القوى السياسية العراقية تكثف لقاءاتها بانتظار حسم تشكيل الحكومة

جانب من جلسة البرلمان العراقي يوم 23 يونيو (رويترز)
جانب من جلسة البرلمان العراقي يوم 23 يونيو (رويترز)
TT

القوى السياسية العراقية تكثف لقاءاتها بانتظار حسم تشكيل الحكومة

جانب من جلسة البرلمان العراقي يوم 23 يونيو (رويترز)
جانب من جلسة البرلمان العراقي يوم 23 يونيو (رويترز)

مع بدء العد التنازلي لما ألزمت به القوى السياسية العراقية نفسها بتشكيل الحكومة بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، كثفت هذه القوى لقاءاتها غير الرسمية في غضون الأيام القليلة الماضية. وتم الإعلان أحياناً عن بعضها هذه اللقاءات مع الاكتفاء ببيانات ذات طابع بروتوكولي، فيما لا يُعلن عن معظمها، وهي تلك التي تتناول القضايا المعقدة مثل ملفي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
وعلى صعيد ملف رئيس الجمهورية وطبقاً لما يتسرب من معلومات من أروقة الحوارات، فإن الإطار التنسيقي الشيعي المنقسم على نفسه بخصوص تسمية رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة المقبلة، فهو منقسم أيضاً حيال كيفية التفاهم مع الأكراد بشأن حسم مرشحهم لرئاسة الجمهورية. والحزبان الكرديان الرئيسييان (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني) اللذان فشلا في التوافق على مرشح واحد لهذا المنصب لا يزالان يخضعان لمعادلة التحالفات التي أضرتهم أكثر مما شكلت دافعاً لهم للحصول على مكاسب تخص إقليم كردستان.
ففي السابق وعبر كل الدورات البرلمانية الماضية، كان الكرد بيضة القبان في تشكيل الحكومات العراقية، حيث كانت لا تتشكل قبل أن يحسم الكرد حقوقهم القومية فيها كجزء من مقتضيات الشراكة مع بغداد. لكن الوضع اختلف بعد الانتخابات الأخيرة التي أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، حيث تحالف الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عبر ما سمي تحالف «إنقاذ وطن»، بينما تحالف الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافل طالباني مع قوى الإطارالتنسيقي. ومع أن تحالف السيادة السني بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي انضم إلى «إنقاذ وطن»، لكنه كان ضمن حصة السنة من المناصب الرئاسية وهي رئاسة البرلمان، بينما بقي الشيعة يتصارعون على منصب رئيس الوزراء والكرد على منصب رئيس الجمهورية.
ومع أن الأطراف العراقية كلها لم تتمكن من حسم ملفي رئاسة الجمهورية والوزراء رغم مرور ثمانية أشهر على إجراء الانتخابات، فإن انسحاب التيار الصدري المفاجئ أحدث تغييرات كبيرة في المقاعد والأوزان الانتخابية وأجهض خريطة التحالفات. وفي ظل قلق متصاعد من غضب جماهيري يمكن أن يتحول الى مظاهرات تعيد مشهد احتجاجات عام 2019، فإن نزول الصدريين إلى الشارع بدءاً من صلاة الجمعة المقبلة، بات يشكل عوامل ضغط على الإطار التنسيقي الذي ارتفعت مقاعده بعد انسحاب الصدر من البرلمان، لكنه وقع في أزمة أكبر، وهي احتمال مواجهة الصدر في الشارع، لا سيما في محافظات الوسط والجنوب الشيعية.
وحيال هذا المشهد الملتبس، فقد أعلنت قوى الإطار التنسيقي أنها سوف تبدأ بعد عطلة العيد في إجراءات تشكيل الحكومة واستئناف جلسات البرلمان بعد انتهاء العطلة التشريعية. لكن طبقاً لما يدور من معلومات خلف الكواليس، فإن قوى الإطار التنسيقي التي باتت تضغط على الكرد باتجاه حسم مرشحهم لرئاسة الجمهورية لكي يتفرغوا لرئاسة الوزراء، لكن الكرد وكونهم كانوا منخرطين في تحالف طولي مع الشيعة عبر التيار الصدري (الحزب الديمقراطي) والإطار التنسيقي (الاتحاد الوطني)، فإنهم جعلوا منصب الرئيس جزءاً من إشكالية اختيار رئيس للوزراء. ورغم أن الكرد لا يستطيعون التدخل في اختيار الشخصية الشيعية التي تكلف بتشكيل الحكومة، فإن الشيعة يستطيعون التحكم في من يصل إلى منصب رئيس الجمهورية كون أن المنصب يحتاج إلى ثلثي أعضاء البرلمان، بينما منصب رئيس الوزراء يمكن أن يمضي بأغلبية بسيطة (50 + 1) من عدد أعضاء البرلمان.
وحيال هذه النقطة، فإن الشيعة باتوا يضغطون على الكرد للدخول بمرشحين اثنين وفقاً لسيناريو 2018 لكي يحسم الشيعة أمرهم في اختيار شخص رئيس الوزراء من بين عدة أسماء يجري تداولها وسط خلافات لا تزال عميقة، بينما لا يحبذ الحزب الديمقراطي الكردستاني الدخول في سيناريو 2018 لقناعته بأن الكفة سوف تميل لصالح مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني الرئيس الحالي برهم صالح في تبوؤ منصب رئاسة الجمهورية لدورة ثانية. ومع أن عقدة رئيس الجمهورية يمكن أن تمضي دون تأخير هذه المرة، فإن الخلاف الشيعي - الشيعي لا يزال كبيراً بشأن المرشح لمنصب رئيس الوزراء، خصوصاً في ظل الفيتو الذي يضعه الصدر على بعض الأسماء المرشحة، وفي مقدمتهم زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي الذي يعد أحد أبرز خصوم مقتدى الصدر.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

الخارجية الفلسطينية: قرار إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب الجرائم

قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)
قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)
TT

الخارجية الفلسطينية: قرار إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب الجرائم

قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)
قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الجمعة، إن قرار إسرائيل إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم.

وأضافت الخارجية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أنها تنظر بخطورة بالغة لقرار وزير الدفاع الإسرائيلي إلغاء الاعتقال الإداري بحق المستوطنين «الذين يرتكبون جرائم وانتهاكات ضد المواطنين الفلسطينيين، علماً بأن عدد الذين تم اعتقالهم قليل جداً، وعلى مبدأ اعتقالات شكلية بنمط الباب الدوار».

ورأت الوزارة أن هذا القرار يشجع المستوطنين المتطرفين «على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، ويعطيهم شعوراً إضافياً بالحصانة والحماية».

وطالبت الخارجية الفلسطينية «بتحرك دولي فاعل للجم إرهاب ميليشيات المستوطنين، ووضع حد لإفلاتهم المستمر من العقاب، وحماية شعبنا من تغول الاحتلال».

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أنه قرر إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة.

وقال كاتس في بيان إنه قرر «وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، في واقع تتعرض فيه المستوطنات اليهودية هناك لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، ويتم اتخاذ عقوبات دولية غير مبررة ضد المستوطنين».

وأضاف: «ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ خطوة خطيرة من هذا النوع ضد سكان المستوطنات»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».