بعد 40 عاماً... شعرة واحدة تحل لغز جريمة قتل طفلة أميركية

نيك بورخيس من قسم شرطة سيسايد (الثاني من اليمين) يقف إلى جانب صورة آن في مدرسة هايلاند الابتدائية (أ.ب)
نيك بورخيس من قسم شرطة سيسايد (الثاني من اليمين) يقف إلى جانب صورة آن في مدرسة هايلاند الابتدائية (أ.ب)
TT

بعد 40 عاماً... شعرة واحدة تحل لغز جريمة قتل طفلة أميركية

نيك بورخيس من قسم شرطة سيسايد (الثاني من اليمين) يقف إلى جانب صورة آن في مدرسة هايلاند الابتدائية (أ.ب)
نيك بورخيس من قسم شرطة سيسايد (الثاني من اليمين) يقف إلى جانب صورة آن في مدرسة هايلاند الابتدائية (أ.ب)

قال مسؤولون إن تحليل الحمض النووي في خصلة واحدة من الشعر الخالي من الجذور من مسرح جريمة وقعت عام 1982 ساعد في دفع السلطات للقبض على روبرت ج. لانوي، البالغ من العمر 70 عاماً، والمتهم بارتكاب جرائم جنسية، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».
في يوم خميس ممطر في يناير (كانون الثاني) عام 1982، كانت آن فام تستعد للذهاب إلى روضة الأطفال في منزل عائلتها في سيسايد بولاية كاليفورنيا. بعد أن طورت خطاً مستقلاً كواحدة من أشقائها العشرة، ناشدت الفتاة البالغة من العمر 5 سنوات، والدتها وأخوها الأكبر، بنجاح، للسماح لها بالسير على مسافة مبنيين للوصول إلى المدرسة بنفسها.
لكن لا أحد في محل بقالة مزدحم على طول الطريق رأى آن، ولم تظهر في المدرسة أيضاً.
لم تلاحظ عائلتها الكبيرة غيابها إلا في وقت العشاء. لمدة يومين، لم يكن هناك أي أثر لها. ثم، في بعض الشجيرات على بُعد أقل من ميلين، تم اكتشاف جسدها بالصدفة. لقد تم الاعتداء عليها جنسياً وخنقها حتى الموت.
لم يكشف قسم شرطة الخاص بالمنطقة ومكتب التحقيقات الفيدرالي مطلقاً عن أي مشتبه به - حتى هذا العام.
مع العزم الأخير على فحص الحالات التي لم يتم حلها، وبشعرة واحدة غامضة، وبمساعدة علم الأنساب الجيني - الذي تم استخدامه لحل القضايا التي لم يتم حلها في جميع أنحاء البلاد في السنوات الأخيرة - تمكنت السلطات في مقاطعة مونتيري من التعرف على روبرت ج لانوي (70 سنة) من رينو - نيفادا، كمشتبه به واتهامه بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى.

وقالت جينين ب. باشيوني، محامية مقاطعة مونتيري، إنه محتجز حالياً في نيفادا بانتظار تسليمه إلى كاليفورنيا.
كان لانوي يبلغ من العمر 29 عاماً وقت القتل في 21 يناير 1982، وعاش على بعد مبنى واحد فقط. كان رقيباً في فورت أورد، ثم قاعدة للجيش بالقرب من البحر.
في عام 1998، أدين لانوي بحيازة وإنتاج مواد إباحية عن الأطفال والاعتداء على طفل دون سن 16 عاماً في ولاية نيفادا، حيث تم تسجيله معتدياً جنسياً. قال نيك بورخيس، رئيس قسم شرطة سيسايد، في مقابلة، إنه أمضى حوالي عقدين في السجن.
لم تذكر السجلات العامة محامي لانوي، وقال ماثيو لوريوكس، نائب المدعي العام في مقاطعة مونتيري، إنه لا يعرف ما إذا كان لانوي لديه محام.
وقال بورخيس إنه لم يكن على علم بالاتهامات الجنائية السابقة ضد لانوي، لكنه أضاف أنه «قلق للغاية».
وتابع: «لا أعتقد أنك تستيقظ يوماً ما وتفكر: (سأقتل طفلاً - سأغتصب طفلاً)، وبعد ذلك سأنتقل وأكون مواطناً رائعاً».
أشار بورخيس إلى أن عائلة آن، مثل كثيرين آخرين، هربت من فيتنام بالقوارب في أعقاب الحرب وانتهى بها الأمر في الولايات المتحدة. وتحدث عن انطباعهم عن الولايات المتحدة: «لقد كانت تشبه الجنة مقارنة بما شاهدته هذه العائلة في حرب فيتنام. لم يعتقدوا أبداً أن المجيء إلى هنا سيكون سبب وفاة ابنتهم».
https://twitter.com/City_of_Seaside/status/1545178561832800256?s=20&t=aqFKopcEPdL8i3SH5z8DGQ
وصادف بورخيس القضية في عام 2009 أثناء مروره بصندوق مليء بمواد من عدة قضايا لم يتم حلها. وقال إنه «اشمئز» من حالة الأدلة في قضية آن، وتعهد بفعل شيء حيال ذلك.
قبل عامين، سأله محقق ينظر في القضايا الباردة عن تلك التي كانت «معقدة للغاية وحساسة»، كما يتذكر بورخيس. وتابع: «بدون تردد، قلت: آني فام».
تم فتح القضية بفضل قطعة واحدة من الأدلة المتبقية من التحقيق الأصلي - شعرة يبلغ طولها سنتيمتراً بلا جذور. ولم يتضح في البداية ما إذا كانت الشعرة تخص ذكراً أم أنثى.
قالت كيلي هاركينز، الرئيسة التنفيذية لشركة «أستريا فورانزيكس»، في مقابلة، إن مختبرها كان قادراً على استخراج الحمض النووي من الشعر وتسلسله. قالت سيسي موري، عالمة الأنساب الجينية، إنها تمكنت بعد ذلك من إنشاء «شبكة جينية» ظل فيها اللقب نفسه غير المعتاد يتكرر - لانوي.
وأضافت: «قد حالفنا الحظ في هذه الحالة، لأن اللقب الرئيسي الذي تم تحديده من خلال الشبكة الجينية التي تمكنت من إنشائها انتهى به الأمر إلى أن يكون اسم عائلة المشتبه به». واكتشف أحد المحققين أن روبرت لانوي كان أحد جيران آن، وكشف التحقيق الإضافي أنه مصدر الشعرة، على حد قول بورخيس، رغم أنه رفض تحديد طريقة رصد السلطات لذلك.
والخميس، اليوم الذي تم فيه الإعلان عن الاتهامات، اتصل بورخيس بفريقه، وقال: «سنأخذ آن إلى المدرسة اليوم». كان يهتم بصورتها بعناية في سيارته ولم يرغب بوضعها في الصندوق، لأنه قال إن هذا هو المكان الذي من المحتمل أنها وضعت فيه عندما قُتلت. توجه هو ومجموعة من المحققين إلى مدرسة هايلاند الابتدائية، مدرسة آن القديمة. أوضح بورخيس: «لم تصل إلى المدرسة في ذلك اليوم، ولكن في اليوم الذي رفعت فيه هذه القضية، يوم اعتقال المشتبه به، فعلت ذلك».


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هاني نقشبندي... الصحافي والروائي السعودي يترجل

هاني نقشبندني (قناة المشهد)
هاني نقشبندني (قناة المشهد)
TT

هاني نقشبندي... الصحافي والروائي السعودي يترجل

هاني نقشبندني (قناة المشهد)
هاني نقشبندني (قناة المشهد)

غيّب الموت الصحافي والروائي السعودي هاني نقشبندي، بعدما عاش 6 عقود قضى جلها في بلاط صاحبة الجلالة، وأروقة الروايات وكواليس استوديوهات البرامج. إذ مضى صديق الجميع من دون مقدمات، فقلبه الكبير آثر أن يتوقف بلا ضجيج.وقدم وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري تعازيه في وفاة الفقيد بمنشور عبر منصة «إكس» إذ قال: «أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الإعلامي الأستاذ هاني نقشبندي - رحمه الله - الذي وافته المنية اليوم».

كما قدمت جمانا الراشد الرئيس التنفيذي لـ«SRMG» التعازي لأسرة الراحل، وذلك عبر منشور في حسابها على منصة «إكس» وقالت: «أتقدّم بخالص العزاء والمواساة لأسرة الأستاذ هاني نقشبندي - رحمه الله - الذي كان له أثر ملموس في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام كرئيس تحرير لمجلة (المجلة) ومجلة (سيدتي) لسنوات عدة».

«نُبل النعي»

في السادس من يونيو (حزيران) كتب نقشبندي في منصة «إكس» (حين كان اسمها «تويتر») معقباً على «تغريدة» كتبها ناشر «إيلاف» ورئيس تحريرها عثمان العمير حول وفاة الكاتب العراقي خالد القشطيني: «نبل منك صديقي الغالي عثمان على وفائك بحق أصدقائك وزملائك. ورحم الله زميلنا خالد القشطيني، سيبقى في الذاكرة وكأني أراه أمامي الآن يدخل بانحناءة الأدباء الراقية من هاي هلبورن، وكأن العراق كله يأتينا».لم يعلم أنه بعد أشهر من تلك اللفتة، سيعود عثمان العمير نفسه وينعاه هو شخصياً، بعدما ترجل إلى التاريخ. إذ قال: «حزن الفقد المفاجئ لا حدود له».

وكان آخر منشورين للراحل في حسابه بمنصة «إكس» يتعلقان بحبه لبلاده وعن اليوم الوطني السعودي، إذ قال في المنشور قبل الأخير: «أهنئ بلدي وقيادة بلدي وأبناء بلدي ونفسي أنا باليوم الوطني السعودي 93. كل عام وأنت يا وطني بخير».

وفي المنشور الأخير، قال: «أكثر ما جاءتني من تهنئة باليوم الوطني السعودي، كانت من غير سعوديين. هم مقيمون في البلد منذ عقود. ما يعني أن المواطنة الحقيقية هي في الحب والانتماء، لا في الهوية فقط».

«علاقتي بالكتاب قبل الصحافة»

في حوار أجراه مع «إندبندنت عربية»، قال نقشبندي: «علاقتي بالكتاب سبقت علاقتي بالصحافة. لكن انصرافي للأخيرة لفترة تزيد على العشرين عاماً، قبل العودة إلى العمل الروائي، أفادني في تنويع الأفكار، وتوطيد العلاقة مع الإعلام».

هاني نقشبندي (إكس)

وقد يتفاجأ كثيرون عرفوا الراحل صحافياً قبل أن يعرفوه روائياً. لكنه يؤكد بالقول: «علاقتي بالكتاب سبقت علاقتي بالصحافة. لكن انصرافي للأخيرة لفترة تزيد على العشرين عاماً، قبل العودة إلى العمل الروائي، أفادني في تنويع الأفكار، وتوطيد العلاقة مع الإعلام». في الحوار نفسه الذي أجراه عبده وازن.

بين الصحافة والرواية

في شهر أكتوبر (تشرين الأول) نشرت وسائل الإعلام نبأ انضمامه إلى قناة «المشهد» التي تنطلق من دبي، وآخر الشاشات التي انضمت إلى قائمة المحطات العربية. وكانت آخر محطة صحافية لنقشبندي الذي عاش تجربة تلفزيونية أخرى مع قناة «دبي» في برنامج «حوار هاني».

قبل ذلك، كان مشوار الراحل مليئاً بالمحطات الصحافية، انتهت بترؤس تحرير «سيدتي» وقبلها «المجلة»، وعمل نائباً لرئيس تحرير «الشرق الأوسط» ومسؤولا للتحرير في مجلة «الرجل» وصحافياً لدى صحف محلية سعودية عدة.ولا يعد المشوار الأدبي لنقشبندي أقل إثارة من الصحافي. فواحد من أعماله كان ممنوعاً من البيع في عديد من الدول العربية وجرى ترجمة عديد من أعماله إلى لغات أجنبية. لكنه لم يتوقف، استمر ينقب وينتج الرواية تلو الأخرى بسلاسة وركض لم ينتهيا إلا مع آخر يوم من حياته.

هاني نقشبندي مع فريق مسلسل "صانع الأحلام" الذي استلهم من روايته "قصة حلم" (سيدتي)

نشر روايات عديدة، آخرها رواية «قصة حلم» وجرى تصويرها في مسلسل اسمه «صانع الأحلام»، وكان من أبرزها «اختلاس» التي صدرت عام 2007. كما صدرت له روايات «الخطيب» التي صدرت عام 2017، و«طبطاب الجنة» التي صدرت عام 2015، و«نصف مواطن محترم» التي صدرت عام 2013، و«ليلة واحدة في دبي» التي صدرت عام 2011، و«سلام» التي صدرت عام 2009. كما صدر له كتابا «يهود تحت المجهر» (1986) و«لغز السعادة» (1990).

ضمن آخر حوارات الراحل كان له حديث سريع مع «الشرق الأوسط»، حين سئل

صدرت لك بضع روايات آخرها منذ سنوات. فإلى أي مدى ابتعدتَ عن الرواية، ولماذا؟ فأجاب: توقفت عنها فلن تتوقف هي عن المجيء إليّ. وإن ابتعدتُ عنها اقتربتْ هي منّي. أنا لم أتوقف عن الرواية أبداً (...) وقريباً سيكون لي إصدار قريب هو الثامن في سلسلة أعمالي الروائية.

زملاؤه: كان استثنائياًتداول الوسط الإعلامي والأدبي رحيل هاني نقشبندي بوصفه صدمةً، فهو من الشخصيات التي تعتقد بأنك تعرفها منذ زمن طويل حتى وإن لم تلتقِ به يوماً.كتب الإعلامي عمر الأنصاري، صديق الراحل، يقول: «رحل هاني، وكان بلا ريب رجلاً متفرداً وغير تقليدي، صاحب آراء صادمة وصريحة وصادقة، كان مثقفاً، واسع الاطلاع، متعدد المعارف، كان ممن نهل الثقافة من معينها الأصلي، فلم يكن من تلامذة غوغل وويكيبيديا، بل أسس نفسه في كل المعارف عبر منابعها الأصلية».

يقول عادل نعمان المخرج الفني لصحيفة «الشرق الأوسط»: «كان هاني غاية في التهذيب مع الجميع. هذه السمة الكبرى». يتابع: زاملت الراحل خلال عملي في المجموعة السعودية منذ عام 1987، وتحديداً في مجلة «الجديدة». وعندما انتقلت إلى صحيفة «الشرق الأوسط» في عام 1998 أسدى إلي نصيحة ذهبية، قال: حاول ألا تكون عادياً، اعمل على أن يكون إخراجك مختلفاً عن التصميمات الاعتيادية. يضيف نعمان: «وبالفعل أخذت بالنصيحة وهي ما خرجت به الصحيفة منذ ذلك التاريخ».يتذكر قصي العيسى المصمم الفني في صحيفة «الشرق الأوسط» الذي زامل الراحل خلال فترة عمله في مجلة «سيدتي»: «كان متواضعاً ورائعاً في العمل. لم يترك أحداً لم يساعده من فريق التحرير والفريق الفني. كان غاية الكرم، ويتعامل مع المحررين والموظفين وكأن كل شخص منهم أهم موظف لديه. كان يحب النقاش». يضيف العيسى: «رغم أنه كان رئيساً وقراره هو الذي سينفذ، فإنه كان يفضل الحوار. أتذكر عندما كان أول صحافي يجري حواراً مع رغد صدام حسين، ذهبنا إلى المكتب بعد منتصف الليل لتنفيذ الحوار والصور والتصميمات ولم ينم حينها إلا عندما أنجز العمل من شدة الحرص على التفاصيل الصغيرة والكبيرة... كان يحب عمله كثيراً ويعتبره حياته. كان لا يغادر إلا بعدما ينجز».

وفيما يلي مجموعة من المنشورات التي نعت الراحل وتذكرته في يوم وفاته:


شوادر «حلوى المولد» ترسم البهجة في شوارع مصر رغم الغلاء

«عروسة المولد» بأحجام مختلفة داخل أحد الشوادر بميدان السيدة زينب بالقاهرة (الشرق الأوسط)
«عروسة المولد» بأحجام مختلفة داخل أحد الشوادر بميدان السيدة زينب بالقاهرة (الشرق الأوسط)
TT

شوادر «حلوى المولد» ترسم البهجة في شوارع مصر رغم الغلاء

«عروسة المولد» بأحجام مختلفة داخل أحد الشوادر بميدان السيدة زينب بالقاهرة (الشرق الأوسط)
«عروسة المولد» بأحجام مختلفة داخل أحد الشوادر بميدان السيدة زينب بالقاهرة (الشرق الأوسط)

بين قرمشة «السمسمية» و«الفولية»، ولذة «الحمصية» و«اللوزية»، وذوبان «الملبن» و«النوغا»، لا تزال «حلوى المولد النبوي» قادرة على نشر البهجة في مصر، رغم مرارة ارتفاع الأسعار التي يعاني منها الملايين في البلد وحول العالم.

إنه تقليد سنوي، بدأ من مئات السنين؛ حيث تشهد شوارع مصر وميادينها في هذه الأيام التي تسبق ذكرى مولد النبي –صلى الله عليه وسلم- شوادر ومحال بيع الحلوى، جاذبة الصغير والكبير، والغني والفقير، كل على قدر مقدرته، لشراء أصناف وأنواع الحلوى المتعددة، إلى جانب شراء «عروسة المولد» هدية للفتيات، و«الحصان» المصنوع من السكر هدية للأولاد.

وتشتهر أماكن بعينها في القاهرة العاصمة ببيع حلوى المولد، منها ميدان السيدة زينب العتيق الذي تجولت فيه «الشرق الأوسط»، راصدة تجاور السرادقات والشوادر على جنباته، بينما تمتلئ بأصناف مختلفة المكونات والنكهات والألوان التي تتراص بعضها بجوار بعض، في مشهد يحفز الشهية، ويبعث البهجة في النفس.

أزمة اقتصادية

إلا أن العام الحالي انعكست الأزمة الاقتصادية وما تشهده مصر من ارتفاعات في أسعار السلع الأساسية، بسبب تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية ومن قبلها جائحة «كورونا»، على أسعار الحلوى بشكل كبير التي ارتفعت بدورها مقارنة بالأعوام الماضية، مما أدى إلى فقد الشوادر كثيراً من زوارها ومرتاديها من مُحبي الحلوى.

يقول جمال حامد، أحد أصحاب الشوادر في ميدان السيدة زينب بالقاهرة، لـ«الشرق الأوسط»: «ارتفعت الأسعار عن العام الماضي، وهناك زيادة في الكيلوغرام لكل صنف بنحو 20 إلى 50 جنيهاً (الدولار الأميركي يعادل نحو 31 جنيهاً مصرياً)، وهو ما يعود إلى ارتفاع أسعار السكر في الأسواق الذي يعد المكون الأساسي في جميع الأصناف».

وحسب غرفة الصناعات الغذائية في اتحاد الصناعات المصرية، وصل متوسط سعر طن السكر بنهاية الأسبوع الماضي إلى 30 ألف جنيه، مقابل 24300 جنيه في بداية سبتمبر (أيلول) الحالي، بينما يبلغ حجم استهلاك مصر من السكر بين 3 و3.2 مليون طن سنوياً.

قطعت حديثنا إحدى المشتريات التي جاءت للسؤال عن أسعار علب الحلوى الجاهزة (المُشكَّلة من عدة أصناف)، ليجيبها: «سعر العلبة وزن كيلوغرام واحد يبدأ من 50 جنيهاً، وتزيد حسب الجودة».

يعود حامد للحديث، لافتاً إلى أن أسعار بيع حلوى المولد في شوادر السيدة زينب هي الأرخص في مصر، لذا تجد إقبالاً من مُحبي الحلوى كل عام، ما يعمل على ازدحام الشوادر، إلا أن العام الحالي هناك قلة في عدد المترددين.

شادر لبيع حلوى المولد النبوي في ميدان السيدة زينب بالقاهرة (الشرق الأوسط)

في داخل الشادر، وقف الأربعيني حاتم صقر ينتقي من بين الأصناف ما يرغبه، بينما يتبعه أحد الباعة صغار السن ممسكاً بعلبة يضع فيها ما يختاره. يقول حاتم الذي يعمل موظفاً حكومياً: «اعتدت الحضور إلى شوادر السيدة زينب كل عام لشراء الحلوى؛ لأن أسعارها تناسب دخلي، مقارنة بالأماكن الأخرى الراقية التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في قيمتها، ودائماً ما أختار مكونات العلبة بنفسي، ولا أشتري الجاهزة منها، إذ إنها قد تضمّ أصنافاً لا يرغبها أطفالي».

كميات قليلة

«أمام ارتفاع أسعار الحلوى، اضطر كثيرون إلى تقليل الكمية التي يشترونها كل عام»، حسب أحمد أبو كامل، صاحب أحد الشوادر؛ مشيراً إلى أنه خلال الأيام السابقة يكتفي المترددون عليه بشراء كيلوغرام أو اثنين فقط من الحلوى، معللين ذلك بحالة الغلاء والظروف المعيشية الصعبة.

ويوضح أبو كامل أن أسعار العام الحالي زادت بنحو 50 في المائة عن العام الماضي، مبيناً أن الأنواع الأكثر شهرة وإقبالاً من الجمهور، هي «الفولية» و«السمسمية» و«الحمصية» أو ما تسمى شعبياً بـ«العلف»، ويبدأ بسعر 100 جنيه للكيلوغرام الواحد، وتصل إلى 170 جنيهاً، ويبدأ «الملبن السادة» من 40 جنيهاً، ويبدأ «الملبن المحشو عين الجمل» من 150 جنيهاً، أما «العروسة المزركشة» و«الحصان الحلاوة»، فتتراوح أسعارهما حسب الحجم، وتبدأ من 40 جنيهاً إلى 150 جنيهاً، أما العرائس البلاستيكية فتبدأ أسعارها من 30 إلى 300 جنيه وفق حجمها.

من بين الزبائن، قال الشاب العشريني محمد حمدي، ويعمل محاسباً، إنه لأول مرة يتردد على حي السيدة زينب لشراء الحلوى؛ حيث جاء لشراء علبة منها إلى جانب «عروسة» لخطيبته، لافتاً إلى أنه خطبها منذ 3 أشهر فقط، وهذه أول ذكرى للمولد تمر عليهما وهما معاً، ومن العادات المعروفة خلال هذه المناسبة أن يقدم الخاطب لخطيبته «عروسة» وحلوى، كإحدى الهدايا الأساسية في فترة الخِطبة.

يتدخل صاحب الشادر في الحديث، موضحاً أن الخاطبين من أكثر الفئات تردداً عليه، ناصحاً الشاب بأخذ إحدى العرائس المضيئة كبيرة الحجم بسعر 300 جنيه، حتى لا تتهمه خطيبته وأسرتها بالبخل. وهو ما وافقه فيه الخاطب، مُردداً بسخرية وهو يهم بدفع قيمتها: «مُجبر أخاك لا بطل».


قلب خنزير في جسم إنسان يُزرع للمرة الثانية

جراحون يفحصون قلب خنزير أثناء الجراحة التي أجروها للورانس فوسيت (أ.ب)
جراحون يفحصون قلب خنزير أثناء الجراحة التي أجروها للورانس فوسيت (أ.ب)
TT

قلب خنزير في جسم إنسان يُزرع للمرة الثانية

جراحون يفحصون قلب خنزير أثناء الجراحة التي أجروها للورانس فوسيت (أ.ب)
جراحون يفحصون قلب خنزير أثناء الجراحة التي أجروها للورانس فوسيت (أ.ب)

أصبح مريض عمره 58 عاماً الأسبوع الحالي، ثاني شخص في العالم يُزرع في جسمه قلب خنزير معدل وراثياً، في مثال جديد على مجال بحثٍ نشط للغاية في السنوات الأخيرة؛ وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي عام 2022، أُجريت أوّل عملية مماثلة في المؤسسة نفسها، وهي كليّة الطب بجامعة ميريلاند في الولايات المتحدة.

وكتبت الجامعة في بيان الجمعة أن المريض آنذاك، ديفيد بينيت، توفي بعد نحو شهرين من العملية «بسبب عوامل عدة، بينها سوء حالته الصحية قبل عملية الزرع».

ويمكن أن توفر عمليات زرع الأعضاء الحيوانية في جسم البشر حلاً للنقص المزمن في المتبرعين بالأعضاء. ويوجد حالياً أكثر من مائة ألف أميركي على قائمة الانتظار لإجراء عملية زرع الأعضاء.

وأجريت العملية الجديدة في 20 سبتمبر (أيلول)، على لورانس فوسيت، وهو جندي متقاعد يعاني مرضاً خطيراً في القلب من شأنه التسبب بموت حتمي. وقد رأى الأطباء أن هذا المريض غير مؤهل للخضوع لعملية زرع قلب بشري، وبالتالي فإن هذا الحل يمثل «الخيار الوحيد» بالنسبة له، حسب البيان.

وقال قبل العملية، حسب المصدر نفسه: «على الأقل الآن بات لدي أمل وفرصة للبقاء على قيد الحياة».

وتابعت زوجته الحديث بعده: «ليست لدينا أي توقعات سوى بأن نمضي مزيداً من الوقت معاً، للاستمتاع بأمور بسيطة مثل الجلوس في الشرفة أمام المنزل وتناول القهوة معاً».

وقال الأطباء إن لورانس فوسيت يتنفس حالياً بمفرده، كما أن قلبه الجديد يعمل بشكل جيد من دون مساعدة خارجية.

ويتناول المريض علاجات مثبطة للمناعة، بالإضافة إلى «علاج جديد بالأجسام المضادة»، لتجنب رفض العضو المزروع.

وتشكل عمليات الزرع من هذا النوع تحدياً لأن الجهاز المناعي للمتلقي يميل إلى التصدي للعضو الغريب. ولهذا السبب تُعدّل الخنازير وراثياً لتقليل هذا الخطر أيضاً.

وفي الآونة الأخيرة، أجريت عمليات زرع كلى من خنازير معدلة وراثياً على مرضى متوفين دماغياً.

وأعلن معهد زرع الأعضاء في مستشفى جامعة «إن واي يو لانغون» في نيويورك، الشهر الحالي، أنه نجح في تشغيل كلية خنزير لدى شخص متوفى لفترة شهرين، وهي مدة قياسية.


نادين فاروق: عدم اعتمادي مادياً على التمثيل أفادني كثيراً

فاروق تعمل بمنطق الهاوية في التمثيل (الشرق الأوسط)
فاروق تعمل بمنطق الهاوية في التمثيل (الشرق الأوسط)
TT

نادين فاروق: عدم اعتمادي مادياً على التمثيل أفادني كثيراً

فاروق تعمل بمنطق الهاوية في التمثيل (الشرق الأوسط)
فاروق تعمل بمنطق الهاوية في التمثيل (الشرق الأوسط)

تمارس الفنانة المصرية نادين فاروق التمثيل من منطلق الهواية، تقبل ما يروق لها من أدوار، ولا تسعى لمجرد الوجود في أعمال قد لا تضيف لها، ولا تُعدّ التمثيل مصدر دخلها الوحيد، لذا تغيب كثيراً وتظهر قليلاً، بدأت نادين بداية قوية كـ«باليرينا» قبل أن تصبح ممثلة، إذ عرفت طريق البطولة مبكراً من خلال فوازير رمضان، وفيلم «صعيدي رايح جاي» أمام الفنان هاني رمزي، قبل أن تنشغل بالأمومة التي أبعدتها طويلاً عن التمثيل، لكنها عادت قبل سنوات بأدوار لافتة، لعل أحدثها مسلسل «ليه لأ 3» الذي قدمت فيه دوراً قريباً منها، فهي صديقة البطلة التي تساندها عبر حكاية وخط درامي مؤثر ضمن أحداث المسلسل.

شخصية نوشكا، التي جسدتها في مسلسل «ليه لأ 3» أمام نيللي كريم، هي لصديقة مخلصة تساند صديقتها بقوة، وتمتلك نادياً لرياضة «اليوغا» التي مارستها نادين بالفعل والتي تقول عنها: «هي رياضة تشبه الباليه من حيث روح التدريب مع مجموعة، كما أنها تحقق لمن يمارسها هدوءاً نفسياً كبيراً».

وفي المسلسل، كما في الواقع، تجمعها صداقة مع الفنانة نيللي كريم: «أنا ونيللي كريم صديقتان بحكم الباليه، سافرنا كثيراً معاً إلى مختلف دول العالم في فريق واحد، وتحمست كثيراً للعمل لأن بيننا ألفة وصداقة، أما الشخصية التي أديتها، فقدت وجدت بها أشياءً متشابهة، فهي لامرأة حرة إيجابية، شديدة الإخلاص لصداقتها، كلنا نحتاج صديقة مثل نوشكا في حياتنا، وقد أحببت المسلسل ووافقت عليه بمجرد علمي أن مخرجته هي نادين خان، وأن الكاتبة مريم نعوم تشرف عليه، فقد عملت معهما من قبل، وكنت أذهب للتصوير وأنا سعيدة».

في البداية عُرفت نادين «باليرينا» في الأوبرا، وتوالت عليها عروض التمثيل كما تقول: «كنت باليرينا وأعمل بمجال التأمين بحكم دراستي في كلية التجارة، وبدأت أشارك بالتمثيل، كان رأيي أنه لا بد أن يكون لدي وظيفة حتى لا أضطر لقبول أي عمل، وجهة نظري في ذلك أن الفن عندما يتحوّل إلى وظيفة يفسد إحساسي به، وقد أضطر للعمل تحت أي ظروف، لكن حالة الهواية التي أعيشها جعلتني أنتقي أعمالي وأدرسها جيداً قبل أن أوافق عليها».

وقدمت نادين بطولة فوازير رمضان «منستغناش» عام 1997، ومن ثمّ «جيران الهنا» عام 1998، مثلما تؤكد: «كانت الفوازير استغلالاً لكوني باليرينا، والمعروف أن راقصي الباليه عمرهم قصير، لذا اعتزلت الرقص وأنا في سن الثلاثين، وهي سن مبكرة، فلدينا في الأوبرا من استمروا لأعمار أكبر».

تعترف نادين بأن الباليه أثر في حياتها بشكل يفوق التمثيل، فتقول: «الارتقاء بالذوق مصدره الباليه. وكذلك الالتزام، والحفاظ على الرشاقة أيضاً مستمدان من الباليه، الذي يمنح ممارسه أيضاً الثقة الزائدة بالنفس، لأن هذا الفن الرفيع يرتقي بنفس من يمارسه».

وفي ذروة نجاحها ومن أجل الأمومة تركت نادين الفن وتوجّهت إلى العمل في التعليم بمدرسة أطفالها الثلاثة: «أمومتي قادتني لأن أكون إلى جوار أولادي ممدوح وجميلة وليلة، لكي أكون معهم خطوة بخطوة وهم يتعلمون، وفي الوقت نفسه كان هذا هو العمل الأنسب لي وهم أطفال، لأنني أذهب وأعود معهم. اليوم أولادي كبروا وصاروا أكثر اعتماداً على أنفسهم بعد أن وضعتهم على أول الطريق، لذا قررت العودة لأمارس هوايتي التي أحب، واليوم أولادي يساندونني وزوجي أيضاً، كما أنه مؤمن بي وبأسلوب تفكيري».

في 2018 عادت نادين عبر مسلسل «ليالي أوجيني»، الذي وجدت به ما تطمح إليه «لا بد للعمل الفني الذي أقدمه أن يكون مناسباً لي ومع فريق عمل أحبه، لا تهمني البطولة، ولا متى يُعرض العمل، وفي أي موسم، طالما أعجبني الموضوع ووجدت أن الشخصية تناسبني وتليق عليَ»، وتتابع: «شاركت بعدها في مسلسلات (خلي بالك من زيزي)، و(مين قال)، و(وراء كل باب)، و(أولاد عابد)».

ولعبت نادين في بدايتها بطولة فيلم «صعيدي رايح جاي» أمام هاني رمزي لكنها تتطلع للعودة للسينما، وكما تقول: «أشارك في أعمال تلفزيونية حتى تأتيني الفرصة الجيدة، وفي بدايتي كنت أؤدي أدوار (لايت كوميدي) لأنني أحبها، وهو ما أطمح إليه راهناً».


رائحتك تكشف عن هويتك وصحتك

العطور يمكن أن تتداخل مع مكونات رائحة جسمك (بابليك دومين)
العطور يمكن أن تتداخل مع مكونات رائحة جسمك (بابليك دومين)
TT

رائحتك تكشف عن هويتك وصحتك

العطور يمكن أن تتداخل مع مكونات رائحة جسمك (بابليك دومين)
العطور يمكن أن تتداخل مع مكونات رائحة جسمك (بابليك دومين)

تكشف البصمات الفريدة للإنسان، مثل بصمة الأصبع، عن هويته التي تُميزه عن الآخرين، لكن رائحة الجسم يمكن أن تكشف؛ ليس فقط عن هوية صاحبها المُتفردة، بل عن حالته الصحية أيضاً.

ورائحة الجسم هي مُنتج مُعقد يتأثر بعدد من العوامل، بما في ذلك الوراثة، إذ يعتقد الباحثون أن هناك مجموعة معينة من الجينات تلعب دوراً كبيراً في إنتاج الرائحة.

ونقل موقع «ساينس أليرت»، الأحد، عن باحثين أميركيين القول إن هذه الجينات تشارك في الاستجابة المناعية للجسم، ويُعتقد أنها تؤثر على رائحة الجسم عن طريق تشفير إنتاج بروتينات ومواد كيميائية معينة.

وأضافوا أن رائحتك لا تكون ثابتة بمجرد أن ينتجها جسمك، فعندما يصل العرق والزيوت والإفرازات الأخرى لسطح بشرتك، تتحلل الميكروبات وتحوِّل هذه المركبات، وتغير وتضيف للروائح التي تشكل رائحتك.

ونقل الموقع عن الدكتور شانتريل فرايزر، أستاذ مساعد في الكيمياء بجامعة ولاية فرامنغهام الأميركية، قوله: «تعتمد المكونات الأساسية لرائحتك على عوامل داخلية، مثل العرق والانتماء العِرقي والجنس البيولوجي، ومكونات ثانوية بناءً على عوامل؛ مثل الإجهاد والنظام الغذائي والمرض، ومكونات أخرى من مصادر خارجية مثل العطور والصابون».

ويضيف: «تنبعث هذه الرائحة من جسمك، وتستقرّ في البيئات المحيطة بك، ويمكن استخدامها لتتبُّع شخص معين أو تحديد موقعه أو التعرف عليه، وكذلك التمييز بين الأشخاص الأصحّاء وغير الأصحّاء».

وعكف باحثون متخصصون في دراسة رائحة الإنسان على اكتشاف وتوصيف المواد الكيميائية الغازية أو المركبات المتطايرة التي يمكن أن تنقل وفرة من المعلومات لكل من الباحثين بالطب الشرعي ومقدمي الرعاية الصحية.

ومع وجود عدد من العوامل التي تؤثر على رائحة أي شخص، يمكن استخدام رائحة الجسم بوصفها ميزة تعريفية لتحديد الهوية، إذ يمكن للكلاب اكتشاف رائحة متهم مشتبه به، على افتراض أن رائحة كل شخص مميزة بدرجة كافية بحيث يمكن تمييزها عن رائحة الآخرين.

ودرس الباحثون القدرة التمييزية للرائحة البشرية لأكثر من 3 عقود، وأظهرت التجارب أن الكلاب يمكنها التمييز بين التوائم المتطابقة التي تعيش منفصلة، وتتعرض لظروف بيئية مختلفة، من خلال رائحتها وحدها، وهذا إنجاز لا يمكن تحقيقه باستخدام أدلة الحمض النووي، حيث إن التوائم المتماثلة تشترك في الشفرة الوراثية نفسها.

كما وجدوا أن مجموعات محددة من 15 مركباً عضوياً متطايراً جرى جمعها من أيدي الناس يمكن أن تميز بين العِرق والإثنية، بالإضافة إلى تمييز المشاركين، ذكراً كان أم أنثى، بدقة إجمالية تبلغ 80 في المائة. وقال الباحثون إن أبحاث الرائحة تقدم نظرة ثاقبة للأمراض. ومن الأمثلة المعروفة قدرة الكلاب على تحديد المرضى المصابين أو على وشك الإصابة بالنوبات القلبية، أو إخطار الأشخاص عندما يحتاجون لضبط مستويات السكر بالدم لديهم، بالإضافة لتدريب الكلاب على اكتشاف السرطان لدى البشر، واكتشاف عدوى «كوفيد-19».

ووفق الباحثين، فإن رائحة الإنسان يمكنها أن تكون شكلاً مُهماً من أشكال الأدلة الجنائية والحالة الصحية، إلا أنها لا تزال مجالاً قيد التطوير.


تحقيق إداري يحدد مصير مسرحية «سيد درويش»

محمد عادل ولقاء سويدان في لقطة من العرض (الشرق الأوسط)
محمد عادل ولقاء سويدان في لقطة من العرض (الشرق الأوسط)
TT

تحقيق إداري يحدد مصير مسرحية «سيد درويش»

محمد عادل ولقاء سويدان في لقطة من العرض (الشرق الأوسط)
محمد عادل ولقاء سويدان في لقطة من العرض (الشرق الأوسط)

شهدت كواليس العرض المسرحي «سيد درويش» مساء السبت، مشادة كلامية حادة واتهامات متبادلة بـ«الضرب» و«تصفية الحسابات» بين بطلي العرض: لقاء سويدان، ومحمد عادل الشهير بميدو عادل، حسب وسائل إعلام مصرية، وذلك عقب انتهاء آخر ليلة عرض، احتفالاً بمئوية «فنان الشعب» سيد درويش.

من جانبه، كتب مؤلف المسرحية السيد إبراهيم، عبر حسابه الشخصي في موقع «فيسبوك»، تعليقاً عمّا حدث: «قالت لي (جليلة) -اسم شخصية بطلة العرض لقاء سويدان- في الليلة السابقة، وكان معي الفنان ياسين الضو، إنها ستغلق عرض سيد درويش. لم أتوقع أن تنفّذ نيتها المبيتة وتفعلها في الليلة الأخيرة، وتفسد فرحة الجميع، وتشوّه نجاح ومجهود 4 سنوات، ولا تحافظ عليه، ولا تخرج لتحية الجمهور».

واتهم لقاء سويدان بـ«التربص بالفنان ميدو عادل في الكواليس، لصفعه على وجهه، وعلى الرغم من هذا تمالك أعصابه وخرج احتراماً لفنه وجمهوره والعمل الذي أحبه»، وفق تعبيره.

الفنان محمد عادل في مشهد من العرض المسرحي «سيد درويش» (الشرق الأوسط)

وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، قال السيد إبراهيم إن «الموضوع قيد التحقيق أمام النيابة الإدارية، وكذلك أمام نقابة الممثلين، ولا مجال للحديث عمّا حدث في الكواليس قبل انتهاء التحقيق، والوقوف على جميع التفاصيل بين الطرفين».

مسرحية «سيد درويش» بطولة محمد عادل، ولقاء سويدان، ورشا سامي، وسيد جبر، وماهر عبيد، ومن تأليف السيد إبراهيم، وإخراج أشرف عزب. وتستعرض سيرة «فنان الشعب» في المرحلة العمرية من سن 16 حتى رحيله في سن 31 عاماً.

وتعليقاً على الحادثة، قال الفنان أشرف عزب، المخرج المصري وأحد المشاركين في العرض، إن ما حدث في الكواليس يجري التحقيق فيه بالوقت الحالي، بناء على المذكرة التي رُفعت من فريق الإخراج؛ موضحاً لـ«الشرق الأوسط»، أن بطلَي العرض موظفان في الدولة، وسيخضعان للتحقيق عبر الجهات الرسمية والمنوطة بالتحقيق، وهما نقابة الممثلين والنيابة الإدارية.

وسعت «الشرق الأوسط» للحصول على رد سريع من طرفَي الأزمة؛ لكن لم يتم الرد.

وفي حوار سابق لـ«الشرق الأوسط» قال عادل الذي قدم عرض «سيد درويش» على مدار 4 سنوات: «إن حلمه الفني يتمثل في تقديم السيرة الذاتية لدرويش درامياً، وإنه متيم به». موضحاً أن المرحلة العمرية التي يمر بها حالياً ملائمة لتقديم الشخصية، وأنه يحضّر لعمل درامي بالفعل من 14 حلقة.

الفنان محمد عادل (حسابه على فيسبوك)

وتعليقاً على الواقعة، كتبت الفنانة المصرية لقاء سويدان التي تقدم شخصية «جليلة»، عبر حسابها الشخصي في موقع «فيسبوك»: «أرفض الحديث عن مشكلة تُعرض أمام الشؤون القانونية منذ الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي، وكذلك أمام النيابة الإدارية، ولن أرد على منشورات بها تجاوز إلا بالقانون». وتابعت: «لا أرغب في الدخول بمهاترات وتصفية حسابات وحوارات يراد بها انتقام شخصي»، حسب وصفها.

وخلال الأيام القليلة الماضية، احتفت مؤسسات مصرية بمئوية رحيل سيد درويش، من بينها وزارة الثقافة، من خلال قطاعاتها المختلفة.

ولم يكن خلاف أبطال المسرحية الأول من نوعه خلال السنوات الأخيرة، فقد شهد العرض المسرحي «الحفيد» مطلع العام الحالي، تبادل اتهامات بـ«الاعتداء بالضرب والسب والقذف»، ما أدى إلى تعليق العرض.


3 دروس من تدريب السعادة الفنلندي

العديد من الفنلنديين يمشون وسط الطبيعة (أرشيفية - إ.ب.أ)
العديد من الفنلنديين يمشون وسط الطبيعة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

3 دروس من تدريب السعادة الفنلندي

العديد من الفنلنديين يمشون وسط الطبيعة (أرشيفية - إ.ب.أ)
العديد من الفنلنديين يمشون وسط الطبيعة (أرشيفية - إ.ب.أ)

تصنف فنلندا أكثر بلدان العالم سعادة للسنة السادسة على التوالي، وفقاً لمؤشر السعادة العالمي.

وتقول رينيه أونيك، في مقال نشره موقع «سي إن بي سي» الأميركي، إن قسم السياحة بفنلندا الذي يسمى «زيارة فنلندا» أعلن عن منحه لـ10 أفراد الفرصة لزيارتها والحصول على تدريب عن السعادة.

أعلن قسم «زيارة فنلندا» إنه تلقى نحو 150 ألف طلب من حول العالم لهذه المنحة، وحتى يستفيد العدد الأكبر من الناس، قرر القسم تقديم التدريب مجاناً عن بعد.

يفيد التعريف بالتدريب إنه «سيدفعك خطوة للأمام مع خمسة مدربين وفي 4 مواضيع رئيسية، هي: الطبيعة وأسلوب الحياة، والصحة والتوازن، التصميم والحياة اليومية، الطعام والرفاهية».

تضيف أونيك: «بحثاً عن ذاتي (الفنلندية) قررت حضور التدريب، وهذا ما تعلمته من كورس السعادة الفنلندي».

1- التواصل مع الطبيعة مهم لصحتك العقلية

كشخص يعيش في المدينة كنت أعتقد أن الاستفادة من التواصل مع الطبيعة مستحيل دون السفر مسافة طويلة، لكن التدريب علمني أن التواصل مع الطبيعة لا يحتاج بالضرورة التمشية في الغابة أو الإبحار في النهر، بل أن تكون في تناغم مع حواسك الخمس كلما كنت خارج المنزل حتى لو لهدف بسيط كإلقاء القمامة أو احتساء القهوة.

يجب أن تنتبه لجمال الطبيعة حولك، فنلندا لديها قانون يسمى «حق الفرد»، يمنح الناس الحق في قضاء الليل في الطبيعة بغض النظر عن صاحب الأرض، والعديد من الفنلنديين يقومون بالتخييم باستمرار، أو يركبون الدراجات ويمشون وسط الطبيعة.

وتقول ميكيلا كروتز، خلال التدريب: «مهما كان الوقت الذي ستقضيه في الطبيعة قليلاً فإنه سيساعد على تخفيف الضغط، وصفاء الذهن، ويمكنك من التواصل مع نفسك».

2- الرضا بما لديك

تقول أبريل رينيه، خلال التدريب: «عندما نركز في الحصول على المزيد، غالباً لا نجد ما يكفي لإشباعنا». وتضيف: «الكفاية هي التوازن والتناغم والاكتفاء، مبدأ الاكتفاء يعني أن ترضى بما يكفيك دون إفراط».

تؤكد رينيه: «هدفي هو تقدير اللحظة الحالية، بدلاً من التركيز على ما أشتهيه في المستقبل. أن أكون منفتحة على احتمالات جديدة بدلاً من حمل عبء فقط على أكتافي».

3- تصميم مساحتك يؤثر على صحتك العقلية

في أحد الدروس، استمعت لأستاذة التصميم، تانيا سينلمان-لانجينسكولد، تتحدث حول تأثير منازلنا والمساحات التي نزورها على شعورنا بالرفاهية.

تقول تانيا: «في فنلندا لدينا مثل يقول إن الرجل الفقير لا يمكنه تحمل الجودة المنخفضة». تانيا لا تعنى بالجودة المرتفعة الأشياء الغالية، فأحياناً بعض الأشياء قد تحمل قيمة مرتفعة لأننا صنعناها بأيدينا أو لأنها مصنوعة من مواد مستدامة وصديقة للبيئة.

نصائح تانيا سينلمان - لانجينسكولد لاستخدام التصميم في تحسين أسلوب حياتك:

اشترِ فقط الأغراض التي ستعيش لفترة طويلة.

اصنع أغراضاً جميلة وحاوط نفسك بها.

«أدخل الطبيعة» لمنزلك بأن تشتري نبتة أو أزهار.

وفكر كيف يمكن أن تصمم مساحتك الخاصة بحيث تكون مريحة وفعالة.


دراسة تكشف عن وجود «علاقة سامة» بين العاملين ووظائفهم حول العالم

علاقة غير صحية في العمل تؤثر سلبا على صحتك البدنية والنفسية (شايرستوك)
علاقة غير صحية في العمل تؤثر سلبا على صحتك البدنية والنفسية (شايرستوك)
TT

دراسة تكشف عن وجود «علاقة سامة» بين العاملين ووظائفهم حول العالم

علاقة غير صحية في العمل تؤثر سلبا على صحتك البدنية والنفسية (شايرستوك)
علاقة غير صحية في العمل تؤثر سلبا على صحتك البدنية والنفسية (شايرستوك)

إذا كنت تعمل من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، فأنت تقضي ربع حياتك تقريباً في العمل، إن لم يكن أكثر من ذلك. في الحالة المثالية ينبغي أن تكون تلك الساعات ممتعة، أو على الأقل مقبولة، لكن ليس الوضع على هذا النحو دائماً. وكانت قد، كشفت دراسة شملت عاملين في 12 دولة أن الكثيرين منهم يعانون من الشعور بقيمة الذات والصحة النفسية ومشاعر الفشل.

ويذكر أن مؤسسة «إتش بي» استطلعت آراء 15 ألف عامل في 12 دولة، وسألتهم عن علاقتهم بعملهم. كانت الصورة بشكل مجمل قاتمة وبائسة، ففي أنحاء مختلفة من العالم في كل مجال وكل دولة شملها الاستطلاع، يقول العاملون إن علاقتهم بعملهم غير صحية، وإنها تؤثر سلباً على صحتهم البدنية أو النفسية.

وفي الاستطلاع، يشعر قليل من العاملين بالازدهار، ويقول 27 في المائة فقط من العاملين، إن علاقتهم بعملهم صحية وجيدة. وتتصدر الهند الاستطلاع، حيث يقول 50 في المائة من العاملين إن علاقتهم بعملهم صحية وجيدة، في حين ذكر 28 في المائة فقط من العاملين الأمر نفسه في الولايات المتحدة الأميركية، وتأتي اليابان في مركز متأخر حيث ذكر 5 في المائة فقط من العاملين أن علاقتهم بعملهم صحية وجيدة.

وعن كيف تبدو العلاقة غير الصحية؟... ويقول 55 في المائة من العاملين إنهم يعانون فيما يتعلق بتقدير الذات والصحة النفسية، ويشيرون إلى شعورهم بالفشل. كذلك يقول أكثر من 60 في المائة إنهم يعانون فيما يتعلق بالصحة البدنية، حيث لا ينامون جيداً، ولا يمارسون التمرينات الرياضية، إلى جانب تبنيهم لعادات غذائية سيئة.

إن ذلك يؤثر على جودة العمل، حيث يفكر 76 في المائة من الأشخاص، الذين لديهم علاقة غير صحية بعملهم، في مغادرة الشركة، في حين يقول 39 في المائة إنهم يشعرون بانفصال عن العمل، والثلث أقل إنتاجية. يرغب العاملون في خفض الراتب مقابل الشعور بالسعادة، حيث قال 83 في المائة من العاملين إنهم على استعداد للحصول على راتب أقل ليكونوا أسعد، وقد ذكروا تحديداً أنهم مستعدون للتخلي عن 11 في المائة من قيمة راتبهم للعمل في مكان يشعر العاملون فيه بالاندماج والانتماء، وتتمتع فيه القيادة بالذكاء العاطفي، وأنهم مستعدون للتخلي عن 13 في المائة من قيمة راتبهم للعمل حيثما ووقتما يشاءون.

وقال إينريك لوريس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «إتش بي»، في تصريح: «هناك فرصة كبيرة لتقوية علاقة العالم بالعمل بطرق مفيدة وجيدة للأشخاص وللأعمال». وأضاف قائلا: «علينا كقادة دائماً رفض الاختيار الزائف بين الإنتاجية والسعادة. إن أنجح الشركات قائمة على الثقافات التي تمكّن العاملين من التفوق في أعمالهم وأدوارهم المهنية إلى جانب الازدهار خارج العمل في الوقت نفسه».

* خدمات «تريبيون ميديا»


مانيه وديغا... الصديقان العدوان في متحف «متروبوليتان» نيويورك

إدغار ديغا، «صورة عائلية (عائلة بيليلي)» من بداية مسيرة ديغا المهنية (نيويورك تايمز)
إدغار ديغا، «صورة عائلية (عائلة بيليلي)» من بداية مسيرة ديغا المهنية (نيويورك تايمز)
TT

مانيه وديغا... الصديقان العدوان في متحف «متروبوليتان» نيويورك

إدغار ديغا، «صورة عائلية (عائلة بيليلي)» من بداية مسيرة ديغا المهنية (نيويورك تايمز)
إدغار ديغا، «صورة عائلية (عائلة بيليلي)» من بداية مسيرة ديغا المهنية (نيويورك تايمز)

تعدّ القاعات في متحف الـ«متروبوليتان» المخصصة لعرض لوحات فنية أوروبية، وتماثيل وأعمال نحت تعود إلى القرنين التاسع عشر والعشرين، من بين الأماكن الأكثر اكتظاظاً في المتحف. إنها دائماً مزدحمة، لماذا؟ لأننا نحب ما نعلم، وهنا نحن في عالم دُنيوي من الروايات والقصص ذات الصلة بالعمل واللعب والموضة التي تحدث في مدن رمادية بلون الدخان وعلى خلفية من مشاهد طبيعية من الخضرة المورقة، لكنها مدجّنة، مثل تلك الموجودة في حديقة «سنترال بارك». لا يوجد هنا هالات، ولا جحيم، ولا توجد معاناة أو موت، أو هكذا يبدو الوضع للوهلة الأولى.

يظهر ذلك خلال جولة سريعة داخل معرض «مانيه/ديغا» المميّز، الذي يضم 160 لوحة زيتية، ونُسخاً مطبوعة، ولوحات بألوان الباستيل، ورسوماً ملاصقة لقاعات العرض الدائمة، مما يجعلها تضمن جذب ذلك العدد الهائل من زائري المتحف.

ويعدّ المعرض، الذي افتُتح في العاصمة الفرنسية باريس، داخل متحف «أورسي»، في وقت مبكر من العام الحالي، الذي يُقام هنا يوم الأحد، هو الحدث المهم الذي يستهلّ به متحف الـ«متروبوليتان» موسمه. إنه بشكل عام، أفضل صورة ينبغي أن يكون عليها أي معرض.

لوحة «امرأة مع مروحة (جين دوفال)» لمانيه (نيويورك تايمز)

هناك بعض ملامح عدم اتزان فيما يتعلق بالانتباه والطاقة. يتجلّى ذلك في عنوان المعرض. لماذا لا يلتزم بالترتيب الهجائي؟ لماذا لا يكون «ديغا/مانيه»؟ على المستوى العملي يمكن للمرء تفسير ذلك استناداً إلى الترتيب الزمني التاريخي، فمانيه أكبر بعامين من ديغا، ولد في عام 1832، لكن في النهاية على ما يبدو أن الترتيب مثل تصنيف ذي طابع انتقادي، ويترك فناناً منطوياً بطبيعته، نحتاج إلى معرفته بدرجة أكبر، تحت ضوء خافت.

نشأة الفنانين... لقاؤهما وعلاقتهما

إضافة إلى ذلك، فإن نهج المعرض القائم على المقارنة وإظهار التباين في استعراض أعمال عملاقين ينتميان إلى الفترة المبكرة من العصر الحديث، مذهل وصائب. كان كل من إدوارد مانيه (1832-1883)، وإدغار ديغا (1834-1917) من سكان باريس. وُلدا لأسرتين ثريتين تنتميان إلى الطبقة البرجوازية الراقية. وقد خالف الاثنان التوقعات العائلية وأصبحا فنانين، كما نبذا أيضاً التدريب الفني التقليدي، واخترعا الفن الذي نُطلق عليه حديثاً وعصرياً، على مدى أيام وسنين طويلة. وقد التقيا، صدفة في بداية حقبة الستينات من القرن التاسع عشر، في وقت كان كلٌ منهما في رحلة تعليم ذاتي منفصلة إلى متحف اللوفر لدراسة الفن القديم ورسمه. وظلا صديقين حتى نهاية حياتهما، لكن تخللت تلك الصداقة فترات من العداء.

لوحة «المصارع الميت» لمانيه (نيويورك تايمز)

علاقتهما دامت وازدهرت اعتماداً على الاختلاف. فعلى الصعيد السياسي، كان مانيه تقدمياً اجتماعياً، في حين كان ديغا محافظاً بدرجة زائدة. ومع ذلك، فيما يتعلق بالسياسة المهنية، كانت الأدوار معكوسة. فطموح مانيه كان عرض أعماله والاحتفاء بها في الصالون السنوي لـ«إيكول دي بوو آر» (مدرسة الفنون الجميلة)، في حين كان ديغا عملياً في تأسيس معرض سنوي بديل، هو المعرض الانطباعي المناهض للمؤسسة (مع كلود مونيه، وكاميل بيساور، وبيرت موريسو)، الذي رفض مانيه المشاركة فيه.

شخصية انبساطية وأخرى انطوائية

كانت شخصية كل منهما مختلفة بشكل أساسي وبدرجة كبيرة عن الآخر. ووصفهما جورج مور، الناقد الآيرلندي الذي كان يرافقهما في باريس، قائلاً: «كان مانيه صاخباً وصريحاً، ويتوق للحصول على الميداليات والأوسمة، في حين كان ديغا حاد الذهن، وثاقب الفكر، وعميقاً، وساخراً بشكل لاذع».

صورة شخصية لمانيه وأخرى لديغا (نيويورك تايمز)

إن شئنا التعبير بشكل مبسّط، يمكن القول إن القوة المحركة للمعرض هي وضع الانبساطي مقابل الانطوائي. ربما يدرك المرء ذلك من الصورتين الذاتيتين اللتين تفتتحان المعرض. يقف الفنان في لوحة مانيه، التي تعود إلى عام 1878 تقريباً، متيقظاً بعينين تملؤهما الحماسة، مرتدياً سترة أنيقة وقبعة، وكأنه مستعد لإنهاء هذه الصورة الذاتية بشكل سريع والانضمام إليك في الحديث والشراب. على العكس من ذلك، في لوحة ديغا، يجلس وتعلو وجهه ملامح الجدّ، وينظر بشكل جانبي، حاملاً فرشاة، أو ربما قلماً، لكنه مخفي بشكل جزئي، وكأنه لم يكن راغباً في الإعلان عن عمله.

إحدى الثنائيات الرائعة، امرأتان في عزلة، لوحة ديغا «في مقهى» وعلى اليمين، لوحة «بلوم براندي» الحزينة لمانيه (نيويورك تايمز)

كان هناك توتر يسود الأجواء في القسم الأول الذي يحمل اسم «علاقة غامضة». نجد هنا عدداً من الصور الشخصية لمانيه بريشة ديغا، في حين لم تكن هناك أي صورة شخصية رسمها مانيه لديغا. وقد عُدّلت الصورة الشخصية، التي رسمها ديغا لزميله، فقد كانت في الأصل صورة شخصية لمانيه وزوجته سوزان لينهوف، عازفة بيانو موهوبة، لكن مانيه كان يكره طريقة تصوير ديغا لسوزان إلى حد دفعه إلى كشطها باستخدام شفرة الحلاقة. وغادر ديغا غاضباً ومعه اللوحة التي كان يعتزم تقديمها هدية.

لوحة ديغا «السيد والسيدة إدوارد مانيه» كانت هدية وقد أثار تصويره لمدام مانيه غضب زوجها فقطعها (نيويورك تايمز)

خلال السنوات الطويلة ظل مانيه وديغا ثنائياً غريباً خصوصاً في توجّههما السياسي. كان الاثنان وطنيين، وحاربا جنباً إلى جنب دفاعاً عن باريس خلال الحرب الفرنسية البروسية (1870-1871)، لكن ولاءاتهما تباينت في أمور أخرى كما يتضح في قسم يحمل اسم «من حرب إلى أخرى».

ومن الحروب التي جرى تناولها، الحرب الأهلية الأميركية، التي أثارت غضب مانيه، وكان يتبنى آراءً متشددة بشأن الشرّ والعبودية. ونجده يؤكد ولاءه وموقفه في لوحتين بحريتين متفاخرتين تحتفيان بنصر بحري حققه الاتحاد عام 1864. وبالقرب من اللوحتين توجد لوحتان لديغا موضوعهما متشابه، فهما عن أميركا أيضاً وعن سياستها العنصرية، وإن كان ذلك على الأقل بشكل سري، لكنهما لا تقدمان صورة معاكسة كثيراً.

من اليسار «معركة يو إس إس كيرسارج وCSS ألاباما» لمانيه عام 1864، و«كيرسارج» في بولوني 1864 (نيويورك تايمز)

تعود لوحات ديغا إلى عام 1873، وقد رسمها خلال زيارته لمدينة نيو أورلينز، مسقط رأس والدته، حيث تدير عائلته عملاً تجارياً مربحاً في صناعة القطن، التي تعتمد على العبودية. كان ذلك العمل موضوع اللوحات، التي صورت تجّاراً يرتدون قبعات بيضاء ويجتمعون في مكتب يتحدثون ويقرأون الصحيفة، ويفحصون عينات محصول جديدة. استمر العمل على النحو المعتاد وكأن آثار حرب مروعة وإخفاقات إعادة الإعمار، التي نشط أثناءها أفراد من عائلة ديغا من خلال مجموعة بيضاء عنصرية، لم يكن يوماً لها وجود.

ديغا «مكتب القطن في نيو أورليانز» 1873 (نيويورك تايمز)

أياً كانت آراء ديغا في التفكير السياسي لمانيه، فقد ظل اعتقاده في أهمية فنه راسخاً، وربما أصبح أقوى بعد وفاة مانيه بمرض الزهري وهو في الـ51 من العمر. وقد أقدم، خلال سنوات عمره اللاحقة التي قضاها في عزلة، على إنشاء مجموعة شخصية من أعمال مانيه، يُعرض نموذجٌ لها في قسم يحمل اسم «ديغا بعد مانيه» ويُختتم المعرض به.

«إعدام ماكسيميليان» لمانيه 1867 (نيويورك تايمز)

لقد التقى ديغا ومانيه، في بداية حياتهما المهنية، في قاعات عرض داخل متحف حكومي ضخم. وفي النهاية ظلا رفيقين داخل مساحة خاصة صغيرة هي الغرف الظليلة في شقة ديغا بباريس. قد يبدو هذا المتحف المنزلي الزاخر بالأشياء، غير عصري تماماً للبعض، فقد كان ضريحاً، ووعاء للذخائر المقدسة، يشرف عليه فنان له سمة الراهب أو الناسك، الذي من الصعب الإعجاب به شخصياً، كما أنه من الصعب تتبعه جمالياً. فهو شخص يشغل المقام الثاني في المعرض الرائع بمتحف الـ«متروبوليتان»، لكنه مع ذلك يظهر منه في النهاية بطل حامل للشعلة.

*خدمة: «نيويورك تايمز»


بدلاً من افتراسه... تماسيح تساعد كلباً على عبور نهر بالهند

صورة للواقعة نشرتها «مجلة الأصناف المهددة» العلمية
صورة للواقعة نشرتها «مجلة الأصناف المهددة» العلمية
TT

بدلاً من افتراسه... تماسيح تساعد كلباً على عبور نهر بالهند

صورة للواقعة نشرتها «مجلة الأصناف المهددة» العلمية
صورة للواقعة نشرتها «مجلة الأصناف المهددة» العلمية

في واقعة غريبة من نوعها، ساعدت 3 تماسيح كلباً صغيراً على عبور نهر في الهند لإبعاده عن مجموعة من الكلاب الضالة كانت تطارده.

ووفقاً لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فقد شوهد الكلب الصغير وهو يُطارَد من الكلاب الضالة قبل أن يقفز في المياه الضحلة لنهر سافيتري في ولاية ماهاراشترا الهندية.

الكلب كان يحاول الهروب من مجموعة من الكلاب الضالة (مجلة الأصناف المهددة)

ولم يكن الكلب قد رصد التماسيح الثلاثة التي كانت تطفو في مكان قريب، والتي بدأت تقترب منه.

ولكن بدلاً من التهامه، دفعت التماسيح الكلب إلى الضفة الأخرى من النهر؛ ما سمح له بالهروب الآمن من الكلاب الضالة.

ونُقلت الواقعة لأول مرة في تقرير نُشر في «مجلة الأصناف المهددة» العلمية، تضمن صوراً للكلب والتماسيح الثلاثة.

الكلب في أثناء اقتراب التماسيح منه (مجلة الأصناف المهددة)

ووصفت المجلة الواقعة بـ«الغريبة»، مشيرة إلى أن ما حدث «ليس من سمات التماسيح على الإطلاق».

ولفتت المجلة إلى أن «لطف التماسيح قد يكون سلوكاً واعياً يوحي بالتعاطف بين الأنواع المختلفة، أو ربما يرجع ببساطة إلى أنها لم تكن جائعة».