اتهامات لعناصر حوثية بارتكاب جرائم في 5 محافظات

جانب من مظاهرة حاشدة في تعز خلال شهر مايو تطالب برفع الحصار الحوثي عن المحافظة (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرة حاشدة في تعز خلال شهر مايو تطالب برفع الحصار الحوثي عن المحافظة (أ.ف.ب)
TT

اتهامات لعناصر حوثية بارتكاب جرائم في 5 محافظات

جانب من مظاهرة حاشدة في تعز خلال شهر مايو تطالب برفع الحصار الحوثي عن المحافظة (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرة حاشدة في تعز خلال شهر مايو تطالب برفع الحصار الحوثي عن المحافظة (أ.ف.ب)

رصدت مصادر يمنية تصعيداً جديداً من قبل الميليشيات الحوثية خلال الفترة القليلة الماضية ضد السكان في صنعاء العاصمة ومحافظات ذمار وتعز وريمة والضالع.
وأفادت المصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن مسلحي الجماعة ارتكبوا خلال الأسابيع القليلة المنصرمة العشرات من جرائم القتل والاختطاف والاعتقال بحق المواطنين من مختلف الأعمار.
ومن بين جرائم الانقلابيين الأخيرة، قيام مشرف حوثي بمنطقة عتمة في محافظة ذمار ويدعى محمد مفلح ويكنى بـ«أبو خطاب» بقتل المواطن محمد أحمد جعرة بدم بارد أمام أولاده بمنطقة الحرف.
ووفق تأكيد مصادر محلية في ذمار لـ«الشرق الأوسط»، نفذ القيادي الحوثي جريمته تلك بحق المواطن بعد أن فرض عليه وأسرته حصاراً مطبقاً داخل منزله لمدة 3 أيام.
وسبق تلك الواقعة بأسبوع ارتكاب قيادي حوثي آخر في مديرية كسمة بمحافظة ريمة ويكنى «أبو هجرس»، جريمة قتل مماثلة بحق مواطن يدعى محمد عبده الجديعي.
وذكرت مصادر حقوقية في ريمة أن المواطن الجديعي كان برفقة القيادي الانقلابي قبل أن يقوم الأخير بقتله ورمي جثته على قارعة الطريق في إحدى قرى ذات المديرية.
وتواصلاً لمسلسل الإجرام الحوثي بحق المدنيين، أفادت مصادر محلية في محافظة تعز (256 كلم جنوب صنعاء) بمقتل طفل أمام أسرته بمدينة ماوية في المحافظة ذاتها برصاص قيادي حوثي.
وذكرت مصادر مطلعة في تعز أن قيادياً انقلابياً يدعى عصام حسن المحرابي أقدم مطلع مايو (أيار) الماضي، على قتل الشاب محمد المهاجري (17 عاماً) على خلفية اتهامه لشقيق المجني عليه بقتل أحد أقربائه.
وتتهم أسرة الطفل المجني عليه - وفق المصادر - المدعو المحرابي بمواصلة اختطاف نجلها الآخر وإيداعه منذ أزيد من 7 أشهر بأحد سجون الجماعة الواقعة في مدينة الصالح بمنطقة الحوبان وسط المدينة.
وسبق ذلك بأيام وتحديداً في 29 أبريل (نيسان) المنصرم، قيام مشرف انقلابي ينتحل صفة مسؤول قسم شرطة بمديرية السبرة بمحافظة إب بإعدام السجين مازن محمد العماري داخل سجن «أدمات»، بذات المديرية بحسب تقارير محلية.
ورصدت تقارير حقوقية في محافظة إب خلال الأسابيع القليلة الماضية عدداً من جرائم القتل الحوثية بحق مواطنين، إلى جانب رصدها جرائم اختطاف واعتقال وتعذيب واعتداء، تمثل أخيرها في قيام مشرف حوثي يدعى محمد ضيف الله القادري، وينتحل صفة نائب مدير المركز التعليمي بمديرية النادرة (شرق إب) بالاعتداء بالضرب المبرح على طفل في إحدى القاعات لحظة إقامة فعالية حوثية.
وفي محافظة الضالع (245 كلم جنوب صنعاء)، تعرضت امرأة بمنطقة العود الواقعة تحت سيطرة الجماعة لإصابات متفاوتة نتيجة تعرضها للاعتداء والضرب على يد مشرف حوثي ومرافقيه.
وأفادت مصادر محلية بأن المرأة وتدعى زرعة اليزيدي تعرضت للضرب العنيف حتى أغمي عليها من قبل القيادي الحوثي على خلفية محاولة الأخير تنفيذ حكم قضائي غير بات في قضية أرض لا تزال منظورة أمام القضاء. ولفتت المصادر إلى أن العناصر الحوثية تركوا المجني عليها مرمية على الأرض بعد الاعتداء عليها بالضرب مانعة المواطنين من إسعافها.
وكان مصدر حوثي اعترف بتلقي مكتب مجلس حكم الانقلاب أكثر من 40 ألف شكوى من فساد عناصر الميليشيات وانتهاكاتهم وجرائمهم بحق المدنيين بالمناطق الخاضعة لها خلال ستة أشهر.
إلى ذلك كشفت إحصاءات حقوقية محلية في وقت سابق عن مقتل العشرات من المدنيين على أيدي مسلحين ومشرفين حوثيين بعدة مناطق تحت سيطرة الجماعة.
ويقول سكان في مدن السيطرة الحوثية إنهم «باتوا يخشون على حياتهم من التعرض إما للقتل أو الاعتداء، وهي معاناة جديدة تضاف إلى معاناتهم جراء تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار وانعدام أبسط الخدمات وتوسع رقعة الفقر والجوع.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.