مشاعر الحجاج ما بين دموع البهجة والسعادة الغامرة بلوغاً للركن الأعظم بـ«سلام آمنين»

متطوعون يسهرون على استقبال وخدمة ضيوف الرحمن

الدموع تغلب أحد الحجاج لحظة وصوله إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة لتأدية طواف القدوم (واس)
الدموع تغلب أحد الحجاج لحظة وصوله إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة لتأدية طواف القدوم (واس)
TT

مشاعر الحجاج ما بين دموع البهجة والسعادة الغامرة بلوغاً للركن الأعظم بـ«سلام آمنين»

الدموع تغلب أحد الحجاج لحظة وصوله إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة لتأدية طواف القدوم (واس)
الدموع تغلب أحد الحجاج لحظة وصوله إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة لتأدية طواف القدوم (واس)

 
غلبت الدموع حجاج بيت الله القادمين إلى أطهر بقاع الأرض، لحظة وصولهم إلى السعودية عبر منافذها الجوية والبرية والبحرية بيسر وسهولة، في رحلة العمر لتأدية الركن الأعظم (الحج)، عندما تم استقبالهم بجمع من المتطوعين السعوديين الذين اعتادوا خدمة ضيوف الرحمن طيلة تأدية المناسك، مستقبلين ومودّعين وخادمين لهم لتسهيل احتياجاتهم كافة.
واستقبلهم جمع من المتطوعين كما هي العادة، مرتدين الزي التقليدي، وتصدح أصواتهم الجميلة بأناشيد ترحيبية، مقدمين لهم ماء زمزم إلى جانب العجوة (التمر)، والنعناع والورد المديني.

وحين تطأ قدم الحجاج صالة الاستقبال الرئيسية في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، أول ما تشاهد أعينهم لوحة مرحِّبة بلغات مختلفة تقول: «أهلاً بضيوف الرحمن»، وينثرون ورداً على القادمين، ويطيبونهم بالمسك والعود فرحين بمقدمهم، إلى جانب أصوات الأطفال المرحبين وهم ينشدون «طلع البدر علينا»، بأجمل فنون الاحتفال وأحرّ أنواع الاستقبال؛ فدموع الحجاج تسبق كلماتهم وردود أفعالهم على مرأى الورود المتناثرة حين سماعهم أناشيد الاستقبال تبدو واضحة أمام جمع تطوعوا للمهمة التي تنظّمها وزارة الحج والعمرة السعودية بشراكة مع وزارة التعليم.
https://twitter.com/HajMinistry/status/1540692887871975424?s=20&t=I_JIgHnB0hg-LnPVRGLH_g
ولا يُخفي الحجاج رغبتهم الصادقة في احتضان المرحّبين ومبادلتهم مشاعر الحب، والفرح، فكلماتهم تتلخص في الشكر الجزيل لهذا المنظر الذي يبعث على البهجة المضاعفة التي يكفي منها شعور السعادة لحظة وصولهم، وهم يضيفون إلى ذلك الحبور الذي يجدونه من أبناء مدينة رسول الله، الطاهرة بدفء الاستقبال وعمق الإخاء.
ويسارع أبناء المدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة، إلى الحصول على مكانهم كل عام بين صفوف المستقبلين، ليحظوا بشرف تلك اللحظات التي توثقها كاميرات الحجاج أنفسهم، ويتم تداولها عبر الصور والفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي كافة، وتحظى بكثير من الإعجابات من مختلف الجنسيات، فهي ليست محصورة على منطقة جغرافية معينة.
https://twitter.com/HajMinistry/status/1534137325361537026?s=20&t=Jmei9mGmstR4rFchtiaR3Q
وتأتي برامج الاستقبال انطلاقاً من استراتيجية وزارة الحج والعمرة، في تحسين استقبال ضيوف الرحمن والترحيب بهم، وتلمّس حاجاتهم منذ أن تطأ أقدامهم منافذ الدخول وحتى وصولهم إلى مساكنهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وخلق انطباعات إيجابية لدى الحاج تبقى إلى حين عودته لبلاده، ليعود إلى أهله وهو يحمل أجمل انطباع عن هذه البلاد -حكومة وشعباً- لحسن استقباله ومعاملته المعاملة التي تجسد القيم العربية والإسلامية الأصيلة في الضيافة، من اللحظة التي يصل فيها إلى أراضي المملكة وحتى مغادرته حاملاً معه أجمل الذكريات عن إنسان هذا البلد الطيب.

ويقدم المستقبلون نماذج من الموروث المديني الذي اشتهر به أهالي المدينة المنورة في حسن استقبال ضيوف الرحمن من زوار المسجد النبوي على مر التاريخ. فيما يبدأ البرنامج بالأهازيج المدينية التي كانت تُردَّد قديماً عند وصول الحجاج إلى المدينة المنورة.
https://twitter.com/HajMinistry/status/1542159589965266945?s=20&t=t-mnr4DXJTTOsKyGDlBapg
ويبدو المشهد جلياً بالابتسامات التي ارتسمت على محيّا الحجاج، للتعبير عن مدى الحب والحفاوة والترحاب بهم ضيوفاً للرحمن في أرض الحرمين الشريفين عموماً، وزواراً لمسجد المصطفى صلّى الله عليه وسلَّم خصوصاً.
https://twitter.com/HolyKaaba/status/1544377249511739395?s=20&t=SkSh9-Hhuo9lDirked3feQ
وتهدف برامج الترحيب والاستقبال بضيوف الرحمن، إضافةً إلى الترحيب بالحجاج والحفاوة بهم، إلى غرس قيمة خدمة حجاج البيت الحرام الإيجابية في نفوس الطلاب والنشء، وتعزيز ثقافة إكرام الحجاج، والترحيب بهم، ونيل شرف هذه الخدمة التي نشأ عليها الآباء والأجداد، وبيان أهميتها وفضلها، وبيان الوجه المشرق لأبناء السعودية، وتسخير طاقات الشباب، وإظهار معنى تقدير الحاج والمعتمر والزائر، وإبراز معاني الأخوة الإسلامية التي تطبقها السعودية منهجاً لضيوف الرحمن كافة من دون النظر لجنسياتهم أو انتماءاتهم.
ولا تزال العادات موروثة في أهالي المدينة المنورة ومكة المكرمة، بالتفاني في خدمة القادمين لتأدية النسك، بشكل حديث ومتطور يتجلى بصور مُعبرة كل عام، حيث يتسم موسم الحج بكونه موسماً مُبهجاً يرتبط بطقوس ضيافة وكرم وشهامة أهل المنطقتين، فجرت العادة القديمة كل عام على استقبال أهل مكة لحجاج بيت الله الحرام بماء زمزم، وتوزيع الحلويات المكيّة التقليدية كاللدو واللبنية، ورش أفواج القادمين بالورود، و«النُقل»، ابتهاجاً بقدومهم وترحيباً بخدمتهم.
https://twitter.com/HajMinistry/status/1542159589965266945?s=20&t=OkqkdRpCyfX_49THZWREnA
ويستقبل «المطوفون» وفود الحجاج من مختلف دول العالم، في بيوتهم المفتوحة لضيوف الرحمن على مدار العام وخصوصاً موسم الحج، ويشرف «المطوف» على إرشاد الحجاج ومرافقتهم في أثناء مناسك الحج.
وللزمازمة والسقيا (الأفراد الذين يقومون بسقيا الحجيج من ماء زمزم) نصيبهم من خدمة الحجاج، ومع التطور الهائل في خدمة ضيوف الرحمن وتسخير المملكة جميع جهودها لخدمتهم أصبحت هذه المهن تُمارس في نطاق أوسع وأكثر تطوراً من السابق.
وأطلقت شركة الزمازمة جهاز الخدمة الذاتية لتمكين ضيوف الرحمن من الحصول على عبوات ماء زمزم في مساكنهم مجاناً، من دون تدخل بشري من مقدمي الخدمة، حيث دُشن الجهاز الذي أطلقت عليه (بشرى زمزم) في 10 مواقع للخدمة في مساكن الحجاج بمكة المكرمة.
ويمكن للحجاج من خلال هذه الخدمة الحصول على 3 عبوات من ماء زمزم يومياً، من خلال بطاقة الحج الذكية عبر «باركود» مخصص.

ويحفظ جهاز (بشرى زمزم) العبوات في درجة برودة معتدلة، ويوفر كميات يومية تغطي جميع المساكن التي اختيرت للبدء في هذه التجربة، ويحتوي على شاشة للعرض بعدة لغات، فيما يقوم فريق من الشركة بقياس مدى فاعلية الجهاز للخروج بأفضل الممارسات الميدانية والتوسع في هذه التجربة في مواسم الحج القادمة.
وتزامناً مع بدء الموسم، أطلقت وزارة الحج والعمرة، حملة توعوية تحت شعار «الحج يبدأ منك» وذلك امتداداً للجهود المستمرة لتكثيف أنشطتها التوعويّة لموسم حج هذا العام 1443هـ.
ونشرت الوزارة بالتعاون مع الهيئة العامة للأوقاف، ضمن فعاليات الحملة مقطعاً مرئياً بـ7 لغات عبر منصّاتها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف توضيح عدد من الإرشادات المتعلقة بالاستخدامات الشخصية والسلوكيات العامة للحاج خلال رحلته لأداء المناسك.
ويتضمن العمل، الذي يعد المنتج الرئيسي للحملة، عدداً من الرسائل لتصحيح السلوكيات الخاطئة في الحج، من بينها الآداب والسلوكيات المستحبة في المشاعر المقدسة.
https://twitter.com/HajMinistry/status/1544270185749745664?s=20&t=Tyiqnj3FZNroKQdi21m8uA
وتستهدف الحملة التوعوية التأكيد أن رحلة الحج الناجحة تبدأ من الحاج نفسه من خلال الحرص على الالتزام والاهتمام بالتعليمات الصحيحة والتوجيهات المهمة لتسهيل رحلة الحاج، وتأمين الراحة والطمأنينة له ولبقية الحجاج، والحرص على أداء الطرق الصحيحة في الحرم والمشاعر لأداء مناسك الحج بسهولة ويُسر.
يُذكر أن وزارة الحج والعمرة كانت قد أطلقت مؤخراً 13 دليلاً توعوياً تفصيلياً بـ14 لغة بالشراكة مع الهيئة العامة للأوقاف، لتسهيل رحلة الحاج، بأسلوب سهل ومُبسط يشمل جميع المراحل التي يمر بها الحاج في أثناء تأدية المناسك.

وتواصل الجهات الحكومية والخاصة في المملكة جهودها لخدمة ضيوف الرحمن في موسم حج هذا العام 1443 ه، من خلال كوادر بشرية ذات كفاءة عالية، إضافةً إلى المشروعات التي تمت تهيئتها للاستفادة منها؛ بهدف توفير أجواء آمنة ومطمئنة لقاصدي المشاعر المقدسة.
وتحرص حكومة المملكة على تقديم الخدمات للحجاج في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، للارتقاء بأداء الجهات بصورة متكاملة وتطوير أعمالها لتؤدي دورها المأمول منها من خلال تفعيل الخطط التشغيلية لدى الجهات للتيسير على الحجاج القادمين من مختلف دول العالم لضمان أداء نسكهم في طمأنينة بما يضمن النجاح المتميز لموسم الحج.
وتجند الجهات العاملة من مختلف الجهات العاملة في منظومة الحج من القطاعين الحكومي والخاص جهودها المتكاملة، بتوجيهات ودعم القيادة، التي تسهم في توفير جميع الإمكانات اللازمة، وتهيئة منظومة الخدمات الصحية والأمنية والتقنية لضيوف الرحمن لينعم حجاج بيت الله الحرام بأداء مناسكهم بأمن وأمان وسلامة.

 


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».