ألعاب الفيديو لتدريب الدماغ... من يستفيد منها؟

تُحسّن قدرات الذاكرة وقد تتسبّب بأضرار صحية

ألعاب الفيديو لتدريب الدماغ... من يستفيد منها؟
TT

ألعاب الفيديو لتدريب الدماغ... من يستفيد منها؟

ألعاب الفيديو لتدريب الدماغ... من يستفيد منها؟

حاولت دراسة جديدة لباحثين من جامعة كاليفورنيا استكشاف الأسباب وراء استفادة البعض من ممارستهم ألعاب الفيديو في الكومبيوتر أو الهاتف المحمول لتحسين قدرات الذاكرة لديهم وقدرات أداء المهام الجديدة عليهم، وعدم استفادة البعض الآخر منها في هذه الجوانب.

- فوائد وأضرار
اعتبر الباحثون أن هذا الأمر محوري بالنسبة لممارسة ألعاب الكومبيوتر في جانبين صحيين؛ مفيد وغير مفيد. الجانب الأول، يتعلق بكيفية التوجه نحو انتقاء وتصميم ألعاب تخدم تنمية وحفظ هذه القدرات الذهنية لدى صغار وكبار السن. والآخر يتعلق بتخفيف الآثار الجانبية لممارسة هذه الألعاب، كطول بقاء فترة الجلوس وزيادة الوزن وتأخير النوم والتشتيت الذهني والضرر على العينين والعمود الفقري، وغيرها من الآثار السلبية. أي لجعلها مفيدة وتقليل ضررها.
وقالت إنجا باهور، الباحثة الرئيسية في الدراسة والمتخصصة في علم النفس، ما ملخصه: «يقوم بعض الأشخاص بعمل جيد جداً في تدريب (الذاكرة)، مثل لعب أحد ألعاب الفيديو، لكنهم لا يظهرون قدرات أفضل في (النقل القريب) لتطبيق تلك المعرفة والمهارة على ألعاب أخرى مماثلة في المهارة. والسبب أنهم ربما يستخدمون استراتيجيات محددة للغاية عند ممارسة ألعاب الفيديو تلك. ومن خلال فهم أفضل لماذا يعمل هذا النوع من تدخلات تدريب الذاكرة Memory Training Intervention لبعض الأشخاص دون غيرهم، يمكننا المضي قدماً مع جيل جديد من ألعاب تدريب الذاكرة العاملة أو استخدام أساليب أكثر ملاءمة لاحتياجات الأفراد».
وسلك الباحثون نهجاً ذكياً في طريقة تصميم وإجراء هذه الدراسة، بناء على أسس نظريات «التعلّم». ووفق ما نشر ضمن عدد 20 يونيو (حزيران) من مجلة «نيتشر لسلوك الإنسان» Nature Human Behavior، أفاد فريق علماء النفس في جامعة كاليفورنيا أن الأشخاص الذين يُظهرون مهارات في «النقل القريب» للتعلّم، من المرجح أن يُظهروا مهارات أخرى مماثلة في «النقل البعيد» للتعلّم.
وعليه، فإذا كنت ماهراً في «لعبة ما» على هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي، ولديك قدرة على تعلّم مزيد من «الألعاب المشابهة» لها، فإن ذلك يزيد من سرعة تعلمك لـ«ألعاب أخرى غير مشابهة» لها. وله أيضاً تأثيرات إيجابية على نطاق أوسع، لأنه قد يرفع من مستويات التركيز الذهني في الحياة اليومية، وكذلك في مهارات ممارسة العمل الوظيفي.

- التعلم ونقل الخبرة
تستخدم الأوساط العلمية مصطلح «النقل القريب» ومصطلح «النقل البعيد» للدلالة على أن «النقل» هو ما يعتمد عليه السلوك البشري في التعلّم أو الأداء. وذلك على تطبيق نقل «الخبرة السابقة» من شيء تعلمه المرء «من قبل» على شيء «جديد» يواجه تعلمه أو تطبيق أدائه. أي نقل المرء لما تعلمه في سياق ما، إلى سياق آخر جديد. سواء أكان هذا السياق الجديد مماثلاً في الشبه أم قريباً من الشيء الذي تعلمه المرء من قبل (النقل القريب Near Transfer)، أم غير مماثل في الشبه وبعيداً عنه (النقل البعيد Far Transfer). ولذا يُوصف عادة «نقل التعلّم»، أو الفائدة العملية للتعلّم، بأنه مدى الفاعلية العملية التي تُؤثر به التجارب والمعارف السابقة (مصدر النقل) على التعلم والأداء في موقف جديد (هدف النقل).
ولذا قال الباحثون: «إن المدى الذي يؤدي فيه تدريب الذاكرة العاملة Working Memory Training إلى تحسين الأداء في المهام التي لم يتدرب عليها المرء من قبل Untrained Tasks، أمر مثير للجدل إلى حد كبير. ونحن هنا نعالج هذا الجدل من خلال اختبار الفرضية القائلة إن النقل البعيد للمعلومات قد يعتمد على قدرة النقل القريب لها».
وأضاف الباحثون أنه بالنسبة لشخص ماهر في لعب لعبة ووردل Wordle لتكوين الكلمات، على سبيل المثال، يشير «النقل القريب» إلى المهارة في ألعاب «مماثلة»، مثل ألعاب الكلمات المتقاطعة Crossword Puzzle. ومثال على «النقل البعيد» لدى شخص ماهر في لعب لعبة ووردل، هو تحسين ورفع مستوى التركيز بشكل أفضل في أنشطة الحياة اليومية «غير المماثلة» بديهياً للعبة ووردل.
ومعلوم أن لعبة ووردل هي «لعبة كلمات» ظهرت عام 2021، ولدى اللاعبين فيها 6 محاولات لتخمين كلمة مكونة من 5 أحرف، ويتم تقديم المراجعة لكل تخمين في شكل مربعات ملونة، للإشارة إلى متى تتطابق الأحرف أو تحتل الموضع الصحيح. وتحتوي ووردل على حل يومي واحد؛ حيث يحاول جميع اللاعبين من كل أنحاء العالم تخمين نفس الكلمة.

- مهارات متنوعة
ولهذا الشأن، أجرى الباحثون 3 تجارب عشوائية ضابطة Randomized Control Trials شارك فيها ما يقرب من 500 مشارك. وفيها جميعاً يكرر إظهار نفس النتيجة. إن مدى قدرة الأشخاص على تحسن أدائهم في المهام التي لم يتدربوا عليها من قبل، ولكن تدربوا على مهام قريبة منها وشبيهة لها، يحدد مدى قدرة نجاح المرء على نقل ما تعلمه في سياق ما، إلى سياق آخر جديد وغير مماثل في الشبه وبعيد عنه، عبر استخدام وسيلة تنفيذ المهام بالتفكير المجرد Abstract Reasoning. ويعتبر التفكير المجرد نوعاً من التفكير عالي المستوى. وهذا النوع من التفكير أكثر تعقيداً من نوع التفكير الذي يتمحور حول حفظ واسترجاع المعلومات والحقائق. ويظل موضوع ما إذا كان تدريب الذاكرة العاملة يحسن الأداء في المهام غير المدربة، ودرجة ذلك، موضوعاً محل نقاش كبير، كما هو الحال في «الذكاء السائل» Fluid Intelligence والقدرة على التفكير المجرد لحلّ المشكلات.
وبلغة مبسطة للتقريب، إذا تمكن الشخص في صالة الألعاب الرياضية من تحسين قدراته على الركض باستخدام جهاز الدواسة الكهربائية للجري Treadmill (تدخّل التدريب Training Intervention)، وصولاً إلى تحقيق معدلات عالية في الجري السريع في الهواء الطلق (نقل قريب للمهارة Near Transfer)، فإن قدرة التحسّن هذه هي التي ستحدد توقع ما إذا كان هذا الشخص سيكون أفضل استعداداً للانخراط في أنشطة بدنية أخرى مختلفة عن الجري (نقل بعيد للمهارة Far Transfer)، مثل ركوب الدراجات أو ممارسة كرة السلة أو القدم. ولذا قال الباحثون، كما تقدم، إن الأشخاص الذين يظهرون مهارات في «النقل القريب» للتعلم، من المرجح أن يظهروا مهارات أخرى مماثلة في «النقل البعيد» للتعلم.

- ألعاب ورق الكوتشينة... نموذج لتنشيط القدرات الذهنية
> يقول الدكتور زالدي تان، الطبيب ومدير برنامج سيدرز سيناي للذاكرة والشيخوخة في لوس أنجليس: «إن ممارسة تمارين صعبة للدماغ لن يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر أو أنواع أخرى من الخرف، كما أنه لن يقلل من معدلات تطور هذه الأمراض، لكنها تقدم فوائد كبيرة، ويمكن أن تجعل حياتك أفضل». ويُضيف: «تحفز ألعاب الدماغ الوظائف المعرفية المختلفة، مثل الوظيفة التنفيذية وسرعة معالجة المواقف لدى كبار السن. ويمكن لذلك تحسين حياتك بطرق أخرى، وخاصة حياتك الاجتماعية».
وعند لعب لعبة محفزة لنشاط الدماغ والتفاعل مع الأصدقاء، كألعاب الكوتشينة الجماعية، يحصل كبار السن على مكافأة إضافية، تتمثل في الرفقة، التي توفر فوائد صحية وقائية لكبار السن، وفقاً لنتائج عدة دراسات طبية صدرت حول هذا الأمر.
علاوة على ذلك، كما تقول الدكتورة دينيس بارك، أستاذة ومديرة مركز الأبحاث في مركز طول العمر الحيوي في كلية العلوم السلوكية بجامعة تكساس في دالاس: «عندما تنخرط في موقف اجتماعي، فإنك تحفز أنظمة معرفية متعددة في نفس الوقت. أنت تؤلف جملاً، وتتعلم أسماء جديدة، وتتذكر ما أخبرك به الشخص الذي تحدثت إليه للتوّ عن عمله أو أسرته. إن كثيراً من العمل المعرفي المترابط يجري حينئذ».
وعن ألعاب ورق الكوتشينة، تقول الدكتورة بارك: «ينطوي كثير من الألعاب المحببة على تحديات معرفية كبيرة. وعندما تلعب لعبة بريدج، عليك أن تتذكر مَن لعب أي أوراق، وتطور استراتيجيتك الخاصة مع مراعاة نوايا زملائك اللاعبين، وتتذكر نظام النقاط المعقد للمكاسب والخسائر».
وهذا النوع من الألعاب ينشط الشعور بالتحكّم والقدرة على فعل شيء مفيد لصحة المرء. ولذا يقول الدكتور تان: «يحتاج الناس إلى هدف وإحساس بالسيطرة. ويمكن أن تمنحهم تمارين وألعاب الدماغ فرصة ليشعروا أنهم قادرون على التحكم والتحسن، ما يُحسّن مزاجهم». ويُضيف: «أقول للمرضى؛ تحدّ عقلك. تحدّ عقلك حتى تتمكن، على الأقل من الناحية النظرية، من تطوير نقاط الاشتباك العصبي الجديدة مع كل شيء جديد تتعلمه». ونقاط الاشتباك العصبي Synapses هي المسافات بين الخلايا الدماغية، التي من خلالها تتصل الخلايا وتتواصل. ويوضح أنه لكي تكون هذه الروابط الدماغية الجديدة مستدامة، يجب أن يثير هذا النشاط اهتمامك أيضاً، لا أن تمارسه بملل.
وتعتبر لعبة البريدج على سبيل المثال من الرياضات العقلية، لأنها تعلم الشخص التفكير المنطقي والتفكير السريع والصبر والتركيز ومهارات الشراكة مع الغير. وفي أحد المؤتمرات السنوية لجمعية علم الأعصاب الأميركية، قدّم باحثون من جامعة كاليفورنيا دراستهم التي أظهرت أن لاعبي لعبة البريدج قد زاد لديهم عدد الخلايا المناعية بعد ممارسة اللعبة الورقية هذه، نتيجة تنشيط عمل مناطق معينة في قشرة الدماغ ذات الصلة بجهاز مناعة الجسم، وخاصة الغدة الزعترية.
وتقول البروفسورة جويس ميكال فلين، أستاذة علم الأعصاب في جامعة مقاطعة ساكرامنتو في كاليفورنيا: «ألعاب الطاولة وألعاب الورق وألغاز الكلمات المتقاطعة وألغاز الصور المقطوعة، كلها إبداعية وممتعة، ما يدعم صحة الدماغ والشعور بالعافية. المتعة تجلب مزيداً من الحافز للمشاركة. وتكون هذه الأنشطة أفضل عند التعامل مع الآخرين والتفاعل مع الآخرين. التفاعل مع الآخرين من خلال العمل الجماعي مفيد للغاية لصحة الدماغ».


- الاستمتاع بتمارين الدماغ من دون إفراط
> تمارين الدماغ هي أي نشاط تستخدم فيه مهاراتك المعرفية. ولذا تحظى ألعاب الدماغ عبر الإنترنت بشعبية وتقدم مجموعة متنوعة من التمارين التخيلية المصممة لتحدي ذاكرتك والتركيز ومهارات حل المشكلات لديك. والمفتاح هو أنها يجب أن تكون صعبة، ولكن ليست صعبة للغاية. وكما تقول الدكتورة دينيس بارك، أستاذة ومديرة مركز الأبحاث في مركز طول العمر الحيوي في كلية العلوم السلوكية بجامعة تكساس في دالاس: «من المهم الانخراط في أنشطة مليئة بالتحديات الذهنية، كي تتيح لك التعلم باستمرار والتحسن. ومن المهم أن يكون لديك المقدار الأمثل من التحدي للحفاظ على صحة العقل. إذا كان هناك كثير، فسوف تشعر بالتوتر، ويمكن أن يضرّ التوتر بالنظام المعرفي للدماغ. لكن إذا كان هناك القليل جداً، فقد لا يكون هناك أي مكسب. إن إضافة ممارسات جديدة لم تقم بها من قبل، يساعد على بناء دوائر عصبية جديدة في الدماغ للتعامل مع هذا التحدي». وضمن مقالة بعنوان «هل يمكن أن تساعدك ألعاب الفيديو على رفع مستوى صحتك؟» على الموقع الإلكتروني لرابطة القلب الأميركية، يقول الدكتور دايهيونج لي، الأستاذ المساعد في قسم العلوم الإنسانية التطبيقية بجامعة مينيسوتا: «تظهر الأبحاث أن ألعاب الفيديو يمكن أن تعزز العواطف ومهارات التفكير. وإن قوة الألعاب في التحفيز يمكن أن تلهم السلوك الصحي. لكن هناك حدوداً من أجل تقليل وقت الجلوس لفترات طويلة، خاصة عند الأفراد غير النشطين بدنياً. وعلينا ممارسة التمارين الرياضية الحقيقية والنشاط البدني المنتظم لتلبية إرشادات النشاط البدني الموصى بها وكسب الفوائد الصحية».
ويضيف الدكتور لي أن «اللعب قبل النوم يمكن أيضاً أن يتسبب باضطرابات في النوم. وبعض الناس يجدون صعوبة في التوقف». وبالنسبة للبالغين، تقول الدكتورة تريسي بارنيت، أستاذة مساعدة في قسم طب الأسرة في جامعة ماكجيل في مونتريال: «إنها فكرة جيدة أن تأخذ استراحة من اللعب لمدة 5 إلى 10 دقائق كل نصف ساعة، أو من 15 إلى 20 دقيقة كل ساعة. وحافظ على توازن صحي مع بقية حياتك. اقض بعض الوقت في الهواء الطلق».


مقالات ذات صلة

دراسة: ألعاب الفيديو تزيد معدل ذكاء الأطفال

يوميات الشرق ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد على تعزيز ذكاء الأطفال (رويترز)

دراسة: ألعاب الفيديو تزيد معدل ذكاء الأطفال

قالت دراسة جديدة إن ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو تزيد من معدل ذكائهم، وهو ما يتناقض إلى حد ما مع السرد القائل بأن هذه الألعاب سيئة لأدمغة وعقول الأطفال.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
رياضة سعودية جانب من تتويج الأبطال (الشرق الأوسط)

كأس العالم في روكيت ليغ «سعودية»  

أضاف المنتخب السعودي للرياضات الإلكترونية إنجازاً جديداً إلى سجله الحافل، بعد فوزه بلقب كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية في لعبة روكيت ليغ.

منيرة السعيدان (الرياض )
تكنولوجيا سهولة تثبيت وحدة التخزين الإضافية «NVME M.2» في جهازَي «بلايستيشن 5» و«بلايستيشن 5 برو»

كيف تنقل بيانات ألعابك من جهاز «بلايستيشن 5» إلى إصدار «بلايستيشن 5 برو» المطور؟

إن حصلت على جهاز «بلايستيشن 5 برو» بمواصفاته المتقدمة، فلا داعي لإعادة تثبيت جميع ألعابك مرة أخرى وإضاعة الوقت في ذلك، وتحميل تحديثات كل لعبة على حدة، حيث…

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا تطويرات مبهرة في إصدار «هورايزون زيرو دون ريماستيرد»

لعبة «هورايزون زيرو داون ريماستيرد»: تطوير تقني مبهر يزيد من مستويات الانغماس

تطوّرت تقنيات الرسومات بشكل كبير خلال الأعوام السبعة الماضية؛ إذ انتشرت رسومات الدقة الفائقة «4K»، وتتبع الأشعة الضوئية من مصدرها «Ray Tracing»، وتمّ دمج…

خلدون غسان سعيد (جدة)
رياضة سعودية حلبة الدرعية ستتم إضافتها إلى «تراكمنيا» لسباقات الفورمولا إي (الشرق الأوسط)

حلبة الدرعية تنضم إلى لعبة «تراكمنيا» الشهيرة في سباقات الفورمولا إي

أعلنت الفورمولا إي، بالتعاون مع شركة «يوبي سوفت» الفرنسية لنشر وتطوير الألعاب، أن حلبة الدرعية ستكون واحدة من ثلاث حلبات جديدة ستتم إضافتها إلى لعبة «تراكمنيا».

«الشرق الأوسط» (جدة)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
TT

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب الدماغي الشائع.

وقد تتمكن من اكتشاف المرض قبل سنوات من تدهور حالتك.

شارك الدكتور دانييل أمين، وهو طبيب نفسي معتمد وباحث في تصوير الدماغ في كاليفورنيا بالولايات المتحدة مؤخراً، فيديو على منصة «تيك توك»، وقال: «يبدأ مرض ألزهايمر في الواقع في الدماغ قبل عقود من ظهور أي أعراض»، حسب صحيفة «نيويورك بوست».

تشير التقديرات إلى أن 6.7 مليون أميركي يعيشون مع مرض ألزهايمر، الذي يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية والقدرة على أداء المهام البسيطة.

ويكشف أمين عن 4 علامات تحذيرية قد تشير إلى أن دماغك قد يكون ضمن المرحلة التجهيزية للإصابة بألزهايمر، والعديد من عوامل الخطر التي يجب معالجتها على الفور.

ضعف الذاكرة

قال أمين إن أول علامة تحذيرية هي أن ذاكرتك تصبح أسوأ مما كانت عليه قبل 10 سنوات.

في حين أن النسيان العرضي هو جزء طبيعي من الشيخوخة، فإن الأشخاص المصابين بالخرف يكافحون لتذكر الأحداث الأخيرة أو المحادثات أو التفاصيل الرئيسية.

الحُصين - منطقة الدماغ المسؤولة عن تكوين ذكريات جديدة - هي واحدة من المناطق الأولى المتأثرة بمرض ألزهايمر.

ضعف الحكم والاندفاع

قد يؤدي تلف الفصوص الجبهية، وهي المناطق الرئيسية لاتخاذ القرار والتفكير إلى صعوبات في فهم المخاطر، ومعالجة المشاكل اليومية وإدارة الشؤون المالية.

يبدو الأمر وكأن دماغك «يصبح غير متصل بالإنترنت»، كما أوضح أمين.

قصر فترة الانتباه

قد يواجه الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر صعوبة في التركيز أو الانتباه لفترة كافية لإكمال المهام التي كانت بسيطة في السابق.

سوء الحالة المزاجية

وجدت الأبحاث أن ما يصل إلى نصف مرضى ألزهايمر يعانون من أعراض الاكتئاب.

يعاني المرضى في كثير من الأحيان من تغيرات عاطفية مثل الانفعال أو التقلبات المزاجية الشديدة، وغالباً ما يكون لديهم سيطرة أقل على مشاعرهم لأن المرض يؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم العواطف.

قد يصابون بالارتباك أو القلق بشأن التغيير، أو بشأن المواقف التي تأخذهم خارج منطقة الراحة الخاصة بهم.

كما حدد أمين العديد من السلوكيات التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف. وقال: «إذا كان لديك أي من عوامل الخطر هذه، فهذا هو الوقت المناسب للتعامل بجدية مع صحة الدماغ».

وأبرز هذه العوامل هي:

السمنة

أوضح الدكتور: «مع زيادة وزنك، ينخفض ​​حجم ووظيفة دماغك، لهذا السبب أنا نحيف، لا أريد أن أفعل أي شيء يضر بدماغي عمداً».

انخفاض الطاقة

أفاد أمين: «إن انخفاض الطاقة... يعني غالباً انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ».

الأرق المزمن أو انقطاع النفس أثناء النوم

يساعد النوم في التخلص من النفايات السامة من الدماغ.