قاضية مقربة من الرئيس اللبناني أمام المجلس التأديبي بتهمة «ارتكاب تجاوزات»

الرئيس اللبناني ميشال عون (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس اللبناني ميشال عون (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

قاضية مقربة من الرئيس اللبناني أمام المجلس التأديبي بتهمة «ارتكاب تجاوزات»

الرئيس اللبناني ميشال عون (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس اللبناني ميشال عون (أرشيفية - أ.ف.ب)

خضعت المدعية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، لاستجواب مطول قبل ظهر اليوم الأربعاء، أمام رئيس المجلس التأديبي للقضاة القاضي جمال الحجار، ومثلت أمامه بحضور وكيل الدفاع عنها.
وقال مصدر قضائي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، إن عون «مثلت كمدعى عليها بارتكاب الكثير من المخالفات والتجاوزات في عدد من الملفات المفتوحة أمامها، وبناء على شكاوى مقدمة ضدها من متضررين، وأيضاً بناء على توصية من هيئة التفتيش القضائي بعد إدلائها بتصريحات ومواقف سياسية لوسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، من دون موافقة وزير العدل أو مجلس القضاء الأعلى».
وأوضح المصدر القضائي أن الحجار استجوب عون «بصفته مقرراً في المجلس التأديبي على أن يرفع تقريره إلى المجلس في الأيام المقبلة لمناقشته وإصدار العقوبة بحقها وفق توصية يصدرها بناء على إفادتها وبعد تقديم وكيلها مرافعة في معرض الدفاع عنها ودحض التهم المنسوبة إليها». وقال المصدر القضائي: «يحق للقاضية المُدعى عليها أن تستأنف قرار المجلس التأديبي أمام الهيئة الأعلى للتأديب التي يرأسها رئيس مجلس القضاء الأعلى إذا جرت إدانتها ووجدت العقوبة قاسية وظالمة، كما يحق لهيئة التفتيش القضائي أن تستأنف القرار إذا تقرر تبرئة هذه القاضية أو في حال وجدت أن العقوبة مخففة».
وحضرت القاضية عون للاستجواب في الطبقة الرابعة في قصر العدل، ولم يرافقها أحد من القضاة لمؤازرتها، رغم أنها ناشدت زملاءها مرات عدة لمواكبتها ودعمها باعتبار أنها تخوض «معركة محاربة الفساد» ومعركة تحرير القضاة من هيمنة السلطة السياسية.
وتتهم القاضية غادة عون المدعومة من رئيس الجمهورية ميشال عون، بأنها تتعمد فتح ملفات قضائية والشروع بملاحقات تطال شخصيات على خلاف مع «العهد» ومع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وفي مقدمهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وكبار المصارف اللبنانية، في حين تجاهلت الدعوى التي قدمت أمامها بحق «القرض الحسن» التابع لـ«حزب الله» ولم تحرك ساكناً تجاه هذا الملف، كما أن القاضية المذكورة ترفض بالمطلق تبلغ دعاوى ردها وكف يدها عن الملفات المالية، وتمعن بإجراءاتها متخطية قانون أصول المحاكمات الجزائية، وتتجاهل قرار النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات الذي عزلها عن التحقيق بالقضايا المالية.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

فیفیان حداد (بيروت)
المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

مصر تفرض شروطاً جديدة لدخول السودانيين

لاجئون سودانيون يحملون أمتعتهم بعد عبورهم إلى مصر (إ.ب.أ)
لاجئون سودانيون يحملون أمتعتهم بعد عبورهم إلى مصر (إ.ب.أ)
TT

مصر تفرض شروطاً جديدة لدخول السودانيين

لاجئون سودانيون يحملون أمتعتهم بعد عبورهم إلى مصر (إ.ب.أ)
لاجئون سودانيون يحملون أمتعتهم بعد عبورهم إلى مصر (إ.ب.أ)

أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد بأن مصر وضعت سياسة جديدة تطالب بمقتضاها جميع السودانيين بالحصول على تأشيرات قبل دخول البلاد، وذلك بعد اكتشاف «أنشطة غير مشروعة»، منها إصدار تأشيرات مزورة. وأضاف أبو زيد أن أكثر من 200 ألف سوداني دخلوا مصر، منذ اندلاع الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في 15 أبريل (نيسان) الماضي.

وأتاحت مصر، منذ ذلك الوقت، دخول السودانيين ممن تقل أعمارهم عن 16 عاماً، ومن هم أكبر من 56 عاماً، دون تأشيرة مسبقة.


العراق... المادة 14 تعرقل إقرار الموازنة و«الديمقراطي الكردستاني» يكسب الجولة الأولى

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من ترؤس محمد الحلبوسي جلسة حول الموازنة العامة الجمعة
صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من ترؤس محمد الحلبوسي جلسة حول الموازنة العامة الجمعة
TT

العراق... المادة 14 تعرقل إقرار الموازنة و«الديمقراطي الكردستاني» يكسب الجولة الأولى

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من ترؤس محمد الحلبوسي جلسة حول الموازنة العامة الجمعة
صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من ترؤس محمد الحلبوسي جلسة حول الموازنة العامة الجمعة

صعّد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني من موقفه حيال المواد الخلافية في مشروع قانون الموازنة المالية للعراق للسنوات الثلاث المقبلة، بينما صوَّت البرلمان العراقي على مدى جلستين مطولتين طوال اليومين الماضيين على نحو 20 مادة من مواد القانون بمن في ذلك حذف بعض المواد وإضافة أخرى، لكن المادة 14 التي تتعلق بنفط إقليم كردستان لا تزال عالقة.

وأعلن النائب الثاني لرئيس البرلمان شاخوان عبد الله عن الحزب الديمقراطي الكردستاني السبت أن حزبه لن يسمح بتمرير المادة الرابعة عشرة من قانون الموازنة. وفي المقابل، رفض الحزب الديمقراطي الكردستاني المهلة التي حددتها بغداد للتفاوض معه بشأن مستحقات الإقليم.

وقالت رئيسة كتلة الديمقراطي الكردستاني في البرلمان العراقي فيان صبري في تصريح صحافي إن «أبرز الخلافات على فقرة إذا كانت هناك خلافات بين الاتحاد والإقليم حول الالتزامات هم يريدون في هذه الحالة إعطاء مهلة الـ15 يوماً وبعدها يقطعون مستحقات الإقليم».

وأضافت: «نحن مع إنه في حالة الخلاف بين الاتحاد والإقليم تقوم لجنة مشتركة في ثلاثين يوماً بكتابة تقرير ويحال إلى رئيس وزراء الحكومة الاتحادية ليتخذ القرار الصحيح».

ولم يتمكن البرلمان العراقي على مدى جلستين مطولتين من استكمال التصويت على كل مواد المنازلة بسبب الدخول بين الحين والآخر، في جدل سياسي بين مختلف الأطراف، إن كان على مستوى مواد معينة يجري الخلاف حول حذفها ـ أو إضافتها، فضلاً عن استمرار الخلافات مع إقليم كردستان وبالذات الحزب الديمقراطي الكردستاني بشأن بعض المواد التي يتم القفز عليها على أمل حسمها سياسياً، في محاولة لتجنب تصاعد الخلافات السياسية التي قد تؤثر على مسار التوافق بين القوى السياسية، لا سيما التي تشكل ائتلاف إدارة الدولة ومن بينها الحزب الديمقراطي.

وحتى مع استئناف جلسات البرلمان لمواصلة عملية التصويت على ما تبقى من مواد المنازلة فإن المؤشرات كلها تذهب إلى الاستمرار في الحوارات السياسية لحسم الخلاف بشأن المادة 14 وهي المعرقل الأكبر بعد أن تمت تسوية الخلافات بشأن المادة 13 التي كانت هي الأخرى مادة خلافية مع «الديمقراطي الكردستاني».

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة حول الموازنة العامة الجمعة

ومع أن الحزب الديمقراطي ينفرد دون باقي الأحزاب الكردية في اتخاذ موقف متصلب حيال ما يعده قضية تتعلق بمستحقات الشعب الكردي فإن القوى الكردية الأخرى لا تشاطره هذا الموقف.

في هذا الصدد، أكدت عضو البرلمان العراقي عن حزب «الجيل الجديد» سروة عبد الواحد في تغريدة لها على «تويتر»: «لن نسمح لحزبي السلطة (في إشارة إلى «الديمقراطي» و«الاتحاد الوطني») بقطع رواتب موظفي الإقليم مرة ثانية»، مشيرة الى أن الحزبين الرئيسيين في الإقليم الديمقراطي والاتحاد «قاما بعد سنوات من فرض الادخار الإجباري على موظفي إقليم كردستان برفع الفقرة المتعلقة بإجبار حكومة الإقليم بإعادة الأموال التي سلبتها من الموظفين»، على حد قولها.

وأضافت النائبة: «نحن نعلم أن الحزبين يتفقان دائماً على أذية المواطن ومعاقبته لكن ما قاما به بعد أن صوتت اللجنة المالية عليه بالأغلبية على إضافة تلك الفقرة يعد أمراً لا أخلاقي ولا إنساني».

حول ما إذا كان التصويت جزئياً على فقرات الموازنة مع تأجيل بعضها الآخر، فإنه وفقاً لخبراء القانون أمر جائز حيث إن النظام الداخلي للبرلمان يتيح له التصويت على بعض فقرات أي قانون وتأجيل بعض الفقرات لحين تعديلها والاتفاق عليها.

غير أن نفاذ القانون بالكامل يكون بعد التصويت على جميع فقرات القانون ثم التصويت عليه بالمجمل.

ويستمر الجدل والمشاورات بشأن بعض الفقرات والمواد الخلافية في المقدمة منها المادة 14 التي تتعلق بإقليم كردستان.

ويتعلق الجدل بشأن هذه المادة بخصوص التعديلات التي أجريت عليها من قبل اللجنة المالية، وهو أمر أثار قضية قانونية وأخرى سياسية. فمن الناحية القانونية فإنه لا يحق للجنة المالية إجراء تعديلات على مواد القانون، التي جاءت من الحكومة لكن من حقها تثبيت ملاحظاتها فيما تتكفل الحكومة إعادة النظر بها.

أما السياسية فتتعلق بكون المادة تخص إقليم كردستان فقد عدتها الكرد وبالذات الحزب الديمقراطي بمثابة استهداف سياسي مقصود، وهو ما لم يتم التوصل إلى حل نهائي له بعد.


قادة شرطة سابقون يحذرون نتنياهو من «الانهيار المتوقع» للجهاز

الشرطة في مواجهة المتظاهرين أمام منزل نتنياهو في القدس في مايو الماضي (رويترز)
الشرطة في مواجهة المتظاهرين أمام منزل نتنياهو في القدس في مايو الماضي (رويترز)
TT

قادة شرطة سابقون يحذرون نتنياهو من «الانهيار المتوقع» للجهاز

الشرطة في مواجهة المتظاهرين أمام منزل نتنياهو في القدس في مايو الماضي (رويترز)
الشرطة في مواجهة المتظاهرين أمام منزل نتنياهو في القدس في مايو الماضي (رويترز)

نشر 6 مفوضين سابقين للشرطة الإسرائيلية، و42 من مديري الشرطة المتقاعدين رسالة مفتوحة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يحذرونه فيها من «الانهيار المتوقع لشرطة إسرائيل».

وهاجم موقعو الرسالة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير باعتبار أنه «ليس هو الحل، بل هو جزء أساسي من المشكلة».

وجاء في الرسالة المفتوحة أن «الوزير بإشغاله هذا المنصب يشكل خطراً مباشراً على أمن دولة إسرائيل».

ومن بين المفوضين الذين وقعوا الرسالة، إساف حيفيتس ودودي كوهين ويوحنان دانينو وموشيه كرادي ورافي بيليد وشلومو أهرونيشكي.

وطرح المفوضون العامون للشرطة سابقاً، وكذلك أصحاب أعلى الرتب ممن تقاعدوا في صفوف الشرطة، حلاً بديلاً لمنع انهيار الشرطة، على حد قولهم، وطلبوا لقاء نتنياهو «من دون حضور الوزير ومن دون مفوض الشرطة الحالي يعقوب شبتاي». كما طلبوا «تقديم مقترحات لتعزيز الشرطة للجميع، والتوسع في عرض العوامل التي أدت إلى الوضع الراهن».

والهجوم على بن غفير مستمر منذ أيام عبر قادة الشرطة السابقين وحتى الحاليين؛ لأنه بالنسبة إليهم «أضعف الشرطة وأضرّ بمهنيتها وقدرتها، ويتدخل في عملها وفي تعيين المسؤولين فيها، ويحاول تحويلها إلى ميليشيا خاصة به».

بن غفير (أ.ف.ب)

وطيلة فترة إشغاله المنصب، هوجم بن غفير بقوة، وكان يرد أن مفتشي الشرطة المعارضين له هم «ضباط فاشلون، اتحدوا معاً لتدمير الشرطة والأمن القومي».

وقبل الهجوم الجماعي، هاجم المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، الوزير المتطرف بن غفير، في محاولة لتبرير التقاعس في مواجهة التصاعد الكبير في جرائم القتل في المجتمع العربي.

وقال شبتاي: «تمارس عليّ ضغوط من أجل تنفيذ تعيينات غير مهنية، وأنا لن أساوم على مهنية المرشحين (لمناصب في الشرطة)، ولن أسمح لجهات خارجية بالتأثير على التعيينات، ولا توجد لدي أي نية للتعاون مع هذه الضغوط مقابل تمديد ولايتي بسنة رابعة».

وأضاف شبتاي: «سأنهي ولايتي في 17 يناير (كانون الثاني) المقبل، وليس لدي أي نية لإبقاء أرض محروقة خلفي».

وانتقد شبتاي إبعاده عن المداولات المتعلقة بميزانية الشرطة، والتلاعب برواتب أفراد الشرطة، وعدم التزام الوزير بن غفير بالوعود التي تم إطلاقها لرفع الرواتب.

وتواجه الشرطة الإسرائيلية اتهامات متزايدة بالتقصير في محاربة الجريمة العربية في إسرائيل. وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو استدعاء «الشاباك» من أجل التصدي للجريمة في المجتمع العربي، وهو ما يشير إلى فشل الشرطة في ذلك.

وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو «يريد تسريع دخول الشاباك على الخط، وأنه سيناقش هذا الأسبوع، مع رونين بار، رئيس الجهاز ورئيس وكالة الأمن القومي تساحي هنغبي، الاستعانة به في التصدي للجريمة في المجتمع العربي».

من أمام منزل نتنياهو في مايو الماضي (أ.ب)

وجاء قرار نتنياهو بعد قتل 5 شبان في «يافة الناصرة» في إسرائيل يوم الخميس الماضي. وقال نتنياهو آنذاك إنه «مصمم على استقدام الشاباك لمساعدة الشرطة الإسرائيلية ضد المجرمين».

ويعاني المجتمع العربي في إسرائيل من ارتفاع مستوى الجريمة والعنف إلى مستويات غير مسبوقة هذا العام. وارتفع عدد القتلى في أوساطه منذ بداية العام الحالي إلى 100، بعد الإعلان عن مقتل شاب آخر صباح السبت.

ويقول المسؤولون العرب: «إن الشرطة غير معنية بكبح جماح منظمات الجريمة المنظمة، وتتجاهل إلى حد كبير العنف، الذي يشمل نزاعات عائلية وحروب عصابات وعنفاً ضد النساء».

وفي الوقت الذي يريد فيه بن غفير مشاركة «الشاباك» في التحقيقات المتعلقة بالجريمة في المجتمع العربي، ويرفض القادة العرب ذلك، يعارض مسؤولون في الجهاز إقحامه في الملف الجنائي، كما تعارض ذلك المستشارة القضائية للحكومة.


العراق... إحياء الذكرى التاسعة لمجزرة معسكر «سبايكر»

صورة وزعها إعلام «الحشد الشعبي العراقي» من مراسم الذكرى التاسعة لضحايا مجزرة سبايكر
صورة وزعها إعلام «الحشد الشعبي العراقي» من مراسم الذكرى التاسعة لضحايا مجزرة سبايكر
TT

العراق... إحياء الذكرى التاسعة لمجزرة معسكر «سبايكر»

صورة وزعها إعلام «الحشد الشعبي العراقي» من مراسم الذكرى التاسعة لضحايا مجزرة سبايكر
صورة وزعها إعلام «الحشد الشعبي العراقي» من مراسم الذكرى التاسعة لضحايا مجزرة سبايكر

تجدد في العراق، اليوم السبت، إحياء الذكرى التاسعة لما بات يعرف بـ«جريمة سبايكر» التي نفذها عناصر «داعش» ضد الجنود والمتطوعين الجدد الخارجين من معسكر سبايكر في محافظة صلاح الدين، في مثل هذا اليوم في عام 2014، الذي شهد صعود تنظيم «داعش» وسيطرته على أجزاء واسعة من محافظات شمال وشرق وغرب البلاد، قبل أن تتمكن القوات الحكومية من دحره بعد نحو 3 سنوات.

وأقيم الحفل في موقع ارتكاب الجريمة على ضفاف نهر دجلة في منطقة القصور الرئاسية بمدينة تكريت التابعة لمحافظة صلاح الدين.

وحضر المحفل التأبيني العشرات من أسر الضحايا إلى جانب بعض النواب والمسؤولين الحكوميين وممثلين عن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب «داعش».

صورة وزعها إعلام «الحشد الشعبي العراقي» من مراسم الذكرى التاسعة لضحايا مجزرة سبايكر

وتزامن ارتكاب المجزرة وقتذاك، مع نجاح «داعش» في السيطرة على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، ثاني أكبر محافظة في البلاد من حيث عدد السكان.

وقال رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، الذي قاد الحرب ضد «داعش» بين الأعوام (2014 - 2017) في تغريدة عبر «تويتر» (اليوم السبت): «اليوم ذكرى الجرح الوطني الأكبر والأخطر، ذكرى سقوط الموصل بيد (داعش) الإرهاب والهمجية».

وأضاف: «لم يكن سقوط الموصل إلا نتيجة لمخططات الأعداء، ونتيجة الفساد ولسوء الإدارة والطائفية والكراهية».

من جانبه، أكد فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب «داعش» (يونيتاد)، (اليوم السبت)، أن جريمة سبايكر «تمثل أكبر عمليات القتل الجماعي الموثقة».

وقالت ممثل الفريق، كنكا موريس، في كلمة خلال المحفل التأبيني، إن «فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة يجري تحقيقاته بشأن هذه الجريمة التي تعد من أكبر عمليات القتل الجماعي الموثقة، والتي راح ضحيتها ما يقارب 2000 شهيد».

صورة وزعها إعلام «الحشد الشعبي العراقي» من مراسم الذكرى التاسعة لضحايا مجزرة سبايكر

وأضافت موريس، أن «الفريق سيقوم بالعمل على جلب الجناة وتقديمهم إلى العدالة، إذ عمل منذ تشكيله على الإطاحة بالجناة».

وأكدت أن «المجتمع الدولي وبموجب القانون الدولي يعد هذه الجرائم من أكبر الجرائم المرتكبة، ومن خلال جمع الأدلة ستتم محاسبة مرتكبي هذه الجريمة وفق المعايير الدولية حتى ولو بعد عقود».

ولفتت إلى أن «الفريق يعمل مع السلطات العراقية لتسليط الضوء على هذه الجرائم والكشف عن مرتكبيها وتقديم نتائج التحقيق إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بشأن هذه الجريمة».

حقائق

ضحايا سبايكر

  • يتراوح بين 1700 - 2000 قتيل
  • أكثر من 900 أسرة قتل أبناؤهم في سبايكر 
  •  أكثر من 500 مفقود 
  • 140 جثة بانتظار فحصها من قبل الطب العدلي

ورغم فداحة جريمة «سبايكر» الذي نفذها عناصر التنظيم الإرهابي، إلا أن الكثير من فصولها لم تحسم بعد، لجهة تحديد جميع العناصر المتورطين بالمجزرة، أو محاسبة القيادات العسكرية العليا التي سمحت بوقوعها جراء إهمالهم وسوء قيادتهم، أو لجهة معرفة أجساد بعض الضحايا والعدد الدقيق لهم (يتراوح بين 1700 - 2000 قتيل)، أو حتى حصول أسر الضحايا على التعويضات التي تقرها القوانين العراقية المخصصة لهذا النوع من الضحايا.

فعلى صعيد الجهات المتورطة بالحادث، تشير جميع أصابع الاتهام إلى تحميل عناصر «داعش» مسؤولية ذلك، وسبق أن أعلنت السلطات العراقية القبض ومحاكمة بعض المتورطين، وهناك من يتهم بعض العشائر الموجودة هناك بالتورط في المجزرة، أما النائب عن حركة «عصائب أهل الحق» حسن سالم، فحمل عائلة الرئيس الراحل صدام حسين، مسؤولية المجزرة، باعتبار أنهم كانوا يقيمون بالقرب من منطقة القصور الرئاسية التي نفذت فيها المجزرة.

وقال سالم وهو رئيس لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين البرلمانية خلال كلمة في المحفل التأبيني، إن «تنظيم (داعش) مجرم وارتكب أبشع الجرائم، لكن هذه الجريمة قد ارتكبت من قبل النفر الضال والمجرم من عشائر تكريت وبالخصوص عشيرة المقبور صدام».

أما على مستوى محاسبة القيادات العسكرية التي أخفقت في حماية جنودها، وتسببت في مقتل العديد منهم، فإن التحقيقات التي أجراها البرلمان لم تسفر عن أي عقوبة، رغم تحميل التقرير وقتذاك رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي باعتباره القائد الأعلى للجيش، إلى جانب بعض القيادات العسكرية الكبرى، لكن نقل معركة التحقيقات من إطارها القانوني إلى الحلبة السياسية لم يحقق أي نتيجة لصالح محاسبة المقصرين.

وتعاني قضية تعويض أسر الضحايا حتى الآن من التلكؤ، حيث أكد رئيس لجنة تخليد مجزرة تكريت، معين الكاظمي (اليوم السبت)، على أن أكثر من 900 أسرة قتل أبناؤهم في سبايكر، موزعين على محافظات النجف والديوانية وبابل وكربلاء، لم يتحصلوا على كامل حقوقهم التي كفلها القانون.

وأكد الكاظمي أن «هناك أكثر من 500 مفقود من شهداء سبايكر ويوجد حالياً 140 من رفات شهداء سبايكر بانتظار فحصها من قبل الطب العدلي، ولا بد لوزارة الصحة أن تسرع في حسم هذا الموضوع».

كان البرلمان العراقي صوت منتصف يوليو (تمور) 2019، على قانون تعويض ضحايا سبايكر.


دمشق تعلن انضمام «مئات» إلى «عملية التسوية» في درعا

صورة الرئيس السوري بشار الأسد في مركز التسوية بقصر الحوريات في درعا (المكتب الصحافي في محافظة درعا)
صورة الرئيس السوري بشار الأسد في مركز التسوية بقصر الحوريات في درعا (المكتب الصحافي في محافظة درعا)
TT

دمشق تعلن انضمام «مئات» إلى «عملية التسوية» في درعا

صورة الرئيس السوري بشار الأسد في مركز التسوية بقصر الحوريات في درعا (المكتب الصحافي في محافظة درعا)
صورة الرئيس السوري بشار الأسد في مركز التسوية بقصر الحوريات في درعا (المكتب الصحافي في محافظة درعا)

أعلنت الحكومة السورية، السبت، أن «عملية التسوية الشاملة» في محافظة درعا، بجنوب البلاد، تواصلت «وفقاً للبنود التي طرحتها الدولة».

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) الحكومية بأن «المئات من أبناء منطقة بصرى بريف درعا توافدوا اليوم للانضمام إلى عملية التسوية الشاملة في مركز قصر الحوريات وسط مدينة درعا».

وأشارت الوكالة إلى أن 2200 مواطن انضموا يوم الخميس إلى «عملية التسوية الشاملة في مركز قصر الحوريات الذي أعادت الجهات المختصة افتتاحه (قبل أسبوع) لتسوية أوضاع المطلوبين والفارين من الخدمة العسكرية».

ويوم الأربعاء أعلنت السلطات السورية أنها بدأت أيضاً باستقبال طلبات الراغبين بتسوية أوضاعهم من أبناء درعا الموجودين خارج سوريا. وقالت محافظة درعا في بيان نشرته وسائل إعلام سورية رسمية إنها ستتلقى الطلبات الخاصة بالمقيمين خارج سوريا في مركز التسوية بقصر الحوريات الذي تتم فيه أيضاً عملية التسوية مع أبناء درعا في الداخل.

استمرار عملية تسوية أوضاع المطلوبين والفارين من الخدمة العسكرية في مركز قصر الحوريات بمدينة درعا (المكتب الصحافي في محافظة درعا)

إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن ميليشيات تابعة لإيران جنّدت نحو 3500 رجل وشاب شرق حلب، في إطار الاستمرار بترسيخ وجودها ضمن الأراضي السورية.

ولفت إلى أن تلك الميليشيات تواصل سياسة استقطاب الرجال والشباب عبر العزف على وتر الأوضاع المعيشية الكارثية في مناطق الحكومة السورية، وشح فرص العمل والرواتب الشهرية المتدنية في ظل ارتفاع فاحش بالأسعار. وتابع أن ميليشيا «فاطميون» الأفغانية تواصل تجنيد الشباب في الريف الشرقي لمحافظة حلب، حيث ارتفع عددهم إلى نحو 3410 منذ تصاعد عمليات التجنيد في فبراير (شباط) 2021 وحتى اليوم. وأشار إلى أن عمليات التجنيد تتركز في مناطق مسكنة والسفيرة ودير حافر وبلدات وقرى أخرى شرقي حلب، موضحاً أنها تتم عبر عرّابين ومكاتب تقدم «سخاء مادياً».

وكان «المرصد» قد ذكر في 18 الشهر الماضي أن ميليشيات تابعة لإيران استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى مواقعها بريف حلب الشرقي، حيث وصلت شاحنتان محملتان بصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى إيرانية الصنع ومنصات لإطلاق الصواريخ، بالإضافة إلى ذخائر ومعدات لوجستية. وأوضح أن التعزيزات وصلت إلى قاعدة عسكرية للميليشيات في قرية حبوبة بين الخفسة ومسكنة شرقي حلب، وهي قرية تقع قبالة مناطق نفوذ «قوات سوريا الديمقراطية» على الضفة الأخرى من نهر الفرات. ولفت إلى أن الشاحنتين انطلقتا من الميادين بريف دير الزور الشرقي، وجرى تخزينهما بالقاعدة شرقي حلب «بإشراف ميليشيا فاطميون الأفغانية».

مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة «هيئة تحرير الشام» بشمال غربي سوريا يوم 25 مارس الماضي (أ.ف.ب)

وفي شمال غربي سوريا، أفاد «المرصد» بقتل عنصر من القوات الحكومية السورية قنصاً برصاص عناصر غرفة عمليات «الفتح المبين» (التابعة لـ«هيئة تحرير الشام») على محور قرية الفطاطرة بريف إدلب الجنوبي. وأشار إلى فصائل «الفتح المبين» استهدفت أيضاً بالقذائف والرشاشات الثقيلة مواقع القوات النظامية على محور الفطاطرة والرويحة جنوب إدلب. وبذلك يرتفع إلى 222 تعداد العسكريين والمدنيين الذين قتلوا منذ مطلع هذه السنة باستهدافات برية ضمن منطقة التهدئة المفترض أنه تم الاتفاق عليها بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان قبل سنوات. ويتضمن هذا الرقم، بحسب «المرصد»، 162 عنصراً من القوات الحكومية بينهم 9 ضباط، و41 عنصراً من «هيئة تحرير الشام» من ضمنهم «جهادي فرنسي».

قوات أميركية في ريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا يوم الأربعاء (أ.ف.ب)

وفي محافظة الحسكة، بشمال شرقي سوريا، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها صباح السبت بالمدفعية الثقيلة، مناطق ضمن سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، حيث تركز القصف على قرى السوسة وتل اللبن وفرحية رمو بريف تل تمر شمال غربي الحسكة، مما أدى إلى اشتعال النيران في محاصيل القمح، وسط نزوح الأهالي من القرية، باتجاه مناطق أكثر أمناً، بحسب ما جاء في تقرير لـ«المرصد»، الذي أوضح أن ذلك يأتي في ظل استمرار القوات التركية والفصائل الموالية لها في قصف مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» في شمال شرقي سوريا.

أما في محافظة دير الزور، شرق سوريا، فقد أفيد بأن مسلحين مجهولين يُعتقد أنهم تابعون لخلايا تنظيم «داعش»، هاجموا فجر السبت منزل أحد وجهاء قبيلة العكيدات في قرية المليحة بريف دير الزور الشمالي. وبعد محاصرة منزله، جرى استهدافه بقذائف «آر بي جي» والرصاص. وأوضح «المرصد» أنه لم تُسجّل خسائر بشرية، بينما فرّ المسلحون إلى جهة مجهولة. ويأتي ذلك في ظل تزايد نشاط خلايا «داعش» في مناطق شمال وشرق سوريا.

وأحصى «المرصد» 72 عملية قامت بها خلايا التنظيم ضمن مناطق نفوذ «الإدارة الذاتية» (المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديموقراطية») منذ مطلع عام 2023. وأشار إلى أن هذه العمليات أوقعت 46 قتيلاً، هم 8 مدنيين و35 من «قوات سوريا الديمقراطية» وقوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق «الإدارة الذاتية»، وشخص مجهول الهوية، وعنصران من «داعش».


مشروع «مستوطنة يوم القيامة» يفصل الدولة الفلسطينية المنتظرة إلى نصفين

TT

مشروع «مستوطنة يوم القيامة» يفصل الدولة الفلسطينية المنتظرة إلى نصفين

مستوطنات إسرائيلية في الأغوار (وفا)
مستوطنات إسرائيلية في الأغوار (وفا)

أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً عقده يوم الاثنين لمناقشة المشروع الاستيطاني الأكثر حساسية في الضفة الغربية «E1» بعد ضغوط أميركية.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن نتنياهو قرر تأجيل الاجتماع، وأبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين بذلك.

وأكد مسؤولون إسرائيليون أن تأجيل الاجتماع جاء بعد ضغوط كبيرة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تعارض هذه الخطة منذ طرحها «لأنها تمس بشكل مباشر بحل الدولتين».

بلينكن يلتقي نتنياهو خلال زيارة لإسرائيل في يناير الماضي (الخارجية الأميركية)

وتحاول إدارة بايدن حذف مشروع «إي 1» من جدول الأعمال الإسرائيلي بشكل نهائي، وقال بلينكين لنتنياهو، إن على حكومته «احترام الالتزامات التي تم التعهد بها في الاجتماعات الإقليمية في العقبة، الأردن، وشرم الشيخ، مصر، لتجنب تقويض احتمالات حل الدولتين».

ومشروع «إي 1» هو مشروع استيطاني ضخم تم التصديق عليه قبل عام 2000، ويشمل قرابة 12 ألف دونم، غالبيتها أراضٍ أعلنتها إسرائيل «أراضي دولة»، وضُمت خلال التسعينات، إلى منطقة نفوذ لمستوطنة «معاليه أدوميم»، وتشمل من وقتها قرابة 48 ألف دونم.

مستوطنة «هلاميش» قرب بلدة النبي صالح في وسط الضفة الغربية (أ.ف.ب)

ويهدف المشروع إلى ربط القدس بعدد من المستوطنات الإسرائيلية، عبر مُصادَرة أراضٍ فلسطينية وإنشاء مستوطنات جديدة في المنطقة الواقعة بين القدس الشرقية ومستوطنة «معاليه أدوميم». وهذا سيزيد من حدة عزل القدس الشرقية عن سائر أرجاء الضفة الغربية، وخلق سلسلة متصلة من المستوطنات غير الشرعية، تمتد من القدس الشرقية إلى الحدود الأردنية، مما سيعيق التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، ويفصلها بشكل تام، وبالتالي يجعل إمكانية قيام دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً.

وتنظر السلطة الفلسطينية إلى المشروع بعين الخطر الشديد، وهددت مراراً بأنها ستتخذ خطوات متقدمة، مثل إلغاء اتفاقيات أو سحب الاعتراف بإسرائيل، إذا نفذت فعلاً المشروع الذي سيعني أيضاً من بين أشياء أخرى سيطرة على طول المنطقة الممتدة حتى مشارف الغور، ومنع إقامة مدينة فلسطينية مستقبلية مخطط لها تربط شرق القدس ببيت لحم جنوباً.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء انعقاد اجتماع لمجلس الوزراء في مكتبه (إ.ب.أ)

وكان يفترض أن تجتمع الاثنين لجنة التخطيط اللوائي في الإدارة المدنية الإسرائيلية المسؤولة عن الضفة الغربية، بعد أن وافقت سابقاً على تأجيل جلسة مارس (آذار) بسبب الضغوط الدولية، لمناقشة الخطة التي تهدف إلى ربط القدس بمستوطنة «معالي أدوميم» الضخمة وسط الضفة الغربية، وذلك للمرة الأولى في عهد الحكومة اليمينية الحالية.

وكانت الجلسة تهدف إلى مناقشة «اعتراضات الجمهور على خطة البناء»، وليس اتخاذ أي قرارات عملية في الوقت الحالي، لجهة البناء على الأرض، لكن ذلك (إنهاء ملف الاعتراضات) كان يعني خطوة مهمة لإزالة العقبات وفتح الطريق نحو دفع البناء في المنطقة.

ولكن حتى إذا تم عقد هذا الاجتماع وتم رفع الاعتراضات على تطوير الموقع، فسيحتاج المشروع إلى مزيد من الموافقات قبل بدء العمل، وهي عملية قد تستغرق عدة سنوات أخرى.

والمشروع الذي بدأت فكرته قبل حوالي 30 عاماً، وأطلق عليه معارضوه اسم «مستوطنة يوم القيامة»، يشمل أكثر من 3400 وحدة سكنية مخطط لها شمال «معاليه أدوميم» ستصل إلى مستوطنات القدس، وتعني فصلاً تاماً ونهائياً للضفة.

مستوطنون في الضفة (رويترز)

وقال تقرير للمكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، السبت، إنّ خطة البناء الاستيطاني في المنطقة «إي 1» الواقعة شرق مدينة القدس، قرب مستوطنة «معاليه أدوميم»، تهدف إلى فصل شمال الضفة الغربية ووسطها عن جنوبها.

وأضاف «المكتب الوطني» التابع لمنظمة التحرير: «أن هذا البناء يؤكد أن خيار حل الدولتين لم يعد مطروحاً على الطاولة».

وحذر التقرير من أن لهذه الخطط عواقب محتملة على التسوية السلمية في المستقبل، لأنها ستنشئ سلسلة من المستوطنات من وسط الضفة الغربية إلى القدس، على نحو يفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وستلحق أضراراً بالغة بالمجتمعات البدوية (يزيد عددها عن 30) التي تعيش في هذه المنطقة منذ عقود، وستضطر إلى النزوح عنها، ما يعني ترحيلاً قسرياً للسكان يحظره القانون الدولي.

"هذا المشروع سيزيد من حدة عزل القدس الشرقية عن سائر أرجاء الضفة الغربية، وخلق سلسلة متصلة من المستوطنات غير الشرعية، تمتد من القدس الشرقية إلى الحدود الأردنية".

منظمة التحرير


الجيش اللبناني يستنفر في الجنوب وسط توتر مفاجئ

مواطنون يرمون الحجارة على قوة إسرائيلية عند أطراف بلدة كفر شوبا في جنوب لبنان أمس (أ.ب)
مواطنون يرمون الحجارة على قوة إسرائيلية عند أطراف بلدة كفر شوبا في جنوب لبنان أمس (أ.ب)
TT

الجيش اللبناني يستنفر في الجنوب وسط توتر مفاجئ

مواطنون يرمون الحجارة على قوة إسرائيلية عند أطراف بلدة كفر شوبا في جنوب لبنان أمس (أ.ب)
مواطنون يرمون الحجارة على قوة إسرائيلية عند أطراف بلدة كفر شوبا في جنوب لبنان أمس (أ.ب)

تطورت المواجهات أمس، بين مواطنين لبنانيين والقوات الإسرائيلية في بلدة كفرشوبا الحدودية، على خلفية قيام جرافات إسرائيلية بتجريف أراضٍ لبنانية في منطقة تقع عند مثلث حدودي بين لبنان وإسرائيل ومنطقة الجولان، واقترابها من أراضٍ متنازع عليها منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، وهو ما دفع مدنيين لبنانيين للوقوف في وجه القوات الإسرائيلية وإلقاء الحجارة باتجاهها.

ويقول لبنان إنَّ إسرائيل لا تزال تحتل أراضي لبنانية في مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، وجزء من قرية الغجر الحدودية، الواقعة على السفح الغربي لجبل الشيخ.

وأدَّى التوتر أمس، إلى تدخل الجيش اللبناني وقيامه بعملية استنفار في المنطقة، واتخاذه وضعيات قتالية في مواجهة القوات الإسرائيلية.

وقالت مصادر ميدانية إنَّ التصدي للجرافات الإسرائيلية كان داخل الأراضي اللبنانية المحتلّة، احتجاجاً على قيام الجيش الإسرائيلي بحفر خنادق في أراضٍ مملوكة للمواطنين، لكنها ما زالت محتلة. واستمرَّ الاستنفار المتبادل على ضفتي الحدود عند «خط الانسحاب» في تلال كفرشوبا، حتى فترة بعد الظهر، في حين دفعت قوات «اليونيفيل» بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة لمنع الاحتكاك بين الطرفين.

وذكرت مصادر ميدانية أنَّ أهالي المنطقة «أزالوا أسلاكاً شائكة وضعتها إسرائيل»، في حين «ردَّت القوات الإسرائيلية بإلقاء قنابل مسيلة للدموع؛ في محاولة لتفريق المحتشدين». وأفادت وسائل إعلام محلية بإصابة مواطن لبناني بالقنابل المسيلة للدموع، كما أصيبت سيارة مدنية بقنبلة دخانية.

ويأتي التوتر الحدودي فيما تستمر الأزمة السياسية في لبنان المرتبطة بانتخابات الرئاسة، وترقب ما يمكن أن تشهده جلسة البرلمان يوم الأربعاء المقبل.


البرلمان العراقي «يطبخ» تفاهمات اللحظات الأخيرة بشأن الموازنة

البرلمان العراقي «يطبخ» تفاهمات اللحظات الأخيرة بشأن الموازنة
TT

البرلمان العراقي «يطبخ» تفاهمات اللحظات الأخيرة بشأن الموازنة

البرلمان العراقي «يطبخ» تفاهمات اللحظات الأخيرة بشأن الموازنة

لليوم الثاني على التوالي يواصل البرلمان العراقي التصويت على فقرات الموازنة المالية للأعوام (2023 ـ 2024 ـ 2025) بالتقسيط فيما تتواصل اجتماعات القوى السياسية بين أروقة الكتل البرلمانية داخل مبنى البرلمان وكافتيريا البرلمان.

وتمكن البرلمان خلال جلسته الأولى التي عقدها مساء الخميس من تمرير نحو 9 فقرات من الموازنة مع حذف فقرات وتأجيل أخرى ليستكملها كما كان مفترضا ظهر الجمعة. لكن الخلافات بشأن إقليم كردستان، وخاصة الخلاف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، لم تصل إلى حلول نهائية بشأن الفقرتين 13 و14 من قانون الموازنة الخاصة بتصدير نفط الإقليم وكيفية تسليمه إلى الحكومة الاتحادية وآلية فتح حساب مصرفي خاص بتلك المبيعات.

وبينما تقرر تأجيل الجلسة من الساعة الواحدة ظهرا حتى السادسة فإنه ومع انعقادها فعلا، لكن اللقاءات التي تواصلت ما بعد ظهيرة الجمعة بين عدد من قادة الإطار التنسيقي وفي مقدمتهم زعيم تحالف الفتح هادي العامري والقادة الكرد؛ وهم وزير الخارجية فؤاد حسين ووزير الأعمار والإسكان بنكين ريكاني عن الديمقراطي الكردستاني وخالد شواني وزير العدل عن الاتحاد الوطني لم تصل إلى نتيجة نهائية.

وتباينت الرؤى داخل البرلمان بين من يؤيد تمرير الموازنة بالأغلبية ومن يرى أن تمريرها بالأغلبية من شأنه التأثير على الاتفاقات السياسية.

ومع انتظار التوصل إلى حلول وسط فقد اضطرت رئاسة البرلمان إلى إدراج فقرة لم تكن مدرجة في جدول الأعمال تتعلق بعملية استبدال الأعضاء، لكي تبقى الجلسة قائمة بعد أن اكتمل نصابها بحضور 180 نائبا وهو أقل من نصاب جلسة الخميس التي شارك فيها 248 نائبا.

من جانبه، فقد رأى الحزب الديمقراطي الكردستاني أن هناك استهدافاً سياسياً لإقليم كردستان يجري الآن في الموازنة العامة.

وفي تصريح له قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني شريف سليمان إن «اللقاءات والاجتماعات بين الكتل السياسية مستمرة وبحضور قادة الكتل للوصول إلى التوافق التام بشأن مشروع قانون الموازنة العامة». وأضاف أن «عدم التوصل إلى اتفاق لا يعني عدم القدرة على إقرار الموازنة». موضحا أن «الخلافات شكلية وليست جوهرية».

وتابع شريف: «بإمكان الكتل تجاوز هذه الخلافات بالاعتماد على الدستور والاتفاقات السياسية ومبدأ الشراكة والتوازن وفي حال عدم الاعتماد على هذه الأطر فستكون هناك خلافات كبيرة».

وأوضح شريف «هناك استهداف سياسي لإقليم كردستان وهناك أطراف سياسية وبينها أطراف كردية تريد الحصول على مكاسب سياسية على حساب أطراف أخرى، وهذا مخالف للدستور»، مبينا أن «هناك محاولة لسحب امتيازات إقليم كردستان الدستورية».

وأفاد مصدر رسمي لـ«الشرق الأوسط» بأن «الحكومة يمكن أن تتجه للطعن في بعض فقرات الموازنة مثل فرض ضريبة تعبئة على الهاتف النقال في الموازنة، حيث إن هذه الإضافة تمت داخل مجلس النواب وليس من قبل الحكومة التي كانت وضعت في برنامجها الحكومي معالجة الفقر ضمن أولى الأولويات في هذا البرنامج». مضيفا أن «الحكومة سبق أن اتخذت قرارا بخفض سعر أرصدة الهاتف النقال ولا يمكن قبول إعادتها من قبل مجلس النواب». وبشأن ضريبة المنتجات النفطية فقد أوضح المصدر الرسمي أن «هذه الضريبة لا دخل للمواطن بها حيث إن من يدفعها للحكومة هي الشركات النفطية الرابحة».


اتجاه لإعلان «هدنة» بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل

شقق تضررت جراء غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)
شقق تضررت جراء غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)
TT

اتجاه لإعلان «هدنة» بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل

شقق تضررت جراء غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)
شقق تضررت جراء غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)

تستعد الفصائل الفلسطينية لتنفيذ التفاهمات التي جرى التوافق عليها خلال المشاورات التي جرت في القاهرة الأسبوع الماضي مع المسؤولين الأمنيين المصريين، ومن بينها «إعلان هدنة طويلة المدى عقب إعادة بناء جسور الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي»، وفق مصادر مطلعة على المشاورات التي جرت بالقاهرة، تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، ورجحت عقد جولة جديدة من المشاورات بعد عيد الأضحى أي في يوليو (تموز) المقبل.

وقالت المصادر، التي تابعت ما دار خلال لقاءات قادة حركتي «حماس» و«الجهاد» مع المسؤولين المصريين، إن «المشاورات تطرقت إلى بحث إقرار (تهدئة طويلة المدى)، وبعض المناقشات دارت حول استمرار التهدئة لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات، إلا أن غياب الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حال دون التوصل إلى اتفاق محدد في هذه المسألة، لافتة إلى أن ذلك ما دعا الوسيط المصري إلى تأكيد أهمية «بناء الثقة عبر إجراءات محددة خلال الفترة المقبلة قبل إعلان التفاهمات في هذا الصدد بشكل محدد».

صواريخ لحظة إطلاقها من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل في 13 مايو الماضي (رويترز)

وأوضحت المصادر أنه «جرى الاتفاق على استمرار (التهدئة) حالياً، وأن تدير حركة (حماس) الحفاظ عليها، لحين بناء الثقة، وبعدها إعلان (الهدنة الطويلة)».

وكانت حركتا «حماس» برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، و«الجهاد الإسلامي» بقيادة الأمين العام زياد النخالة، قد عقدتا اجتماعات عدة مع مسؤولين أمنيين مصريين بارزين، تلبية لدعوة رسمية من الجانب المصري، هي الثانية من نوعها هذا العام، لبحث سبل الحفاظ على «التهدئة» في قطاع غزة، إضافة إلى مناقشة سبل تحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في القطاع.

وأوضحت المصادر أن «المشاورات تطرقت للكثير من القضايا ذات البعد الاقتصادي في قطاع غزة، خصوصاً ما يتعلق بإعادة تشغيل الميناء والمطار، لتسهيل حركة البضائع والأفراد من وإلى القطاع». وأشارت إلى أن الجانب المصري «أبلغ قادة الفصائل دعم القاهرة لأي جهود من شأنها تحسين الوضع الإنساني بالقطاع»، لكنه «رفض في الوقت نفسه التدخل في بعض التفاصيل التي تتعلق بالعلاقة بين الفصائل والسلطة الفلسطينية».

عمل فني عن الأطفال تحت الاحتلال في بيت دمرته غارة إسرائيلية بدير البلح وسط قطاع غزة في مايو الماضي (أ.ف.ب)

وأضافت المصادر أن القاهرة «تحدثت بوضوح عن احترامها التزامات السلطة الفلسطينية، وتقديرها العلاقة التي تجمعها بجميع الأطراف الفلسطينية في السلطة والفصائل، وأنها لا تتدخل في أمور ذات بعد اقتصادي مثل تحصيل الضرائب في القطاع وغير ذلك من الأمور التي تدخل في صلب العلاقة بين الأطراف الفلسطينية بعضها البعض».

وكانت القاهرة قد استقبلت قبل يومين فقط من انطلاق الجولة الأخيرة من المشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الذي قال إنه «بحث مع المسؤولين المصريين الكثير من ملفات التعاون الاقتصادي»، مثمناً الدور الذي تلعبه مصر لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأكدت المصادر أن المشاورات الأخيرة «انتهت إلى الاتفاق على مسؤولية حركة (حماس) عن ضبط الأمن في قطاع غزة، ومن بينها ما يتعلق بتحركات عناصر حركة (الجهاد) نفسها تجاه قوات الاحتلال الإسرائيلي».

مؤيدون لحركة «حماس» في خان يونس بقطاع غزة يوم 26 مايو الماضي (رويترز)

وأشارت المصادر إلى أن هناك «رسالة واضحة» أبلغتها مصر إلى قيادات حركة «الجهاد» على وجه التحديد، وتتعلق بأن «الفترة المقبلة لا تحتمل أي ردود فعل غير مسؤولة أو محسوبة في ظل تربص الحكومة الإسرائيلية الحالية بالأوضاع في قطاع غزة». وأضافت أن المسؤولين المصريين أبلغوا قادة حركة «الجهاد» أن التهديدات الإسرائيلية باستهداف المزيد من قادة الحركة «جادة وخطيرة»، وأن «ضبط ردود الفعل يمثل ضرورة قصوى في الفترة الحالية».

واغتالت إسرائيل خلال عدوانها الأخير على القطاع في مايو (أيار) الماضي، 6 من أبرز القيادات العسكرية لـ«سرايا القدس»، الجناح المسلح لحركة «الجهاد»، قبل أن تقوم القاهرة بوساطة لإعلان اتفاق بشأن وقف إطلاق النار يشمل «وقف استهداف المدنيين وهدم المنازل وأيضاً استهداف الأفراد وذلك فور البدء في تنفيذ الاتفاق»، حسب نص الاتفاق.

فلسطينيون على شاطئ مدينة غزة في 2 يونيو الحالي (أ.ب)

وفيما يتعلق بالاستفادة من استكشافات الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط، وسبل تشغيل حقل «غزة مارين»، الذي يبعد 40 كيلومتراً عن شاطئ القطاع، قال مصدر إن مشاورات القاهرة أظهرت «تجاوباً» من جانب حركة «حماس» بشأن الأفكار التي قدمتها القاهرة، ومن بينها «إطلاق إجراءات تشارك فيها الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية»، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، إضافة إلى إجراء مباحثات مع الحكومة الإسرائيلية في هذا الشأن. وأوضح المصدر أن تلك الإجراءات المتعلقة بتطوير حقل الغاز قبالة ساحل غزة «ستكون ضمن بنود أخرى يناقشها وفد مصري خلال الفترة المقبلة عبر سلسلة من اللقاءات التي اتفق على عقدها مع الأطراف المعنية».

يُذكر أن صندوق الاستثمار الفلسطيني وشركة اتحاد المقاولين للنفط والغاز وقّعا في عام 2021، مذكرة تفاهم مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية لتطوير حقل غاز غزة والبنية التحتية اللازمة لتشغيله، إذ تعطل استخراج الغاز من الحقل نتيجة الظروف السياسية والأمنية التي يعانيها القطاع الذي تسيطر عليه حركة «حماس» منذ عام 2007.


تيمور جنبلاط يلتقي قريباً بري بحثاً عن مخرج للمأزق الرئاسي اللبناني

من اجتماع كتلة «اللقاء الديمقراطي» الذي تمت فيه الموافقة على دعم جهاد أزعور للرئاسة (موقع جريدة الأنباء)
من اجتماع كتلة «اللقاء الديمقراطي» الذي تمت فيه الموافقة على دعم جهاد أزعور للرئاسة (موقع جريدة الأنباء)
TT

تيمور جنبلاط يلتقي قريباً بري بحثاً عن مخرج للمأزق الرئاسي اللبناني

من اجتماع كتلة «اللقاء الديمقراطي» الذي تمت فيه الموافقة على دعم جهاد أزعور للرئاسة (موقع جريدة الأنباء)
من اجتماع كتلة «اللقاء الديمقراطي» الذي تمت فيه الموافقة على دعم جهاد أزعور للرئاسة (موقع جريدة الأنباء)

قال مصدر سياسي مواكب للأجواء السياسية التي سادت اجتماع «اللقاء الديمقراطي» بحضور رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، إن تأييده لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لا يعني، كما أخذ يروج له البعض، أنه أقفل الباب أمام التوافق على مرشح لا يشكّل تحدياً لأي فريق، ما دام أن «اللقاء» لن يتموضع في أي اصطفاف نيابي يرفع منسوب الانقسام المذهبي والطائفي في البلد.

وكشف المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط»، أن «اللقاء» لن ينقطع عن التواصل مع جميع الأطراف المعنية بانتخاب رئيس للجمهورية بحثاً عن مرشح توافقي يقطع الطريق على تدحرج البلد نحو مزيد من الانقسام، وأكد أن رئيس «اللقاء الديمقراطي» تيمور جنبلاط يعتزم قريباً القيام بزيارة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليس لوضعه في الأجواء التي كانت وراء ترشيحه لأزعور فحسب، وإنما للتأكيد على دوره في إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزُّم الذي لا يزال يعيق إنهاء الشغور الرئاسي.

ولفت إلى أن ترشيح «اللقاء» لأزعور لم يهدف إلى اصطفافه وراء القوى التي رشّحته، لأن رئيس «التقدمي» كان أول من رشحه ضمن سلة من الأسماء تداول فيها مع مختلف القوى السياسية، بدءاً بـ«حزب الله» والرئيس بري، وقال إن جنبلاط الأب بحضور نجله تيمور تداولا باسمه لدى اجتماعهما، ومنذ نحو 6 أشهر، بكل من المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل، ومسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، لكنهما انتظرا طويلاً للوقوف على رأيه ولم يأتهما الجواب.

وأكد أن رئيس «التقدمي» أبلغ خليل وصفا، وبلا مواربة، عدم تأييده لترشيح زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية كونه يشكل تحدّياً للفريق الآخر، بخلاف ترشيحه لأزعور. وقال إنه لم يقفل الباب أمام ضم مرشحين آخرين للائحة التي سلّمها لـ«حزب الله».

ورأى المصدر نفسه أن رئيس «التقدمي» لم يعترض على ترشيح فرنجية لأسباب شخصية لأن علاقتهما على الصعيد الشخصي لا تشوبها شائبة، وأن اعتراضه يكمن في أنه ينتمي إلى محور سياسي يشكّل تحدّياً لفريق سياسي وازن في البلد، وقال إنه كان أول من رشح أزعور وقوبل في حينه باعتراض قوى سياسية بادرت لاحقاً إلى تعديل موقفها لمصلحة دعم ترشيحه.

وقال إن «اللقاء الديمقراطي» ومعه رئيس «التقدمي» لا ينظران إلى أزعور على أنه مرشح تحدٍ، وكان سبق لهما أن اقترعا في جلسات الانتخاب السابقة لمصلحة النائب ميشال معوض الذي قوبل باعتراض من محور الممانعة ونواب آخرين بذريعة أنه يشكل تحدّياً لفريقه السياسي.

وأضاف المصدر السياسي أنه من غير الجائز التعامل مع ترشيح «اللقاء الديمقراطي» لأزعور انطلاقاً من أنه التحق بقوى المعارضة، وحلّ ضيفاً عليها بالمفهوم السياسي، لأن مثل هذا الكلام فيه كثير من التجنّي والتّهم الباطلة. وسأل: لو كانت كل هذه التهم في محلها لما بادر «اللقاء الديمقراطي» إلى التجديد للرئيس بري لولاية رئاسية جديدة على رأس السلطة التشريعية بخلاف قوى المعارضة الداعمة لترشيح أزعور التي لم تقترع لبري.

واعتبر أن «اللقاء الديمقراطي» بترشيحه لأزعور لا يُصنّف على خانة التبعية لأي فريق سياسي، لأنه بتأييده له يأتي انسجاماً مع موقف يُفترض ألا يشكل مفاجأة لأحد. وقال إن «اللقاء» ومعه رئيس «التقدمي» لن يكونا طرفاً في إقصاء فريق سياسي، بمقدار ما أنهما يتطلعان إلى إعادة خلط الأوراق كممر إلزامي للتفاهم على مرشح توافقي.

ولفت المصدر السياسي إلى أن «اللقاء الديمقراطي» لن يكون طرفاً في إقصاء المكون الشيعي الذي يُعد من المكوّنات الرئيسية في المعادلة السياسية أسوة بغيره من المكوّنات الوازنة في البلد. وقال إنه يضغط سعياً للتوافق بدلاً من إصرار فريق معين على فرض مرشحه، في إشارة إلى «حزب الله».

وتوقف أمام دعوة «اللقاء الديمقراطي» للتوافق شرطاً للخروج من منطق التحدي. وسأل عن الأسباب الكامنة وراء التعاطي بسلبية مع دعوته، فيما أكد الرئيس بري منذ أيام أن هناك استعصاء لانتخاب رئيس الجمهورية من قبل فريق معين، وبادر إلى التناغم معه رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين بقوله إن هناك صعوبة أمام أي فريق للمجيء برئيس مهما كان اسمه أو لونه، وأن هناك ضرورة للتوافق.

كما سأل: ألا تتقاطع دعوة «اللقاء الديمقراطي» للتوافق مع ما قاله الرئيس بري في هذا الخصوص، ولاحقاً صفي الدين، رغم أن من يدقق في تصريحات المسؤولين بـ«حزب الله» حول الانتخابات الرئاسية سرعان ما يكتشف أنهم ليسوا على تناغم في تقديمهم لموقف الحزب؟

ورأى المصدر أنه لا مبرر لدخول محور الممانعة في سجال مع «اللقاء الديمقراطي» الذي لم ينقلب على موقفه، كما يحاول أن يوحي البعض، خصوصاً أنه يحرص على علاقته ببري ويتوخّى من موقفه الوقوف في منتصف الطريق بحثاً عن المفتاح السياسي الذي يضغط لانتخاب رئيس من خارج الاصطفافات السياسية التي ستؤدي إلى إحداث فرز بين محورين، وهذا ما ستنتهي إليه جلسة الانتخاب الأربعاء المقبل، وإن كان البحث عنه سيُدرج على جدول أعمال الموفد الخاص للرئيس الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان إلى لبنان لما لديه من خبرة في الملف اللبناني.