خطة دفاعية بين «قسد» وقوات النظام السوري لصد الهجوم التركي

قيادي كردي اتهم «الناتو» بمنح أنقرة ضوءاً أخضر لشن عمليتها العسكرية

مقاتلون سوريون موالون لتركيا خلال عرض عسكري في ريف حلب الشمالي (أ.ف.ب)
مقاتلون سوريون موالون لتركيا خلال عرض عسكري في ريف حلب الشمالي (أ.ف.ب)
TT

خطة دفاعية بين «قسد» وقوات النظام السوري لصد الهجوم التركي

مقاتلون سوريون موالون لتركيا خلال عرض عسكري في ريف حلب الشمالي (أ.ف.ب)
مقاتلون سوريون موالون لتركيا خلال عرض عسكري في ريف حلب الشمالي (أ.ف.ب)

أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التوصل إلى خطة دفاعية مشتركة مع القوات النظامية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، على أن يتم تشكيل غرفة عمليات عسكرية ونشر المزيد من القوات الحكومية في مناطق «قسد» شمال شرقي البلاد لصد هجوم محتمل تشنه تركيا التي تريد إقامة منطقة آمنة على حدودها مع سوريا. ودخل الاتفاق بين «قسد»، وهي تحالف عربي - كردي، وقوات النظام، حيز التنفيذ بعد وصول 550 جندياً سورياً مع أسلحتهم وانتشارهم في ريف محافظة حلب الشرقي وبلدة عين عيسى التابعة لمحافظة الرقة. وجاءت المعلومات عن الاتفاق الدفاعي المشترك في وقت اتهم عضو الهيئة الرئاسية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» (الكردي) الدار خليل، حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بمنح ضوء أخضر لتركيا لشن هجومها الجديد شمال سوريا. وتعد أنقرة «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل عماد «قوات سوريا الديمقراطية»، تنظيماً إرهابياً، على الرغم من أن الأميركيين يرونها حليفاً موثوقاً به في الحرب ضد تنظيم «داعش» في سوريا.
وقال نوري محمود، المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية، في حديث صحافي، «نعمل وبالتنسيق مع المسؤولين السوريين لتطوير صيغة عمل مشترك ورسم خطة دفاعية في مواجهة أي عدوان تركي، وهناك تطور إيجابي في هذا المجال». وأشار إلى أن الشيء الملح والمهم في هذه الظروف الراهنة «هو توصل الأطراف السورية لاتفاق على صيغة مناسبة للحل»، داعياً التحالف الدولي والولايات المتحدة وروسيا إلى ممارسة ضغط على تركيا ومنعها من تنفيذ عمليتها العسكرية الجديدة شمال شرقي البلاد. وأضاف: «نحن على تواصل دائم مع قوات التحالف الدولي وروسيا ولدينا تنسيق معهما، ونأمل أن يلعبا دوراً فعالاً للحفاظ على الاستقرار النسبي حالياً، وحماية المواطنين والمدنيين بشمال شرقي سوريا»، في إشارة إلى انتشار جنود روس ومن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على الأرض.
وسيفضي الاتفاق المُعلن بين القيادة العامة لقوات «قسد» والقوات الحكومية السورية، بوساطة ورعاية روسية، إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة وتبادل الإحداثيات الميدانية على الأرض والسماح بنشر المزيد من القوات النظامية لتعزيز مواقعها العسكرية والقتالية. و«قسد» مدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن فيما تدعم روسيا القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
من جانبه، أكد فرهاد شامي المدير الإعلامي لقوات «قسد»، عقد الاتفاق مع حكومة دمشق، وقال: «لم يكن اتفاقاً حديثاً بل هو تفاهم عسكري لصد أي غزو تركي محتمل». وكشف في حديث صحافي أن 550 جندياً من قوات النظام وصلوا إلى مناطق «قسد» بعد تفاهم أولي دخل حيز التنفيذ ليلة أول من أمس (الاثنين). وأوضح أنهم «تمركزوا في بلدة عين عيسى، إضافة لمدن الباب ومنبج وعين العرب (كوباني)، هؤلاء الجنود سوف يحاربون إلى جانب المجالس العسكرية التي تتبع لقوات (قسد) إذا ما حصل أي هجوم تركي». ولفت إلى أن تلك القوات الحكومية ستقاتل إلى جانب «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قسد» لصد أي هجوم تركي مرتقب قد يستهدف مدينة منبج أو بلدة العريمة المجاورة بريف حلب الشرقي.
وأكد شامي أن القوات التركية تحاول «استفزاز» قوات النظام عبر الضربات العسكرية، بما في ذلك استهدافها بالطائرات المسيرة، كما حصل في بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي قبل يومين. وقال: «استهدفت قوات أنقرة مركزاً للقوات الحكومية في تل رفعت لاختبار رد فعلها».
سياسياً، رأى السياسي الكردي الدار خليل عضو الهيئة الرئاسية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن حلف «الناتو» منح ضوءاً أخضر لتركيا لشن عمليتها العسكرية الجديدة ضد مناطق الإدارة الذاتية شرق الفرات. وقال إن حلف «الناتو» قرر «محاربة الكرد وإبادتهم»، مشيراً إلى أن القرارات الأخيرة للحلف (في قمته بإسبانيا نهاية يونيو (حزيران) الماضي) جزء من «مخطط شامل يستهدف الكرد، وبمثابة ضوء أخضر لهجوم تركي جديد على مناطقنا». وانتقد موقف السويد وفنلندا بالانضمام إلى حلف «الناتو» وعقد صفقات مع تركيا على حساب أكراد سوريا، قائلاً: «السويد وفنلندا كان يجب أن تكونا صاحبتي موقف وأن تتبنيا مبادئهما الديمقراطية. لكن بدل أن تقدما نقداً ذاتياً للأكراد وتخطوا خطوات إيجابية (إزاءهم)، أصبحتا مصدراً لتجديد قرار الناتو المعادي للكرد». وأكد خليل أن الأكراد في سوريا «سيبدون مقاومة تاريخية... من أجل إفشال المخططات التركية (ضدهم)».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.