ارتفاع الأسعار يلقي بظلاله على عيد الأضحى في الشرق الأوسط

انعكست تداعيات الحرب الأوكرانية على أسعار اللحوم والسلع في الشرق الأوسط (أ.ب)
انعكست تداعيات الحرب الأوكرانية على أسعار اللحوم والسلع في الشرق الأوسط (أ.ب)
TT

ارتفاع الأسعار يلقي بظلاله على عيد الأضحى في الشرق الأوسط

انعكست تداعيات الحرب الأوكرانية على أسعار اللحوم والسلع في الشرق الأوسط (أ.ب)
انعكست تداعيات الحرب الأوكرانية على أسعار اللحوم والسلع في الشرق الأوسط (أ.ب)

اعتاد تاجر الماشية في غزة محمود أبو هولي أن تكون سلعته أكثر رواجاً في عيد الأضحى عن باقي أوقات العام. لكن زيادة الأسعار دفعت كثيراً من الناس لشراء الأضاحي من الأغنام أو الماعز هذا العام.
وقبل أيام قلائل من عطلة عيد الأضحى التي تبدأ اليوم (السبت)، قال أبو هولي إنه لا يستطيع خفض الأسعار بسبب الزيادة الكبيرة في تكلفة علف الحيوانات، وهي من تبعات الحرب في أوكرانيا التي هزت الأسواق الزراعية بالعالم، وفق «رويترز».
وقال أبو هولي، الذي يجد صعوبة في العثور على مشترين في سوق خان يونس بجنوب غزة: «وضع السوق صعب، فش إقبال على الشراء، بنمسك الدواب لآخر النهار ما بنبيعش».
وقرر محمد عيسى (24 عاماً) عدم الشراء بمجرد أن عرف أسعار الأغنام. وقال: «السنة اللي فاتت كنت أشتري الأضحية بنحو 300 دولار، السنة هادي الطاق طاقين (المثلين) بدها 500 دولار و600 دولار فمش قادرين نشتري. قلت لحالي بديش أضحي».
ويختلف هذا العيد عن الأعياد السابقة، حيث يقول الناس في كثير من الدول العربية، إن ارتفاع الأسعار جعلهم غير قادرين على تحمل ثمن الأضحية، في انعكاس لتأثير الحرب في أوكرانيا التي زادت الضغط على أسعار الغذاء العالمية.
وقال حمود العسري في إحدى الأسواق بالعاصمة اليمنية صنعاء، إنه جاء للسوق ليأخذ فكرة عن الأسعار، ويرى إن كان بإمكانه الشراء، أم لا. لكنه أضاف أن الأسعار مرتفعة بشكل لا يصدق مقارنة بالعام الماضي. وعاشت صنعاء في هذا العام فترة راحة من الحرب المستمرة منذ سبع سنوات بعد التوصل إلى هدنة، لكن الملايين لا يزالون يعانون من الجوع. وأضاف العسري أنه سيغادر السوق لأنه لا يستطيع الشراء.
وفي إحدى الأسواق بمصر، وهي أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان، قال تاجر إن أسعار الأغنام ارتفعت بنسبة 50 في المائة وصولاً إلى 90 جنيهاً مصرياً (4.77 دولار) للكيلو بوزن الأضحية سليمة قبل الذبح. وأضاف: «السنة دي الزيادة الضعف... من 60 السنة اللى فاتت الوقتي (الكيلو) بقى 90 وقابل للزيادة». وقال آخر: «مفيش زباين».
وغزت روسيا أوكرانيا في فبراير (شباط) فيما سمّته «عملية خاصة». وبما أن البلدين يسهمان بثلث صادرات الحبوب العالمية، فقد أدت الحرب إلى ارتفاع أسعار الحبوب والوقود والأسمدة، التي تعد روسيا مصدراً رئيسياً لها.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الشهر الماضي، من أن العالم يواجه «أزمة جوع غير مسبوقة»، قائلاً إن الحرب فاقمت المشاكل القائمة منذ زمن طويل، بما في ذلك اضطرابات المناخ وجائحة «كوفيد - 19».
وقال مهامي شيخ الذي يبيع الماشية في الجزائر، إن زيادة التكلفة أدت إلى ارتفاع الأسعار.
وفي لبنان، حيث تسببت الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ ثلاث سنوات في زيادة معدلات الفقر، قال أحد القصابين (جزار) إن أسعار الأغنام ترتفع يومياً، ووصلت الآن إلى 250 دولاراً، أي ما يقرب من 7.5 مليون ليرة.
وأضاف أن هذا رقم كبير للغاية بالنسبة للموظف الذي يتقاضى راتباً يبلغ 1.5 مليون أو مليوني ليرة في الشهر.
وفي بغداد، قال زبون يدعى حسين إنه لا يستطيع دفع مبلغ 500 ألف دينار (نحو 350 دولاراً) الذي كان أحد التجار طلبه منه ثمناً لشاة. وأضاف: «سألته لماذا 500؟ أجاب بأن الأعلاف غالية الثمن». وقال علي فرحان (23 عاماً) إنه أرجأ فكرة شراء غسالة من أجل شراء أضحية العيد.
وأضاف أنه كان يبحث صباح كل يوم عن خروف بسعر مناسب للتضحية به على روح والدته المتوفاة، وفي النهاية وجد خروفاً صغيراً نحيلاً دفع ثمنه 350 ألف دينار عراقي. وأضاف أن الخروف نفسه كان سعره في السابق نحو 200 ألف دينار.


مقالات ذات صلة

«البنك الدولي» يتوقع بلوغ شح المياه أدناه في الشرق الأوسط

الاقتصاد «البنك الدولي» يتوقع بلوغ شح المياه أدناه في الشرق الأوسط

«البنك الدولي» يتوقع بلوغ شح المياه أدناه في الشرق الأوسط

توقع تقرير جديد لـ«البنك الدولي»، أن تواجه الشعوب في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شحّاً غير مسبوق في المياه، داعياً إلى سلسلة من الإصلاحات بشأن إدارة الموارد تتضمن إصلاحيات مؤسساتية، للتخفيف من حدة الضغوط المائية في المنطقة. وأشار التقرير الذي صدر بعنوان «اقتصاديات شح المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - حلول مؤسساتية»، إلى أنه، بنهاية العقد الحالي، ستنخفض كمية المياه المتاحة للفرد سنوياً عن الحد المطلق لشح المياه، البالغ 500 متر مكعب للفرد سنوياً. ووفق التقديرات الواردة في التقرير، فإنه، بحلول عام 2050، ستكون هناك حاجة إلى 25 مليار متر مكعب إضافية من المياه سنوياً، لتل

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد {النقد الدولي} يحذر الشرق الأوسط من 4 تحديات

{النقد الدولي} يحذر الشرق الأوسط من 4 تحديات

قال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في «صندوق النقد الدولي» جهاد أزعور، إن نمو الناتج المحلي الإجمالي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيتباطأ إلى 3.1 في المئة خلال 2023، من 5.3 في المئة خلال العام السابق. وأكد أزعور، في إفادة صحافية، أن النمو في الدول المصدرة للنفط بالمنطقة سيتباطأ إلى 3.1 في المائة أيضاً خلال 2023، من 5.7 في المائة خلال 2022، مع توقعات بأن يكون القطاع غير النفطي المحرك الرئيسي للنمو.

أحمد الغمراوي (القاهرة)
الاقتصاد الضغوطات تحيط بموائد الإفطار في الدول العربية

الضغوطات تحيط بموائد الإفطار في الدول العربية

سجلت حالة الرصد الأولية ضغوطات تواجه موائد الإفطار الرمضانية في المنطقة العربية التي تواجه إشكالية بالغة في توفير السلع خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث يرتفع الطلب على مجموعات سلع غذائية يبرز منها القمح واللحوم بأشكالها المختلفة، مقابل قدرة إنفاق محدودة. وساهم ضعف الإصلاحات وتقلبات العملات العربية في تقلص إمكانيات الإنفاق على المائدة العربية، يضيف إليها مسؤول تنمية عربي أن الظروف الحالية للأزمات الأمنية والسياسية في البلدان العربية فاقمت الموقف. - نقص المعروض ووفقا للتقديرات، يسجل شهر رمضان المبارك للعام الحالي تراجعا ملحوظا في الإنفاق من دولة لأخرى في الإقليم العربي مقارنة بمواسم ماضية، خاصة في

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد مخاوف من اتساع تداعيات إفلاس «سيليكون فالي» إلى المنطقة العربية

مخاوف من اتساع تداعيات إفلاس «سيليكون فالي» إلى المنطقة العربية

في وقت زرع فيه الإعلان عن إفلاس بنك سيليكون فالي الأميركي مخاوف في أوساط العملاء والمودعين والشركات التكنولوجية المقترضة والمودعة في البنك على المستوى الاقتصاد الأميركي، ربما يدفع ذلك إلى مزيد من التداعيات بمناطق أوسع في العالم. ولا تبدو المنطقة العربية بمنأى عن التداعيات، إذ أفصحت بنوك في الكويت عن انكشافات ضئيلة على إفلاس البنك الأميركي، إلا أن هناك تحرزاً من الإعلان في بقع كثيرة من قطاعات البنوك والمصارف ومؤسسات الاستثمار في العالم العربي. - اتساع الرقعة وتوقع مختصون، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، اتساع رقعة تداعيات إفلاس البنك الأميركي وتأثيرها على بيئة الأعمال والقطاع المصرفي على مستوى العال

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد مطالب بتشديدات حكومية لفرض كود بناء «زلزالي»

مطالب بتشديدات حكومية لفرض كود بناء «زلزالي»

فتح زلزال تركيا وسوريا، الذي ضرب المنطقة خلال فبراير (شباط) الحالي، وخلّفَ نحو 44 ألف قتيل، ملف إعادة النظر في قطاع التشييد وإنشاءات المباني بالمنطقة، ومدى متانة المباني وقدرتها على مواجهة الكوارث الطبيعية كالزلازل والهزات الأرضية، وكذلك متابعة السلطات التشريعية للمقاولين والتزامهم بمتطلبات السلامة العامة وأكواد البناء والاشتراطات الهندسية، بالإضافة إلى مدى جاهزية البنية التحتية المقاومة للكوارث الطبيعية في المدن الكبرى والمزدحمة. وأكد مختصون لـ«الشرق الأوسط» على وجوب تشدد الدول والسلطات التشريعية في قطاع الإنشاءات، وعدم التهاون في الالتزام بأكواد التصميم الزلزالي، والتخطيط الجيد والمستمر لإدا

محمد المطيري (الرياض)

«أصول» أول مزاد عالمي لـ«سوذبيز» في السعودية

لوحة «إضاءات» للفنان أحمد ماطر من القطع التي ستعرض في المزاد المقبل (سوذبيز)
لوحة «إضاءات» للفنان أحمد ماطر من القطع التي ستعرض في المزاد المقبل (سوذبيز)
TT

«أصول» أول مزاد عالمي لـ«سوذبيز» في السعودية

لوحة «إضاءات» للفنان أحمد ماطر من القطع التي ستعرض في المزاد المقبل (سوذبيز)
لوحة «إضاءات» للفنان أحمد ماطر من القطع التي ستعرض في المزاد المقبل (سوذبيز)

في قلب الرياض وتحديداً من الدرعية التاريخية ستطلق دار سوذبيز أول مزاد عالمي في السعودية، وهو المزاد الأول للدار بعد أن حصلت على ترخيص بافتتاح مقر لها بالمملكة. يحمل المزاد عنواناً يليق بمكان إقامته ومعروضاته، وهو «أصول»، وسيقام يوم 8 فبراير (شباط) المقبل. سيقدم المزاد أعمالاً فنية لفنانين سعوديين إلى جانب أسماء رائدة في تاريخ الفن الدولي، لجانب معروضات فاخرة، بما فيها مجوهرات وساعات وحقائب فخمة. ستعرض محتويات المزاد في معرض عام ومجاني بين 1 - 8 فبراير قبل بيعها في المزاد.

الدرعية ستحتضن أول مزاد عالمي في السعودية (خاص)

في دار سوذبيز بلندن تسري حماسة وترقب للمزاد ولافتتاح المقر الجديد الذي سيكون في برج الفيصلية بالرياض، يتحدث لـ«الشرق الأوسط» إدوار غيبز رئيس مجلس إدارة الشرق الأوسط والهند في «سوذبيز» وأشكان باغستاني رئيس قسم المبيعات واختصاصي الفن المعاصر في الدار عن تفاصيل المزاد، وعن رؤيتهما لسوق الفن في السعودية.

يطلق غيبز الحديث بالقول إنَّ الساحة جاهزة لاستقبال أول مزاد عالمي في المملكة: «هناك دليل واضح على وجود قاعدة من جامعي الأعمال الفنية ومجتمع فني متوسع ومتنامٍ، لهذا أعتقد أن جميع المعايير اللازمة لإنشاء مزاد افتتاحي ناجح موجودة، ومن حيث المحتوى سيضم المزاد مجموعة متنوعة من القطع، فهو سيشمل بالتأكيد الفن السعودي الحديث المعاصر، وعلى نحو أوسع الفن الإقليمي في الشرق الأوسط، وكذلك الفن الدولي والحديث والمعاصر وجانباً كبيراً من القطع الفخمة التي تشمل الساعات والمجوهرات، وغيرها».

وعن التحضيرات قبل الدخول في تفاصيل المزاد يختار الخبير باغستاني أن يأخذنا لخلف الكواليس، حيث جرت التحضيرات لافتتاح المكتب وإقامة أول مزاد في الرياض، مشيراً إلى أن خبراء الدار أجروا حوارات وجلسات من العصف الذهني مع الخبراء والأشخاص الذين لديهم معرفة جيدة بالسوق السعودية والسوق الإقليمية، ويضيف أن السعودية أصبحت منصة عالمية إلى حدٍ بعيد، وبالتالي فإن مهمة خبراء الدار لن تقتصر على تلبية احتياجات الفنانين المعاصرين من السعودية، ومن الشرق الأوسط، «نلاحظ أن هناك اهتماماً كبيراً بالفن المعاصر الدولي، والحرص على إحضار فنانين عالميين إلى السعودية مع التركيز في الوقت نفسه على الفنانين المحليين. ومن جانبنا نريد أن يعكس معروضنا من الفن المعاصر ذلك الواقع، وأن يعكس المشهد الثقافي في البلاد والتقدير الذي يحظى به الفنانون المحليون. نهدف في المزاد الأول ضمان تقديم أعمال خمسة أو ستة فنانين معاصرين من السعودية وفنانين معاصرين عالميين، نريد أن نقدم المنحوتات واللوحات والأعمال التركيبية، وربما نضيف عملاً استشراقياً وآخر من فئة كبار الفنانين في العالم، وربما عملاً أو اثنين من الفن التأثيري. كما ترين حلمنا كبير».

يشير باغستاني لنقطة مهمة هنا، بما أن المزاد يحمل سمة «العالمية»، ومن المتوقع أن يجذب عملاء من خارج المملكة فالهدف أن يكون المزاد جاذباً لهذا الجمهور العالمي الذي سيسافر إلى الرياض لحضور المزاد. يؤكد ذلك بالقول: «كنت منبهراً بعدد الخبراء العالميين من منسقين وفنانين وجامعي أعمال فنية الذين حضروا فعاليات دورات بينالي الدرعية، ولا سيما دورة الفن المعاصر». مشيراً إلى أن الصيغة التي سيتخذها المزاد ستكون المزادات المسائية، وهي صيغة تعني عرض أعمال رفيعة المستوى، ونادرة في السوق وذات قيمة عالية ولديها القدرة على تحطيم الأرقام القياسية أو التفوق على غيرها. من الفن السعودي للقطع الفاخرة المتابع لحركة السوق يلاحظ ارتفاع أسعار الأعمال الفنية للمعاصرين والرواد، وهو أمر تدركه الدار، وتعمل على دعمه، يقول الخبير: «بالتأكيد سيضم المزاد القادم أعمالاً لرواد الفن في السعودية لجانب أعمال فنانين معاصرين، فعلى سبيل المثال سنعرض عملاً للفنان أحمد ماطر، وهو من سلسلة (إضاءات) وسيكون من أهم القطع في المزاد. بشكلٍ ما أرى أن عرض الأعمال السعودية والعالمية جنباً لجنب سيخلق نوعاً من الحوار، وسيجلب شيئاً مختلفاً إلى السوق وللجمهور. نحب دائماً تجربة كل جديد، وأعتقد أنه أمر مهم أن نقدم ذلك في السعودية في هذا التوقيت، فالساحة الفنية هناك مثل اللوحة البيضاء، وهنا الكثير لنستكشفه ونقدمه، الأعمال الفنية هي عنصر واحد في المعروضات، فهناك أيضاً عنصر المنتجات الفخمة نريد أن نعرض سيارة (فيناج) أو مجوهرات استثنائية وقطعاً تذكارية متفردة. نريد أن نحضر للسعودية قطاعاً عريضاً من المختارات للجمهور باختصار نريد أن يكون المزاد مثالياً».

الفن الإسلامي

لن تغيب قطع الفن الإسلامي عن المزاد بحسب باغستاني، الذي يرى أن الجمهور مهتم بهذا الجانب، ضارباً المثل بالاهتمام الذي شهدته الدورة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية في جدة عام 2022 «هناك اهتمام كبير بهذا القطاع في المملكة. يتدخل غيبز هنا بوصفه من أهم الخبراء في الفن الإسلامي معلقاً: «بالتأكيد سنضم بعض القطع الإسلامية مثل المخطوطات القرآنية وبعض القطع التي ترتبط بمراحل متقدمة من التاريخ الإسلامي، وهو ما سيجذب شرائح مختلفة. أعيدك للنسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية، فمن من أهم النتائج وأحد أسباب التأثير الضخم الذي أحدثه كان الحماسة الكبيرة بين الزوار لرؤية قطع تاريخية لم يروها من قبل كانت قابعة في مكتبات ومؤسسات محلية». تأخذني مداخلته لمشاركة «سوذبيز» في معرض الرياض للكتاب منذ عامين حيث عرضت بعض القطع الإسلامية، وأسأله عن انطباعه عن تجربة التعامل مع جمهور معرض الكتاب: فيقول: «قضيت أسبوعاً في المعرض، وكانت تجربة استثنائية وغير متوقعة، أذكر مستويات الحماسة والفضول كانت غير مسبوقة، لم أر مثل ذلك في أي مكان. عرضنا بعض اللوحات الاستشراقية وبعض الكتب النادرة وكتباً مصورة بالألوان، وصوراً فوتوغرافية، وكانت مجموعة كبيرة من المواد المختلفة. لقد كنا محاطين بالناس الذين تقدموا إلينا، وطرحوا الأسئلة، وشاركوا معنا، لكن كل المؤشرات تشير إلى وجود مستوى عالٍ من الفضول والتفاعل مع الفن، وأعتقد أن هذا لا يمكن إلا أن ينمو. لذا دخلنا مرحلة الاستكشاف هذه، وكلنا حماس وتفاؤل وطموح. كما تعلمون، سنتعاون مع الدرعية، نعم. وأعتقد أن السماء هي الحد. أعني، إنها لحظة مثيرة للغاية في المشهد الثقافي السعودي».

كرة أرضية من القرن الـ19 عرضت في معرض الرياض للكتاب في عام 2022 (سوذبيز)

من جانبه قال تشارلز ف. ستيوارت، الرئيس التنفيذي لدار سوذبيز: «قطاع الثقافة في المملكة العربية السعودية يشهد اليوم نشاطاً كبيراً. كانت «سوذبيز» تزور المملكة منذ سنوات عدة، وقد تابعنا ازدهار المشهد الثقافي باهتمام كبير. ومن خلال الالتزام بتأسيس حضور فعلي هنا في الرياض، ندعم إثراء المشهد الفني في المملكة، ما من شأنه تمكين الشريحة السكانية الكبيرة من الشباب في السعودية. فهذا الحضور سيشكل محطة مهمة في تاريخ علاقتنا بالمملكة، ونتطلع إلى إقامة مزادنا الافتتاحي للاحتفال بهذه المناسبة، وفي موقع تاريخي له أهمية ثقافية هائلة».

برج الفيصلية (خاص)

ويأتي المزاد بعد حصول «سوذبيز» رسمياً على ترخيص إنشاء مكتب لها في المملكة العربية السعودية نهاية العام الماضي. وسوف يُستكمل ذلك بافتتاح المكتب فعلياً في برج الفيصلية، أحد المعالم البارزة في الرياض، والذي صممه نورمان فوستر ليكون أول ناطحة سحاب في المملكة. ويمثل الحدث المرتقب وافتتاح المكتب الجديد معاً الخطوة التالية في التزام «سوذبيز» المستمر وطويل الأمد بالمنطقة.

لمحة عامة عن «سوذبيز» في السعودية

تتمتع «سوذبيز» بتاريخ عريق في دعم البيئة الثقافية وبنيتها التحتية في منطقة الخليج. فقد دعمت أول بينالي للفن المعاصر في المملكة عام 2021 وبينالي الفنون الإسلامية الأول في2023 في جدة. وفي كلتا المناسبتين، شاركت «سوذبيز» خلال سلسلة من المناقشات الجماعيةوالمحادثات والجولات الإرشادية التي قدمها متخصصون دوليون جاءوا إلى المنطقة لهذه المناسبة. وهذا العام، دخلت «سوذبيز» مرة أخرى في شراكة مع مؤسسة بينالي الدرعية حول نسخة عام 2024، حيث استضافت سلسلة من المحادثات وورش العمل الديناميكية كجزء من البرنامج العام.

من معرض «خمسين... نظرة على الفن السعودي» (سوذبيز)

وفي أغسطس (آب)، استضافت «سوذبيز» معرض «حفلة،» الأول من نوعه، لمدة شهر في لندن، حيث احتفى المعرض بالثقافة الشرق أوسطية من الفن إلى المجوهرات، ومن الطعام إلى الموضة. وضم المعرض قسماً خاصاً بعنوان «خمسين»، عرض فيه 50 عملاً فنياً تمتد على مدى الأعوام الخمسين الماضية من المشهد الثقافي البصري في المملكة العربية السعودية (1965 -2015)، وذلك بالتعاون مع قسورة حافظ و«حافظ غاليري».