تركيز سعودي على المعادن المطلوبة في انتقال الطاقة والمركبات الكهربائية

استثمارات قطاعي الصناعة والتعدين في المملكة تتخطى 361 مليار دولار

السعودية تدفع نحو تكثيف استثمارات التعدين وسط التركيز على المعادن ذات الطلب المستقبلي (الشرق الأوسط)
السعودية تدفع نحو تكثيف استثمارات التعدين وسط التركيز على المعادن ذات الطلب المستقبلي (الشرق الأوسط)
TT

تركيز سعودي على المعادن المطلوبة في انتقال الطاقة والمركبات الكهربائية

السعودية تدفع نحو تكثيف استثمارات التعدين وسط التركيز على المعادن ذات الطلب المستقبلي (الشرق الأوسط)
السعودية تدفع نحو تكثيف استثمارات التعدين وسط التركيز على المعادن ذات الطلب المستقبلي (الشرق الأوسط)

بينما شدد على تركيز سعودي على التعدين المطلوب في انتقال الطاقة والمركبات الكهربائية، توقع المهندس خالد المديفر، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين السعودي، أن يزداد الطلب على المعادن المستخدمة في تقنيات الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية بمقدار 4 أضعاف بحلول عام 2040، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المستقبل الأخضر، الذي تسعى إليه دول العالم، يتطلب مصادر جديدة ومستقرة للمعادن الرئيسية.
وأكد المديفر أن بلاده تركز على الاستفادة من المعرفة والخبرة في مناطق التعدين المتطورة، من منطلق أن صافي استهلاك المعادن سيتجاوز الطلب بمقدار الثلثين بحلول عام 2050، بما في ذلك الجرافيت والكوبالت والفاناديوم والنيكل، فضلاً عن أن الإمدادات الحالية من النحاس والليثيوم والبلاتين غير كافية لتلبية الاحتياجات المستقبلية، مع وجود فجوة تتراوح بين 30 في المائة و40 في المائة مقارنة بالطلب، مشدداً على التحول الكبير الذي يشهده قطاع التعدين في بلاده، وما يشهده من إقبال دولي للاستثمار في مشروعاته الاستكشافية والإنتاجية.
وأوضح أن استراتيجية التعدين الجديدة في المملكة أطلقت أكثر من 40 مبادرة مصممة لتحسين المناخ العام للتعدين، وجذب الاستثمار المطلوب، لإنجاح هذه الصناعة الجديدة، مع التركيز على تطوير سلاسل القيمة المتكاملة المستدامة، التي يتم تمكينها من خلال خلق بيئة استثمار قائمة على عمليات ترخيص واستدامة بسيطة وشفافة، مشيراً إلى ثمار تكريس الموارد المالية والبشرية لإحداث تحول سريع في قطاع التعدين في بلاده.
ووفق المديفر، فإن نظام الاستثمار التعديني في المملكة، يوفّر بيئة تنظيمية واضحة، فضلاً عن عملية رقمية شفافة لطلبات التراخيص والموافقات، مع إحراز تقدم في خلق أحد أفضل مناخات الاستثمار التعديني في العالم، ما أدى إلى تحقيق نمو بنسبة 27 في المائة على أساس سنوي في عائدات التعدين في عام 2021، بإجمالي أكثر من 8 مليارات دولار، تمثل قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تم اجتذابها إلى هذا القطاع.
ولفت المديفر، في حديث له لمجلة «منينق ويكلي»، المتخصصة في شؤون التعدين، على هامش مؤتمر التعدين الأفريقي (إندابا) في جنوب أفريقيا، إلى أن بلاده تسعى إلى تلبية الطلب المستقبلي على المعادن التي تعد مصدر قوة في المستقبل، مشدداً على ضرورة التركيز على التعاون مع البلدان التي لديها الكثير من الإمكانات المهمة لمستقبلنا الأخضر، مشيراً إلى أن المملكة تشجع استكشاف واستخراج المعادن بطريقة مسؤولة ومستدامة لخدمة التحول العالمي للطاقة النظيفة.
ودعا المديفر الأفارقة للعمل على مواجهة تحديات سلسلة التوريد الناشئة عن تزايد حاجة العالم للمعادن، الأمر الذي يتطلب عملاً جماعياً، مشيراً إلى أن أفريقيا والمنطقة التي تمتد عبر الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى تمتلك واحداً من أكبر احتياطيات السلع الأساسية التي تختزنها الأرض؛ حيث تحتوي هذه الجيولوجية المشتركة على العديد من المعادن والفلزات اللازمة لمساعدة المنطقة على تحقيق صافي الانبعاثات الصفري.
من جانب آخر، كشفت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية، أمس (الاثنين)، عن ارتفاع حجم الاستثمارات الإجمالية في القطاع حتى نهاية مايو (أيار) السابق ليصل إلى 1.357 تريليون ريال (361 مليار دولار)، في حين تجاوز إجمالي عدد المصانع في المملكة 10.6 ألف مصنع.
وأصدرت وزارة الصناعة والثروة المعدنية النشرة الشهرية للصناعة والتعدين لشهر مايو الفائت، لتسليط الضوء على أهم الأرقام والمؤشرات التي ترصد حركة الصناعة والتعدين في المملكة، وتبرز حجم التغيرات التي يشهدها على مستوى الاستثمارات الجديدة والقائمة ومعدلات التغيير في حجم الفرص الوظيفية.
ووفقاً للنشرة، فقد بلغ عدد الرخص التعدينية السارية في القطاع 2.069 رخصة تتصدرها رخص محاجر مواد البناء بـ1.357 رخصة و497 رخصة استكشاف، و165 رخصة استغلال، بالإضافة إلى 29 رخصة استطلاع و21 رخصة لفائض خامات معدنية.
وأوضحت النشرة أن عدد التراخيص الصناعية الجديدة التي أصدرتها الوزارة منذ يناير (كانون الثاني) من العام الجاري حتى نهاية مايو بلغت 411 ترخيصاً، بحجم استثمارات يصل إلى 11.7 مليار ريال (3.1 مليار دولار)، فيما بدأ 620 مصنعاً عمليات الإنتاج خلال المدة نفسها باستثمارات تصل إلى 17.4 مليار ريال (4.6 مليار دولار)، وكشفت الوزارة عن تمكن القطاع خلال المدة نفسها من إيجاد أكثر من 21 ألف وظيفة.
وتصدر وزارة الصناعة والثروة المعدنية «النشرة الشهرية للصناعة والتعدين»، لإبراز حجم التغيير الذي يشهده القطاعان، وفقاً لتحقيق أهداف برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية الهادفة إلى تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومنصة لوجستية عالمية، وأن يكون التعدين الركيزة الثالثة للصناعة الوطنية.


مقالات ذات صلة

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
TT

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، اليوم (الخميس)، إن «منظمة ترمب» تخطط لبناء برج ترمب في العاصمة السعودية الرياض في إطار توسع عقاري في المنطقة، بما في ذلك العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وفي معرض حديثه عن مشروعين جديدين في الرياض بالشراكة مع شركة «دار غلوبال» للتطوير العقاري الفاخر، ومقرها دبي، رفض نائب الرئيس التنفيذي لـ«منظمة ترمب» إعطاء تفاصيل، مكتفياً بالقول في مقابلة: «ما سأخبركم به هو أن أحدهما سيكون بالتأكيد برجاً»، مضيفاً أن شركته تخطط لتوسيع شراكتها مع «دار غلوبال» في جميع أنحاء منطقة الخليج، بما في ذلك مشروع جديد في أبوظبي.

وقال ترمب: «سنكون على الأرجح في أبوظبي خلال العام المقبل أو نحو ذلك»، وذلك بعد يوم من كشف الشركتين عن خططهما لبناء برج ترمب الذهبي المتلألئ في مدينة جدة الساحلية السعودية.

وقال زياد الشعار، الرئيس التنفيذي لشركة «دار غلوبال» المدرجة في لندن، إن المشروع المشترك الجديد الآخر المخطط له في الرياض هو مشروع «ترمب غولف» على غرار مشروع ترمب الذي تم إطلاقه في عُمان عام 2022، وأضاف في مقابلة مع «رويترز»: «نأمل في إنشاء برج واحد ومجتمع غولف واحد».

اتفقت شركة «دار غلوبال»، الذراع الدولية لشركة «دار الأركان» السعودية للتطوير العقاري، على عدد من الصفقات مع «منظمة ترمب»، بما في ذلك خطط لأبراج ترمب في جدة ودبي، إلى جانب مشروع عمان.

لم تشر المؤسستان إلى قيمة المشاريع، لكن الشعار قارن بين قيمة برج ترمب في جدة بقيمة 530 مليون دولار ومجمع ترمب للغولف في عُمان الذي قال إن تكلفته تبلغ نحو 2.66 مليار دولار.