«الرئاسي» الليبي يؤكد حرصه على إنهاء المرحلة الانتقالية

قذاف الدم ينفي تورط أنصار النظام السابق في حرق مقر البرلمان

رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي يلتقي أعضاء «تنسيقية مرشحي نواب 2022» (المجلس الرئاسي)
رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي يلتقي أعضاء «تنسيقية مرشحي نواب 2022» (المجلس الرئاسي)
TT

«الرئاسي» الليبي يؤكد حرصه على إنهاء المرحلة الانتقالية

رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي يلتقي أعضاء «تنسيقية مرشحي نواب 2022» (المجلس الرئاسي)
رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي يلتقي أعضاء «تنسيقية مرشحي نواب 2022» (المجلس الرئاسي)

أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي حرصه مجدداً على إنهاء المراحل الانتقالية، بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية «حرة ونزيهة». بينما اتفق رئيسا الحكومتين المتنازعتين على السلطة في البلاد على تحديد أيام العطلة الرسمية لعطلة عيد الأضحى.
وفى مرسومين مختلفين، وإن حملا تقريباً نفس العبارات ومضمونها، أصدر فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية والمكلف من مجلس النواب، قراراً بتحديد أيام العطلة الرسمية للمؤسسات والهيئات العامة 4 أيام اعتباراً من أمس، على أن تنتهي الاثنين المُقبل، تزامناً مع إصدار عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة قراراً مماثلاً.
وبينما يمارس باشاغا عمله مؤقتاً من مدينة سرت بعدما عجز عن دخول طرابلس لتسلم السلطة، يواصل الدبيبة من العاصمة عمله وتمسكه بالبقاء في منصبه كرئيس للحكومة التي نتجت عن «ملتقى الحوار السياسي» بجنيف الذي رعته بعثة الأمم المتحدة العام الماضي.
في غضون ذلك، استغل المنفي لقاءه في طرابلس مساء أول من أمس، أعضاء تنسيقية مرشحي الانتخابات البرلمانية، لتأكيد أهمية تضافر كل الجهود لحل الأزمة السياسية الراهنة، واستمرار عمل المجلس لتقريب وجهات النظر بين أطرافها.
وحدد المنفي سُبل دفع العملية السياسية من خلال تأكيد إجراء الاستحقاقات الانتخابية، وفق إطار قانوني تتفق عليه كل الأطراف، وذلك تلبيةً لمطالب أبناء الشعب الليبي.
بدوره، قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إن رؤساء وممثلي 16 حزباً سياسياً، ومجلس خبراء برقة، ورؤساء وممثلي عدد من مؤسسات المجتمع المدني، طالبوه لدى لقائه معهم في مدينة القبة مساء أول من أمس، باعتماد النظام الاتحادي في مسودة الدستور القادمة كحل ضامن للمحافظة على وحدة ليبيا من خلال تحقيق العدالة والمساواة بين الليبيين كافة في الأقاليم التاريخية الثلاثة لليبيا.
وأوضح أن الاجتماع ناقش تطورات الأوضاع السياسية في البلاد، وما توصل إليه مجلس النواب حيال تعديل مسودة الدستور للاستفتاء عليه من الشعب الليبي خلال اجتماعات القاهرة واجتماع جنيف الأخير.
ونقل عن أعضاء الوفد إعرابهم عن إدانتهم لأعمال التخريب والنهب والحرق التي تعرض لها مقر مجلس النواب في مدينة طبرق، واستنكارهم أي عمل يهدف للعبث بالممتلكات العامة والخاصة، الأمر الذي تجرّمه القوانين والأعراف كافة.
وواصل صالح الإعلان عن حصوله على تأييد شعبي وقبائلي في شرق البلاد، حيث قال بيان المتحدث الرسمي باسم المجلس عبد الله بليحق، إن أعيان ومشايخ وشباب برقة عبّروا خلال اجتماعهم مع صالح أيضاً مساء أول من أمس، عن إدانتهم واستنكارهم لأعمال الاعتداء على مقر مجلس النواب في مدينة طبرق.
كما أكدوا ترحيب مدينة طبرق ومدن برقة كافة بمجلس النواب كونه السلطة الشرعية، مؤكدين حق التظاهر السلمي للجميع من دون المساس بمُقدرات الشعب الليبي العامة والخاصة، وحق المواطنين في المُطالبة بحقوقهم المشروعة في تحسين الأوضاع المعيشية وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وحسب بليحق، ثمّن الحاضرون «مجهودات» صالح في الحفاظ على وحدة ليبيا، و«دفاعه عن حقوقهم في ظل المركزية المقيتة، وجهوده في تحقيق العدالة بين الليبيين على حد سواء دون إقصاء أو تهميش»، كما ثمّنوا «مجهوداته ومواقفه الراسخة طيلة هذه السنوات ووقوفه في وجه جميع المؤامرات الداخلية والخارجية»، وطالبوه بمواصلة مجهوداته في الحفاظ على الوطن.
من جهة أخرى، نفى أحمد قذاف الدم، أحد كبار مسؤولي نظام العقيد الراحل معمر القذافي، تورط أنصار النظام السابق في عملية اقتحام مقر مجلس النواب مؤخراً بمدينة طبرق بأقصى شرق البلاد، واستبعد في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، أن يكون لأنصار النظام السابق أي صلة بما حدث في طبرق.
وبعدما قال إن المؤتمرات الشعبية (العمود الفقري للنظام السابق) يمكن أن تحل أزمة ليبيا، لفت إلى أن هدف «جبهة النضال»، التي يعد مسؤولها السياسي، هو «إنقاذ ليبيا من التدخلات الأجنبية لتعود كما كانت عليه». ورأى أن «المؤامرة على البلاد لا تفرق بين ليبي وليبي»، وقال: «لدينا من القدرات والكفاءات ما يؤهلنا للجلوس والتفاهم جميعاً».
وفي تطور مفاجئ، تعرض حساب المفوضية العليا للانتخابات على موقع «تويتر» لاختراق مفاجئ مساء أول من أمس، دام بضع ساعات، هو الأحدث من نوعه. واختفى الاسم الموثّق للمفوضية عبر حسابها الرسمي ليحل بدلاً منه اسم شركة لخدمات الإنترنت، من دون أي تفسير رسمي.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

روسيا تركّز على ليبيا لتحقيق طموحاتها بعد سقوط حليفها الأسد

طائرة عسكرية روسية تقترب من قاعدة حميميم الجوية على ساحل اللاذقية بسوريا في 14 ديسمبر 2024 (رويترز)
طائرة عسكرية روسية تقترب من قاعدة حميميم الجوية على ساحل اللاذقية بسوريا في 14 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

روسيا تركّز على ليبيا لتحقيق طموحاتها بعد سقوط حليفها الأسد

طائرة عسكرية روسية تقترب من قاعدة حميميم الجوية على ساحل اللاذقية بسوريا في 14 ديسمبر 2024 (رويترز)
طائرة عسكرية روسية تقترب من قاعدة حميميم الجوية على ساحل اللاذقية بسوريا في 14 ديسمبر 2024 (رويترز)

أدى سقوط بشار الأسد في سوريا إلى عرقلة مشاريع روسيا في أفريقيا، وأرغمها على البحث عن نقطة إسناد بديلة في حوض البحر المتوسط، متطلعة في هذا السياق إلى ليبيا، حسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ولموسكو الحليفة للأسد ودمشق منذ أعوام طويلة، ميناء عسكري وقاعدة جوية على الساحل السوري، ما يسهّل عملياتها في المتوسط والشرق الأوسط ووسط أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، غير أن إطاحة الأسد بعد ربع قرن في الحكم، عرّضت هذا الحضور للخطر.

وسعى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع إلى طمأنة روسيا، واصفاً إياها بأنّها دولة «مهمّة»، وقال: «لا نريد أن تخرج روسيا من سوريا بالشكل الذي يهواه البعض».

لكن في ظل عدم وضوح التشكيل السياسي في سوريا الجديدة، باتت موسكو مضطرة لبدء تراجع استراتيجي نحو ليبيا حيث يوجد مرتزقة روس.

ويقول جلال حرشاوي، الباحث في المعهد البريطاني «رويال يونايتد سرفيسز»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ ذلك يهدف «على وجه الخصوص للحفاظ على المهمات الروسية القائمة في أفريقيا»، مضيفاً أنّه «رد فعل لحفظ الذات» من جانب موسكو الحريصة على «التخفيف من تآكل موقعها في سوريا».

في مايو (أيار) 2024، كشف اتحاد التحقيقات السويسري «All Eyes On Wagner» (كل العيون على فاغنر) الوجود أو الأنشطة الروسية في نحو 10 مواقع ليبية، من بينها ميناء طبرق، حيث وصلت معدّات عسكرية في فبراير (شباط) وأبريل (نيسان).

وكان عديد القوات الروسية في فبراير 2024 يناهز 800 عنصر، وارتفع إلى 1800 في مايو من العام نفسه.

مقاتلون من مرتزقة «فاغنر» الروسية في مدينة روستوف أون دون بروسيا في 24 يونيو 2023 (رويترز)

رجال ومعدّات

في 18 ديسمبر (كانون الأول)، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، بأنّه تمّ نقل رادارات وأنظمة دفاع جوي روسية من بينها «إس - 300» و«إس-400» من سوريا إلى ليبيا، مستندةً في ذلك إلى مسؤولين ليبيين وأميركيين.

وفي هذا الإطار، يؤكد جلال حرشاوي أنّه منذ سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر، «تم نقل كمية كبيرة من الموارد العسكرية الروسية إلى ليبيا من بيلاروسيا وروسيا»، مشيراً في الوقت نفسه إلى إرسال مقاتلين.

من جانبها، أفادت الاستخبارات الأوكرانية في الثالث من يناير (كانون الثاني) بأنّ موسكو تخطّط لـ«استخدام سفينتي الشحن (سبارتا) و(سبارتا 2) لنقل معدات عسكرية وأسلحة».

ويقول الخبير في المجلس الأطلسي في واشنطن عماد الدين بادي إنّ هذا التحوّل لا ينبع من تغيير قسري بسيط للحليف الإقليمي، بل من البحث عن «الاستمرارية»، مؤكداً أنّها خطوة «تؤكد أهمية ليبيا بوصفها... عنصراً في استراتيجية طويلة الأمد».

وأكد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو أنّ موسكو تنقل «موارد من قاعدتها السورية في طرطوس باتجاه ليبيا».

جندي روسي على مركبة قتالية للمشاة ضمن قافلة عسكرية روسية تتجه نحو قاعدة حميميم الجوية على الساحل السوري في اللاذقية بسوريا (رويترز - أرشيفية)

«الوجود الروسي أكثر وضوحاً»

لن يتمتّع الكرملين في ليبيا بالأريحية نفسها التي كانت متوافرة في سوريا في عهد الأسد. فبحسب أولف لايسينغ المسؤول عن برنامج الساحل في مؤسسة «كونراد أديناور»، فإنّ سوريا «كانت ملائمة على الصعيد العملي... كانت صندوقاً أسود من دون دبلوماسيين أو صحافيين أجانب. (الروس) فعلوا إجمالاً ما أرادوه».

ويضيف: «في ليبيا، سيكون الوضع أكثر تعقيداً بكثير. من الصعب الحفاظ على الأسرار هناك كما أنّ الوجود الروسي سيكون أكثر وضوحاً».

إضافة إلى ذلك، سيتعيّن على موسكو التعامل مع قوى أخرى، من بينها تركيا حليفة حكومة الوفاق الوطني، كما ستكون حريصة على عدم تعريض مستقبلها للخطر إذا ساءت الأمور بالنسبة إليها.

ويقول لايسينغ: «لذلك، هناك بلا شك حدود لما يمكن لروسيا أن تفعله في ليبيا».