«باتمان حلوان»... من «الترند» إلى قبضة الداخلية المصرية

تدوينات اجتذبت مشاركين وأثارت هواجس أمنية

أحد التصميمات الدعائية لتدوينات باتمان في حلوان (فيسبوك)
أحد التصميمات الدعائية لتدوينات باتمان في حلوان (فيسبوك)
TT

«باتمان حلوان»... من «الترند» إلى قبضة الداخلية المصرية

أحد التصميمات الدعائية لتدوينات باتمان في حلوان (فيسبوك)
أحد التصميمات الدعائية لتدوينات باتمان في حلوان (فيسبوك)

من فضاء الترندات إلى غرف التحقيقات انتقل بصورة مفاجئة التفاعل مع هاشتاغ يحمل اسم «باتمان في حلوان» بعد رواج واسع بين المصريين.
ورغم انطلاقته الساخرة والصارخة بالتناقض الذي جمع اسم الشخصية الهوليوودية الشهيرة «باتمان» مع أحد أحياء جنوب العاصمة المصرية، فإن انحناءة مفاجئة لمسار الهزل، أطاحت، اليوم بـ4 أشخاص نسبت لهم الأجهزة الأمنية ارتكاب مخالفات من بينها «استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في الدعوة لتجمع بين مجموعة للأشخاص للتشاجر».
وبدأت الدعوة بمنشور متداول بين عدد من المستخدمين لموقعي «فيسبوك» و«تويتر» قدّم للمتابعين خلفية تاريخية عن تنافس محموم بين مجموعة أشخاص يدعي كل منهم أنه «بات مان».
وعلى طريقة منافسات الشعراء في أسواق عكاظ، وربما فتوات الحواري الشعبية في روايات الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ، طرح مروجو الهاشتاغ، أن يلتقي كل مدعٍ - وفق روايتهم - بأنه باتمان في موعد بعينه في مدينة حلوان (جنوب القاهرة)، لخوض شجار، يكون المنتصر فيه هو الأحق باللقب المنحول أصلاً من شخصية الرجل الوطواط (باتمان).
https://www.facebook.com/watch/?v=553409486267118
على أي حال فقد وجدت تلك التدوينات فراغاً ومساحة وغالباً رغبة في السخرية لدى المصريين، وكلها عوامل عبّدت الطريق لانتشارها، حتى بات هاشتاغ #باتمان_في_حلوان من بين الأكثر تداولاً في البلاد.
ودخل فنانون عبر حساباتهم الرسمية على خط ذاك التحدي، وساهمت حسابتهم ذات المتابعات المليونية في إزكاء الدعوة إلى «معركة باتمان الحقيقي».
https://www.facebook.com/photo?fbid=492732122654577&set=a.167180041876455

https://www.facebook.com/SayedRagaabOfficial/posts/pfbid04YHpZ1KLcFQ32XPM4A7aCdT3BGbDtDmep44SW2CwkBPLL9tHZxScWBqgsgo7FCAil
ودخلت وزارة الداخلية المصرية، أمس، على خط الهاتشاغ المتصاعد منطلقة من هاجس أمني مثلته الدعوة التي تضمنت دعوة المشاركين إلى «ارتداء زي تنكري والتجمع بتاريخ 13 أغسطس (آب) المقبل أمام محطة مترو الأنفاق بحلوان بغرض التشاجر للتنافس بينهم وتحديد الفائز بلقب أطلقه القائمون على تلك الفعالية».
وأفاد بيان بثته مواقع إلكترونية مصرية، أمس، نقلاً عن الداخلية أن «الأجهزة الأمنية تمكنت من تحديد وضبط 4 أشخاص قائمين على إطلاق تلك الدعوة وإنشاء الصفحات التي تم من خلالها الترويج لتلك الفعالية على مواقع التواصل الاجتماعي».
وقال البيان إنه «تبين قيامهم (الأشخاص الأربعة) باستغلال التفاعل من قبل عدد من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي مع الدعوة وقيامهم بتدشين مجموعة إلكترونية للترويج للتجمع المشار إليه واستغلال حجم التفاعل عليه ومتابعة تطورها وازدياد أعضائها لرغبتهم في استغلالها في تحقيق مكاسب مادية من خلال جذب الإعلانات والمواد التجارية الدعائية، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم».
وقبيل إعلان الداخلية عن ضبط الأربعة الذين قالت إنهم مسؤولون عن تلك الدعوة، حذرت شخصيات عامة وإعلاميون من تلك الدعوة، ومن هؤلاء النائب في مجلس الشيوخ المصري، محمود بكري، والذي كتب تدوينة مطولة، قبل أيام، عبَر فيها عن اعتقاده بأن تلك الفكرة «سلوك مريب»، وأضاف: «حتى الآن لم يعرف أحد من وراء إطلاق هذه الفكرة السخيفة؟... ولا من الذي عمل على ترويجها ونشرها على هذا النطاق الواسع؟».
https://www.facebook.com/SenatorMahmoudBakry/posts/pfbid02aJntQXP9vtDhu7sbdtbHbe566aA8DkFo3QAD27rZmrH7nbZBqeXTpXqGBRXs8sPfl


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
TT

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

أثار عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، حفيظة وغضب أنصار نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وعدد من أطياف المجتمع الراغبين في السلطة، بعدما تعهّد «بعدم إعادتهم إلى حكم البلاد مرة ثانية».

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

وكان الدبيبة يلقي كلمة أمام فعاليات ختام «ملتقى شباب ليبيا الجامع» في مصراتة، مساء السبت، وتطرَّق فيها إلى «الذين يريدون العودة إلى السلطة»، مثل النظام السابق ومؤيدي «الملكية الدستورية»، بالإضافة إلى من يريد «العسكر»، وقال متحدياً: «لن يحكمونا».

ووجّه حديثه لليبيين، وقال: «هناك 4 مكونات هي أسباب المشكلة في ليبيا».

وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الدبيبة انتقادات لاذعة لكل هذه الأطراف مجتمعة، من منطلق أن «الحكم في ليبيا يحدَّد بالدستور وليس بخشم البندقية».

حفتر في لقاء سابق مع عدد من قادة قواته ببنغازي (الجيش الوطني)

ودون أن يذكر أسماء أشخاص، قال: «هناك من يريد الحكم بالسلاح، وآخرون يتخذون من الدين شعاراً ويريدون السلطة، بجانب من يدعون للعودة إليها مرة ثانية؛ سواء الملكية أم نظام القذافي»؛ في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي، وأنصار «الملكية الدستورية» الذين يستهدفون تنصيب الأمير محمد السنوسي ملكاً على البلاد.

واستطرد الدبيبة: «النظام العسكري لن يحكمنا مرة أخرى، ولا تفكروا فيمن تجاوز الثمانين أو التسعين عاماً وما زال يحلم بحكم ليبيا»؛ في إشارة إلى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني.

وخرجت صفحات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موالية للنظام السابق، تنتقد الدبيبة، وتتهم حكمه بـ«الفساد»، رافضة تلميحاته بشأن المشانق التي كانت تُعلَّق بالمدن الرياضية إبان عهد القذافي. وذلك في معرض تعليقه على هتاف مجموعة من الشباب للقذافي، بعد خسارة منتخبهم أمام بنين في تصفيات «أمم أفريقيا».

سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب)

وبجانب انتقاده النظم السابقة، التي قال إنها «تريد العودة لحكم ليبيا»، تطرّق الدبيبة أيضاً إلى من «يستخدمون الشعارات الدينية»، ومن «ينادون بحكم القبيلة».

وتحدّث الدبيبة أمام جموع الشباب في أمور مختلفة؛ من بينها المجموعات المسلَّحة، التي كرر رغبته في «دمجها في مؤسسات الدولة، ومنح عناصرها رواتب»، مذكّراً بأن عماد الطرابلسي «كان زعيم ميليشيا، والآن لديه مسؤوليات لحفظ الأمن والاستقرار بصفته وزيراً للداخلية في حكومتي الشرعية».

وللعلم، أتى الدبيبة إلى السلطة التنفيذية في ليبيا، وفق مخرجات «حوار جنيف» في 5 فبراير (شباط) 2021 بولاية مؤقتة مدتها عام واحد فقط، للإشراف على الانتخابات العامة، لكنه يؤكد عدم تخليه عن السلطة إلا بإجراء انتخابات عامة في البلاد.

محمد السنوسي يتوسط شخصيات ليبية من المنطقة الغربية (حساب محمد السنوسي على «إكس»)

وكثّف الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي لقاءاته بشخصيات ليبية في إسطنبول مؤخراً، ما طرح عدداً من الأسئلة حينها حول هدف الرجل المقيم في بريطانيا من مشاوراته الكثيرة مع أطياف سياسية واجتماعية مختلفة.

ومحمد الحسن هو نجل الرضا السنوسي، الذي عيَّنه الملك إدريس السنوسي ولياً للعهد في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1956، وتُوفي في 28 من أبريل (نيسان) 1992.

ولوحظ أن السنوسي، الذي لم يزرْ ليبيا منذ كان صبياً، يكثّف لقاءاته في الخارج بشخصيات ليبية مختلفة، بعضها ينتمي لقبائل من المنطقة الغربية، بالإضافة إلى الأمازيغ والطوارق؛ وذلك بهدف «إنجاح المساعي نحو حوار وطني شامل، تحت مظلة الشرعية الملكية الدستورية».

ولا تزال شروط الترشح لمنصب الرئيس في ليبيا عائقاً أمام التوافق بشأن القوانين اللازمة للاستحقاق المؤجل، في ظل وجود معارضة بشكل كامل لترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، والذين عليهم أحكام جنائية لهذا المنصب.