منشأة الجمرات... مراحل التطوير سهّلت أداء النسك

تضمنت شاشات بث إرشادية وسلالم متحركة ومنحدرات سلسة

حركة الحجاج في منى الى منشأة الجمرات (تصوير عبد الله الفالح)
حركة الحجاج في منى الى منشأة الجمرات (تصوير عبد الله الفالح)
TT
20

منشأة الجمرات... مراحل التطوير سهّلت أداء النسك

حركة الحجاج في منى الى منشأة الجمرات (تصوير عبد الله الفالح)
حركة الحجاج في منى الى منشأة الجمرات (تصوير عبد الله الفالح)

شهدت تحركات قوافل الحجيج بين المشاعر حتى بلوغهم منشأة الجمرات سلاسة للتدفقات البشرية. وكانت العنوان الأبرز لهذا التجمع الإسلامي الكبير القادم لاستكمال نسك الركن الخامس من الإسلام، حيث أُديرت التدفقات ووُزعت وفق خطط التفويج الموضوعة من الجهات المعنية التي عملت بتناغم كبير موفرةً الراحة لتنقلات ضيوف الرحمن.
وأسهم جسر الجمرات في تسهيل أداء حجاج بيت الله الحرام لشعيرة رمي الجمرات، بفضل تصميمه الهندسي، الذي يمكّن من استيعاب أعداد كبيرة من الحجاج في وقت واحد، وهو أحد المشاريع الضخمة التي نفّذتها الحكومة السعودية للإسهام في أداء ملايين الحجاج نسكهم في راحة وطمأنينة بتكلفة تجاوزت 1.120 مليار دولار.
ويعد جسر الجمرات من أبرز المشروعات في مشعر مِنى وتبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف حاج في الساعة وبطول 950 متراً وعرض 80 متراً وصُمم على أن تكون أساساته قادرة على تحمل 12 طابقاً، وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك، ويتكون من 5 طوابق تتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة، ويبلغ ارتفاع الدور الواحد 12 متراً.
وزوُّدت منطقة الجمرات بالمظلات العلوية ومراوح التكييف المصاحب للرذاذ لتقليل درجة الحرارة، وعدد من السلالم المتحركة، وكاميرات للمتابعة لتعزيز آليات التحكم في تدفقات حركة الحجيج إلى جانب اللوحات والمنشآت الإرشادية والتوعوية والخدمات الإعلامية في إطار المرحلة الرابعة والأخيرة من مشروع المنشأة الحديثة للجمرات والأعمال المتعلقة بها.
كما جرى تجهيز كاميرات ثابتة على طول المسارات المؤدية للمشاعر وكاميرات أخرى متحركة يتحكم بها فريق خاص بغرفة مستقلة لمتابعة حركة المشاة لتوزيع حركتهم بتوازن وتعديل معدل التدفقات، بما يتفق مع الخطط العامة لخدمة الحجيج وتنقلاتهم في المناسك، حيث تمتد شبكة الكاميرات ابتداءً من نهاية مزدلفة وحتى ساحات الجمرات بما في ذلك مراقبة الحركة داخل مختلف أدوار منشأة الجمرات ومنحدراتها ومخارجها.
وتأتي شاشات البث التلفزيوني الإرشادي في ساحات منطقة الجمرات ضمن الخدمات المساندة، عبر لوحات ضخمة عند مخيمات الحجاج وأماكن وجودهم.
وفي إطار مشروع الجمرات الضخم يأتي مشروع التسمية والترقيم الحديث لعدد من المواقع والأماكن في المشاعر التي تؤدي مهام الإرشاد والتوجيه للحجاج وتوزعت اللوحات المضاءة بعدة لغات.
وتعددت مواقع السلالم الثابتة والمتحركة في أنحاء منطقة الجمرات لتسهيل وصول الحجيج، بين شارع ريع صدقي وشارع الملك عبد العزيز بمِنى، من شأنها تسهيل عملية انتقال المشاة بين شارع ريع صدقي عند نهايته قبل اتصاله بساحة الجمرات إلى شارع الملك عبد العزيز، وتسهيل وصول الحجاج إلى المستوى الخامس، والعودة منه دون المرور عبر الساحات المحيطة بالجمرات.
وكان جسر الجمرات قد شهد منذ إنشائه عام 1974 عدداً من الأعمال التطويرية بتوسعته بعرض 40 متراً وبمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهة الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج.
وتواصل الاهتمام بتطوير الجسر ليشهد في عام 1978 تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى.
وفي العام 1982 شهد الجسر توسعة بزيادة عرضه إلى 20 متراً وبطول 120 متراً من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى إضافةً إلى توسعة أخرى عام 1987 بزيادة عرضه إلى 80 متراً وبطول 520 متراً وتوسيع منحدر الصعود إلى 40 متراً بطول 300 متر وإنشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر وتنفيذ اللوحات الإرشادية والإنارة والتهوية حيث بلغت مساحته الإجمالية 57 ألف متر مربع.
ودخل جسر الجمرات مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير، إذ أُجريت في عام 1995 عملية تعديل على مراحل مختلفة وبشكل جمع بين منظر الجسر وتمثيل حركة الحجاج عليه، أعقبتها تعديلات مماثلة عام 2005 شملت بنية الجسر وتعديل شكل الأحواض من الشكل الدائري إلى البيضاوي وتعديل الشواخص، وإنشاء مخارج طوارئ جديدة عند جمرة العقبة وتركيب لوحات إرشادية تشتمل على معلومات لتوعية الحجاج وتحذيرهم في حال التزاحم وتم ربط الشاشات واللوحات الإرشادية بمخيمات الحجاج مباشرة.
ومع تزايد عدد الحجاج عاماً بعد آخر تقرر هدم الجسر بعد أداء مناسك حج عام 2006 واستبدال بناء منشأة جديدة للجمرات متعددة الأدوار به، لاستيعاب أعداد أكبر من الحجاج، وتسهيل عملية رمي الجمرات وانسيابيتها بأمن وسلامة.


مقالات ذات صلة

6 باقات للقادمين من 126 دولة عبر منصة «نسك حج»

الخليج تمَّ تصميم الباقات وفئاتها بطريقة تُسهِّل لِلْحُجَّاج عمليَّة الاختيار مع ضمان توفير الخدمات التي تتناسب مع خيارات الحجاج المختلفة (واس)

6 باقات للقادمين من 126 دولة عبر منصة «نسك حج»

تتيح منصة «نسك حج» مجموعة متنوعة من الباقات للحجاج القادمين من أكثر 126 دولة عبر خطوات سهلة وميسرة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية عدَّت المعلومات والعروض الصادرة عبر القنوات غير الرسمية «مُضلِّلة» (واس)

السعودية تُحذِّر الراغبين في الحج من الإعلانات الزائفة

حذَّرت السعودية الراغبين في أداء مناسك الحج من الانسياق وراء الإعلانات الزائفة أو العروض الوهمية، داعية إياهم إلى التعامل مع القنوات الرسمية فقط.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج تأكيد ضرورة التزام الأفراد والمؤسسات بالأنظمة والتعليمات المنظمة لمغادرة المعتمرين في الأوقات المحددة (واس)

السعودية: الأحد آخر موعد لدخول المعتمرين... والمغادرة قبل 29 أبريل

حدّدت وزارة الحج والعمرة السعودية، يوم الأحد المقبل، آخر موعد لدخول المعتمرين إلى المملكة، وذلك في إطار الاستعداد لموسم حج هذا العام.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج الهيئة استخدمت تقنية متطوّرة لرصد أعداد المصلّين والمُعتمرين (واس)

أكثر من 122 مليون زائر للحرمين الشريفين في رمضان

بلغ عدد زوار الحرمين الشريفين خلال رمضان الحالي 122,286,712 معتمراً وزائراً، وسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي قُدّمت لهم لتوفير سُبل الراحة.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
يوميات الشرق ميدان «المصليات» في المدينة المنورة (واس)

ميدان «المصليات» معلم تاريخي يقصده أهالي وزوّار المدينة المنورة

يعدّ ميدان «المصليات» الواقع في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد النبوي، أحد الأماكن التاريخية بالمدينة المنورة، وكان يصلي فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لقاء سعودي - أميركي يناقش مستجدات غزة والسودان واليمن وأوكرانيا

الأمير فيصل بن فرحان لدى لقائه الوزير ماركو روبيو في واشنطن الأربعاء (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان لدى لقائه الوزير ماركو روبيو في واشنطن الأربعاء (الخارجية السعودية)
TT
20

لقاء سعودي - أميركي يناقش مستجدات غزة والسودان واليمن وأوكرانيا

الأمير فيصل بن فرحان لدى لقائه الوزير ماركو روبيو في واشنطن الأربعاء (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان لدى لقائه الوزير ماركو روبيو في واشنطن الأربعاء (الخارجية السعودية)

بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، المستجدات في قطاع غزة، والسودان، واليمن، والأزمة الروسية - الأوكرانية، وتبادلا وجهات النظر حيالها، والمساعي المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والسلم الدوليين.

جاء ذلك خلال لقائهما بمقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، الأربعاء، حيث ناقشا سبل تكثيف التنسيق والعمل المشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

واستعرض الأمير فيصل بن فرحان وروبيو العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وفرص تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.

الوزير روبيو مستقبلاً الأمير فيصل بن فرحان بمقر الوزارة في واشنطن الأربعاء (الخارجية السعودية)
الوزير روبيو مستقبلاً الأمير فيصل بن فرحان بمقر الوزارة في واشنطن الأربعاء (الخارجية السعودية)

حضر اللقاء، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، والأمير مصعب بن محمد الفرحان مستشار الوزير للشؤون السياسية، ومحمد اليحيى مستشار الوزير.

كان وزير الخارجية السعودي، قد وصل إلى واشنطن، الثلاثاء، في زيارة رسمية، لبحث تعزيز علاقات البلدين، ومناقشة أبرز القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

وتسبق هذه الزيارة أخرى يخطط لها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية في مايو (أيار) المقبل، هي الأولى خارجياً له خلال ولايته الثانية.