توجهت عائلات 11 رياضياً إسرائيلياً قتلوا في هجوم فلسطيني خلال الألعاب الأولمبية في ميونيخ الألمانية سنة 1972. برسالة إلى الإدارة الأميركية، تطالبها بدفع تعويض لها بقيمة 110 ملايين دولار من الأموال الليبية المحتجزة لديها، بعد فشل معركتهم في تحصيل تعويضات من ليبيا عبر الأمم المتحدة.
وتدعي هذه العائلات، بأن الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، لعب دوراً مركزياً في قتل الرياضيين الإسرائيليين، عن طريق دعم منظمة «أيلول الأسود»، التي نفذت عملية القتل، وتمويل منظمة التحرير الفلسطينية التي تنتمي إليها منظمة «أيلول الأسود»، بل إنه كافأ منفذي العملية بتحويل 5 ملايين دولار إلى رئيسها ياسر عرفات، في حينه، بحسب بيان الأهالي.
المعروف أن 11 رياضياً إسرائيلياً قتلوا، خلال الألعاب الأولمبية في ميونيخ، قبل 50 عاماً، بعد أن حضر عدد من أعضاء منظمة «أيلول الأسود» إلى مسكنهم في القرية الأولمبية، واحتجزوا الرياضيين رهائن، مطالبين بالإفراج عن 236 معتقلاً في السجون الإسرائيلية، معظمهم من العرب والفلسطينيين، بالإضافة إلى كوزو أوكاموتو من الجيش الأحمر الياباني. وفي حينه، هاجمت القوات الألمانية المسلحين الفلسطينيين وانتهت العملية بمقتل 11 رياضياً إسرائيلياً، و5 من منفذي العملية الفلسطينيين الثمانية، وشرطي وطيار مروحية ألمانيين. وفي وقت لاحق، أطلقت ألمانيا سراح المسلحين الفلسطينيين الثلاثة، فلاحقتهم المخابرات الإسرائيلية واغتالتهم واحداً تلو الآخر، بل اغتالت عدداً من المتعاونين معهم في التخطيط للعملية.
ومع الكشف عن أن الأمم المتحدة تحتفظ بأموال طائلة للرئيس القذافي تمت مصادرتها بعد اغتياله، عام 2011. بدأت العائلات الإسرائيلية مع السلطات الحكومية في تل أبيب، تدرس إمكانية الحصول على تعويض. وقاد هذه العملية في إسرائيل، غلعاد إردان، وزير الأمن الداخلي الذي أصبح سفيراً لإسرائيل في الأمم المتحدة. وحسب تقرير زوده السفير إردان لهيئة المحامين التي تمثل عائلات الرياضيين الإسرائيليين القتلى، فإن السلطات في ليبيا، بقيادة القذافي، كانت شريكة للفلسطينيين في الهجوم المذكور. فقد تم تدريب المسلحين الفلسطينيين على الأراضي الليبية، وتم منح أحدهم جواز سفر ليبيا دخل بواسطته إلى ألمانيا. وأضاف التقرير أن «القذافي منح هدية لرئيس منظمة التحرير، ياسر عرفات، في حينه، تقديراً ومكافأة على تلك العملية». وفي يوم الأربعاء، كشف مصدر إسرائيلي أن ليبيا أرسلت سلاحاً لهؤلاء الفلسطينيين عبر البريد الدبلوماسي لسفارتها في العاصمة الألمانية بون، في ذلك الوقت.
ويقول التقرير الإسرائيلي، إن ليبيا بقيادة القذافي، اعتذرت في سنة 2008 عن دورها بكارثة لوكربي، التي قامت خلالها بإسقاط طائرة ركاب أميركية كانت في طريقها من لندن إلى نيويورك، عام 1988، ودفعت تعويضات بقيمة 1.5 مليار دولار لـ270 عائلة من ضحاياها. ولكنها لم تعوض عائلات عملية ميونيخ. ومع أن ألمانيا تحملت مسؤولية قتل الرياضيين خلال محاولة تحريرهم، ودفعت في حينه تعويضات للعائلات على دفعتين، مليون دولار في المرة الأولى و3 ملايين يورو، في الثانية، فإن السفير الإسرائيلي راح يحث العائلات على مطالبة ليبيا بتعويضات إضافية بقيمة 10 ملايين دولار لكل عائلة.
ولكن هذه المعركة لم تسفر عن نتيجة. فقررت العائلات مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بدفع هذه التعويضات، من الأموال الليبية المحتجزة لديها، والبالغة مليارين دولار. وبموازاة ذلك تطالب العائلات حكومة ألمانيا بزيادة التعويضات التي دفعتها لهم ونقلها إلى أحفاد الضحايا أيضاً. وهي تهدد بمقاطعة المهرجان العالمي الذي ستقيمه الحكومة الألمانية في ميونيخ، بعد شهرين، تحت رعاية الرئيسين الإسرائيلي والألماني. وبعثت العائلات برسالة إلى الرئيس أوليف شولتس، تطالبه فيها، إضافة إلى التعويضات، بأن تعلن الحكومة الألمانية اعتذاراً عن العملية وتكشف حقيقة ما جرى وكيف قتل كل فرد من الرياضيين الإسرائيليين وتخصيص برنامج دراسي في ألمانيا عن هذه العملية والنتائج المستخلصة منها.
عائلات «ضحايا ميونيخ» تطالب واشنطن بـ110 ملايين دولار من أموال ليبيا المحتجزة لديها
هددت بمقاطعة المهرجان الدولي لإحياء الذكرى الخمسين في ألمانيا
عائلات «ضحايا ميونيخ» تطالب واشنطن بـ110 ملايين دولار من أموال ليبيا المحتجزة لديها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة