إضراب جديد محتمل في القطارات البريطانية

أزمة قطع الغيار تضرب قطاع السيارات

جانب من مظاهرات عمال القطارات البريطانية الشهر الماضي في العاصمة لندن (رويترز)
جانب من مظاهرات عمال القطارات البريطانية الشهر الماضي في العاصمة لندن (رويترز)
TT

إضراب جديد محتمل في القطارات البريطانية

جانب من مظاهرات عمال القطارات البريطانية الشهر الماضي في العاصمة لندن (رويترز)
جانب من مظاهرات عمال القطارات البريطانية الشهر الماضي في العاصمة لندن (رويترز)

ذكرت نقابة سائقي القطارات البريطانية أنه من المرجح أن تنسق أي إضرابات سوف تنتج عن استفتاء أُجري عبر عشر شركات بهدف عرقلة قصوى للسكك الحديدية وسط نزاعات بشأن الأجور، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء. ومن المقرر صدور نتائج الاستفتاء المعلن سابقاً يوم الاثنين المقبل، حسب كيث ريتشموند، وهو متحدث باسم جمعية مهندسي القاطرات ورجال الإطفاء (أسليف) التي تضم أكثر من 21 ألف عضو.
وقال ريتشموند أمس (الثلاثاء)، إن تنسيق أي احتجاج كإضراب يغطّي الكثير من مناطق بريطانيا سوف يكون خطوة «واضحة». ومن شأن أي إضراب من جانب سائقي «أسليف» أن ينذر بموجة جديدة من المشكلات عبر السكك الحديدية البريطانية رغم أن النقابة الوطنية للعاملين في السكك الحديدية والنقل البحري والنقل يتشاورون مع الأعضاء بشأن أحدث المقترحات لحل نزاعها وهو ما أدى إلى أكبر إضراب قطارات في البلاد خلال ثلاثين عاماً الشهر الماضي.
ودعت «أسليف»، عبر موقعها الإلكتروني، إلى استفتاء لتنظيم إضراب في 12 شركة سكة حديدية وسط فشل المحاولات لضمان أجور أعلى للعاملين. ومن المرجح أن يكون الإضراب الوطني الذي نظّمته نقابة عاملي السكك الحديدية والنقل البحري والنقل والذي استمر ثلاثة أيام، وكان في الأساس بسبب الأمن الوظيفي، الشهر الماضي قد كلّف الاقتصاد نحو مائة مليون جنيه إسترليني (121 مليون دولار)، فيما تلقت لندن الصفعة الكبرى، حسب تحليل أجراه مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال.
وفي إطار الفوضى المتصاعدة في قطاعات النقل، استقال بيتر بيلو الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «إيزي جيت» البريطانية للطيران منخفض التكاليف، وسط غضب متزايد من الفوضى التي أصابت الرحلات الجوية، حسبما أفادت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أول من أمس (الاثنين).
وقالت الوكالة إن الشركة كانت واحدة من أكثر الشركات تضرراً من عمليات إلغاء الرحلات الجوية في غضون الأشهر الأخيرة. وألغت الشركة آلاف الرحلات الجوية، ومن بينها الكثير من الرحلات في ذات اليوم المقرر فيه إقلاعها.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، يوهان لوندغرين: «أريد الإعراب عن شكري لبيتر على عمله الجاد وأتمنى له التوفيق... لا يزال الجميع في (إيزي جيت) يركزون بشكل مطلق على إنجاز عمليات آمنة ومعتمد عليها هذا الصيف».
وقالت شركة الطيران التي تتخذ من لوتون شمال لندن مقرا لها، إن بيلو، الذي انضم إلى «إيزي جيت» قادماً من «ريان إير» قبل عامين ونصف، استقال من منصبه لمتابعة فرص عمل أخرى.
وأفادت وكالة «بلومبرغ» بأن شركة «إيزي جيت» ذكرت في بيان أنه سيخلف بيلو (57 عاماً)، الذي انضم إلى الشركة قادماً من شركة «ريان إير» للطيران منخفض التكلفة في عام 2019، ديفيد مورغان كرئيس تنفيذي مؤقت والذي كان يقوم في السابق بمهام هذا المنصب على أساس مؤقت. وحسب مصدر مطلع على الوضع، فإن الاستقالة تأتي عقب خلاف في الرأي حول أفضل الحلول للتعامل مع الصدام مع النقابات. ورفضت «إيزي جيت» التعليق على الظروف المحيطة باستقالة بيلو.
ويُعرف بيلو أنه أحد الشخصيات اللامعة في مجال الطيران. فبعد أن أدار في السابق شركة الخطوط الجوية الماليزية، شغل بعد انتقاله لـ«ريان إير» ما أشارت إليه النقابات بدور منفّذ مهام للرئيس التنفيذي مايكل أوليري. غير أن تلك العلاقة انقلبت رأساً على عقب بانتقاله إلى «إيزي جيت»، الأمر الذي أدى إلى اندلاع معركة قانونية بسبب هروبه إلى مثل هذه الشركة المنافسة، وهي المعركة التي انتصر فيها بيلو في نهاية المطاف.
وفي سياق منفصل، سجلت شركات صناعة السيارات في المملكة المتحدة أسوأ مبيعات لها في يونيو (حزيران) الماضي منذ أكثر من ربع قرن، حيث حال النقص المستمر في المكونات دون تلبية الطلب.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن البيانات الأولية الصادرة عن جمعية مصنّعي وتجار السيارات أن تسجيل السيارات الجديدة تراجع بنحو 24 في المائة ليسجل أدنى مستوى في شهر يونيو منذ عام 1996، وانخفضت مبيعات النصف الأول هذا العام بنسبة 12 في المائة إلى نحو 800 ألف سيارة، وهو ثاني أضعف رقم منذ 30 عاماً.
وطالبت جمعية مصنعي وتجار السيارات بشكل متكرر بدعم الحكومة للمساعدة في تخفيف وطأة ارتفاع تكاليف الطاقة، بينما تحاول شركات صناعة السيارات الانتقال إلى إنتاج سيارات لا تسبب انبعاثات حرارية. وشهدت المملكة المتحدة تراجعاً مستمراً في إنتاج السيارات على مدى عقود، وسط الغموض بشأن مستقبل علاقتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي، ما زاد من مشكلات القطاع.


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1). وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين». وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأكبر له منذ أكثر 10 سنوات... البنك الوطني السويسري يخفّض الفائدة بـ50 نقطة أساس

صورة لعلم على مبنى البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)
صورة لعلم على مبنى البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)
TT

الأكبر له منذ أكثر 10 سنوات... البنك الوطني السويسري يخفّض الفائدة بـ50 نقطة أساس

صورة لعلم على مبنى البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)
صورة لعلم على مبنى البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)

خفّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، يوم الخميس، وهو أكبر تخفيض له منذ ما يقرب من 10 سنوات، حيث سعى إلى البقاء متقدماً على التخفيضات المتوقَّعة من قِبَل البنوك المركزية الأخرى، والحد من ارتفاع الفرنك السويسري.

وخفض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة من 1.0 في المائة إلى 0.5 في المائة، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

وكان أكثر من 85 في المائة من الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا خفضاً أقل بمقدار 25 نقطة أساس، على الرغم من أن الأسواق كانت تتوقَّع خفضاً بمقدار 50 نقطة.

كان هذا الخفض أكبر انخفاض في تكاليف الاقتراض منذ الخفض الطارئ لسعر الفائدة الذي أجراه البنك المركزي السويسري في يناير (كانون الثاني) 2015، عندما تخلى فجأة عن الحد الأدنى لسعر الصرف مع اليورو.

وقال البنك: «انخفض الضغط التضخمي الأساسي مرة أخرى خلال هذا الربع. ويأخذ تيسير البنك الوطني السويسري للسياسة النقدية اليوم هذا التطور في الاعتبار... وسيستمر البنك الوطني السويسري في مراقبة الوضع عن كثب، وسيقوم بتعديل سياسته النقدية، إذا لزم الأمر، لضمان بقاء التضخم ضمن النطاق الذي يتماشى مع استقرار الأسعار على المدى المتوسط».

كان قرار يوم الخميس هو الأول من نوعه في عهد رئيس البنك المركزي السويسري الجديد، مارتن شليغل، وشهد تسريعاً من سياسة سلفه توماس جوردان، الذي أشرف على 3 تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام.

وكان ذلك ممكناً بسبب ضعف التضخم السويسري، الذي بلغ 0.7 في المائة في نوفمبر، وكان ضمن النطاق المستهدَف للبنك الوطني السويسري الذي يتراوح بين 0 و2 في المائة، الذي يسميه استقرار الأسعار، منذ مايو (أيار) 2023.