تصعيد عسكري ينذر بمواجهات بين المعارضة والنظام في شمال غربي سوريا

رفع العلم الإيراني فوق مناطق جديدة شمال غربي حلب

فصائل المعارضة
فصائل المعارضة
TT

تصعيد عسكري ينذر بمواجهات بين المعارضة والنظام في شمال غربي سوريا

فصائل المعارضة
فصائل المعارضة

تتواصل الاشتباكات العنيفة في أرياف إدلب وحلب، شمال غربي سوريا، الجمعة، لليوم الثاني على التوالي، بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام السوري تساندها الميليشيات الإيرانية، بالرشاشات وقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة، وذلك عقب صد المعارضة محاولة تسلل لقوات النظام على محاور ريف حلب الغربي، تكبدت خلالها خسائر بالعدة والأرواح، في وقت شهدت فيه محاور القتال، وصول تعزيزات عسكرية للطرفين، وتبادل بالتهديدات بشن عمليات عسكرية ضمن منطقة «خفض التصعيد». وقال مصدر عسكري في فصائل المعارضة، إن «مواجهات عنيفة بالأسلحة الثقيلة، بين فصائل المعارضة في غرفة عمليات (الفتح المبين)، وقوات النظام تساندها ميليشيات إيرانية، تشهدها محاور منطقة معرة النعسان ومناطق تقاد وبالا بريف حلب الغربي، وذلك عقب صد محاولة تسلل للأخيرة، واشتباكات عنيفة، على محور منطقة معرة النعسان شمال شرقي إدلب، من قبل فصائل المعارضة، في ساعة متأخرة من ليل الخميس - الجمعة، وأسفر ذلك عن مقتل ضابطين وعدد من العناصر في صفوف الفرقة 25، المدعومة من روسيا، في قوات النظام، وإجبارها على التراجع».

وأضاف، أن «فصائل المعارضة قصفت موقعاً عسكرياً يضم قواعد صواريخ مضادة للدروع وآليات ثقيلة لقوات النظام في منطقة بالا بريف حلب الغربي، وأدى إلى تدمير جزء كبير من الموقع ووقوع قتلى وجرحى في صفوفها، وأعقب ذلك قصف مكثف من قبل قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مناطق محيطة بمدينة سراقب وسرمين ومحيط دارة عزة بريف حلب الغربي». وتابع المصدر «جرى رصد وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام صباح الجمعة، تضم عدداً من الآليات الثقيلة والجنود المدربين على الإنزال المظلي، إلى خطوط التماس في منطقة معرة النعسان شمال شرقي إدلب، بالمقابل عززت فصائل المعارضة في غرفة عمليات (الفتح المبين)، مواقعها العسكرية المتقدمة من خطوط التماس، بعدد من الآليات الثقيلة والسيارات المزودة بالرشاشات، وقواعد صواريخ مضادة للدروع، وأعداد كبيرة من العناصر المدربين على خوض المعارك والعمليات العسكرية الهجومية؛ تحسباً لأي هجوم بري مفاجئ لقوات النظام على محاور منطقة (خفض التصعيد) بريفي إدلب وحلب». وكان قيادي في فصائل المعارضة أعلن، في وقت سابق «جاهزية فصائل المعارضة، للتصدي لأي عملية عسكرية لقوات النظام في منطقة (خفض التصعيد)، وتشمل مناطق واسعة من محافظة إدلب وأرياف اللاذقية وحماة وحلب، شمال غربي سوريا، بعد إخضاع عناصرها لدورات عسكرية مكثفة، لخوض المعارك الدفاعية والهجومية»، مشيراً إلى أنه لا يستبعد «نشوب مواجهات عنيفة قد تحدث تغيراً في مواقع السيطرة والنفوذ شمال غربي سوريا، لصالح المعارضة السورية». إلى ذلك، رصد ناشطون سوريون وصول تعزيزات عسكرية للميليشيات الإيرانية وأخرى موالية لها، بينها «لواء فاطميون» (الأفغاني) و«حركة النجباء» العراقية، وفصائل محلية بينها «لواء الباقر» ولواء «الرسول الأعظم»، ويتحدر عناصرها من محافظة حلب ومناطق أخرى خاضعة لقوات النظام السوري، إلى منطقة أبين وتل رفعت ومناطق قريبة من منبج بريف حلب، ومطار (منغ) العسكري، في شمال غربي حلب. وتزامن ذلك مع وصول تعزيزات للفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري بشار الأسد، وعملت الميليشيات الإيرانية، على رفع العلم الإيراني، فوق عدد من المباني في منطقة تل رفعت وأبين بريف حلب. وأكد نشطاء في محافظة حلب، أن «89 موقعاً عسكرياً ونقطة، باتت تخضع للنفوذ الإيراني في محافظة حلب، بينها مطار (النيرب) العسكري، وقواعد جبل عزان ومسكنة جنوب حلب، إضافة إلى الأكاديمية العسكرية ونحو 28 قرية وبلدة بأرياف حلب الغربية والشمالية، على حساب قوات النظام السوري والنفوذ الروسي، وعززت هذه المواقع بأكثر من 6000 عنصر من الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات أفغانية وعراقية و(حزب الله) (اللبناني)، إضافة إلى عناصر الميليشيات المحلية الموالية لها من الشيعة السوريين في مناطق نبل والزهراء بريف حلب».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.