جددت مصر شكوتها إزاء العجز في مواردها المائية، والذي قدرته بـ54 مليار متر مكعب سنوياً، فيما تواصل إثيوبيا تعبئة خزان «سد النهضة» على نهر النيل، والذي تقول مصر إنه قد يعرض إمداداتها الشحيحة من المياه للخطر.
وتوقع وزير الموارد المائية المصري محمد عبد العاطي، حدوث زيادة السكان في مصر لنحو أكثر من 75 مليون نسمة في عام 2050. تزيد من عبء محدودية الموارد المائية.
وقدر عبد العاطي، خلال اجتماع عقده الأربعاء، مع عدد من أعضاء «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، موارد مصر المائية بنحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، يأتي معظمها من مياه نهر النيل، بالإضافة لكميات محدودة للغاية من مياه الأمطار والمياه الجوفية العميقة بالصحاري.
وفي المقابل، يصل إجمالي الاحتياجات المائية في مصر لنحو 114 مليار متر مكعب سنوياً من المياه، وفقاً للوزير، يتم تعويض هذه الفجوة من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والمياه الجوفية السطحية بالوادي والدلتا، بالإضافة لاستيراد منتجات غذائية من الخارج تقابل 34 مليار متر مكعب سنوياً من المياه.
وأشار وزير الري إلى إعداد مصر استراتيجية للموارد المائية حتى عام 2050 بتكلفة تصل إلى 900 مليار جنيه ووضع خطة قومية للموارد المائية حتى عام 2037 تعتمد على أربعة محاور تتضمن ترشيد استخدام المياه وتحسين نوعية المياه وتوفير مصادر مائية إضافية وتهيئة المناخ للإدارة المثلى للمياه، وأنه تم خلال السنوات الست الماضية اتخاذ العديد من الإجراءات لزيادة جاهزية ومرونة المنظومة المائية للتعامل مع التحديات المائية ومواجهة أي طارئ تتعرض له المنظومة المائية.
واعتبر عبد العاطي قضية التغيرات المناخية من أهم القضايا التي يواجهها العالم في الوقت الحالي، نظراً للآثار الواضحة والمتزايدة للتغيرات المناخية على الموارد المائية والإنتاج الغذائي حول العالم والتسبب في الارتفاع الملحوظ لدرجة الحرارة وارتفاع منسوب سطح البحر، بالإضافة لما تشهده مصر من ظواهر جوية متطرفة وغير مسبوقة مثل الأمطار الشديدة التي تضرب مناطق متفرقة من البلاد، الأمر الذي يستلزم تكثيف الجهود في مجال التكيف مع التغيرات المناخية، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتقليل من الانبعاثات للتخفيف من التغيرات المناخية.
وقال إن 80 في المائة من الكوارث الطبيعية في العالم مرتبطة بالمياه مثل الفيضانات وموجات الجفاف وغيرها.
وأكد أهمية وجود منظومات للتنبؤ والإنذار المبكر بمختلف الدول للتعامل مع الظواهر المناخية المتطرفة الناتجة عن التغيرات المناخية، لافتاً إلى عمل مصر على توفير الدعم اللازم لتطوير وتطبيق أنظمة الإنذار المبكر في مجال المياه والمناخ على المستوى الإقليمي، بهدف زيادة جاهزية جميع الدول بالمنطقة للتعامل مع الظواهر المتطرفة كالسيول والجفاف.
من جانبهم، أعرب أعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن اهتمام لجنة المناخ في التنسيقية، بالتواصل مع الجهات المعنية بالدولة للتعرف على المجهودات المبذولة في مجال التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية بما ينعكس بشكل إيجابي على المواطنين.
وأوضحوا أنه يجري الإعداد لحملة نظافة كبرى من المخلفات بطول مجرى نهر النيل وفرعيه تنطلق خلال يوم النظافة العالمي في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل بالتعاون بين وزارة الري ومؤسسة «شباب بتحب مصر».
مصر تشكو «احتياجاتها المائية» بموازاة ملء «السد الإثيوبي»
قالت إنها تعاني عجزاً يقدر بـ54 مليار متر مكعب سنوياً
مصر تشكو «احتياجاتها المائية» بموازاة ملء «السد الإثيوبي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة