أول حالة لانتقال «كورونا» من القطط إلى البشر

قطة في مركز اختبار مؤقت بمنطقة  جينغان في شنغهاي 6 يونيو 2022(أ.ف.ب)
قطة في مركز اختبار مؤقت بمنطقة جينغان في شنغهاي 6 يونيو 2022(أ.ف.ب)
TT

أول حالة لانتقال «كورونا» من القطط إلى البشر

قطة في مركز اختبار مؤقت بمنطقة  جينغان في شنغهاي 6 يونيو 2022(أ.ف.ب)
قطة في مركز اختبار مؤقت بمنطقة جينغان في شنغهاي 6 يونيو 2022(أ.ف.ب)

منذ أن بدأ وباء «كوفيد-19»، كان هناك عديد من الحالات الموثقة للبشر الذين نقلوا فيروس «كورونا المستجد»، إلى حيواناتهم الأليفة؛ لكن العكس كان أكثر ندرة، فحتى وقت قريب، كانت الهامستر والمنك والغزلان ذات الذيل الأبيض هي الحيوانات الوحيدة التي تم الإبلاغ عن نقلها للفيروس إلى البشر.
الآن، ولأول مرة، أثبت مجموعة من الباحثين في تايلاند حالة محتملة لانتقال العدوى من قطة إلى إنسان.
وتشير الدراسة المنشورة عن هذه الحالة في العدد الأخير من دورية «الأمراض المعدية الناشئة»، إلى أن أباً وابنه البالغ، أصيبوا بـ«كوفيد-19» في بانكوك، وتم نقلهم مسافة 900 كيلومتر إلى مستشفى في منطقة هاتياي في تايلاند، بسبب عدم توفر أسِرة مستشفى في بانكوك، وسافر المرضى بسيارة إسعاف مع قطتهم الأليفة، ولا يوجد ذكر في الدراسة لسبب وجود القطة معهم.
وعند الوصول، تم فحص القطة من قبل 3 أطباء بيطريين محليين، وتم إجراء مسحة لها بحثاً عن الفيروس، وأثناء أخذ مسحة الأنف، عطست القطة في وجه أحد الأطباء البيطريين، وكان اختبار القطة إيجابياً، وأصبح هذا الطبيب البيطري إيجابياً أيضاً بعد بضعة أيام.
وأظهر التسلسل الدقيق للفيروس من الأب والابن والقطة والطبيب البيطري أنهم متطابقون، والأهم من ذلك أنهم مختلفون عن السلالات المنتشرة في المنطقة المحيطة بهاتياي. والاستنتاج القوي للغاية هو أن الأب والابن والقطة أصيبوا بـ«كوفيد-19» في بانكوك، بينما أصابت القطة الطبيب البيطري أثناء الفحص.
والمعروف بالفعل أن الفيروس يصيب مجموعة من الحيوانات الأليفة والبرية، بما في ذلك الخفافيش والقطط والكلاب والمنك والغزلان، وبناءً على مقارنة المستقبلات الموجودة على سطح الفيروس ومجموعة من الخلايا الحيوانية، يتوقع العلماء أنه يمكن أن يصيب العديد من الأنواع إذا سنحت الفرصة.
لكن حتى الآن، تشير الأدلة إلى أنه إذا كان انتقال العدوى من حيوان إلى إنسان يلعب أي دور في الحفاظ على الوباء، فهو ضئيل جداً، وانتقال العدوى من إنسان إلى إنسان هو العامل الأكثر أهمية.
ولم يتم تحديد ملكية الحيوانات الأليفة كعامل خطر لـ«كوفيد-19». وفي إحدى الدراسات أدت تمشية الكلب إلى زيادة خطر الإصابة بفيروس «كورونا»؛ لكن هذا بالطبع يمكن أن يكون مرتبطاً بمجموعة من مصادر العدوى.
وفي هولندا؛ حيث كان هناك دليل على انتقال الفيروس من المنك إلى الإنسان، تم الاحتفاظ بالمنك في أقفاص؛ حيث كان الانتقال بين المنك منتشراً، وتعرض عمال المزارع لها بشدة.
وحتى في هذه الدراسة الأخيرة من تايلاند، أصيب واحد فقط من الأطباء البيطريين الثلاثة بالعدوى، وربما لأن القطة عطست في وجهه، وهذا من شأنه أن يعرضه لجرعة عالية من الفيروس.
وكانت النصيحة من وكالات الصحة العامة أثناء الوباء حتى الآن، هي محاولة تقليل اتصالك مع حيوانك الأليف إذا كان لديك «كوفيد-19»، وتقليل أي اتصال بين حيوانك الأليف والأشخاص الآخرين وحيواناتهم الأليفة. وبشكل عام، يبدو أنه لا يوجد سبب لتغيير هذه النصيحة.
وهناك مخاوف بشأن احتمال أن يؤدي الانتقال من خلال أي نوع غير بشري إلى تطور متغيرات جديدة غير متوقعة، وقد تكون هذه المتغيرات -على سبيل المثال- أكثر قدرة على الهروب من المناعة الناتجة عن التطعيم أو العدوى السابقة، أو تسبب مرضاً أكثر خطورة.
وفي حالة تايلاند -كما يقول الباحثون- فإن الافتراض الأكثر وضوحاً هو أن الأب والابن أصيبا بالفيروس في بانكوك، ونقلاه إلى قطتهم، وأن القطة أصابت الطبيب البيطري بعد ذلك، وأن التشابه بين التسلسل الجيني للفيروس في كل منهم يشير إلى عدم حدوث طفرات أثناء العبور من خلال القطة.
لكن سيناريو آخر محتمل، هو أن القطة أصيبت أولاً ثم نقلت الفيروس إلى أصحابها، ثم إلى الطبيب البيطري بشكل مستقل، وهذا أقل احتمالاً؛ لأن القطط يبدو أنها تتخلص من الفيروس لفترة أقصر من البشر؛ لكن هذا لا يزال ممكناً.
وإذا حدث هذا، فسيكون من المستحيل تقييم ما إذا كانت هناك أي طفرات أثناء العبور من خلال القطة، دون مقارنة تسلسل الفيروسات من الأب والابن والقطة والطبيب البيطري بتلك المنتشرة في بانكوك؛ حيث من المفترض أن القطة أصيبت.
يقول الباحثون: «رأينا طفرات في الفيروس تحدث في انتقال الفيروس من المنك إلى الإنسان؛ لكن إعدام المنك وعزل البشر حال دون مزيد من انتقال هذه الإصدارات المحوّرة من (كورونا المستجد)، ولم تكن الأعراض لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى أكثر من أولئك الذين أصيبوا بالفيروس من البشر الآخرين، وفي القطط التي أصيبت بالفيروس حدثت طفرات، ولكن حتى الآن لا يبدو أن هناك أي أنماط ثابتة قد تشير إلى وجود مشكلة».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الجمعة، إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية في تكنولوجيا المعلومات تحسباً لصدام محتمل مع واشنطن.

وقال مورغان أدامسكي، المدير التنفيذي للقيادة السيبرانية الأميركية، إن العمليات الإلكترونية المرتبطة بالصين تهدف إلى تحقيق الأفضلية في حالة حدوث صراع كبير مع الولايات المتحدة.

وحذر مسؤولون، وفقاً لوكالة «رويترز»، من أن قراصنة مرتبطين بالصين قد اخترقوا شبكات تكنولوجيا المعلومات واتخذوا خطوات لتنفيذ هجمات تخريبية في حالة حدوث صراع.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي مؤخراً إن عملية التجسس الإلكتروني التي أطلق عليها اسم «سالت تايفون» شملت سرقة بيانات سجلات مكالمات، واختراق اتصالات كبار المسؤولين في الحملتين الرئاسيتين للمرشحين المتنافسين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ومعلومات اتصالات متعلقة بطلبات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية أنهما يقدمان المساعدة الفنية والمعلومات للأهداف المحتملة.

وقال أدامسكي، الجمعة، إن الحكومة الأميركية «نفذت أنشطة متزامنة عالمياً، هجومية ودفاعية، تركز بشكل كبير على إضعاف وتعطيل العمليات الإلكترونية لجمهورية الصين الشعبية في جميع أنحاء العالم».

وتنفي بكين بشكل متكرر أي عمليات إلكترونية تستهدف كيانات أميركية. ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب للتعليق بعد.