نعم أو لا... اختبار حاسم للرئيس التونسي بعد الاستفتاء على الدستور الجديد

المعارضة انتقدت «افتقاده للمسار التشاركي والحوار مع مكونات المجتمع»

تونسيون يرفعون لافتات تعبر عن رفضهم للاستفتاء على الدستور الجديد (أ.ف.ب)
تونسيون يرفعون لافتات تعبر عن رفضهم للاستفتاء على الدستور الجديد (أ.ف.ب)
TT

نعم أو لا... اختبار حاسم للرئيس التونسي بعد الاستفتاء على الدستور الجديد

تونسيون يرفعون لافتات تعبر عن رفضهم للاستفتاء على الدستور الجديد (أ.ف.ب)
تونسيون يرفعون لافتات تعبر عن رفضهم للاستفتاء على الدستور الجديد (أ.ف.ب)

(تحليل سياسي)
عندما ينتهي التونسيون من التصويت على مشروع الدستور الجديد في الاستفتاء الشعبي يوم غد (الاثنين)، سوف يتعين على الرئيس قيس سعيد بعد ذلك إثبات عكس ما كان يؤمن به في السابق حول وظائف الاستفتاء في الأنظمة العربية، حيث قال عام 2017 في إحدى مداخلاته، إن الاستفتاءات في العالم العربي «ليست سوى أداة من أدوات الديكتاتورية المتنكرة»، موضحاً أنه يتمنى أن يشهد استفتاء سلبياً في بلد عربي.
بعد صعوده إلى الرئاسة بأغلبية ساحقة في الدور الثاني من انتخابات 2019، بدا واضحاً أن الرئيس سعيد يعد تدريجياً للانتقال إلى نظام حكم جديد، طالما لمح إليه في حملته الانتخابية، بعد سلسلة من الأزمات السياسية والدستورية المستحكمة مع الحكومة والبرلمان، ساعدت كثيراً في تعبيد الطريق للإطاحة بجميع خصومه من مؤسسات السلطة. ولا يبدو الرئيس مستعداً اليوم لرؤية مشروعه السياسي يتهاوى، من خلال مشروع الدستور الجديد الذي، وضع بصمته الكاملة عليه، ولقي انتقادات بشأن افتقاده إلى المسار التشاركي والحوار مع باقي مكونات المجتمع التونسي، وقد جاءته سهام النقد حتى من أقرب مستشاريه في اللجان المكلفة إعداد مشروع الدستور.
وعلى الرغم من حملة المقاطعة للاستفتاء، والتحفظات المعلنة من قبل الطيف الأكبر من المعارضة بشأن ما جاء في الدستور الجديد، الذي منح صلاحيات واسعة للرئيس، فإنه يتوقع أن يكون سلوك قيس سعيد بعد إعلان النتائج المرتقبة مؤشراً للجزم بما إذا كان الاستفتاء أداة فعلية للديكتاتورية، أم عكس ذلك. وتشمل حالة الترقب بشكل خاص مصير عهدات الرئيس سعيد في منصبه.
بهذا الخصوص يقول أستاذ القانون الدستوري في كلية العلوم القانونية بتونس، عطيل ظريف، لوكالة الأنباء الألمانية، إن «الوضع الطبيعي والقانوني عند فوز (نعم) في الاستفتاء هو أن يتبع اعتماد دستور جديد الإعلان عن انتخابات رئاسية»، مضيفاً أنه «إذا قرر الرئيس إكمال عهدته، معتمداً على دستور 2014، قبل بدء العد الجديد في مشروع الدستور الجديد، فإنه يكون قد سمح لنفسه البقاء في المنصب مدة أطول مما هو مسموح له قانونياً».
ويتابع أستاذ القانون الدستوري موضحاً أن الدستور «لا يتضمن حكماً انتقالياً يتعلق بالانتخابات الرئاسية. المسألة سياسية تتوقف على سرعة رد فعل الرئيس، فقد يعلن مثلاً انتخابات رئاسية متزامنة مع الانتخابات التشريعية المقررة في 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل».
من جهتها، قالت سلسبيل القليبي، أستاذة القانون الدستوري وعضوة بالجمعية التونسية للقانون الدستوري، لوكالة الأنباء الألمانية، إن «الأحكام الانتقالية غير واضحة وجاءت مقتضبة. وهناك عدة احتمالات، إذ يمكن للرئيس إكمال المدة الأولى، ثم يرشح نفسه للعهدة الثانية. كما أنه ليس هناك ما يمنع الرئيس من تصفير العداد مع بدء سريان الدستور الجديد».
في سياق ذلك، يستبعد عد من المراقبين فشل التصويت على مشروع الدستور، رغم حملة المقاطعة من المعارضة، وضعف نسبة المشاركة المتوقعة. لكن من الناحية السياسية والأخلاقية يتفق الخبيران في القانون الدستوري على ضرورة أن يبادر الرئيس بالاستقالة، ويعلن عن انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة. ويستند فقهاء القانون الدستوري في ذلك إلى استقالة الرئيس الفرنسي الراحل، الجنرال شارل ديغول، من منصبه بعد استفتاء عام 1969 لتطبيق اللامركزية في فرنسا، وحصوله على نسبة تأييد بـ47.59 في المائة من الأصوات المصرح بها.
وأضافت القليبي أنه «يتعين على الرئيس أن يقرأ نتائج رفض الدستور بأن يعلن استقالته، ويدعو إلى انتخابات مبكرة رئاسية وبرلمانية. ومع ذلك فإن الاحتمالات تظل متعددة، والأحكام الانتقالية لا تقدم أجوبة صريحة عما يترتب من رفض الدستور في الاستفتاء». تجدر الإشارة إلى أن الرئيس، الذي اعتمد على دعم مؤسستي الأمن والجيش القويتين عند إعلان التدابير الاستثنائية قبل عام، لم يشِر إلى أي فرضية في خطاباته إذا سقط مشروع الدستور. كما أنه ليس واضحاً ما إذا كانت سياسة الأمر الواقع، التي اعتمدها لنحو عام ونجح من خلالها في تحييد المعارضة، ستصمد، أم لا، في حال فازت «لا».
بهذا الخصوص، يقول ظريف إن «الخطر هنا يكمن في بقاء الرئيس رغم عدم مشروعيته. ونخشى هنا من إمكانية حدوث اضطرابات قد تفتح الباب لتدخل الجيش مثلاً. كما أننا لا نعرف الاحتمالات الممكنة. والسؤال هو ما إذا كان الرئيس سيحافظ على دعم المؤسستين الأمنية والعسكرية عند إسقاط الدستور الجديد، أم لا».
وفي ظل الغموض القانوني عند إسقاط الدستور، وصعوبة العودة سياسياً وواقعياً إلى البرلمان المنحل، ومؤسسات ما قبل 25 يوليو (تموز) 2021، فإن الأقرب للقانون والمنطق، وفق القليبي، هو البقاء تحت سقف دستور 2014 المعلق، واستمرار الرئيس في المنصب إلى حين انتخاب برلمان ورئيس (في حال استقالة الرئيس)، ورفع التدابير الاستثنائية في البلاد. لكن القليبي تقول إن الأمر يتعلق بقراءات مختلفة، وإن عدة احتمالات تظل واردة.
في غضون ذلك، لا تزال المعارضة تتهم الرئيس قيس سعيد بالتأسيس لحكم فردي، والاستحواذ على سلطات واسعة في مؤشر على نسف الديمقراطية، ومبدأ التداول على الحكم، كما كان الحال في حقبتي الرئيسين الراحلين الحبيب بورقيبة، ومن بعده زين العابدين بن علي قبل ثورة 2011.
لكن الرئيس سعيد نفى أي نوايا للعودة إلى الديكتاتورية، مستنداً إلى نص في مشروع الدستور الجديد يقيد البقاء في منصب الرئاسة لفترة لا تتجاوز عهدتين، من خمس سنوات متصلتين، أو منفصلتين، ولا يمكن تعديل الفصل. في هذا السياق، تقول القليبي إن «القراءة العقلانية والقانونية هي أن الدستور لا يقبل أكثر من عهدتين في منصب الرئاسة. والأمر الجديد في هذا الدستور أنه وضع منعاً صريحاً لأي تعديل في هذا الفصل عكس دستور 1959 بعد الاستقلال».
لكن الخبيرة الجامعية والزميلة السابقة للرئيس سعيد في كلية العلوم القانونية، لا ترى في هذا المنع ضمانة مطلقة، وذلك بالعودة إلى سوابق الرئيس سعيد مع دستور 2014، ومع مسودة الدستور الجديد، حيث نشر نسخة أولى يوم 30 يونيو (حزيران) الماضي، ثم نسخة ثانية مصححة يوم 8 يوليو (تموز) الحالي، دون أي سند قانوني.
وبدوره، يقول عطيل ظريف: «دستورياً لا يمكن تعديل الفصل، لكن سياسياً يمكن توقع كل شيء».


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

«النواب» الليبي يتلقى ملفات مرشحين لـ«الحكومة الجديدة»

من جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (مكتب صالح)
من جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (مكتب صالح)
TT

«النواب» الليبي يتلقى ملفات مرشحين لـ«الحكومة الجديدة»

من جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (مكتب صالح)
من جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (مكتب صالح)

في تطور مفاجئ، أكد مجلس النواب الليبي بدء تلقيه ملفات المرشحين لرئاسة «الحكومة الجديدة» التي سيوكل إليها مهام إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة. وفي غضون ذلك، دافع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، مجدداً عن بقائه في منصبه، وما وصفه بـ«إنجازات» حكومته.

عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)

وقال فتحي المريمي، المستشار الإعلامي لعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، في بيان مقتضب، اليوم الثلاثاء، إن الأخير تلقى ملفات عدد من المرشحين لرئاسة «الحكومة الجديدة»، وفق ما تم الاتفاق عليه في هذا الشأن سابقاً بين مجلسَي «النواب» و«الدولة» في شروط الترشح لمنصب رئيس الحكومة.

وكان أعضاء في المجلس قد أبلغوا وسائل إعلام محلية بأن بعض المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة حصلوا على تزكيات، وأكدوا إنهاء مجلس الدولة مهامه بشأن هذا الملف، بينما لم يعلق عبد الله بليحق، الناطق باسم مجلس النواب على هذا الأمر.

في المقابل، لم يصدر أي تأكيد من مجلس الدولة لهذه التطورات؛ لكن رئيسه محمد تكالة أعلن أنه بحث مساء الاثنين مع سفير بريطانيا، مارتن لونغدن، العلاقات المشتركة بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها، كما تمت مناقشة الوضع السياسي الليبي والحلول التي قد تتم بعد استقالة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي وتكليف نائبته.

من جهته، استغل الدبيبة حضوره، الثلاثاء، الاجتماع الرابع لمجلس وزراء الشباب والرياضة بتجمع دول الساحل والصحراء في العاصمة طرابلس، للتأكيد على أن حكومته «حققت نجاحات لمسها كل المواطنين»، أهمها رفع جودة خدمات الكهرباء والصحة والبنية التحتية والتعليم وبرامج الإقراض.

وقال إنها «نجحت أيضاً في نزع فتيل الاقتتال»؛ مشيراً إلى أن ما وصفه بـ«نجاحه الأكبر تمثل في الحد من فرص اندلاع الصراع والحروب». وشدد على دفع عجلة الاقتصاد، والحد من إمكانية ​اندلاع الحروب والصراعات، ودعم المصالحة الوطنية الشاملة بين الليبيين؛ مشيراً إلى عمل حكومته على دعم هذه المصالحة، وإنهاء الانقسامات، وتحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي.

الدبيبة مع وزراء الشباب والرياضة بدول «الساحل والصحراء» (حكومة الوحدة)

وبعدما دعا إلى الإسهام في بناء ليبيا الموحدة، وحث الدول المشاركة في الاجتماع على دعم الاستقرار، تعهد الدبيبة بتقديم الدعم لإعادة عمل الأمانة التنفيذية لدول الساحل والصحراء من طرابلس.

من جهة أخرى، أعلنت إدارة إنفاذ القانون بإدارة العمليات الأمنية بوزارة الداخلية في حكومة «الوحدة» ضبط 4 مصريين حاولوا التسلل إلى تونس، والدخول بطريقة غير مشروعة. وقالت إن عناصرها المكلفة بتأمين معبر راس جدير الحدودي مع تونس، تمكنت بتعاون مع الغرفة العسكرية والحرس البلدي من ضبط هؤلاء الأربعة، خلال محاولتهم الدخول من خلف المعبر، مشيرة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، وإحالتهم إلى مقر الغرفة الأمنية المشتركة بالعسة لاستكمال الإجراءات حيالهم.

وكانت الإدارة قد أعلنت وصول مجموعة جديدة من عناصرها إلى المعبر، لتسلم مهام تأمينه، والمناوبة عن الأعضاء الموجودين داخله، واستبدال المهام، ومباشرتهم عملهم فور وصولهم.

جانب من لقاء تكالة مع سفير بريطانيا (المجلس الأعلى للدولة في ليبيا)

بدورها، قالت وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة»، إن اجتماعاً موسعاً عُقد في طرابلس مع مسؤولين أوروبيين، خلص إلى ضرورة تكاتف الجهود، وتطوير الآليات والأدوات المستخدمة في التصدي لظاهرة الهجرة غير المشروعة، بما يتماشى مع الظروف السياسية والأمنية الراهنة التي تشهدها منطقة الساحل الأفريقي، وما يترتب عليها من تحديات وصعوبات.

وأوضحت الوزارة أن الاجتماع الذي تم عبر تقنية الفيديو بين خبراء مفوضية الاتحاد الأوروبي والخبراء الليبيين الممثلين لوزارتي الدفاع والداخلية ورئاسة الأركان، والأجهزة الأمنية التابعة، ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، ورئيس «اليوبام» يان فيشيتال، ناقش المستجدات والتطورات المتعلقة بملف الهجرة غير الشرعية، والظواهر السلبية المصاحبة لها.

في شأن مختلف، أعلنت سفارة هولندا تضامنها مع بعثة الأمم المتحدة، في المطالبة بإجراء تحقيق شفاف وعادل، بشأن تصفية الناشط السياسي، سراج دغمان، خلال احتجازه في معسكر الرجمة العسكري، وطالبت أيضاً بضرورة احترام سيادة القانون، ووقف عمليات الاختطاف والاختفاء القسري، والاعتقالات التعسفية.

وتزامن ذلك مع إعلان الصديق الكبير، محافظ مصرف ليبيا المركزي، أنه ناقش مع بيناديكت أوراماه، رئيس البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير، بالعاصمة الأميركية واشنطن، أهداف وأغراض البنك الأفريقي، ودوره في تشجيع ودعم صادرات السلع المنتجة بين الدول الأفريقية، وإطلاق نظام للمدفوعات والتسويات المالية بين دول القارة الأفريقية، واستكمال عضوية دولة ليبيا ومساهمتها بالبنك، وكذا الفرص الاستثمارية ومجالات التعاون المشتركة.


ساحلي مرشح «رئاسيات» الجزائر: الانتخابات ليست محسومة لتبون

ساحلي رئيس حزب «التحالف الوطني الجمهوري» (موقع الحزب)
ساحلي رئيس حزب «التحالف الوطني الجمهوري» (موقع الحزب)
TT

ساحلي مرشح «رئاسيات» الجزائر: الانتخابات ليست محسومة لتبون

ساحلي رئيس حزب «التحالف الوطني الجمهوري» (موقع الحزب)
ساحلي رئيس حزب «التحالف الوطني الجمهوري» (موقع الحزب)

على عكس كثير من المشتغلين بالسياسة في الجزائر، لا يرى مرشح انتخابات الرئاسة، الوزير السابق بلقاسم ساحلي، أن استحقاق السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل «مغلق»، ولا يعد أن الجيش حسم نتيجتها للرئيس الحالي عبد المجيد تبون، الذي أوحى برغبته بتمديد حكمه.

وقال ساحلي (49 سنة) في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، جرت بمكتبه بالعاصمة، إن «لعبة الانتخابات ليست مغلقة ولا مفتوحة وفق المعايير السويسرية... هناك توازنات يتم مراعاتها في استحقاقات الرئاسة ببلادنا، وقد قلت في خطاب إعلان ترشحي إن الانتخابات المقبلة يجب أن تحترم أربعة شروط لكي تضمن النجاح: توازنات وتوافقات وتفاهمات وتصالحات».

أهمية التوازنات

بالنسبة لـ«التوازنات»، تكون حسب ساحلي، بين المؤسسات المدنية والعسكرية، «فالجيش شئنا أم أبينا، ما زال يملك كلمة في الانتخابات لاعتبارات دستورية وتاريخية. كما أن هناك توازنات خارجية تتمثل في مصالحنا مع الدول، على رئيس البلاد أن يراعيها. ولا يمكن مثلاً أن تفضي الانتخابات إلى وضع مستقر، إذا تفاقمت المشاكل مع فرنسا، بحكم حجم جاليتنا هناك». مؤكداً أن «التفاهمات»، تعني أن الرئيس «لا يمكنه أن يسيّر الشأن العام بمفرده؛ لأن التحديات التي تواجه البلاد، تتطلب إشراك الجميع لتجاوزها بسلام. وقد أطلقت فكرة بهذا الخصوص، مفادها أن الرئيس المقبل ينبغي أن تكون له قاعدة سياسية موسعة، وحكومة وحدة وطنية، حتى يمكنه حل المشكلات وتخطي الأزمات».

مرشح انتخابات الرئاسة الوزير السابق بلقاسم ساحلي «موقع التحالف الوطني الجمهوري»

ويفهم من «التوافق»، حسب ساحلي، «التقارب بين الشركاء السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين حول أولويات الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وضرورة توسيع القاعدة السياسية والشعبية للحكم بهدف تقاسم الأعباء وتكاليف الإصلاح، لا سيما في شقه الاجتماعي، لأن البلاد تحتاج إلى إصلاحات لها تكلفة اجتماعية، يجب تحضير الرأي العام لتقبلها، وتحمل أعبائها بشكل عادل».

أما بخصوص «التصالح»، فيعني به ساحلي «إطلاق مصالحة في عدة اتجاهات». ويطرح هذا المفهوم منذ مدة غير قصيرة في أوساط السياسيين وأصحاب المال، على أساس أن هناك توجهاً للإفراج عن وجهاء من النظام، أدانتهم المحاكم بأحكام ثقيلة بالسجن، بناء على تهم فساد مرتبطة بفترة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019).

وقال ساحلي بهذا الخصوص: «ليس شرطاً أن يتم الإفراج عنهم. ما أريد قوله من هذا هو التصالح مع تاريخنا، وأن نتوقف عن المتاجرة بذاكرتنا خاصة في علاقتنا مع المستعمر. كما أقصد بذلك تصالحاً سياسياً، إذ لا يمكن أن تزعم أنك ترغب في تمتين الجبهة الداخلية، بينما تمارس ضدي الغلق السياسي».

تحدي الترشح

ويرأس ساحلي حزباً يسمى «التحالف الوطني الجمهوري»، رشحته للرئاسة ستة أحزاب تعد صغيرة. وكان ساحلي وزيراً للمهاجرين في الخارج لفترة قصيرة عام 2011، وهو محسوب على «مرحلة بوتفليقة»، التي يتعاطى معها الفريق الموجود في الحكم حالياً على أنها «رمز للفساد»، فيما لا يرى ساحلي أن ذلك يمكن أن يشكل «عقدة» لديه، وهو مقبل على خوض الانتخابات.

ومن شروط الترشح للرئاسة جمع 50 ألف توقيع فردي بـ29 ولاية من أصل 50. على ألا يقل عدد الإمضاءات عن 1200 بكل ولاية، أو جمع 600 توقيع لمنتخبين محليين. لكنّ كثيراً من المترشحين يعجزون عن الوفاء بهذا الشرط. أما ساحلي فيرى أن «التحدي صعب ومستحيل»، ويجزم بأنه جمع النصاب المطلوب عندما ترشح لانتخابات 2019 «لكنّ يداً آثمة أقصتني سياسياً».

مرشح انتخابات الرئاسة بلقاسم ساحلي يدلي بتصريحات لوسائل الإعلام المحلية (موقع التحالف الوطني الجمهوري)

ويصنف ساحلي نفسه بأنه «مرشح الديمقراطيين»، ويرى أن «التيار المحافظ أخذ أماكن في مؤسسات الدولة، منذ أيام الحراك خاصة في غياب التيار الديمقراطي، كما صنع له وجوداً في البرلمان، وربما له تأثير أيضاً على التوجهات الدبلوماسية للبلاد، وهذا خطر برأينا لأنه أحدث خللاً في التوازنات داخل الدولة».

وبرأي المترشح: «ما زالت الانتخابات حتى الآن مفتوحة، وأرى أن حظوظنا فيها قائمة. لكني حريص على التأكيد بأن هدفي ليس الفوز بكرسي الرئاسة، بقدر ما أبتغي رد الاعتبار للعمل السياسي. كما أن هدفي أيضاً هو أن يعود التيار الديمقراطي إلى أداء دوره في المشهد العام». مضيفا أن «هناك من يقول إننا تفاوضنا مع السلطة من أجل الترشح لمرافقة مرشحها نحو الفوز بالانتخابات. كما يقال عنا بأن جهة في السلطة حرّكتنا ضد الرئيس. لكن الحقيقة هي أننا أصحاب قناعات ونملك قرارنا بأيدينا، وهذا لا ينفي أن لدينا تواصلاً مع السلطة السياسية والمؤسسات الأمنية. هذا أمر لا نخفيه، ولكن لا أحد يملي علينا ما نفعل».

وكانت «مجلة الجيش»، لسان حال القيادة العسكرية، قد أثنت في عدد يناير (كانون الثاني) الماضي على حصيلة الولاية الأولى للرئيس عبد المجيد تبون، ودعت بشكل غير مباشر إلى التمديد له.

وحول ما إذا كان الجيش قد حسم نتيجة الاستحقاق لتبون، حتى قبل أن يعلن ترشحه، قال ساحلي: «لا أعتقد أن مجلة الجيش معبرة بشكل حاسم عن مآل الانتخاب. هناك عدة مؤشرات توحي بوجود ارتباك، ولا تدل على الثقة والطمأنينة».

وفي خطاب الإعلان عن الترشح للرئاسة، انتقد ساحلي «حالة الجمود السياسي والغلق الإعلامي»، داعياً إلى «تجاوزها». وقال بهذا الخصوص إن «حالة الإغلاق لا تتحلمها السلطة وحدها مع أذرعها، بل أيضاً الأحزاب السياسية التي دخلت بيوتها، وباتت مستكينة. وحتى أكون موضوعياً، فإن مسؤولية حالة الإغلاق في البلاد جماعية، وإدراك أهمية تجاوزها يجب أن يكون جماعياً أيضاً. بمعنى يجب أن يدرك الجيش والرئاسة والأحزاب والإعلام والنخبة، بأن الحالة التي نعيشها خطيرة. فالمواطن حالياً في تيه، فلا هو متأكد بأن إنجازات تحققت فعلاً، ولا يعرف كيف ينقل النقائص الموجودة إلى أصحاب الحل. وفي هذا الوضع تحديداً، يجب أن تبرز مؤسسات وساطة بوصفها جسراً بين المواطن وأصحاب القرار، وهي اليوم غير موجودة».

وتابع ساحلي مبرزاً أن الغلق أمام الأحزاب «ينجم عنه غياب تنشئة وتكوين كوادر، وهذا ينجر عنه فشل في التسيير، وهو حال بعض الوزارات، التي تعاني من العجز. وعندما يفشل السياسيون سيجد الجيش نفسه حتماً في الواجهة، وقد قلت مؤخراً إن الجيش بات في المشهد بشكل مبالغ فيه».


مصر: إنقاذ سفينة بضائع من الغرق بقناة السويس

سفينة بضائع ترفع علم تنزانيا كادت تغرق قبل عبورها القناة المصرية (هيئة قناة السويس المصرية)
سفينة بضائع ترفع علم تنزانيا كادت تغرق قبل عبورها القناة المصرية (هيئة قناة السويس المصرية)
TT

مصر: إنقاذ سفينة بضائع من الغرق بقناة السويس

سفينة بضائع ترفع علم تنزانيا كادت تغرق قبل عبورها القناة المصرية (هيئة قناة السويس المصرية)
سفينة بضائع ترفع علم تنزانيا كادت تغرق قبل عبورها القناة المصرية (هيئة قناة السويس المصرية)

قالت هيئة قناة السويس المصرية، الثلاثاء، إن وحدات الإنقاذ التابعة لها نجحت في إنقاذ سفينة بضائع ترفع علم تنزانيا من الغرق قبل عبورها للقناة.

وأضافت، في بيان، أن طاقم السفينة المؤلف من 12 فرداً بخير، وأن العمل يجري حالياً على معاينة الحالة الفنية للسفينة التي أرسلت استغاثة فور دخولها منطقة الانتظار الشمالية للسفن، عند مدخل «غاطس» بورسعيد، قبل انضمامها لقافلة الشمال لعبور قناة السويس.

يبلغ طول السفينة التي ترفع علم تنزانيا 94 متراً، وعرضها 15 متراً، وغاطسها 6 أمتار، بحمولة 3 آلاف طن، قادمة من لبنان ومتجهة إلى ميناء الأدبية (مصر).

وتشكّل عائدات القناة أحد أبرز مصادر النقد الأجنبي في مصر؛ لكنها تشهد تراجعاً في الأشهر الأخيرة بسبب اضطراب حركة الملاحة في البحر الأحمر، نتيجة هجمات المتمرّدين الحوثيين.

ووفق رئيس هيئة قناة السويس المصرية، الفريق أسامة ربيع، فإن إيرادات الممر الملاحي الدولي تراجعت من 804 ملايين دولار سُجلت في يناير (كانون الثاني) العام الماضي، إلى 428 مليون دولار خلال الشهر نفسه هذا العام، بعجز نسبته 46 في المائة، عازياً ذلك إلى أزمة الملاحة في البحر الأحمر.

وتستهدف الهيئة -حسب ربيع- تنويع مصادر الدخل بإقامة مشروعات لوجيستية وبحرية تخدم حركة التجارة العالمية في المنطقة، بما يعزز من المكانة الرائدة لقناة السويس، ويدعم تحولها محوراً إقليمياً لتقديم الخدمات البحرية واللوجيستية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وفي مارس (آذار) الماضي، أعلن ربيع دراسة مشروع للازدواج الكامل للمجرى الملاحي للقناة.


«اتحاد الشغل» التونسي يهدّد بإضراب عام بسبب «التدفق الكبير» للمهاجرين

مهاجرون أفارقة بعد بدئهم رحلة نحو سواحل إيطاليا انطلاقاً من شواطئ تونس (أ.ف.ب)
مهاجرون أفارقة بعد بدئهم رحلة نحو سواحل إيطاليا انطلاقاً من شواطئ تونس (أ.ف.ب)
TT

«اتحاد الشغل» التونسي يهدّد بإضراب عام بسبب «التدفق الكبير» للمهاجرين

مهاجرون أفارقة بعد بدئهم رحلة نحو سواحل إيطاليا انطلاقاً من شواطئ تونس (أ.ف.ب)
مهاجرون أفارقة بعد بدئهم رحلة نحو سواحل إيطاليا انطلاقاً من شواطئ تونس (أ.ف.ب)

هدّد الاتحاد الجهوي التونسي للشغل في مدينتي العامرة وجبنيانة بولاية صفاقس بشن إضراب عام؛ احتجاجاً على ما عدّه «تدفقاً كبيراً» للمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وتداعيات ذلك على الحياة العامة في الجهة.

وأصبحت المناطق الريفية في العامرة وجبنيانة وجهة الآلاف من المهاجرين، بعد فرض السلطات في 2023 قيوداً على تواجدهم في الشوارع والساحات العامة بمدينة صفاقس؛ بسبب أعمال عنف مع السكان المحليين.

وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الألمانية، فقد قال الاتحاد المحلي للشغل في العامرة وجبنيانة، في بيان له اليوم (الثلاثاء)، إنه «يتابع بانشغال شديد الوضع الاجتماعي المتردي منذ أشهر عدّة، على أثر توافد أعداد كبيرة لأفارقة جنوب الصحراء، وما نتج من ذلك من تبعات خطيرة في مختلف المجالات الصحية والبيئية والاجتماعية». وتابع البيان موضحاً: «تشير المعطيات والأحداث التي جدت في الأيام الأخيرة في العامرة وجبنيانة إلى تفاقم الأمر، والوصول إلى مرحلة العنف والاعتداء على الأشخاص والممتلكات الخاصة». وتنتشر خيام المهاجرين في الحقول ومزارع الزيتون في الجهة، ويتطلع أغلبهم إلى عبور البحر الأبيض المتوسط نحو الجزر الإيطالية القريبة عبر مهربي البشر. وبهذا الخصوص، قال الاتحاد إن رفض الأهالي في العامرة وجبنيانة الوجود المكثف للأفارقة «لا علاقة له بأي نظرة عنصرية»، مطالباً السلطات بـ«إيجاد حلول جذرية تضمن كرامة الوافدين الأفارقة من ناحية، والحق الطبيعي في الحياة الآمنة لعموم الأهالي من ناحية ثانية».

الرئيس التونسي مستقبلاً رئيسة الحكومة الإيطالية للتباحث عول أزمة الهجرة السرية (أ.ب)

وتجري إيطاليا عمليات تنسيق أمنية مكثفة مع تونس للحد من تدفقات المهاجرين عبر سواحلها. وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني خلال زيارتها تونس الأسبوع الحالي عن مساعدات بأكثر من 100 مليون يورو.

في سياق متصل، بدأت قوات الأمن التونسية، اليوم، تفكيك مخيمات مؤقتة لمهاجرين غير شرعيين، يحلمون بالوصول إلى أوروبا بالعامرة وجبنيانة التابعتين لولاية صفاقس. وقالت إذاعة «ديوان إف إم»، التي تبث من صفاقس: «تشهد مدينتا العامرة وجبنيانة من ولاية صفاقس حملة أمنية كبرى تنفذها مختلف أسلاك الأمن والحرس الوطنيين، حيث تمت إزالة خيام المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء». والعام الماضي رحّلت السلطات التونسية عدداً كبيراً من المهاجرين غير الشرعيين من مدينة صفاقس، بعد اندلاع اشتباكات مع الأهالي. وانتقل هؤلاء المهاجرون إلى العامرة وجبنيانة، ونصبوا خياماً في مزارع الزيتون بالجهة.

في غضون ذلك، قالت الإدارة العامة للحرس الوطني في تونس، اليوم، إن قواتها البحرية انتشلت جثث 19 مهاجراً غير شرعي قبالة سواحل صفاقس. وقالت في بيان إن أعمال البحث بإقليمي الحرس الوطني بصفاقس والوسط أسفرت خلال آخر 24 ساعة عن «انتشال عدد 19 جثة آدمية تمت إحالتها على بيت الأموات»، بحسب تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأصبحت سواحل صفاقس، التي تبعد نحو 150 كيلومتراً عن إيطاليا، منصة لانطلاق قوارب المهاجرين غير النظاميين الساعين للوصول إلى أوروبا، لكنها تنتهي في الكثير من الأحيان بغرق القوارب.


انطلاق فعاليات اللجنة العسكرية الإيطالية - التونسية المشتركة

غيدو كروزيتو وزير الدفاع الإيطالي (أ.ف.ب)
غيدو كروزيتو وزير الدفاع الإيطالي (أ.ف.ب)
TT

انطلاق فعاليات اللجنة العسكرية الإيطالية - التونسية المشتركة

غيدو كروزيتو وزير الدفاع الإيطالي (أ.ف.ب)
غيدو كروزيتو وزير الدفاع الإيطالي (أ.ف.ب)

في زيارة حملت الكثير من التساؤلات حول غاياتها وأهدافها، وتزامنت مع الاجتماع التشاوري الثلاثي بين تونس والجزائر وليبيا الذي نظم أمس (الاثنين) بالعاصمة التونسية، حل اليوم (الثلاثاء) غيدو كروزيتو، وزير الدفاع الإيطالي بالعاصمة التونسية، مرفوقاً بوفد عسكري رفيع المستوى للمشاركة في اجتماع اللجنة العسكرية الإيطالية - التونسية المشتركة.

وتأتي زيارة وزير الدفاع الإيطالي بعد أسبوع واحد من زيارة جورجيا ميلوني، رئيسة الحكومة الإيطالية في 17 من أبريل (نيسان) الحالي، رفقة وزير الداخلية ووزيرة الجامعات، والتي تمخضت عن توقيع عدد من الاتفاقيات، والإعلان عن زيارات منتظرة لوزراء الدفاع والثقافة والتعليم العالي، كما صرحت بذلك ميلوني، مؤكدة أن الحكومة الإيطالية سيكون لها حضور مستمر في تونس للمساعدة على تجاوز عدد من الملفات الشائكة بين البلدين، وعلى رأسها مشكل الهجرة غير النظامية.

وتندرج زيارة وزير الدفاع الإيطالي في إطار المشاركة في الاجتماع الخامس والعشرين للجنة العسكرية الإيطالية - التونسية المشتركة، بحسب وكالة «نوفا» الإيطالية.

وضمن برنامج الزيارة، لقاء يجمع الوزير الإيطالي كروزيتو بنظيره التونسي عماد مميش، الذي سيبحث معه احتياجات التعاون الثنائي، خاصة في مكافحة الهجرة غير النظامية والكشف عن شبكات الاتجار بالبشر.

وكانت إيطاليا قد أعلنت عن استعدادها لدعم تونس في مجالات التدريب المختلفة، وتبادل المهارات والمساعدة الفنية، وتوريد المعدات في مختلف القطاعات التشغيلية.

كما تأتي زيارة وزير الدفاع الإيطالي في إطار استضافة تونس بداية من أمس، للمرة الرابعة على التوالي، فعاليات التمرين العسكري المشترك «الأسد الأفريقي 24»، الذي تنظمه القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، ويشارك في هذا التمرين جيوش من 20 دولة، بما في ذلك وحدات لحلف الأطلسي (الناتو).

يذكر أن الأميرال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، زار هو الآخر تونس في 17 من أبريل الحالي في إطار جولة بالمنطقة، وتمخض لقاؤه مع نبيل عمار، وزير الخارجية التونسية، عن اتفاق الطرفين على تكثيف الحوار السياسي المنتظم بينهما لـ«وقف التهديدات».

وأوردت وزارة الخارجية التونسية على موقعها الرسمي أن تونس ومنظمة حلف شمال الأطلسي بحثتا التحديات الكبرى، التي تواجه دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وسبل التعامل معها في إطار الحوار المتوسطي، الذي يتم الاحتفاء هذه السنة بالذكرى الـ30 لإنشائه.


مقتل متشدد جنوب العاصمة الجزائرية

سلاح وأغراض المتشدد الذي قتله الجيش (وزارة الدفاع الجزائرية)
سلاح وأغراض المتشدد الذي قتله الجيش (وزارة الدفاع الجزائرية)
TT

مقتل متشدد جنوب العاصمة الجزائرية

سلاح وأغراض المتشدد الذي قتله الجيش (وزارة الدفاع الجزائرية)
سلاح وأغراض المتشدد الذي قتله الجيش (وزارة الدفاع الجزائرية)

أفادت وزارة الدفاع الوطني في الجزائر، مساء الاثنين في بيان، بمقتل إرهابي في عملية بحث وتمشيط الأحد، بمنطقة الثنية الكحلة بولاية المدية، التي تقع على بعد 90 كيلومتراً جنوبي العاصمة الجزائر.

سلاح وأغراض المتشدد الذي قتله الجيش (وزارة الدفاع الجزائرية)

وأكد البيان أنه «تم القضاء على الإرهابي، والتحفظ على مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف، و3 خزانات ذخيرة، ومنظار ميدان، وأغراض أخرى»، من دون تحديد ما هي. كما لم يذكر البيان اسم المتشدد، ولا أي تفاصيل عن نشاطه المسلح، والتنظيم الذي ينتمي إليه.

ومنذ بداية العام الجاري، اعتقل الجيش الجزائري وفقاً لبيانات وزارة الدفاع 3 إرهابيين، وأوقف 126 عنصراً تابعاً للجماعات الإرهابية، فيما سلم 4 إرهابيين أنفسهم للسلطات العسكرية.


التوتر القبلي يصل لشرق السودان


قائد الجيش الفريق البرهان بين جنود القاعدة البحرية في بورتسودان 28 أغسطس (أ.ف.ب)
قائد الجيش الفريق البرهان بين جنود القاعدة البحرية في بورتسودان 28 أغسطس (أ.ف.ب)
TT

التوتر القبلي يصل لشرق السودان


قائد الجيش الفريق البرهان بين جنود القاعدة البحرية في بورتسودان 28 أغسطس (أ.ف.ب)
قائد الجيش الفريق البرهان بين جنود القاعدة البحرية في بورتسودان 28 أغسطس (أ.ف.ب)

أدت تصريحات أدلى بها مسؤول رفيع سابق في جهاز الأمن والمخابرات السوداني، وشكّك خلالها في هوية مكونات أهلية، إلى حالة من التوتر والاحتقان القبلي في شرق البلاد؛ ما دفع القوى السياسية والمدنية إلى وصف التصريحات بـ«العنصرية وتأجيج خطاب الكراهية»، متهمة أنصار النظام السابق بالسعي لتفجير الأوضاع في الإقليم الشرقي بالتزامن مع الحرب الدائرة في البلاد.

ووصف مدير جهاز الأمن بولاية كسلا، اللواء متقاعد بدر الدين عبد الحكم، مكونات قبيلة محددة في شرق السودان بأنهم لاجئون من دولة مجاورة، داعياً إلى سحب الجنسية السودانية منهم فوراً؛ ما أثار غضب هذه الجماعات التي لها ثقل سكاني كبير وممتد في ولايات الشرق الثلاث، وهي البحر الأحمر، وكسلا والقضارف.

ودفعت التصريحات بشباب القبائل المعنية إلى عقد لقاءات جماهيرية في كل من مدينتي بورتسودان وكسلا؛ للمطالبة بإخضاع المسؤول الأمني للمساءلة القانونية على تصريحاته التي تشكك في انتمائهم إلى السودان.

إلى ذلك، تداولت منصات التواصل الاجتماعي السودانية مقطعاً مصوراً لمجموعة من الأشخاص يرتدون زي الجيش قرب مدينة الأُبيّض، وهم يهلّلون ويكبّرون لذبح عدد من الرجال بثياب مدنية، زاعمين أن الضحايا قادة في «قوات الدعم السريع».

وأعلنت قيادة الجيش، بعد حادثة سابقة مشابهة، عن إجراء تحقيق في الجريمة، لكن نتائجه لم تصدر بعد. وندّدت قيادات سياسية ومجموعات حقوقية بالحادثة، وعدّتها «جريمة إرهابية»، بينهم مساعد رئيس حزب «الأمة القومي» صلاح منّاع الذي أكد وقوع الجريمة في مدنية الأُبيّض.


السودانيون يسعون إلى استعادة حياتهم رغم قساوة الحرب

فتيان يحملون دلاء مملوءة بالماء في أحد شوارع الخرطوم  (أ.ف.ب)
فتيان يحملون دلاء مملوءة بالماء في أحد شوارع الخرطوم (أ.ف.ب)
TT

السودانيون يسعون إلى استعادة حياتهم رغم قساوة الحرب

فتيان يحملون دلاء مملوءة بالماء في أحد شوارع الخرطوم  (أ.ف.ب)
فتيان يحملون دلاء مملوءة بالماء في أحد شوارع الخرطوم (أ.ف.ب)

يسعى السودانيون إلى استعادة حياتهم رغم استمرار الظروف القاسية للحرب التي دخلت هذا الشهر عامها الثاني. فبهدوء حذر بدأت الحياة تدب من جديد في عدد من الأحياء السكنية ضمن الحدود الجغرافية والإدارية لمحافظة كرري، أقصى شمال مدينة أم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة الخرطوم الكبرى، وعادت حركة محدودة إلى الشوارع والأسواق مع توفر الحد الأدنى للخدمات الصحية بافتتاح بعض المرافق الطبية والصيدليات وحركة النقل والمواصلات العامة في نطاق محدود. وقال مصدر عسكري في الجيش لــ«الشرق الأوسط»، إنه على الرغم من وجود الجيش في الأحياء القديمة من أم درمان، فإن هنالك جيوباً لـ«قوات الدعم السريع» في ضاحية المهندسين، التي تقوم بعمليات خاصة ضد الجيش بهدف التوغل مرة أخرى لمحاصرة مقر سلاح المهندسين. وأضاف أنه لم يلحظ أي عودة لمواطني المنطقة لمنازلهم، سوى أعداد قليلة من الشباب لم يغادروا الأحياء، منوهاً بأنه لا توجد أي خدمات تشجع الناس على العودة، ولا تتوفر مياه الشرب.

وعلى الرغم من بدء السلطات المحلية حملات طوعية لإزالة الجثث المتحللة والمنتشرة في مناطق واسعة من مدينة أم درمان، فهناك مخاوف من انتشار العديد من الأمراض، بعدما أعلنت بعض غرف الطوارئ تفشي حالات مرضية جلدية وسط السكان في عدد من مناطق المدينة.

سودانيون يحملون مساعدات سعودية في ضاحية كرري شمال مدينة أمدرمان (واس)

محلية كرري

ووفق مقيمين في المنطقة، فإن غالبية أحياء محلية كرري لم تدخلها «قوات الدعم السريع»، عدا بعض المناوشات والقصف المدفعي من مواقعها البعيدة، لذلك لم تتأثر الحياة كثيراً بالحرب الدائرة في تخومها من المناطق، ما دفع أعداداً من السكان إلى عدم مغادرتها أسوة بمناطق أخرى في المدينة، في حين تعاني كثير من مناطق العاصمة المثلثة من انقطاع الاتصالات والإنترنت كلياً وتردي الخدمات الضرورية من صحة وغذاء وشح مياه الشرب.

وأصبحت محلية كرري الآمنة نسبياً مقراً مؤقتاً لحكومة ولاية الخرطوم وقبلة لكبار قادة الجيش في زياراتهم المتكررة للمناطق العسكرية في أم درمان. وأفاد شهود عيان بانتشار كبير لقوات الجيش والشرطة في أحياء كرري لتأمين المواطنين، وأعلنت السلطات مزاولة الأجهزة النظامية المختلفة عملها بفتح النيابات والمحاكم والمعاملات المتعلقة بالسجل المدني واستخراج الأوراق الثبوتية للجمهور. وقال عدد من السكان إن انعدام الأمن والخدمات أكثر ما يعانيه سكان العاصمة.

الارتفاع الحاد في الأسعار ونقص الوقود فاقما معاناة السودانيين (أ.ف.ب)

الغلاء المخيف للأسعار

وقال أحد سكان المنطقة لــ«الشرق الأوسط»، إن «الشوارع تضج بالحياة»، أشبه بما كانت عليه قبل اندلاع الحرب منتصف أبريل (نيسان) العام الماضي. وأشار إلى أن كل السلع متوفرة على الرغم من الغلاء المخيف للأسعار، الذي أرجعه إلى ارتفاع سعر صرف الدولار جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية في كل البلاد.

في المقابل، شهدت أحياء أخرى في مدينة أم درمان القديمة دماراً كبيراً جراء القصف المدفعي المتبادل بين الجيش و«قوات الدعم السريع». وشهدت تلك الأحياء نزوحاً جماعياً للسكان. وبحسب أكثر من مصدر، فإن خدمة الاتصالات الهاتفية والإنترنت مستقرة بعد إعادة إصلاح الأعطال التي تعرضت لها إبان الاشتباكات، لكن المشكلة الكبرى التي تواجه المواطنين هي الأزمة المستفحلة في مياه الشرب.

أشخاص يتفقدون منزلاً في جنوب الخرطوم تحوّل إلى ركام بعد أن طاله القصف المدفعي (أ.ف.ب)

القصف الجوي والمدفعي

وقال الفاضل حمد، أحد سكان أم درمان، إن قصف سلاح الطيران التابع للجيش والقصف المدفعي المتبادل مع «قوات الدعم السريع» داخل الأحياء السكنية، أدى إلى مقتل وإصابة العشرات. وأضاف أن المنازل تعرضت لدمار وخراب بفعل القذائف، كما طال التدمير أعمدة الكهرباء وشبكات المياه، وتعرضت الأسواق والمحال التجارية للنهب والسرقة، مشيراً إلى أنه حتى بعد دخول قوات الجيش وتأمينها للأحياء جرت عمليات سرقات كبيرة لمنازل المواطنين.

وأوضح أن بعض جيرانه حاولوا العودة إلى منازلهم، لكن قوات الجيش منعتهم بحجة أن المنطقة ليست آمنة تماماً وقد تحدث هجمات ارتدادية من «قوات الدعم السريع». وقال حمد إن الجميع في الخارج والداخل يريدون العودة، لكن عدم توفر الخدمات من الكهرباء والمياه والتعليم يجعل عودتهم أمراً صعباً في الوقت الحالي.


مسؤول أمني سابق يفجر أزمة قبلية في شرق السودان


البرهان بين جنود القاعدة البحرية في بورتسودان 28 أغسطس (أ.ف.ب)
البرهان بين جنود القاعدة البحرية في بورتسودان 28 أغسطس (أ.ف.ب)
TT

مسؤول أمني سابق يفجر أزمة قبلية في شرق السودان


البرهان بين جنود القاعدة البحرية في بورتسودان 28 أغسطس (أ.ف.ب)
البرهان بين جنود القاعدة البحرية في بورتسودان 28 أغسطس (أ.ف.ب)

أدت تصريحات أدلى بها مسؤول رفيع سابق في جهاز الأمن والمخابرات السوداني، وشكّك خلالها في هوية مكونات أهلية، إلى حالة من التوتر والاحتقان القبلي في شرق البلاد، ما دفع القوى الاجتماعية والسياسية والمدنية إلى وصف تلك التصريحات بـ«العنصرية»، وبأنها تحضّ على تأجيج خطاب الكراهية، متهمة أنصار النظام السابق من تنظيم «الإخوان المسلمين» بالسعي لتفجير الأوضاع في الإقليم الشرقي بالتزامن مع الحرب الدائرة في البلاد.

ووصف مدير جهاز الأمن بولاية كسلا، اللواء متقاعد بدر الدين عبد الحكم، مكونات قبيلة محددة في شرق السودان بأنهم لاجئون من دولة مجاورة، داعياً إلى سحب الجنسية السودانية منهم فوراً.

وأثارت هذه التصريحات غضب المكونات الاجتماعية التي لها ثقل سكاني كبير وممتد في ولايات الشرق الثلاث (البحر الأحمر وكسلا والقضارف) ما حدا بشباب القبائل المعنية إلى عقد لقاءات جماهيرية في مدينتي بورتسودان وكسلا، للمطالبة بإخضاع المسؤول الأمني الموجود حالياً خارج البلاد للمساءلة القانونية على تلك التصريحات التي تشكك في انتمائهم للسودان.

مسلحون من أنصار المقاومة الشعبية الداعمة للجيش السوداني في القضارف بشرق السودان (أ.ف.ب)

ورشة بورتسودان

وقالت مصادر نافذة من المكون الاجتماعي، لـ«الشرق الأوسط»، إن حديث المسؤول الأمني السابق له صلة وثيقة بمخرجات ورشة عُقدت مؤخراً في مدينة بورتسودان برعاية الجيش السوداني عن الوجود الأجنبي في البلاد، ناقشت «إعادة تعريف السوداني». وأفادت بأن هذا الموقف جاء نتيجة لرفض جزء من هذه المكونات القبلية التجنيد في صفوف الجيش خلال حربه ضد «قوات الدعم السريع».

وبالتالي جاء حديث المسؤول الأمني ليعبر بطريقة غير مباشرة عن موقف المؤيدين للجيش الذين أطلقوا حملة في منصات التواصل الاجتماعي بناءً على مخرجات الورشة بنزع الجنسية عن المجموعات الاجتماعية التي كانت استجابتها ومشاركتها ضعيفة في دعوات الجيش للقتال في صفوفه.

وحذرت المصادر ذاتها من أن تؤدي هذه التصريحات إلى إعادة الصدامات القبلية التي شهدتها ولايات الإقليم خلال السنوات الماضية، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات وسط المكونات القبلية.

آثار مواجهات الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز)

قطع الرؤوس

إلى ذلك، تداولت منصات التواصل الاجتماعي السودانية مقطعاً مصوراً لمجموعة من الأشخاص يرتدون زي الجيش قرب مدينة الأُبيّض، وهم يهللون ويكبرون لذبح عدد من الرجال بثياب مدنية، زاعمين أن الضحايا قادة في قوات «الدعم السريع».

وأعلنت قيادة الجيش، بعد حادثة سابقة مشابة، عن إجراء تحقيق في الجريمة، لكن نتائجه لم تصدر بعد.

ونددت قيادات سياسية ومجموعات حقوقية بالحادثة، واعتبرتها «جريمة إرهابية»، بينهم مساعد رئيس حزب «الأمة القومي» صلاح منّاع الذي أكد وقوع الجريمة في مدنية الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان في غرب السودان.

وندّدت قيادات سياسية ومجموعات حقوقية بالحادثة، وعدّوها جريمة إرهابية، لافتين إلى أن الضحايا مدنيون عُزل لا علاقة لهم بـ«قوات الدعم السريع»، سوى أنهم من مجموعة إثنية تعد حاضنة اجتماعية لهذه القوات. ودعا منّاع على منصة «أكس» إلى إدانة الجريمة.

خالد عمر يوسف وزير شؤون الرئاسة في حكومة حمدوك الأولى (سونا)

«سلوك إرهابي»

من جهته، قال عضو المكتب القيادي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف، بتغريدة على حسابه في منصبة «إكس»، إن ما حدث «سلوك إرهابي تتصاعد وتيرته، ويقود لتحويل هذه الحرب اللعينة لحرب شاملة تغذيها نعرات وضغائن اجتماعية لن تبقي ولن تذر».

ودعا يوسف لإدانة الجريمة بوصفها فعلاً إجرامياً يجب أن ترتفع الأصوات لإدانته، والمطالبة بمحاكمة مرتكبيه الذين وثّقوا بالصورة فعلهم «الشنيع». وتعهد يوسف بفضح بشاعات الحرب وإدانة مَن يقفون خلفها ومحاسبتهم على أفعالهم، ومواجهة ما سمّاها مخططات تمزيق البلاد، ومواجهة خطابهم الذي يمزق نسيج البلاد، والعودة للمسار السلمي من أجل وقف الحرب بصورة جذرية والوصول لسلام مستدام.

وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم مناطق ولاية شمال كردفان منذ أشهر عدة، وتحاصر مدينة الأبيض من جميع الجهات، وتشهد المدينة بين فينة وأخرى عمليات عسكرية وقصفاً متبادلاً. وقال شهود تحدثوا للصحيفة إن القصف المدفعي ألحق خسائر في الأرواح بين المواطنين في عدد من أحياء المدينة.


مصر تخطط للتوسع في مشروعات التحلية لسد «العجز المائي»

إحدى محطات إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي بمحافظة الإسماعيلية (وزارة الري المصرية)
إحدى محطات إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي بمحافظة الإسماعيلية (وزارة الري المصرية)
TT

مصر تخطط للتوسع في مشروعات التحلية لسد «العجز المائي»

إحدى محطات إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي بمحافظة الإسماعيلية (وزارة الري المصرية)
إحدى محطات إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي بمحافظة الإسماعيلية (وزارة الري المصرية)

تعتزم مصر التوسع في إقامة مشروعات لتحلية مياه البحر ضمن استراتيجية قومية للتغلب على «العجز المائي» الذي تعاني منه. ووفق الرئيس التنفيذي لـ«صندوق مصر السيادي» أيمن سليمان، فإن «الصندوق يعمل على خطة لطرح محطات تحلية مياه في جميع المحافظات، بدءاً بالمدن الساحلية على البحرين المتوسط والأحمر»، موضحاً أنه سيتم الإعلان خلال أسابيع عن أول طرح لمحطات المياه في مصر.

وقال سليمان خلال ندوة «مجموعة بورصة لندن»، مساء الأحد، إن «الأولوية لطرح المحطات ستكون في المدن الساحلية على البحر الأبيض والساحل الشمالي الغربي، ثم البحر الأحمر والقناة»، وبحسب سليمان فإنه «يوجد 17 تحالفاً لإنشاء محطات التحلية»، كما أشار إلى أن «استراتيجية تحلية المياه في مصر تتضمن التوسع في إنشاء والاستثمار في إنشاء محطات تحلية المياه، ومشاركة القطاع الخاص، بحيث يقوم القطاع الخاص بتنفيذ المحطات مقابل انتفاع لمدة 25 عاماً».

وتقدر مصر «فجوتها المائية» بأكثر من 20 مليار متر مكعب سنوياً، بحسب تصريحات رسمية. بينما تسود مخاوف لديها من مخاطر تأثر حصتها في مياه النيل، والمقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب، جراء مشروع «سد النهضة» الإثيوبي.

لا يتجاوز نصيب الفرد المصري من المياه 500 متر مكعب في السنة (أ.ف.ب)

سد «العجز المائي»

ويرى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، أن التوسع في إنشاء محطات تحلية مياه البحر رغم أهميته، لا يمكن بمفرده أن يسد «العجز المائي» في مصر، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «تحلية مياه البحار خاصة بالشرب، ويتم إنشاؤها بالمدن والتجمعات العمرانية الجديدة، لأنه لا يمكن وصول مياه النيل إليها، بينما العجز المائي المصري يتركز في الزراعة». وبحسب شراقي فإنه «يوجد في مصر أكثر من 100 مليون فدان صالحة للزراعة، تقوم بزراعة 10 ملايين منها فقط نتيجة نقص المياه».

وتقوم مصر بتدوير وإعادة استخدام نحو 26 مليار متر مكعب سنوياً من مياه الصرف الزراعي، وفق وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور هاني سويلم، الذي ذكر في إفادة رسمية الاثنين، خلال تفقده محطة معالجة مياه «مصرف المحسمة وسحارة سرابيوم»، بمحافظة الإسماعيلية، أن «هذا المشروع المهم يعد نقلة نوعية كبيرة في مجال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي في مصر».

لجنة من وزارة الزراعة المصرية خلال تفقد حقول لإرشاد المزارعين (وزارة الزراعة «فيسبوك»)

مياه الصرف الزراعي

وكان وزير الري المصري ذكر خلال مؤتمر «أسبوع القاهرة للمياه» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن «الاستخدامات الحالية لمصر من المياه تبلغ نحو 80 مليار متر مكعب سنوياً، ويتم تعويض الفجوة بتدوير وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي».

ويشير شراقي إلى أن «نحو 50 مليار متر مكعب من موارد مصر المائية تذهب إلى الزراعة، وهو رقم أقل من الاحتياجات كثيراً، في حين أن نصيب الفرد من المياه بمصر نحو 500 متر مكعب سنوياً، بينما يحتاج فعلياً إلى 1000 متر مكعب، بما يعني وجود عجز نسبته 50 بالمائة».

وتبني إثيوبيا «سد النهضة» على الرافد الرئيسي لنهر النيل منذ عام 2011، بداعي «توليد الكهرباء»، لكن مصر تخشى من تأثر حصتها من مياه نهر النيل، ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية، أوائل أبريل (نيسان) الحالي، عن مسؤولين إثيوبيين تأكيدهم أنه «جرى الانتهاء من نحو 95 في المائة من إنشاءات سد النهضة»، استعداداً لـ«الملء الخامس»، الذي يتوقع أن يكون في فترة الفيضان المقبلة من يوليو (تموز) المقبل، وحتى سبتمبر (أيلول) المقبل.

وعدّ مستشار وزير الري المصري الأسبق، خبير المياه الدكتور ضياء الدين القوصي، قضية المياه لمصر بـ«الوجودية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «مصر تتكبد مبالغ مالية طائلة لاستيراد المنتجات الزراعية والسلع الغذائية من الخارج نتيجة عدم وجود مياه لزراعتها بالبلاد، رغم توافر الأراضي الزراعية المناسبة»، وبحسب القوصي، فإن «مصر تحتاج إلى منظومة مياه متكاملة بغض النظر عن أزمة سد النهضة، مثل محطات تحلية مياه البحر، ومحطات إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي».