دواء تجريبي يظهر فاعلية في إصلاح أعصاب العمود الفقري

دواء تجريبي يظهر فاعلية في إصلاح أعصاب العمود الفقري
TT

دواء تجريبي يظهر فاعلية في إصلاح أعصاب العمود الفقري

دواء تجريبي يظهر فاعلية في إصلاح أعصاب العمود الفقري

أظهر علماء من جامعة برمنغهام أن عقارًا مرشحًا يخترق الدماغ يتم تطويره حاليًا كعلاج للسرطان يمكن أن يعزز تجديد الأعصاب التالفة بعد صدمة العمود الفقري.
وقد استخدم البحث، الذي نُشر بمجلة «Clinical and Translational Medicine» نماذج خلوية وحيوانية لإثبات أنه عند تناول الدواء المعروف باسم AZD1390 المرشح عن طريق الفم، يمكنه منع الاستجابة لتلف الحمض النووي في الخلايا العصبية وتعزيز تجديد الأعصاب التالفة، وبالتالي استعادة الحواس والوظيفة الحركية بعد إصابة العمود الفقري، وذلك حسبما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
ويأتي هذا الإعلان بعد أسابيع من أن فريق البحث نفسه أظهر أن عقارًا مختلفًا (AZD1236) يمكن أن يقلل الضرر بعد إصابة الحبل الشوكي، عن طريق منع الاستجابة الالتهابية. وقد تم دعم الدراستين كلتيهما من قبل برنامج الابتكارات المفتوحة التابع لشركة استرازينيكا والذي يشارك المركبات والأدوات والتقنيات والخبرات مع المجتمع العلمي لتعزيز اكتشاف الأدوية وتطويرها.
وفي هذا الاطار، يخضع AZD1390 أيضًا للتحقيق من قبل استرازينيكا لمنع الإشارات المعتمدة إصلاح فواصل شرائط الحمض النووي المزدوجة (DSBs)؛ وهو الإجراء الذي يحسس الخلايا السرطانية للعلاج الإشعاعي. حيث يتم تنشيط نظام الاستجابة لأضرار الحمض النووي (DDR) عن طريق تلف الحمض النووي، بما في ذلك DSBs في الجينوم؛ والتي تحدث في العديد من السرطانات الشائعة وأيضًا بعد إصابة الحبل الشوكي.
من جانبه، افترض البروفيسور زبير أحمد من معهد الالتهاب والشيخوخة بالجامعة، والدكتور ريتشارد توكسورث من معهد السرطان وعلوم الجينوم، أن التنشيط المستمر لهذا النظام قد يمنع الشفاء من إصابة الحبل الشوكي، وأن منعه من شأنه أن يعزز إصلاح الأعصاب واستعادة وظيفتها بعد الاصابة.
وقد وجدت الدراسات الأولية أن AZD1390 يحفز نمو الخلايا العصبية ويثبط مسار بروتين كيناز ATM، وهو مسار كيميائي حيوي ينظم الاستجابة لتلف الحمض النووي.
ثم استخدم الباحثون نماذج حيوانية للتحقيق في تأثير AZD1390 بعد إصابة الحبل الشوكي. وتم أظهار أن العلاج عن طريق الفم باستخدام AZD1390 أدى إلى كبت كبير لمسار بروتين كيناز ATM، وتجديد الأعصاب خارج موقع الإصابة وقدرة هذه الأعصاب على حمل الإشارات الكهربائية عبر موقع الإصابة.
وفي تعليق على هذا الأمر، قال أحمد «هذا وقت مثير في أبحاث إصابات الحبل الشوكي حيث يتم تحديد العديد من الأدوية التجريبية المختلفة كعلاجات محتملة لإصابة الحبل الشوكي. نحن متحمسون بشكل خاص لـ AZD1390 الذي يمكن تناوله عن طريق الفم ويصل إلى موقع الإصابة بكميات كافية لتعزيز تجديد الأعصاب واستعادة الوظيفة المفقودة... حيث تظهر النتائج التي توصلنا إليها انتعاشًا ملحوظًا للوظائف الحسية والحركية، ولا يمكن تمييز الحيوانات المعالجة بـ AZD1390 عن الحيوانات غير المصابة في غضون 4 أسابيع من الإصابة»


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
TT

دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)

أعلنت شركة «بيونوميكس» الأسترالية للأدوية عن نتائج واعدة لعلاجها التجريبي «BNC210»، لإظهاره تحسّناً ملحوظاً في علاج العوارض لدى المرضى المصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

وأوضح الباحثون أنّ النتائج الأولية تشير إلى فعّالية الدواء في تقليل العوارض المرتبطة بالحالة النفسية، مثل القلق والاكتئاب، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «NEJM Evidence».

واضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم أو مروع، مثل الكوارث الطبيعية أو الحروب أو الحوادث الخطيرة. ويتميّز بظهور عوارض مثل الذكريات المزعجة للحدث، والشعور بالتهديد المستمر، والقلق الشديد، بالإضافة إلى مشاعر الاكتئاب والعزلة.

ويعاني الأشخاص المصابون صعوبةً في التكيُّف مع حياتهم اليومية بسبب التأثيرات النفسية العميقة، وقد يعانون أيضاً مشكلات في النوم والتركيز. ويتطلّب علاج اضطراب ما بعد الصدمة تدخّلات نفسية وطبّية متعدّدة تساعد المرضى على التعامل مع هذه العوارض والتعافي تدريجياً.

ووفق الدراسة، فإنّ علاج «BNC210» هو دواء تجريبي يعمل على تعديل المسارات البيولوجية لمستقبلات «الأستيل كولين» النيكوتينية، خصوصاً مستقبل «النيكوتين ألفا-7» (α7) المتورّط في الذاكرة طويلة المدى، وهو نهج جديد لعلاج هذه الحالة النفسية المعقَّدة.

وشملت التجربة 182 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاماً، وكانوا جميعاً يعانون تشخيصَ اضطراب ما بعد الصدمة. وهم تلقّوا إما 900 ملغ من «BNC210» مرتين يومياً أو دواءً وهمياً لمدة 12 أسبوعاً.

وأظهرت النتائج أنّ الدواء التجريبي أسهم بشكل ملحوظ في تخفيف شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة بعد 12 أسبوعاً، مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي.

وكان التحسُّن ملحوظاً في العوارض الاكتئابية، بينما لم يكن له تأثير كبير في مشكلات النوم. وبدأ يظهر مبكراً، إذ لوحظت بعض الفوائد بعد 4 أسابيع فقط من بداية العلاج.

وأظهرت الدراسة أنّ 66.7 في المائة من المرضى الذين استخدموا الدواء التجريبي «BNC210» عانوا تأثيرات جانبية، مقارنةً بـ53.8 في المائة ضمن مجموعة الدواء الوهمي.

وتشمل التأثيرات الجانبية؛ الصداع، والغثيان، والإرهاق، وارتفاع مستويات الإنزيمات الكبدية. كما انسحب 21 مريضاً من مجموعة العلاج التجريبي بسبب هذه التأثيرات، مقارنةً بـ10 في مجموعة الدواء الوهمي، من دون تسجيل تأثيرات جانبية خطيرة أو وفيات بين المجموعتين.

ووفق الباحثين، خلصت الدراسة إلى أنّ دواء «BNC210» يقلّل بشكل فعال من شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة مع مؤشرات مبكرة على الفائدة.

وأضافوا أنّ هذه الدراسة تدعم الحاجة إلى إجراء تجارب أكبر لتحديد مدى فعّالية الدواء وتوسيع تطبيقه في العلاج، مع أهمية متابعة التأثيرات طويلة المدى لهذا العلاج.