الرضاعة لمنع حمل مريضة القلب
• لدي ضيق في الصمام المايترالي في القلب، ولاحظ الطبيب أن الضيق زاد خلال فترة الحمل. وبعد الولادة نصحني بتأجيل الحمل لاحقاً لحين اتضاح الصورة حول درجة الضيق في الصمام. هل يمكن للرضاعة الطبيعية أن تمنع الحمل؟
- هذا ملخص أسئلتك. وربما يحتاج الطبيب إلى إعادة تقييم حالة الصمام بعد الولادة، مع مراجعة مدى استمرار الأعراض التي شعرت بها خلال فترة الحمل؛ لأن الحمل بحد ذاته قد يؤثر عليهما مؤقتا. ويجدر اتباع نصيحته حول تأجيل الحمل خلال هذه الفترة؛ لأن الضيق الشديد في الصمام المايترالي يشكل خطورة على الحمل وعليكِ، أثناء ذلك.
وثمة خيارات عدة لمنع الحمل. ويبدو أن لديكِ رغبة في الاعتماد على إرضاع الطفل كوسيلة لمنع الحمل. والرضاعة الطبيعية هي خيار طبيعي لمنع الحمل، ويجذب الكثير من النساء لأنكِ ربما سمعتِ أنه إذا كنتِ ترضعين، فلن تحملي. وهذا صحيح، ولكن ليس على إطلاق عموم العبارة، بل من الممكن أن تحمل المرأة وهي مُرضعة؛ لأن جودة عمل الرضاعة الطبيعية في منع الحمل، تعتمد على عوامل عدة.
ولاحظي أن المصطلح الطبي لهذه الطريقة في منع الحمل، هو طريقة «قطع الطمث بالإرضاع». وانقطاع الطمث، يعني عدم وجود دورة شهرية. و«قد» تساعد الرضاعة الطبيعية للطفل بانتظام على منع الإباضة، أي منع إطلاق بويضة من المبيض. ومعلوم أنه لكي يتم الحمل، يجب أن تحدث الإباضة لتخرج البويضة من المبيض.
ولاحظي أيضاً، أن الدراسات والبحوث الطبية تُظهر أن الرضاعة الطبيعية للطفل من الثدي، يمكن أن تكون طريقة فاعلة في منع الحمل، خلال الأشهر التي ترضع فيها المرأة طفلها رضاعة طبيعية بـ«شكل متكرر»، وعندما يتلقى الرضيع «حليب الثدي فقط» كغذاء، أي من دون حليب صناعي أو أغذية أطفال أو أطعمة أخرى.
ولذا؛ ولمنع الحمل بنجاح باستخدام وسيلة إرضاع الطفل، يجب اتباع كل هذه النصائح التالية:
- أن يكون عمر طفلك أقل من 6 أشهر وهو يرضع فقط من ثديك، أي من دون حليب صناعي أو أطعمة.
- أن تُرضعي طفلك من الثدي كل أربع ساعات على الأقل خلال النهار، وكل ست ساعات خلال الليل.
- عدم حصول حيض الدورة الشهرية لديك.
وفي هذه الظروف الثلاثة حصرياً، تشير الدراسات إلى أنه يُمكن أن تكون وسيلة الرضاعة الطبيعية لمنع الحمل، ذات نتائج مقاربة للطرق الهرمونية لمنع الحمل، أي كتناول حبوب منع الحمل الهرمونية مثلاً، وذلك بنسبة 98 في المائة في الأشهر الستة الأولى بعد ولادة الطفل، إذا تم اتباع النصائح السابقة بشكل صحيح. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فمن المرجح أن يحدث الحمل.
وتجذب هذه الطريقة بعض النساء لمنع الحمل لأنها طريقة «طبيعية» لمنع الحمل، وغير مُكلفة، وليس لها مخاطر صحية أو آثار جانبية محتملة.
ولكنها في الوقت نفسه ليست عملية أو ممكنة لجميع الأمهات؛ لأنه يجب أن تكون المرأة قادرة وراغبة في إرضاع طفلها حديث الولادة بشكل حصري. ولأن إعطاءه «أي كمية» من الحليب الصناعي أو أي طعام آخر، يقلل من فاعلية طريقة منع الحمل هذه.
كما أنه، وفق ما تشير إليه العديد من مصادر طب النساء والتوليد، من غير الواضح ما إذا كان لـ«شفط حليب الثدي» نفس تأثير الرضاعة الطبيعية في منع الإباضة. كما أنها «وسيلة مؤقتة» لمنع الحمل، لأن تجاوز الطفل عمر ستة أشهر يفرض بدء تناوله بعض الأطعمة الصلبة، كما سيبدأ الأطفال أيضاً في النوم لفترات أطول في الليل.
ويجدر التنبه إلى أن حصول حيض الدورة الشهرية، يعني تلقائياً أن تكون الإباضة (خروج البويضة) قد تمت بالفعل. وحينها لا تكون المرأة محمية بفاعلية من احتمال الحمل، ما لم تبدأ في استخدام نوع مختلف من وسائل منع الحمل.
ومع نصيحة طبيب القلب بتأجيل الحمل، تجدر مراجعة طبيب النساء والتوليد لمناقشة هذا الوضع، واتباع نصائحه حوله.
وقف النقص في الطول
• لماذا ينقص الطول عندما نتقدم في العمر، وهل يمكن وقف ذلك؟
- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ أنه بعد أن نولد، نصبح مع مرور الوقت أطول. ثم مع تقدمنا في العمر، نصبح أقصر تدريجياً. هذه هي حقيقة الحالة البشرية وطبيعة التغيرات التي تعتري العمود الفقري لدينا. والعمود الفقري هو الذي يدعم الجسم ويمنحنا انتصاب ارتفاع الجسم. وبمرور الوقت، يمكن أن تؤثر عوامل عدة على طول وانتصاب العمود الفقري؛ مما يؤدي إلى فقدان شيء من الطول. ولذا؛ من الحقائق الطبية، أنه من سن الأربعين فصاعداً، يفقد معظم الناس ما بين نصف سنتيمتر إلى 1 سنتيمتر من الطول، مع كل 10 سنوات. ومع تقدم العقود في العمر، يزداد مقدار فقدان الطول.
ووفق نتائج الدراسات الإحصائية، تميل النساء إلى المعاناة من فقدان الطول أكثر من الرجال، لأنهن أكثر عرضة للإصابة بالحالات المتعلقة بالعظام، مثل هشاشة العظام. وعلى سبيل المثال، في دراسة بالتيمور الطولية للشيخوخة، تم الكشف عن أن النساء في المتوسط يفقدن 5 سنتيمترات من الطول بين سن 30 و70 سنة. وبحلول سن 80، يكون هذا الرقم أكثر من 7 سنتيمترات، بينما ببلوغ الـ70 من العمر، يفقد الرجال أقل من 3 سنتيمترات في الغالب، وببلوغ الـ80 من العمر يفقد الرجال ما يُقارب 5 سنتيمترات.
وغالباً ما يكون سبب هذا الانكماش الطبيعي في الطول مع التقدم في السن، نتيجة الضغط على الأقراص (المملوءة بالسوائل بالأصل) بين الفقرات في العمود الفقري، الذي يجعلها تصبح مسطحة وأقل سُمكاً. وبالتالي تتقلص المساحة بين مفاصل العمود الفقري. وينقص طوله بالمجموع.
كما أن أمراض العظام، مثل هشاشة العظم، يمكن أن تسبب كسوراً صغيرة في العمود الفقري، تساهم أيضاً في فقدان الطول. ونظراً لأن أكثر من نصف هذه الكسور غير مؤلمة؛ غالباً ما يكون أولئك الذين يعانون منها غير مدركين لحصولها.
والسبب الثالث لا علاقة له بالعمود الفقري، بل بالقدمين. ذلك أن فقدان الطول قد يحصل نتيجة تسطح القدمين بمرور الوقت.
ولكن لا يعني هذا أن نترك الأمر كشيء حتمي، ولا نعمل على التخفيف منه؛ لأن نقص «مقدار الطول» ليس مشكلة جمالية فقط، بل إن «سبب نقص الطول» بشكل يفوق الطبيعي المتوقع، يحتاج إلى التعامل معه (كهشاشة العظم). وأيضاً تداعيات ذلك على تقوّس العمود الفقري، وثبات التوازن أثناء الوقوف أو المشي، وسعة التنفس في الرئتين، وغيره. ولذا؛ تشير المصادر الطبية إلى ضرورة ممارسة الرياضة البدنية. وهناك دراسات طبية تشير إلى أن أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام عند فترة الشباب، يميلون إلى فقدان نصف مقدار نقص الطول مقارنة بمن لا يمارسون الرياضة، أو الذين يتوقفون عن ممارسة الرياضة في منتصف العمر.
وكذلك ينبغي الاهتمام بـ«وضعية الرقبة والعمود الفقري». أي الحرص على انتصاب القامة والكتفين، خلال المشي والجلوس. وهذا أمر مهم للحفاظ على طول الجسم، وعلى سلامة العامود الفقري ومفاصل الكتفين، وأيضاً لحفظ سعة الرئتين للتنفس الطبيعي، ولمنع ترهل عضلات جدار البطن.
كما يجدر الاهتمام بتقييم الحالة الصحية للعظام، وخاصة بعد الأربعين أو الخمسين من العمر، لمعالجة أي حالات لهشاشة العظم. والاهتمام بـ«تغذية العظم». أي تناول الأطعمة الغنية بفيتامين دي والكالسيوم والمعادن الأخرى اللازمة لبناء النسيج العظمي، إضافة إلى الامتناع عن التدخين، وضبط تناول الأدوية التي تضر ببنية العظام.