالميين لضخ استثمارات جديدة

قطاع الاتصالات السعودي مرشح لمزيد من النمو في وسط الاستجابة لتطورات التقنية (الشرق الأوسط)
قطاع الاتصالات السعودي مرشح لمزيد من النمو في وسط الاستجابة لتطورات التقنية (الشرق الأوسط)
TT

ارتفاع سقف التوقعات بنمو سوق قطاع الاتصالات السعودية

قطاع الاتصالات السعودي مرشح لمزيد من النمو في وسط الاستجابة لتطورات التقنية (الشرق الأوسط)
قطاع الاتصالات السعودي مرشح لمزيد من النمو في وسط الاستجابة لتطورات التقنية (الشرق الأوسط)

بينما سجلت السعودية المرتبة الثالثة كأسرع دولة نمواً في الاقتصاد من بين دول مجموعة العشرين، واحتلت المركز الأول عالمياً في متوسط سرعة التنزيل في «الجيل الخامس»، ارتفع سقف التوقعات لدى بعض الاقتصاديين بنمو سوق الاتصالات السعودية، الذي يعد أكبر سوق للقطاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما يفتح شهية دخول استثمارات أجنبية جديدة في السوق.
كانت السعودية والولايات المتحدة الأميركية، أبرمتا مذكرة تعاون بين البلدين في مجالات تقنيات الجيل الخامس والجيل السادس، بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز وتيرة البحث والتطوير والابتكار في المنظومة الرقمية في المملكة.
وأوضح رجل الأعمال السعودي، عبد الله المليحي، المستثمر في قطاع التقنية والاتصالات، لـ«الشرق الأوسط»، أنه سجلت قفزات في المراتب العالمية على صعيد الاتصالات، كما هو في الريادة الحكومية في قطاع الاتصالات، وفق الـ«جي إس إم أ»، مبيناً أنه في عام 2020 بلغ حجم سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة 36 مليار دولار، بنسبة نمو بلغت 7 في المائة مقارنة بعام 2019.
ولفت المليحي، إلى أن إيرادات شركات الاتصالات المدرجة في سوق الأسهم السعودية واصلت نموها للعام الرابع على التوالي، بعدما نمت خلال 2021 بنحو 9 في المائة لتصل إلى 86.4 مليار ريال (23 مليار دولار)، مقارنة بنحو 81.12 مليار ريال (21.6 مليار دولار) للعام السابق له 2020، مشيراً إلى أن السعودية تخطط للوصول لمرتبة متقدمة في مجال الاتصالات.
وشدد المليحي على أن حجم سوق تقنية المعلومات والتقنيات الناشئة بالمملكة بلغ أكثر من 17 مليار دولار بنسبة نمو بلغت 10 في المائة مقارنة بعام 2019، بينما بلغت مساهمة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الناتج المحلي الإجمالي 5.1 في المائة، مشيراً إلى أن المملكة تخطط للدخول في شراكة مع الشركات الأميركية لتطوير هذا القطاع، إذ تم توقيع عدة اتفاقيات خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمملكة الأخيرة.
وأوضح المليحي أن مذكرة تعاون جديدة تربط شركات التكنولوجيا في كل من المملكة والولايات المتحدة الأميركية، ستعزز تطبيق تقنية الجيل الخامس باستخدام شبكات الراديو المفتوحة، وتمكين تطوير الجيل السادس عبر تقنيات مشابهة، وتعزيز الشراكة في مجال البنية التحتية السحابية والتقنيات ذات الصلة، حيث يبلغ حجم تقنية المعلومات في السعودية 32.9 مليار دولار في العام الحالي.
ووفق المليحي، أصدرت شركة «بيزنس ريسيرتش كومباني»، تقريرها عن السوق العالمية الخاص بسهولة الحصول على خدمات اللاسلكي الثابت لشبكة الجيل الخامس لعام 2021 وتداعياته وفرص نموه، توقعت فيه نمو سوق الوصول إلى خدمات اللاسلكي الثابت «الجيل الخامس» من 5.39 تريليونات دولار في عام 2020، إلى 10.92 تريليونات دولار في عام 2021 وبمعدل نمو سنوي مركب «سي أ جي آر» يصل إلى 102.7 في المائة.
وبيّن أن ذلك سيعزز من نمو السوق السعودية، التوجه العالمي الأوسع، حيث تتوقع «آي دي سي» أن يرتفع إجمالي الإنفاق العالمي على الاتصالات وتقنية المعلومات من 3.86 تريليونات دولار في عام 2021 إلى 5.34 تريليونات دولار (20.03 بحلول عام 2025.
من جهته، شدد الدكتور عبد الرحمن باعشن، رئيس مركز «الشروق للدراسات الاقتصادية» بجازان السعودية، على أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات يعد المستقبل العالمي للاقتصاد الرقمي، موضحاً أن الرؤية السعودية 2030 تضمنته كمحور رئيسي للتنمية والتحول الاقتصادي، حيث اتخذت خطوات في جذب استثمارات كبيرة في هذا القطاع.
وأشار إلى أن أهم إحدى أهم الاتفاقيات التي وقعتها الرياض مع واشنطن خلال زيارة الرئيس جو بايدن للمملكة أخيراً، والبالغ عددها 18 اتفاقية، اتفاقية التعاون بمجال قطاع التكنولوجيا والاتصالات.
وتوقع باعشن أن تشهد المملكة خلال الفترة المقبلة تدفقاً استثمارياً أميركياً كبيراً في مجال سوق الاتصالات، مشيراً إلى أن السعودية تعد أضخم سوق تقنية ورقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ40 مليار دولار، وتعد ثاني أسرع دولة نمواً في تقرير التنافسية الرقمية حسب المنتدى الاقتصادي العالمي، وضمن أسرع 10 دول نمواً في التقنيات المالية والمحتوى الرقمي والتجارة الإلكترونية.
وشدد باعشن على أن المملكة تتجه قدماً نحو تطوير قطاع الاتصالات والإنترنت، حيث بلغ حجم التغطية في السعودية إلى نسبة 99 في المائة بالسعودية، في ظل دخول تقنية «الفنتك» المالية ومدفوعات عن طريق الجوال، كإحدى أدوات الاستثمار في القطاع، الأمر الذي يمهد الطريق أمام مزيد من التقنية والاستثمار فيها من الجانب الأميركي.
ولفت باعشن إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها أخيراً بين الرياض وواشنطن في جدة، بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، ستجد دعماً سخياً من الحكومة السعودية، لمقابلة مستحقات الاقتصاد الرقمي كإحدى أهم آليات الدفع بالعلاقات الاستراتيجية في الجانب الاقتصادي بين البلدين بالقطاع.


مقالات ذات صلة

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد تتولى الهيئة الملكية لمدينة الرياض تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة بالعاصمة السعودية (الهيئة)

«بارسونز» الأميركية تفوز بعقد قيمته 53 مليون دولار لبرنامج الطرق في الرياض

فازت شركة «بارسونز» الأميركية بعقد لإدارة تطوير شبكة الطرق بالرياض، في وقت تستعد العاصمة السعودية لاستضافة «إكسبو 2030» وكأس العالم لكرة القدم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
TT

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة، يوم الأربعاء، حيث لم تظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ، وسط آمال بتخفيف القيود التنظيمية في ظل رئاسة دونالد ترمب ومراهنات على نمو الأرباح المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الأرباع المقبلة. ارتفع المؤشر الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 1.6 في المائة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 20001.42 نقطة. وقد قفز بأكثر من 33 في المائة هذا العام متفوقاً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي، ومؤشر داو جونز الصناعي، حيث أضافت شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«أبل»، مزيداً من الثقل إلى المؤشر بارتفاعها المستمر. وتشكل الشركات الثلاث حالياً نادي الثلاثة تريليونات دولار، حيث تتقدم الشركة المصنعة للآيفون بفارق ضئيل. وسجّل المؤشر 19 ألف نقطة للمرة الأولى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما حقّق دونالد ترمب النصر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واكتسح حزبه الجمهوري مجلسي الكونغرس.

ومنذ ذلك الحين، حظيت الأسهم الأميركية بدعم من الآمال في أن سياسات ترمب بشأن التخفيضات الضريبية والتنظيم الأكثر مرونة قد تدعم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأن التيسير النقدي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي الاقتصاد الأميركي في حالة نشاط.