في ضوء نتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن اليمين المتطرف يسترد أنفاسه ويحتاج إلى بضع عشرات ألوف الأصوات فقط حتى يعود إلى الحكم برئاسة بنيامين نتنياهو، أطلق الجناح الاستيطاني في حزب الليكود، الاثنين، حملة ترمي إلى رفع نسبة التصويت في صفوف جمهور اليمين وصد الارتفاع المتوقع في نسبة التصويت بين الناخبين العرب.
يقود هذه الحملة ثلاثة من قادة المستوطنين أعضاء حزب الليكود، يوسي دغان، ويوني هيسرائيلي ويعقوب فاينبرغر، تحت عنوان: «نقوي نتنياهو عن طريق زيادة قوة المستوطنين»، و«نحن قادرون على رفع عدد المستوطنين إلى مليون». وحسب دغان، فقد تمكنوا حتى الآن من إعادة 9000 عضو إلى ليكود من المستوطنين. وقال: «نحن جمهور مسيس جيداً ومنظم جداً ويعرف ماذا يريد وكيف يتمسك بآيديولوجيته اليمينية. ونحن القادرون على إعادة الليكود إلى الحكم بواسطة حكومة يمينية صرف، مستقرة وثابتة». وتابع أن الحملة لن تبقي مؤيداً واحداً لليكود في بيته وستجلب الجميع إلى صناديق الاقتراع. مشددا على أنه «يوجد أمامنا تحد واضح: العرب ينوون زيادة نسبة التصويت، ويجب أن نزيد نسبة التصويت عندنا أكثر منهم».
وكانت استطلاعات الرأي التي نشرت منذ حل الكنيست (البرلمان) وقرار التوجه لانتخابات مبكرة جديدة في أول نوفمبر (تشرين الثاني)، قد دلت على أن المعسكر اليميني المتطرف الذي يقوده نتنياهو، سيفوز بأعلى نسبة أصوات ولكنه لن يستطيع الوصول إلى 61 مقعداً لتشكيل حكومة، كما حصل في الانتخابات الأربع السابقة التي جرت خلال السنوات الثلاث الماضية. وينقصه حوالي 40 – 60 ألف صوت، ولكن، إذا عاد الناخبون العرب (فلسطينيي 48) لرفع نسبة التصويت المنخفضة لديهم (45 في المائة في الانتخابات الأخيرة مقابل 72 في المائة لدى اليهود)، فإن الهوة ستتسع أكثر. وسيكون صعباً على الليكود تشكيل الحكومة. لذلك قرر الليكود إطلاق حملته لرفع نسبة تصويت اليمين، وباشر فيها بين المستوطنين حيث تسيطر هناك الآيديولوجية اليمينية في القضايا القومية والاقتصادية على السواء، وفي مقدمة ذلك الاستيطان.
غير أن معسكر اليمين بدأ يشهد خلافات تحدث فيه تصدعات عديدة. ففي داخل الليكود يتذمر عدد غير قليل من تصرفات مجموعة نتنياهو الضيقة، بعد أن اتخذ قراراً بسحب انتخاب ممثلي المناطق في المجلس المركزي وجعلها انتخابات مباشرة من مجموع الأعضاء (130 ألف عضو)، الأمر الذي أثار غضب أعضاء المركز (3 آلاف عضو) ودفع عدداً من القادة أمثال حايم كاتس، إلى التوجه إلى المحكمة ضد نتنياهو. في المقابل، قام عدد من مؤيدي نتنياهو بصنع ميدالية مطلية بماء الذهب نقشت عليها صورته وتم بيعها للنواب، واتهموا كل من رفض اقتناءها بأنه غير مخلص لنتنياهو. وهي قضية تثير ضجة كبيرة في الحزب.
وكشف أمس الاثنين، عن خلاف شديد داخل حزب الصهيونية الدينية، وهو التكتل الذي تشكل من تحالف حزبين يعتبران من غلاة التطرف، أحدهما برئاسة النائب بتسلئيل سموترتش، والثاني برئاسة النائب ايتمار بن غفير. وكانت الاستطلاعات قد أشارت إلى أن هذا التكتل سيضاعف قوته من 6 مقاعد إلى 11 أو 12 مقعدا. وفي أمس نشر استطلاع جديد سئل فيه الجمهور كيف يصوت في حال ترؤس بن غفير القائمة الانتخابية بدلاً من سموترتش، فارتفع التكتل إلى 13 مقعداً. وتبين أن بن غفير، كان قد طرح فكرة ترؤس القائمة فهاجمه سموترتش ووصفه بالجشع.
في الأثناء، وفي الطرف الآخر من الخريطة الحزبية، يحاول معسكر التغيير برئاسة يائير لبيد، إدارة معركة انتخابية منظمة يقلل فيها من التنافس داخل المعسكر، ويركز المعركة ضد نتنياهو والمتطرفين، ويحاول أن يغري الأحزاب الدينية كي تترك تحالفها مع نتنياهو. لكن رئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، هاجمت، الاثنين، التحالف الجديد الذي أقامه بيني غانتس وغدعون ساعر، وقالت إنهما يحاولان سرقة الأصوات من حزبها ليقيما حكومة مع نتنياهو. وأضافت ميخائيلي، التي انتخبت أمس لترأس قائمة الحزب الانتخابية مجدداً، إن حزبها هو حزب الوسط الحقيقي، الذي يرفض اليمين المتطرف واليسار المتطرف ويختار طريق الاشتراكية الديمقراطية ويسعى لاتفاقية سلام مع الفلسطينيين، ولتوحيد صفوف الإسرائيليين من كل الشرائح الاجتماعية، بمن في ذلك المتدينون اليهود والأحزاب العربية.
مستوطنون يطلقون حملة لرفع نسبة التصويت لصالح نتنياهو
مستوطنون يطلقون حملة لرفع نسبة التصويت لصالح نتنياهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة