السيسي يبحث في تعزيز التعاون مع صربيا

مصر تدعو الدول المتقدمة لتعويض المتضررين من «التغيرات المناخية»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شارك في «حوار بيترسبرغ» للمناخ (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شارك في «حوار بيترسبرغ» للمناخ (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يبحث في تعزيز التعاون مع صربيا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شارك في «حوار بيترسبرغ» للمناخ (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شارك في «حوار بيترسبرغ» للمناخ (الرئاسة المصرية)

اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارته إلى ألمانيا (الثلاثاء) متوجهاً إلى العاصمة الصربية بلغراد في زيارة ثنائية رسمية هي الأولى من نوعها، تستهدف تعزيز التعاون بين البلدين.
تشهد زيارة السيسي لصربيا محادثات مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، بالإضافة إلى مقابلة رئيس البرلمان الصربي، لمناقشة آليات تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجانبين، فضلاً عن النظر في سبل التعاون والتنسيق على الصعيدين الدولي والإقليمي، بحسب ما صرح به المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي.
وأضاف، راضي، سيتخلل الزيارة عدد آخر من الأنشطة المكثفة، على رأسها إلقاء كلمة في جامعة بلغراد تتضمن التركيز على مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق تعظيمها، فضلاً عن استعراض محددات السياسة المصرية تجاه أهم القضايا الإقليمية والدولية المعاصرة.
وكان السيسي قد شارك في «حوار بيترسبرغ» للمناخ، في ألمانيا بناءً على دعوة المستشار الألماني أولاف شولتز، والتي تعد إحدى المحطات المهمة قبل انعقاد الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ (COP27) بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم.
وافتتح السيسي مع شولتز جلسة رفيعة المستوى لحوار بيترسبرغ للمناخ في العاصمة برلين برئاسة مشتركة من مصر وألمانيا.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، الثلاثاء، أهمية الحاجة إلى التزام سياسي دولي لتحقيق مزيد من التقدم في التعامل مع تغير المناخ بطريقة مجدية، مشدداً على ضرورة دعم المجتمعات العرضة للتضرر والتأثر بهذه الظاهرة.
وقال شكري، في مؤتمر صحافي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في برلين، إن القضايا الرئيسية واضحة ومحددة ويجب أن نحافظ على درجة الحرارة والتقدم والتأقلم مع تغير المناخ عبر التكيف والوصول إلى حلول منطقية بشأن الأضرار التي تحدث في المناخ.
وأكد شكري ضرورة الأخذ في الاعتبار الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للدول خلال مواجهة هذه الظاهرة، مؤكداً ضرورة استغلال كل الفرص المتاحة لإظهار الإرادة لمواجهة تغير المناخ.
وقال شكري إن العالم يواجه تحديات كبيرة ومخاطر اضطرابات البيئة والانعدام في الأمن الغذائي، كل هذه الأمور لم يتم حلها بعد، مشيراً إلى أن كل هذه النتائج تأتي في إطار تقارير دولية، لذا لا بد من إجراءات على أرض الواقع دون تأخر في الالتزامات بهذا الصدد.
وشدد شكري على ضرورة التحرك فوراً عبر مفاوضات المناخ ومساعدة الدول النامية في مواجهة هذه الظاهرة، بناءً على مبادئ اتفاق باريس وأن يكون هناك فهم واضح للقدرات المختلفة والمسؤوليات والاحتياجات الخاصة بكل دولة.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، رداً على سؤال بشأن ما يمكن أن تقدمه الحكومة الألمانية من تعويضات لمسألة التغيرات المناخية، وما هي التعويضات التي تستطيع الحكومة الألمانية تقديمها في هذا السياق من ناحية التمويلات المالية أو غيره، «إن تقليل الأضرار هو الأساس ونقطة الانطلاق الأساسية التي يمكن أن نقدمها في مسألة مواجهة التغير المناخي».
وأضافت أنالينا بيربوك: «لا يوجد هناك مؤتمر تحضيري لهذا الموضوع، ولكن يمكن أن نحقق الأهداف التي يجب أن نعمل بكامل طاقتنا من أجل تحقيقها لرفع الأضرار التي وقعت مؤخراً بسبب تأثير تغير المناخ».
وأوضحت وزيرة الخارجية الألمانية أن هناك الكثير من الدول التي تستطيع أن تقدم معونة للتغلب على المشكلات المناخية والآثار المناخية السلبية التي نتجت عن ارتفاع درجات الحرارة، لكن المسألة ليست تقديم مزيد من التمويل المالي في مقابل التنازل أو الرجوع بالخطوات إلى الوراء في مسألة تحقيق الاعتدال المناخي، وبالتالي لا نستطيع أن نقدم تعويضات مالية أو موارد مالية أكثر في مقابل التنازل عن الأهداف التي حددناها مسبقاً للوصول إلى درجة اعتدال مناخي جيدة، وأكدت أن الأموال وحدها ليست كافية للحفاظ على المساكن والحياة والزراعة وكافة مظاهر الحياة».
وقال وزير الخارجية سامح شكري، رداً على سؤال بشأن مسألة التعويضات التي تقدم إلى الدول النامية التي تضررت من التغيرات المناخية، «إننا نلتزم بالمسؤوليات المتعلقة بالتغير المناخي، وفي نفس الوقت المكونات المختلفة لا بد أن تأخذ في الاعتبار بطريقة التأقلم وتخفيف حدة التغير المناخي وتعويض الأضرار بالنسبة للدول النامية».
وأوضح أن المناقشات المتعلقة بتعويض الأضرار، أمر معترف به فيما يتعلق بالدول المتقدمة والنامية، مؤكداً أنه مكون رئيسي لا بد من توضيحه وتطويره بطريقة بناءة، ويجب خلق آلية للمعايرة ووضع معايير بالنسبة للمضي قدماً تجاه المجتمعات القابلة للتضرر أكثر من قبل المجتمع الدولي.
أضاف شكري: «نحن نعترف سوياً بالالتزامات التي تصل إلى 100 مليار دولار لتعويض الضرر ومجابهة تغير المناخ بشكل فعال»، مشيراً إلى وجود مناقشات بشأن أهداف التأقلم ولا بد من العمل على تنفيذها بحلول 2025.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
TT

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)

أعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم (الثلاثاء)، أنه قدم طلباً إلى الأمم المتحدة للحصول على خرائط بمواقع «السجون السرية» من الرئيس بشار الأسد الذي فرّ، الأحد، مع دخول فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» دمشق، وإعلانها إسقاط حكمه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع شبكة أميركية، اليوم (الثلاثاء)، أن الأسد داخل روسيا، في أول تأكيد رسمي من موسكو لما سبق أن أوردته وكالات أنباء روسية.

وقال مدير جهاز «الخوذ البيضاء»، رائد الصالح، في منشور على منصة «إكس» اليوم: «أرسلنا (...) طلباً للأمم المتحدة عبر وسيط دولي لمطالبة روسيا بالضغط على المجرم (...) بشار الأسد لتسليمه خرائط بمواقع السجون السرية، وقوائم بأسماء المعتقلين، لنتمكن من الوصول إليهم بأسرع وقت ممكن».

ومنذ بداية الاحتجاجات التي تحوّلت إلى نزاع مسلّح في عام 2011، توفي أكثر من 100 ألف شخص في السجون خصوصاً تحت التعذيب، وفق تقديرات للمرصد السوري لحقوق الإنسان تعود إلى عام 2022.

وأفاد المرصد بأنّ الفترة ذاتها شهدت احتجاز نحو 30 ألف شخص في سجن صيدنايا الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من العاصمة دمشق، ولم يُطلق سراح سوى 6 آلاف منهم.

من جانبها، أحصت منظمة العفو الدولية آلاف عمليات الإعدام، مندّدة بـ«سياسة إبادة حقيقية» في سجن صيدنايا الذي وصفته بـ«المسلخ البشري».

وأعلنت فصائل المعارضة تحرير المحتجزين في السجون بما فيها سجن صيدنايا الذي يُعد من أكبر السجون السورية، وتفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب.

وأعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم، «انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سريّة غير مكتشفة» داخل سجن صيدنايا «من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تُفتح بعد».

غير أنّ الكثير من العائلات لا تزال مقتنعة بأنّ عدداً كبيراً من أقربائها محتجزون في سجون سرية تحت الأرض.

وقال رائد الصالح: «توحُّش وإجرام لا يمكن وصفه مارسه نظام الأسد البائد في قتل السوريين واعتقالهم وتعذيبهم».