اكتشاف «الحلقة المفقودة» التي يمكن أن توفر تقنية الإنترنت الكمومية

اكتشاف «الحلقة المفقودة» التي يمكن أن توفر تقنية الإنترنت الكمومية
TT

اكتشاف «الحلقة المفقودة» التي يمكن أن توفر تقنية الإنترنت الكمومية

اكتشاف «الحلقة المفقودة» التي يمكن أن توفر تقنية الإنترنت الكمومية

قبل أن تتمكن أجهزة الكمبيوتر الكمومية والشبكات من تحقيق إمكاناتها الهائلة، واجه العلماء العديد من المشكلات الصعبة. لكن دراسة جديدة نشرت بمجلة «نيتشر» العلمية تحدد حلاً محتملاً لإحدى هذه المشكلات، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
وحسب الموقع، كشفت الدراسة الجديدة ان مادة السيليكون التي تُصنع منها مكونات الحوسبة الكلاسيكية أظهرت أن لدينا إمكانية تخزين البتات الكمية أيضًا. فهذه البتات الكمومية (الكيوبتات) هي مفتاح المستوى التالي لأداء الحوسبة الكمومية؛ وهي تأتي في أنواع مختلفة.
وفي هذا الاطار، تعد كيوبتات السيليكون أحد الأنواع التي تمكن الفيزيائيون من الحصول عليها بشكل أكثر تقدمًا واستقرارًا بمرور الوقت. لكن هناك أيضًا مسألة ربطها معًا على نطاق واسع.
وان ما يُظهره البحث الجديد هو أن بعض العيوب في السيليكون (المعروفة باسم مراكز T) يمكن أن تعمل كروابط فوتونية (أو قائمة على الضوء) بين الكيوبتات.
ولتوضيح الأمر أكثر، يقول عالم الفيزياء الكمومية ستيفاني سيمونز من جامعة سيمون فريزر في كندا «إن الباعث مثل مركز T الذي يجمع بين الكيوبتات الدورانية عالية الأداء وتوليد الفوتون البصري مثالي لصنع أجهزة كمبيوتر كمومية قابلة للتطوير». مضيفا «يمكنه التعامل مع المعالجة والاتصالات معًا، بدلاً من الحاجة إلى واجهة بين تقنيتين كميتين مختلفتين، واحدة للمعالجة والأخرى للاتصالات»؛ بمعنى آخر، إنه نظام أكثر كفاءة وربما يكون أسهل في البناء.
وقد أفاد الباحثون بأن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها ملاحظة هذا النوع من نشاط الجسيمات الكمومية بصريًا في السيليكون والمزيد من الأدلة على أنها طريقة قابلة للتطبيق للمضي قدمًا.
وهناك فائدة أخرى أيضًا هي بعث مراكز T الضوء بنفس الطول الموجي الذي تستخدمه اتصالات الألياف الحالية وشبكات معدات الاتصالات. ومن شأن ذلك أن يجعل طرح تكنولوجيا الإنترنت الكمومية أكثر وضوحًا.
ووفق سيمونز «باستخدام مراكز T، يمكننا بناء معالجات كمومية تتواصل بطبيعتها مع المعالجات الأخرى... وعندما يتمكن كيوبت السيليكون الخاص بنا من التواصل عن طريق إصدار فوتونات (ضوء) في نفس النطاق المستخدم في مراكز البيانات وشبكات الألياف، فإننا سنحصل على نفس الفوائد لربط ملايين الكيوبتات اللازمة للحوسبة الكمومية».
وقد أنتج الباحثون عشرات الآلاف من المايكروبوكسات الصغيرة على رقائق السيليكون باستخدام تقنيات الفحص المجهري الخاصة للتأكد من أن كل جهاز من هذه الأجهزة الصغيرة يحتوي على عدد صغير من مراكز T التي يمكن معالجتها والتحكم بها بشكل فردي.
وهناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به؛ إذ يجب جعل الكيوبتات أكثر موثوقية ودقة حتى يمكن استخدامها بشكل صحيح، لكن هذا البحث يجعلنا نقترب خطوة أخرى مهمة نحو مستقبل الحوسبة الكمومية.
وإذا كان من الممكن أن يعتمد هذا المستقبل على السيليكون فعندئذٍ لدينا بالفعل سنوات من الخبرة في التصنيع والمعدات لندعو إليها، وهذا بدوره يعني انتقالًا أكثر سلاسة إلى الحوسبة الكمومية على نطاق واسع.


مقالات ذات صلة

65 % من العملاء يشعرون بأن الشركات تتعامل مع بياناتهم باستهتار وتهوّر

تكنولوجيا أصبحت ثقة نحو 3 أرباع المستهلكين (72%) بالشركات أقل مقارنة بعام 2023 (أدوبي)

65 % من العملاء يشعرون بأن الشركات تتعامل مع بياناتهم باستهتار وتهوّر

تظهر دراسة جديدة لشركة «سايلزفورس» تراجع الثقة بالشركات لدى 72 في المائة من العملاء حول العالم.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

تشير دراسة حديثة إلى أن نماذج اللغة الكبيرة تفتقر إلى فهم حقيقي للعالم، إذ تتفوق في مهام ثابتة، لكنها تتعثر مع تغييرات بسيطة، ما يثير تساؤلات حول جدواها.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد زوار في جناح شركة «أميركان إكسبريس السعودية» بمؤتمر «سيمليس» للمدفوعات الرقمية بالرياض (الشركة) play-circle 01:34

«أميركان إكسبريس السعودية»: البنية التحتية المتطورة تدعم زيادة إنفاق السياح

يرى الرئيس التنفيذي لشركة «أميركان إكسبريس السعودية» أن البنية التحتية المتطورة للمدفوعات الرقمية بالسعودية وزيادة نقاط البيع تعززان إنفاق السيّاح.

عبير حمدي (الرياض)
تكنولوجيا ستحدد انتخابات 2024 كيفية تطوير التكنولوجيا وحماية خصوصية المستخدمين ومستوى التدخل الحكومي في ذلك القطاع (أدوبي)

كيف ستؤثر الانتخابات الرئاسية الأميركية على مستقبل التكنولوجيا؟

ستتأثر السياسات التكنولوجية بنتائج الانتخابات الأميركية بشكل كبير بسبب اختلاف رؤى كل مرشح حول تنظيم الذكاء الاصطناعي وخصوصية البيانات ومكافحة الاحتكار.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا توفر «غاما» منصة ذكية لإنشاء العروض التقديمية بسرعة معتمدة على الذكاء الاصطناعي لتبسيط عملية التصميم (غاما)

كيف تسهّل منصة «غاما» العروض التقديمية عبر الذكاء الاصطناعي؟

يمكن الآن للمستخدمين تحويل أفكارهم إلى شرائح عرض احترافية وجاهزة في ثوانٍ، ودون عناء التنسيق اليدوي.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

عبد الله المحيسن: الصدق مفتاح وصول الأعمال السعودية للعالمية

المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)
المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)
TT

عبد الله المحيسن: الصدق مفتاح وصول الأعمال السعودية للعالمية

المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)
المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)

شهدت الجلسة الافتتاحية في النسخة الثانية من «مؤتمر النقد السينمائي» بالرياض، مساء الأربعاء، احتفاءً بالمخرج السعودي عبد الله المحيسن، مع عرض فيلمه الوثائقي «اغتيال مدينة»، الذي قدَّمه عام 1976 في الجلسة الافتتاحية مع محاورته من جانب الناقديْن؛ المصري أحمد شوقي رئيس الاتحاد الدولي للنقاد «فيبرسي»، والسعودي أحمد العياد.

وعبّر المحيسن عن فخره بالاحتفاء بمسيرته في المؤتمر، الذي عدّ استمرارية انعقاده، للعام الثاني على التوالي، دليلاً على أهمية تطوير الحركة السينمائية بالسعودية، مشيراً إلى أن العمل السينمائي المستند إلى النقد الواعي الهادف الصادق يُعد المحرك الرئيسي للتطور والإبداع.

وشدّد على أن إبراز مفهوم الصدق والإخلاص لرسائل الأعمال الفنية قد يكون مفتاح وصول الأعمال السعودية المتنوعة للعالمية، مشيراً إلى أن السينما الحقيقية تبدأ من البيئة المحلية.

وأضاف أن المخرجين عندما يقدمون أعمالاً من بيئتهم المحلية، وتعبر عن خصوصيتهم، ستكون انطلاقتهم الحقيقية للعالمية، مشيراً إلى أهمية أن تكون الأفلام معبرة عن مجتمعها، وليست مجرد إعادة إنتاج لأفكار وأفلام الغرب، عبر إقحام أفكارهم في أعمالنا.

جانب من الندوة (هيئة الأفلام السعودية)

ولفت إلى أن القصص التي تُلامس الواقع وتعبر عن الهوية السعودية ستكون قادرة على الوصول للجمهور العالمي، مشدداً على أهمية الصدق في التعبير عن أنفسنا وثقافتنا، دون محاولة إرضاء تصورات وتوقعات الغرب المحددة عنا، الأمر الذي سيمكّن من استخدام السينما بصفتها أداة لتعريف العالم بنا وبتنوعنا الحقيقي، وليس ما يتوقعونه منا.

وأكد أن النقد السينمائي أسهم في مسيرته بشكل كبير، خصوصاً بعد عرض فيلمه «اغتيال مدينة» في افتتاح الدورة الثانية من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، مستذكراً حديث الناقد المصري الراحل سمير فريد معه وطلبه منه أن يقدم أشياء أطول وأكثر تعقيداً بعد مشاهدته فيلمه الأول، الأمر الذي ترك أثراً كبيراً على مسيرته الفنية.

واستعاد المحيسن ذكريات تقديم الفيلم بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان بوقت قصير، خلال منتصف السبعينات من القرن الماضي، وهو البلد الذي عاش فيه عدة سنوات، خلال دراسته في المرحلة الثانوية، في نهاية الستينات وأوائل السبعينات، قبل أن يتجه إلى لندن لاستكمال دراسته، مؤكداً أنه مزج في الفيلم بين استخدام الرسوم المتحركة في البداية، واللقطات التي وثّقها، لافتاً إلى أنه استخدم الرسوم المتحركة في بداية الأحداث لإيصال رسالة الفيلم بطريقة رمزية مبتكرة.

وأضاف أن ما قد يراه البعض الآن سهلاً عند مشاهدة الفيلم، لم يكن سهلاً وقت تقديمه، خصوصاً أن الأفلام الوثائقية لم تكن لها منافذ عرض تصل من خلالها إلى الجمهور، بالإضافة إلى عدم وجود تجارب عربية سابقة استُخدمت فيها الرسوم المتحركة بأعمال وثائقية، الأمر الذي لم يكن مألوفاً عند تقديم الفيلم.

وقال الناقد السعودي أحمد العياد، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاحتفاء بمسيرة المحيسن في الملتقى يأتي تقديراً لما قدّمه للسينما السعودية؛ ليس فقط عبر أفلامه التي جعلته من الرواد الحقيقيين للسينما السعودية، ولكن أيضاً لما قدّمه من دعم مستمر للشباب، خلال مسيرته الممتدة على مدار أكثر من 50 عاماً.

وتستمر أعمال مؤتمر «النقد السينمائي الدولي» في نسخته الثانية بمدينة الرياض حتى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حيث يلتقي الخبراء وصناع الأفلام والمبدعون في رحلة استكشافية لفن «الصوت في السينما» الذي اختير موضوعاً لمؤتمر هذا العام.

يقام المؤتمر تحت عنوان «الصوت في السينما» (هيئة الأفلام السعودية)

وأرجع رئيس هيئة الأفلام عبد الله آل عياف اختيار الصوت ليكون موضوع هذا العام بوصفه «نصف التجربة السينمائية الذي يحكي ما لا تستطيع أن تحكيه الصورة، سواء أكان الصوت موسيقى تصل مباشرة إلى الروح، أم حواراً يُظهر الحقيقة، أم صمتاً هو أقوى من كل صوت».

وأثنى الناقد السينمائي المصري أندرو محسن، لـ«الشرق الأوسط»، على تركيز المؤتمر على الصوت بوصفه أحد العوامل المهمة في صناعة الشريط السينمائي، وعَدَّ النقد من الأمور التي تساعد على تحسين جودة الإنتاج السينمائي.